مشاهدة النسخة كاملة : قصص أدبية جميلة
نورة سماحة
02-04-2015, 12:09 PM
معَ ميم (م ) (http://scholar.najah.edu/publication/journal-article/determinants-labor-supply-and-labor-force-participation-west-bank-%E2%80%8Eand)
كانت حاجتي لأن أتحدث ترهقني، كان اللقاء هامّاً وعبثيّ الملامح، هناك اتجاه نحو توحيد الحوار، بالأحرى، رغبة نحو هذا التوحيد، لأنها مرحلة بناء جسرْ من الثقة الواقعية، فقد ضقنا ذرعاً برسائل الانترنت المرهقة للحس وللأيديولوجية على حدٍ ليس بسواء، حيث أن أحدنا يفصل الذات عن الموضوع عنوةً وصنعةً وهي م. ، أما أنا فلا أفصله، أمدُّه بالفوضى إلى ما لانهاية، ويحدُثُ أحياناً أن يكون احتمالُ "البيروني" بأن يحدث الفعلُ في عالمين متصلين يبدآن الفعل في نفس اللحظة لكن أحدهما غير مرئي، قد تحقق فعلاً، فأن أرسل رسالة عبر الافتراضي، وتصل الرسالة وفق صيغةٍ منطق-ضبابيّة، شبيهةٌ بـ السيبرنطقيّة، ووفقَ نظرية الفوضى لـ لورنتز عبر "تأثير الفراشة" تكون الرياح قد لامست أذُنها من فوق الحجاب أو مباشرةً بدونه، فتصلُ الرسالة عبر آليتينِ منفصلَتينِ، لكن مع اختلافٍ في توقيت الوصول، وهذا ما لم يكن موجوداً في النظام العالميّ إبّانَ عهدِ البيرونيّ، مسكين البيروني لم يرى نتيجة تفوّقهِ في فكره على ابن سينا!
الافتراضي في الآلة التكنولوجية يتَّحدُ الآن جذريّاً مع الواقع المزيّف الفوضويّ عبر منطقٍ تبادلٍ بنيويٍّ خاص، كأنّهما من جنّ سليمان متبايني الطاقات في بذل الجهد للقدرات، ومن قال بأن الجن غير متشابه مع الافتراضي في الهدف "نقل النص"؟ سواء نقل الجن للجن بطريقةِ تقانةٍ لغويّةٍ/صوتية خاصة بهم، (وإن كنتُ قد خرجتُ إلى ما-وراء الطبيعة، فقط لتقوية ربط المنهج العلميّ بالمنطقِ في غير المادّي)، أو نقل الافتراضي للافتراضي عبر آليّة جوجل الذكيّة مثلاً في اكتشاف المحتوى وتعيين إعلانٍ مناسبٍ لهُ، وإن كان الإنسان قد صَمَّمَ الـ "فنكشين" ودوالّهِ ومدلولاته، إلا أن الفنكشين مصممٌ أيضاً على الذكاء والتفكير التلقائي في آلية جوجل وبعض تقنيات الذكاء الافتراضي والتكنولوجي الجديدة، يا إلهي! إن الآلة تتحكّمُ بلقائنا، هي تدفعهُ وعالمها الافتراضي يحددّه ويحدد مواعيدهُ، وإذا قرر أن يولّدَ فيروساً يلعنُ الآلة الافتراضية يتأخر تحديد الموعد مع م. الجنُّ والافتراضي يتشابهان في نقطةٍ أخرى هي تكنولوجيّة الفعل المرئيّ، والمادّي (على الترتيب)، حيثُ يقومان بتقانة الاحتفاظ بالمرئيّ وعرضِه أو لا عرضه، لكنّه يبقى معهما.
الافتراضي يختلفُ عن الجن في وجوده، فالجن ليس مادّة، أما الآلة التكنولوجية فهي مادّة موجودة، وهذا يعني، بحسبِ وجوديّة جان بول سارتر، التحكم بالموجود، فقد أصبحت الآلة التكنولوجية في وضعها الافتراضي الموجود تتحكم بالفعلي الحقيقيّ الموجود أيضاً وتخلُقُه بفرض زمنٍ أشبه بالمباشر. وهو اللقاء بيني وبين م.، لم تعد الكرة في يد الإنسان، الإنسان يفقد قدرته على التحكم، الإنسانُ يتراجع دورهُ في خلافة الأرض! الافتراضي يتقدّم، "لاواقعُ" الافتراضي يسيطر على الكوكب !
احتجنا إلى لقاء .. وتم اللقاء بعد حوارات على الافتراضي، دامت سنتين اثنتين، مشيتنا كانت جميلة مع بعضنا، وجودُنا حقيقي، نحن لائقَين كثنائيّ لطيف في الطبيعة، والطقس كان أجمل، ولعمري أن الوقت لم يتجاوز الساعة الثامنة صباحاً !، مشينا وتنفسنا الهواء الرائق، ركبنا سيارة فِضّية، تعرّفنا على بعض المجهولين، الافتراضيّ لا يعرف أننا تعرفنا على المجهولين، بيدَ أننا لم نطرح المهمّة هذه أمامهُ. قلتُ في سِرّي: ( الحمد لله أنهُ لا يعرف، لو عرف لفضحنا على الشاشات!، ولربما تعلم مولاتُنا "آليّة جوجل" الذكيّة بالأمر .. فتكشفُ سرّنا لمولانا "فنكشن" باختيار الإعلان الموائم لموضوع النصّ).
نورة سماحة
02-04-2015, 12:20 PM
الغريبة (http://scholar.najah.edu/publication/journal-article/family-violence-against-women-its-causes-islamic-measures-deal-%E2%80%8Ewith-it%E2%80%8E)
غابت الشمس وهي جالسة هناك على المقعد الخشبي القديم في الحديقة العامة، غابت الشمس وبقيت تنتظر لعلها تأتي، نظرت في ساعتها، مرت خمسون دقيقة وهي تنتظر، نظرت حولها يمنة ويسرة، أضواء الشوارع أنيرت، والحديقة خلت من زوارها وهي لا زالت تنتظر.
تجولت في الحديقة، مشت قرب الأشجار الكبيرة، وذهبت حيث زرعت أشجار الورد، مشت طويلا، وعادت من ذاك الممر مرة أخرى إلى المقعد الخشبي القديم لعلها تجد الزائرة الغريبة لكنها لم تأت بعد.
ملّت من الانتظار الطويل، نظرت في ساعتها مرة أخرى، تزاحمت الأفكار في ذهنها، هل تذهب! أم تنتظر! يا ليتها تركت رقم هاتفها، أو عنوانا قريبا تسأل من خلاله عنها. أين هي! لم تركتني أنتظرها هنا ولم تأت!
أخيرا وقفت، قررت أن تذهب، أيّ قدر ذاك الذي جاء بذلك الاتصال عبر جوالها ليخبرها أن صديقة لها منذ عهد الطفولة تنتظرها في الحديقة العامة! مشت نحو باب الحديقة، وصلت الباب، مشت في الشارع قليلا، صامتة عابسة تلعن القدر وتشتم الأيام، ثم وقفت تتنهد واستسلمت لما كان وحاولت أن تنسى أنها كانت تنتظر أحدا ما على المقعد الخشبي القديم. أوقفت سيارة أجرة، وقالت له: فندق الشيراتون لو سمحت. كانت متعبة والوقت قد ناهز التاسعة كان يجب أن تكون هناك منذ نصف ساعة، لماذا تأخرت! الصيف طويل لكنه يمضي دائما بلا فائدة. ليس هناك ما يجعلها تصل باكراً، لكنها اعتادت أن تكون في غرفتها عند التاسعة تماما.
دخلت الفندق، نظرت حولها في الصالة، لعل تلك الغريبة لم تجدها في الحديقة فذهبت تسأل عنها في الفندق لكنها لم تكن تعرف عنوان الفندق فكيف ستأتي! يبدو أنها فكرة غبية، تنهدت مرة أخرى وذهبت تحضر مفتاح الغرفة، سألت الموظفة إن كان قد اتصل بها أحد هنا أو سأل عنها فأجابتها بالنفي، أخذت مفتاحها وطلبت منها عدم الازعاج بأي اتصالات قد تسأل عنها، كانت ترغب بليلة هادئة ساكنة.
ركبت المصعد بإتجاه غرفتها، كان زوار الفندق لا يزالون في الخارج، ركبت المصعد مع رجلين وامرأة قد جاوزت الخمسين من عمرها، يبدو أنها ليست عربية، قد تكون فرنسية، لكنها لم تتأكد، هل من الممكن أن تكون صاعدة إلى غرفتها! لعلها تلك من كلّمتها؟ لكن هل تعرف العربية! وكيف يمكن أن تكون صديقة الطفولة.
لم يلاحقها ظلّ تلك الغريبة؟ وصل المصعد الى الطابق المطلوب وخرجوا، لاحقتها بنظراتها لعلّها تنعطف يسارا لكنها ذهبت يمينا، لَم تكن ذاهبة لغرفتها، غاب آخر أمل كان للقاء تلك الغريبة. إنعطفت يسارا ومشت إلى الأمام، وعندما وصلت أخرجت مفتاح غرفتها، وأغلقت الباب وراءها بقوة، ألقت حقيبتها على السرير، خلعت حجابها بعنف لم تعهده وقميصها وألقت حذائها أسفل سريرها وألقت بنفسها على وسادتها. لحظات صامتة مرت، لكنها كانت ذاك الصمت الذي يسبق العاصفة.
بكت كثيرا ثم شهقت ثم بكت، ثم قامت تجري كالمجنونة إلى حيث المغسلة تغسل دموعها ثم تبكي، كانت أول مرة تبكي بصدق عظيم يروي عطش الغضب المجنون بداخلها. رفعت رأسها، نظرت في تلك المرآة أماها: من أنتِ؟ من أنتِ أيتها الفتاة الواقفة أمامي؟ لَم ألحظ وجودك من قبل! من أنت؟ أكنت معي طوال الوقت؟ هل كنت الغريبة التي أنتظر؟ من أنت؟ لماذا لم أشاهدك؟ ألم تلحظي غربتي ووحدتي في هذه الغرفة اللعينة وهذه الجدران الوردية الشاحبة؟ لماذا كنت هناك! لو تخبريني؟ لماذا لَم تنطقي، لماذا بقيت صامتة عابسة شاحبة طوال الوقت؟ لماذا تركت قلبي ينفطر من وحدته؟ لماذا تركتني أيتها الفتاة من غير أن تنبئيني بوجودك؟ أخجلت من نفسك؟ أم أردت أن تعاقبيني بصمتك؟ لربما كان لك في يومي مكان، أو لربما كان لك في حياتي مشهد لعل بعض الوقت معك سيترك تغييرا كبيرا في حياتي.
لِم كنت أمامي طوال الوقت ولم تنطقي بكلمة! لم بقيت عابسة صامتة غريبة، لم! لم بقيت هناك بعيدا أيتها الفتاة الغريبة الماثلة أمامي!
نورة سماحة
02-04-2015, 12:36 PM
501 درجة !! (http://scholar.najah.edu/publication/journal-article/academic-problems-facing-faculty-members-najah-national-%E2%80%8Euniversity)
لم يكن شباط هذا كما كان سابقاً، فقد كان شباط الـ 501 درجة !!
بدأت قصتي عندما قررت السكن في ذلك الحي المدعو بـ"شارع تل"، ذاك الحي البارد الماطر الذي ينتصب بين الغيوم، بل وربما فوقها.
في أول أيامي لم يكن استيقاظي كما كان معتاداً، بل كان أجمل وأكثر شاعرية على صوت "أبو أشرف التلاوي"، العجوز ذو القبعة الصوفية السوداء المزركشة والشارب الأبيض العريض ممتطيا حماره "القبرصي" المثقل بجرار الحليب واللبن ومتجولاً يطلب رزقه، أما الجزء الأفضل فقد كان قهوتي الصباحية "الثقيلة" المعتادة التي أحببت شربها من على شرفة الشقة المطلة على الـ501 درجة المودية إلى الحرم الجامعي القديم.
قصتي مع الـ501 درجة صعوداً عصراً ونزولاً صباحاً لم تكن مجرد حدث عابر، أو روتين يومي تكسره مقالة فضفاضة، بل كانت أكثر من مجرد عشر دقائق من الصعود أو الهبوط، فكل درجة تروي في ثناياها قصة وواقعاً يوميا متسلسلاً، ابتداءاً بشرفة "أم محمد" وجاراتها وأحاديث الصباح برفقة القهوة ورائحتها الفواحة، ومروراً بأطفال الروضة وطلاب المدارس والجامعيين، و"أبو خالد النابلسي" مناديا من شباك سيارته :" يللا يا رجاء اتاخرنا"، وأصحاب السيارات الصفراء المستنفرة، وانتهاءاً بآخر درجة، وهنا تكون قد وطأت المحطة الأخيرة، لتجد نفسك على مشارف الحرم الجامعي القديم، مستقبلاً نهارا جامعياً جديداً لن يخل من عبارة "طالب يا استاز؟ بطاقة لو سمحت" ولن يخلو أيضاً من زيارة لدكان "عزيز الفوريكي" المحاذي للحرم.
وهنا، تكتشف أن نهارك جميل، ولكنه سيكون أجمل لولا تلك الـ501 درجة!!
ليث عرار
نورة سماحة
02-04-2015, 01:54 PM
المملكة السامة (http://scholar.najah.edu/publication/journal-article/people%E2%80%99s-right-know)
بقلم: احمد صرصور
كتاب المراكز العلمية عربي و انجليزي
يحكى انه وقبل عشرات السنين تواجدت على سطح الكرة الارضيه قرية آمنة وادعة أهلها بسطاء....... ويحبون الغرباء........ لم يمر في قاموسهم حقد ولا حسد........ يتقاسمون الرغيف بينهم إن وجد......
وصدف أن مر من هذه القرية ثعبان..... منهك القوى نعسان....... وجوعان........ فرآه احد السكان الكرام..... وعطف عليه وغدقه بالحنان......... فأهل القرية لا يعرفون نوع هذا الحيوان........ فاعتقدوا انه أليف شأنه شأن كل حيوان.
ملّسوا على ظهره كما يملّسون على ظهر الهر........ فلم يجفل ولم يفر........ وأطعموه وكرموه وأخذت عافيته تعود إليه وتستقر...... وزاد طوله واسمن...... واخذ يتجول في القرية، يعجب بأرضها وفي قرارة نفسه يقول هذا هو الوطن...... هذا هو الوطن......
لم يكتف هذا المسكين بالعيش وحده بين الفلاحين........ فأرسل في طلب زوجته وأولاده فأصبحوا من المكرمين........ يتجولون في القرية معززون غير مهانين.
أعجبت بهذه القرية الثعابين........ فأرسلت المراسيل لكل قارص ولاسع وسام قي الأرض للمثول إلى فلسطين ............ فحضروا من كل أقطار الأرض، زرافات وجماعات، منهم من يحبو، ومنهم على أرجل كأم أربعة وأربعين.........
ازداد عددهم على مر السنين...... فاخذوا بالبكاء والأنين....... يدّعون أنهم مضطهدون...... ولبناء وطن مستعدون........
هنا وقع ما لم يكن في الحسبان........ فهذا ليس مجرد حيوان....... ولا هر أليف بل هو ثعبان....... سام ابن سام.
بدأ النزاع بين العامة والسامة. فالعامة بسيطة لا تملك سلاح........ ولكنها مفعمة بالكفاح....... والسامة لئيمة تملك كل أنواع السموم........ فمنها المخدر ومنها المحموم........ سم فتاك....... يلائم كل الأذواق...... بيولوجي وترياك........ ومنها من يخترق الجسد اختراق...... فهذا سر وجودها لا يباع في الأسواق........ يساندها العم سام، ذلك العربيد، ملك مملكة العرابيد، المتواجدة ما بعد البحار....... فكيف لفلاح بسيط، أن يقاوم ويحمي الديار....... فانه لم يصمد أمام هذا المحتل الجبار.......... وكانت أول جولة أن خسر السهول........ ولم يبق لهذا الفلاح ارض منها يعتاش، فاضطر أن يتحول لعامل في أرضه والحقول.
وأقيمت مملكة الثعابين وأطلقوا عليها اسم المملكة السامة ووصلت حدودها النفوذيه حتى مطلع الشمس ومغاربها. فإذا أراد احدهم أن ينجب طفلا في جزر الواق واق........ فما عليه إلا أن يطلب ذلك من سفير المملكة السامة، وإلا اعتبر هذا الطفل بندوق، غير شرعي، وإرهابي أو يحولوه إلى معاق......
وجاءت الجولة الثانية التي افتعلتها مملكة الثعابين....... ومرة أخرى استعملت هذا السلاح اللعين........ فهي بحاجة لتوسيع حدودها لاستقبال الوافدين....... وطرد اللاجئين.......
مرة ثانية تخسر العامة جولتها لتخسر الجبال ........ وتبقى بلا وطن متعلقة بأوهن الحبال ....... وما ترسله لها العرابيد من أقوال...... وعود كاذبة بسلام صعب المنال....... بل اضغاث أحلام أو خيال........ فيوم من الأيام، سيتغير الحال...... فدوام الاستعمار محال....... وتتبدل أجيال لتأتي بأجيال........ يقودها فارس خيّال...... يحمل اسم صلاح الدين.
فصبرا .......صبرا ........فلسطين.
نورة سماحة
02-04-2015, 01:58 PM
نهاية مبهمة (http://scholar.najah.edu/publication/journal-article/muslim-blood-relations)
المؤلف احمد حامد صرصور
... و ها قد رسى – أخيراً – على فكرة نهائية قاطعة للخلاص، و لكن ذلك لا يعني استئصال الألم والحسرة من حياته، فصاحبنا سرعان ما تدور به أموره ليعود إلى مكانه في قلب الدائرة الزرقاء المغلقة، أراد أن يخرج من ذلك الحصار، أن يدفع جدران خيبته، أن ينجح في ذلك! إلا أنه – كعادته – ينفجر لحظة اليأس (أو القنوط)، يحترق، يتحطم، ينتحر! ثم يضع قناع راحة البال من جديد ليخفي ذلك كله، ليرسم للعالم الأخرق من حوله صورته كما العالم الأخرق يريدها.
لا يبدو أنه يكترث بما يتخبط من أحداث ومصائب، كأنه يجد النهاية والمصير في نهايته ومصيره هو... تظنه يسخر من الجميع، إلا أنه في الواقع غريب عنهم، لا يجد فضاء يجمعه بهم، وكل ما يتمناه... ألا يكون مبهماً! وأضحك منه، من حماقته وغروره معاً، بل من هشاشة إرادته، تسمعه يبتهل ويتأمل ويحلم، فإذا هو فجأة يندد ويصرخ ويشتم، وفي كلا المشهدين، لا يصل خط النهاية، فتبصره في مقعده الأزلي في حلقته تلك.
مشكلة صاحبي أنه يمطرني بتشجيعه وتحفيزه وعطفه، وهو عطش حتى الموت دون ذلك! ترقص في أثيره آماله وطموحاته، وربما إنجازاته الضئيلة التي تنكمش حالما يبعث في جوه الكئيب تنهداته وأوجاعه، يصر على التقدم والصمود، حتى في قرون الشتاء التي تكاد تكون مستحيلة، ينتزع الدقيقة من دوامة لا تعرف الزمان ولا الإنسان، ينقش بأصابعه الباردة بعض مستقبله... ودائماً يسبح في خط خيالاته المستقيم! ويقول لي: لا بد أن يأتي اليوم، و"أجل لا بد سيأتي" أجيبه رغم إنكاري النغمة المريضة في كلماته لأنني على يقين أن ما يحتاجه فقط: إجابة.
....ومشغولاً على الدوام في أسرار حياته وغيرها، لا تغيب من ذاكرته تهيؤاته وهلوساته المجنونة، ويأخذ يقلب في ذهنه: سيأتي اليوم- لن يأتي - سيأتي - لن ... حتى آخر ورقة من ضميره المصفرّ. أذكّره بأن (التأجيل لص الزمان)، فيرد على ذلك بضحكة هرمة تعكس في دخيلتي أنني قد أخطأت في المقولة، لكنني فيما بعد، أدرك أن علّتي إنما كانت في اختيار (المخاطَب) فقط.
ينسى عمله (أحياناً) ليجري خلف أوهام باهتة عساه يجد فيها بعض حقيقته، يحاول أن يكسر الغربة التي يحياها عبر ابتسامة ساذجة يصنعها لأشخاص ساذجين. يؤمن بالقدر(طبعاً)؛ لا أخفيك أنني قد سمعته أكثر من ألف مرة يحوّم حول التشكيك به والعداء له، ( يدّعي) أنه ملّ وجر و(طلعت روحه)! ولكنها في الواقع لم تطلع بعد، ولهذا لا أزال أتحمل وجودها الثقيل. وصاحبي العزيز في معظم الأدوار هو المتهم، وإن لم تجده كذلك، فهو ليس البريء أبداً ! أدعوه لأن يصبر وينسج لنفسه من الشجاعة ما يدفئ موقفه لتحديد وجهته ومن ثَم، التصويب! يقول نعم، ولكنه يكذب وأعرف أنه يكذب وهو يعرف أنني، وهذا بالتحديد ما يغيظني بعض المرات (وما أكثرها)، ويحملني على التنازل عن (الإشفاق) عليه.
قال لي يوماً:"إنني أمزق دفاتري" فقلت له اذهب ومزق ملابسك! يخمد لفترة ما ولسبب (ما)، وتقول: الحمد لله، رضي صاحبنا بقضائه وخطط لعمره القادم.. وعندما تجد خواطره مهشمة تحت وسادته تدرك أن قد خانتك ألوان الشاشة وجرفك صوت التيار!
ولكن: "لماذا؟" تصرخ في وجهه ظاناً أنك غاضب أكثر(منه)، فتجيبك إشارات التعجب والتنكد في عينيه المحمرّتين! يتمنى أن ينسى ماضياً تعيساً ويتجاهل حاضراً أتعس عَلّه يعيش بعض أيامه الباقية بتعاسة أقل!
يتمنى أن تورق الصراخات في داخله وتثمر، أن تمزق ألمه الذي عاشره منذ عشرين سنة والذي لا يبدي رغبة في الرحيل - وليته يفعل!
مصيبة صديقي أنه يملك صلابة وعناداً غنمهما من معاركه العديدة مع (عيشته)، إلا أن الحزم والعزيمة لا يلينان لنداء مشاعره الغضة التي تزداد نحولاً بانطواء الزمن وتفاقم المعضلة. ضعفه لا يعني الاستسلام لكنه لا يعني التقدم أيضاً، يحاول أن يُحب كل تلك الأشياء المحيطة به، يحاول أن يعايشها، وأجل، يفلح أحياناً، ربما لأنها مجرد أشياء مغلقة دون الاستيحاء واستيعاب ما وراء الستار الداكن.
الفراغ الذي يضمه يتكلم حاله ويعمّق مأساته، رقصات الأقلام بين السطور توجعه وتثير مخاوفه وربما غيرته! قال لي صاحبي أن الضوء يرهبه وأن غطاء الليل يؤنسه، فتساءلت كيف سينتصر على عثراته دون بعض الضوء ولو خافتاً!
وقبل أيام قليلة هبّت مع رياح الخماسين نواياه في تحدي الواقع وقتل أزمته الراكدة، فكّرَ ودبر، وقلت أخيراً صاحبي قد قرر! وانجذبت حواسي لموقفه المنتظَر بسعادة قلقة، لكنني ذهبت إليه مخبئاً التوتر في جيبي داعياً الله أن ينتهي الأمر على خير، مردداً انطباع شكسبير أن (كل الأمور على خير إذا انتهت على خير)!
اقتحمت عالم صديقي دون إنتظار فألفيته كما تركته قبل عام وعامين وثلاثة أعوام، ولا أظنك تود سماع القصة من البداية، لكن لا تشغل بالك بأمر صديقي فيبدو أنه قد خلق لبؤسه سماء وسكن فيها بروحه وجسده.
صار عندما يقول لي "تعبت" أقول له اذهب إلى الجحيم أو حطم رأسك على أقرب حائط! فلقد تعبت (أنا) من تأجيلك العقيم وتعبك! ولست أملك إلا أن أدخل مملكته بين حين وآخر فأقرأ في ظلال وحشة عينيه أملاً خجلاً قد يكبر وقد لا يكبر.
نورة سماحة
02-04-2015, 02:02 PM
ليلة باردة وحلم ضائع (http://scholar.najah.edu/publication/journal-article/contributions-islamic-banks-palestinian-banking-activity)
بقلم : هلال كمال علاونه
قسم الصحافة
ليلة باردة وحلم ضائع
كنت ارتشف كوبا من الشاي، في إحدى ليالي كانون الأول القارصة البرودة، وألاعب ابنة عمتي التي أتمت ربيعها الأول قبل أسبوعين، كان ذلك في بيتهم، ولا تكاد حجرة التلفاز تخلو من ضحكات هذا وهمسات تلك! ولا تخلو أيضا من تعليقات زوج عمتي ( أبو احمد ) الذي كان يحب أن يبدي رأيه، خاصة في المسلسلات التركية، ثم وبلا مقدمات، توقف الكلام ورنات الجوف في الحلق، وخشعت الأصوات والضحكات معا، ولم ينبس أحد ببنت شفه، وخيم صمت رهيب على المكان.
كنا قد سمعنا هذا الضجيج البارحة، ولكننا لم نتخيل ولو لبرهة، أن ترجع عقارب الساعة أربعا وعشرين ساعة للوراء.
- كل شيء متوقع بالنسبة لي، ما هز سمعكم هم قنبلة صوت، هكذا وبكل بساطة، قلت لعمتي أم أحمد.
- أليس موعد جنود الاحتلال وخفافيش الظلام الساعة الحادية عشر ليلا، والساعة الآن الثامنة والنصف، احد الجيبات العسكرية على بعد مئة متر من هنا، يجب أن تنام عندنا الليلة .
أجبتها بأن لدي الكثير مما يجب إنجازه، لا سيما دراسة بعض قواعد اللغة الفرنسية، لا بد أن أذهب الآن.
وإذ بها تقول لي انتظر قليلا صوت سيارة قوي يقترب نحونا، قلت لها إنها سيارة أجرة ستكشف لي الطريق الذي سأمر منه إلى بيتي، خرجت من بيت عمتي أم أحمد، وإذا بالسماء تمطر قنابل مضيئة، وزخات الرصاص تملأ المكان، وتذكرت نصيحة زوج عمتي أبو احمد: امش بسرعة وكن حذرا، لم يكن صوت الرصاص وحده الذي يملأ المكان، بل كان هناك صوت آخر، هو صوت الكلاب التي تنبح، خاصة عندما تشم رائحة البارود من رشاشات ام 16، التي يحملها جنود الاحتلال.
وفي الطريق إلى المنزل، إحدى السيارات غيرت طريقها، واتجهت نحوي، أدركت عندها أن الشارع المقابل مليء بجنود المشاة، ودوي الرصاص ينطلق من البنادق من نفس الشارع، وبعد برهة كنت في البيت.
لكن أين أخي؟ لقد شاهدته قبل العشاء مع أصحابه في إحدى شوارع القرية، سارعت بسؤال أبي وأمي عنه، قالا لي انه خرج ولم يعد.
لكن أين هو الآن وسط هذه المعركة ؟ التي ليس فيها إلا عسكر واحد، هو عسكر الاحتلال، أجابتني أمي لا بد أنه في بيت عمك جمال – أبو محمد - اتصلت بهم على الفور، أجابني أحدهم بأنه ليس عندهم، لكن أين هو ألان؟ جواله مغلق، حاولت الاتصال به مرة تلو المرة
غرفتي تطل على الشارع وهي مرتفعة عن بناء البيت، واصعد إليها عبر الدرج، وتقع على الشارع الذي يصل بيتنا بالشارع الرئيسي، وهي في نفس الوقت مقابلة لمستوطنة ألون موريه.
صعدت إلى الغرفة وإذ بجنود المشاة يجوبون الشارع أمامي، كل واحد عن اثنين في الحجم، إذ كان الواحد منهم يحمل وزنه ومثله معه عتادا وأسلحة، لكن ما السبيل ألان إلى إعلام أخي بوجودهم ؟ حاولت الاتصال به مرة أخرى، حتى أجابني أخيرا، كان ما يزال في الشارع، وكنت اسمع دوي الرصاص يدق في أذني عبر الجوال، أخبرته بأن يتجه إلى بيت عمي، لان شارع بيتنا والشارع المقابل مكتظ بالمشاة من جنود الاحتلال، وإذا بأحدهم ينادي ويصرخ لقد جئت ..
وانقطع الاتصال مع صوت رصاص يدوي في الأجواء، لم يكن صوت أخي الذي انطلق مع الرصاص، ربما كان صوت احد المستعربين المرافقين للجيبات العسكرية، اتصلت ببيت عمي، وسألتهم بأن ينام شقيقي عندهم، وبأن لا يعود حتى الصباح، ونام في بيت ابن عمي.
رن هاتف المنزل، إنه احد الأقرباء من حي الضاحية التي تكشف القرية ، أخبرنا بالعدد الهائل من الجيبات التي تجوب القرية، وأنهم يسمعون صوت دوي الرصاص بوضوح، أرادوا الاطمئنان فحسب، وكذلك أراد أحد أخوالي بعد خمس دقائق من الهاتف الأول.
لقد فكر والداي كثيرا في أمر الغرفة، وقالا لي: يجب أن لا تنام في غرفتك الليلة، لأنها مكشوفة تماما أمام المستوطنة، أجبتهما بأنها غرفتي وفيها أنام وفيها ألاعب أختي الصغيرة – أمل ابنة الخمس سنوات – وفيها ادرس، وفيها أمارس هواياتي عبر الكمبيوتر، وفيها حياتي كلها، أأتركها بهذه البساطة لأنام في غرفة أخرى؟! مهما يكن من أمر هي وطني المصغر الذي يعيش في قلبي .. ونمت تلك الليلة وأنا أحلم بأن أصبح على وطن، تصبحون على وطن.
نورة سماحة
02-04-2015, 02:07 PM
في العالم الآخر... ليث عرار (http://scholar.najah.edu/publication/journal-article/basic-performance-teaching-competencies-teachers-first-basic-)
اللد
كان انتقالي من الحياة الجامعية إلى حياة العمال كمرحلة مؤقتة ليس بالأمر السهل كما ظننت، وبالرغم من خبرتي السابقة، إذ انه كان تغييراً جذريا في كل شيء، العادات اليومية والساعة البيولوجية والطعام والشراب والنظام ـ إن وجد ـ وحتى اللهجة واللغة أحيانا.
فهناك، المئات من الشباب الفلسطيني أو كما قال احدهم "الضفاوية" الساعي لكسب العيش في ظل كل تلك المصاعب، هناك حيث تعمل وتكد طوال نهار كامل ليقال لك أخره:"زي لو توف"!، هناك حيث التحدي والصبر والجلد والإصرار على الحياة.
هناك... حيث يستقر الغبار في كل ناحية من جسدك، ويمتزج فراشك برائحة العرق والسردين والتونا، هناك حيث لن تحصل على دوش ساخن لأسبوعين أو ثلاثة بل وربما لشهرين أو ثلاثة، وهناك ستشتاق لخبز الطابون وكأنك لست في وطنك!
هناك... حيث تصبح الحاجة أم الاختراع، لتجد نفسك مبدعاً في صناعة أدوات المعيشة من ابسط المواد، هناك حيث مسكنك ومنامك وسجنك وعملك وعالمك الخفي، هناك حيث يلتم الشمل الفلسطيني، فتجد الخليلي والغزاوي والنابلسي والطوباسي والقلقيلي والجينيني والكرمي والمقدسي والفحماوي والسبعاوي والنصراوي.
هناك... حيث لا تستطيع الخروج إلى الشارع، المشي والتبضع، هناك حيث يصبح الحصول على بطيخة مكسباً عظيماً ليترافق أكلها بطقوس وترانيم أشبه ما تكون بالهندية وما في ذلك من الغناء والأهازيج والدوران حول البطيخة!!
هناك... حيث التناقضات والمفارقات، هناك تجد المحامي والمهندس والأستاذ عاملاً، هناك حيث يصبح السبت متنفساً وحيدا لتبادل الزيارات العمالية، وشرب الشاي والقهوة، وفلترة التبغ "العربي" وغسل الملابس بالماء البارد والصابون ـ بل وربما بسائل الجلي ـ، وكتابة المقالات والاستماع لإذاعة فلسطينية وتحضير وجبة اندومي سريعة والاستماع لترانيم السبت اليهودية!!
هناك... مهد المآسي ومنبع الآلام، هناك تجد غزاويا انقطع به السبيل وحالت لقمة العيش بينه وبين أهله وزوجته وطفله الذي فتي بعيداً عن كنف والده غزاوي الأصل وضفاوي الهوية! والمشتت والمرهون بحالات سياسية معقده!!
هناك... تبحث عن معنى الحرية، وتكتشف أن ذلك معنى لايدركه الكثيرون ولا يبحث عنه سوى من نالت منه تلك الأيدي المجبولة بالحقد والكره لكل ما هو عربي وينطق العربية.
هناك... في العالم الآخر... حيث تقف عصراً ومع غروب الشمس لتنظر شرقاً... غرباً... شمالاً... وجنوباً... تتزاحم الأفكار في رأسك... هذه الأرض عربية... ماؤها وهواؤها عربي...عبقها ونسيمها عربي... الشجر والحجر والتراب عربي...طائر الحسون عربي... كل ما فيها عربي... إلا انك فيها الدخيل والغريب!!
سلوى حامد
02-21-2015, 03:39 AM
كتير حلوة جدااااااااااااا
محمد ناجي
02-25-2015, 08:06 AM
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
http://88lou.net/2.gif
العاب 2015 (http://88lou.net/2015games)
Powered by vBulletin® Version 4.2.3 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir