احمد العتيبي
10-24-2013, 06:24 AM
نوبل للإرهاب..
سهيل كيوان
October 23, 2013
تهمة الإرهاب ليست جديدة أبدًا، أطلقها حكام من شتى أرجاء الكون على معارضيهم في كل العصور، وهي تهمة خطيرة، عقوبتها الموت أو السجن والحرمان والنفي لمدد طويلة، قد تحمل تسميات أخرى تلائم مجتمع المتهِمين والمتهَمين مثل الزندقة والردة والخروج عن الملة كما وصف شيخ أزهري جماعة الإخوان المسلمين في مصر، لمنح السيسي مبرّرا روحيًا شرعيا لقتلهم ،وليس خلعهم عن الحكم وسجنهم فقط، إضافة إلى رمي المعارضين بأخلاقهم وأعراضهم لتبرير التنكيل بهم وحث العامة على الابتعاد عنهم والتخويف من الاقتراب منهم، مثل قصص ‘جهاد النكاح’ والمجاهدات اللاتي ضاجعن عددًا كبيرًا من المجاهدين في اليوم الواحد، ولا نستبعد أن ينشروا شريطا مسجلا لشيخ ‘إرهابي’ يُفتي بجواز نكاح الرجل للرجل في ساحة الجهاد، فكل ما يخدم محاربة المتمردين والمعارضين حلال ومشروع.
وعلى سبيل تبرير القمع والتحريض، زعمت صحيفة الأهرام أن تركيا تضغط على حماس كي لا تقدم اعتذارًا لمصر، وهذا يعني ضمنا أن حماس ارتكبت جريمة بحق مصر، وهي معترفة بذنوبها تجاه الوالدة الحنون وتريد الاعتذار، ولكن هناك من يضغط عليها فيبقيها ابنة عاقة، وهي تركيا المعلونة التي سلّمت إيران عشرة جواسيس لإسرائيل، وتوترت وتشنجت علاقتها بها بسبب موقفها من ممارسات الأخيرة وخصوصًا حصار غزة، التي يفترض أن لا تكون محاصرة ما دام أن حدودها مع أم الدنيا.
تركيا المعلونة لا تكتفي بتخريب علاقة حماس بمصر، بل تضغط عليها لمنعها من المصالحة مع سلطة رام الله، وكأن لسلطة رام الله حرية التصرف والرأي، وليست إسرائيل هي التي تقرر لها الحلال والحرام حتى لو كان بيّنا، مثلما هي التي تسمح للطيران الحربي المصري بالتحليق أو عدمه فوق سيناء لمحاربة ‘العدو المشترك’ذي الأنفاق المشتركة.
في غزة التي فيها جوع لا يوازيه جوع سوى جوع ما تبقى من سكان مخيم اليرموك، يعرض بعض الناس كلاهم للبيع ليستطيعوا إطعام أبنائهم، هؤلاء الجياع تلاحقهم تهمة الإرهاب والمسّ بسيادة أم الدنيا، لتبرير مواصلة الحصار بكافة أشكاله، ولتأكيد وتحليل تهمة تخابر الرئيس المقلوب مع جهة إرهابية.
تهمة الإرهاب أو دعمه باتت صرعة جاهزة، بإمكان كل من يقمع شريحة ما أن يمتشقها، وما على الحاكم سوى أن الصياح إرهاب إرهاب،كي يحظى بالتفاتة كريمة وتفهّم من الغرب وأمريكا وإسرائيل، وهي كلمة السر التي تجعلك شريكًا في محاربة عدو مشترك.
ومن الإرهاب إلى نوبل للكيمياء، فقد منحت الجائزة هذا العام لثلاثة علماء، اثنان منهم يحملان جنسية إسرائيلية إلى جانب الأمريكية، ومن حق رئيس النظام السوري أن يزعل، وذلك أنه استخدم الكيماوي وأجرى تجارب عملية به على البشر ولم يمنحوه الجائزة، علما أنها منحت لعالمة إسرائيلية قبل سنوات قليلة مباشرة بعد ضرب غزة بالفوسفور، كذلك يحق له أن يزعل ليس فقط بسبب نوبل للكيمياء بل أيضا بسبب حرمانه من نوبل للسلام، فقد دعا هو بنفسه أمريكا والعالم أن يكلفوا خاطرهم ويتفضلوا لتفكيك سلاحه الكيماوي خشية وقوعه بيد ليست أمينة، قد تستخدمه في يوم من الأيام لا ضد عرب ولا ضد مسلمين بل كعامل ردع لإسرائيل عن استخدام أسلحة إبادة جماعية، وهذه لفتة كريمة من النظام، تعبّر وتلخص رؤيته الإنسانية وشفافيته وسلميته، طبعا سيقول البعض..ومن أين لك يا أستاذ أن تؤكد بأن النظام هو الذي استخدم الكيماوي وليس الإرهابيون..يا سادة منذ تلك التجربة الكيماوية وما تبعها من تهديدات حتى بدء التفكيك، لم نسمع عن تجارب مماثلة، ولو أنها من صنع الإرهابيين فلماذا لا يستخدمونها الآن ضد قوات النظام.
حاول السيد عباس زكي من السلطة الفلسطينية استرضاء هذا النظام المسالم، فنسب فضائل الشعب السوري ونخوته وشهامته منذ عام النكبة تجاه أخوته الفلسطينيين للنظام نفسه، بل لرأس النظام، أي أنها محاولة تجميل للنظام،وتبرئة لساحته من جريمة حصار مخيّم اليرموك، وحمّل ‘المسلحين’ مسؤولية عدم تمكين النظام المعروف بحفظه لحقوق الإنسان وكرامته، إدخال مواد غذائية إلى المخيم، ورغم هذه المحاولة الاسترضائية الشفافة لم يقتنع النظام بصدق السيد زكي، لأن ما لا يخرج من القلب لا يدخل الى القلب،ولا بد أن السيد عباس زكي نطقها من طرف لسانه وليس من قلبه، وهكذا يستمر الحصار القاتل وتحليل أكل الكلاب والقطط إذا وُجدت، وهو يُذكّر بحصارات أخرى لا تقل همجية شارك فيها هذا النظام عبر تاريخه الأسود. هذا النظام الذي تسبب بأفظع المآسي لشعبه لا يستحي رئيسه ولا يستبعد ترشيح نفسه للرئاسة من جديد، وذلك لوضع العصا في عجلة ما يسمى مؤتمر جنيف 2، وذلك أن شطرًا من المعارضة يشترط لمشاركته ضمان استقالة رئيس النظام الذي حرم عنوة من نوبل للكيمياء ونوبل للسلام ونوبل للإرهاب.
سهيل كيوان
October 23, 2013
تهمة الإرهاب ليست جديدة أبدًا، أطلقها حكام من شتى أرجاء الكون على معارضيهم في كل العصور، وهي تهمة خطيرة، عقوبتها الموت أو السجن والحرمان والنفي لمدد طويلة، قد تحمل تسميات أخرى تلائم مجتمع المتهِمين والمتهَمين مثل الزندقة والردة والخروج عن الملة كما وصف شيخ أزهري جماعة الإخوان المسلمين في مصر، لمنح السيسي مبرّرا روحيًا شرعيا لقتلهم ،وليس خلعهم عن الحكم وسجنهم فقط، إضافة إلى رمي المعارضين بأخلاقهم وأعراضهم لتبرير التنكيل بهم وحث العامة على الابتعاد عنهم والتخويف من الاقتراب منهم، مثل قصص ‘جهاد النكاح’ والمجاهدات اللاتي ضاجعن عددًا كبيرًا من المجاهدين في اليوم الواحد، ولا نستبعد أن ينشروا شريطا مسجلا لشيخ ‘إرهابي’ يُفتي بجواز نكاح الرجل للرجل في ساحة الجهاد، فكل ما يخدم محاربة المتمردين والمعارضين حلال ومشروع.
وعلى سبيل تبرير القمع والتحريض، زعمت صحيفة الأهرام أن تركيا تضغط على حماس كي لا تقدم اعتذارًا لمصر، وهذا يعني ضمنا أن حماس ارتكبت جريمة بحق مصر، وهي معترفة بذنوبها تجاه الوالدة الحنون وتريد الاعتذار، ولكن هناك من يضغط عليها فيبقيها ابنة عاقة، وهي تركيا المعلونة التي سلّمت إيران عشرة جواسيس لإسرائيل، وتوترت وتشنجت علاقتها بها بسبب موقفها من ممارسات الأخيرة وخصوصًا حصار غزة، التي يفترض أن لا تكون محاصرة ما دام أن حدودها مع أم الدنيا.
تركيا المعلونة لا تكتفي بتخريب علاقة حماس بمصر، بل تضغط عليها لمنعها من المصالحة مع سلطة رام الله، وكأن لسلطة رام الله حرية التصرف والرأي، وليست إسرائيل هي التي تقرر لها الحلال والحرام حتى لو كان بيّنا، مثلما هي التي تسمح للطيران الحربي المصري بالتحليق أو عدمه فوق سيناء لمحاربة ‘العدو المشترك’ذي الأنفاق المشتركة.
في غزة التي فيها جوع لا يوازيه جوع سوى جوع ما تبقى من سكان مخيم اليرموك، يعرض بعض الناس كلاهم للبيع ليستطيعوا إطعام أبنائهم، هؤلاء الجياع تلاحقهم تهمة الإرهاب والمسّ بسيادة أم الدنيا، لتبرير مواصلة الحصار بكافة أشكاله، ولتأكيد وتحليل تهمة تخابر الرئيس المقلوب مع جهة إرهابية.
تهمة الإرهاب أو دعمه باتت صرعة جاهزة، بإمكان كل من يقمع شريحة ما أن يمتشقها، وما على الحاكم سوى أن الصياح إرهاب إرهاب،كي يحظى بالتفاتة كريمة وتفهّم من الغرب وأمريكا وإسرائيل، وهي كلمة السر التي تجعلك شريكًا في محاربة عدو مشترك.
ومن الإرهاب إلى نوبل للكيمياء، فقد منحت الجائزة هذا العام لثلاثة علماء، اثنان منهم يحملان جنسية إسرائيلية إلى جانب الأمريكية، ومن حق رئيس النظام السوري أن يزعل، وذلك أنه استخدم الكيماوي وأجرى تجارب عملية به على البشر ولم يمنحوه الجائزة، علما أنها منحت لعالمة إسرائيلية قبل سنوات قليلة مباشرة بعد ضرب غزة بالفوسفور، كذلك يحق له أن يزعل ليس فقط بسبب نوبل للكيمياء بل أيضا بسبب حرمانه من نوبل للسلام، فقد دعا هو بنفسه أمريكا والعالم أن يكلفوا خاطرهم ويتفضلوا لتفكيك سلاحه الكيماوي خشية وقوعه بيد ليست أمينة، قد تستخدمه في يوم من الأيام لا ضد عرب ولا ضد مسلمين بل كعامل ردع لإسرائيل عن استخدام أسلحة إبادة جماعية، وهذه لفتة كريمة من النظام، تعبّر وتلخص رؤيته الإنسانية وشفافيته وسلميته، طبعا سيقول البعض..ومن أين لك يا أستاذ أن تؤكد بأن النظام هو الذي استخدم الكيماوي وليس الإرهابيون..يا سادة منذ تلك التجربة الكيماوية وما تبعها من تهديدات حتى بدء التفكيك، لم نسمع عن تجارب مماثلة، ولو أنها من صنع الإرهابيين فلماذا لا يستخدمونها الآن ضد قوات النظام.
حاول السيد عباس زكي من السلطة الفلسطينية استرضاء هذا النظام المسالم، فنسب فضائل الشعب السوري ونخوته وشهامته منذ عام النكبة تجاه أخوته الفلسطينيين للنظام نفسه، بل لرأس النظام، أي أنها محاولة تجميل للنظام،وتبرئة لساحته من جريمة حصار مخيّم اليرموك، وحمّل ‘المسلحين’ مسؤولية عدم تمكين النظام المعروف بحفظه لحقوق الإنسان وكرامته، إدخال مواد غذائية إلى المخيم، ورغم هذه المحاولة الاسترضائية الشفافة لم يقتنع النظام بصدق السيد زكي، لأن ما لا يخرج من القلب لا يدخل الى القلب،ولا بد أن السيد عباس زكي نطقها من طرف لسانه وليس من قلبه، وهكذا يستمر الحصار القاتل وتحليل أكل الكلاب والقطط إذا وُجدت، وهو يُذكّر بحصارات أخرى لا تقل همجية شارك فيها هذا النظام عبر تاريخه الأسود. هذا النظام الذي تسبب بأفظع المآسي لشعبه لا يستحي رئيسه ولا يستبعد ترشيح نفسه للرئاسة من جديد، وذلك لوضع العصا في عجلة ما يسمى مؤتمر جنيف 2، وذلك أن شطرًا من المعارضة يشترط لمشاركته ضمان استقالة رئيس النظام الذي حرم عنوة من نوبل للكيمياء ونوبل للسلام ونوبل للإرهاب.