المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طائرات السيسي وطائرة العدوية



احمد العتيبي
08-13-2013, 06:15 AM
طائرات السيسي وطائرة العدوية


بقلم: توفيق محمد*
الثلاثاء, 13 أغسطس 2013 - 01:30 am


http://elshaab.org/articles_images/13_08_2013_1140224439_88008.jpg


تعيش القاهرة في الأسبوع الأخير حراكا دبلوماسيا غير مسبوق منذ انقلاب الدم الممهور سيسيا وبرادعيا وحمديا وبدويا وعمريا... والمدفوع واشنطنيا وتل أبيبيا وإمارتيا وسعوديا، وبدون الدخول في التفصيلات التي أضحى يعرفها الصغير قبل الكبير، فان هذا الحراك يأتي لينقذ الانقلابيين من المأزق الذي وقعوا فيه، وأوقعوا فيه مصر الدولة والشعب في أتون فتنة نسأل الله أن يحميها منها، ويأتي هذا الحراك ليمدهم بحبل الإنقاذ يحاولون أن يستلوه من التحالف الوطني لاستعادة الشرعية تارة، أو من حركة الإخوان المسلمين تارة أخرى عبر محاولاتهم الإلتقاء بالمهندس خيرت الشاطر في محبسه، أو عبر لقائهم بقيادات الأحزاب الداعمة للشرعية، ولكنهم في كل الأحوال قد سمعوا جوابا واحدا من ممثلي الشرعية، فالمهندس خيرت الشاطر- حفظه الله وفرج الله كربه وكروب كل المعتقلين- على اختلاف روايات حدوث اللقاء بينه وبين وزيري خارجية قطر والإمارات ونائب وزير الخارجية الأمريكية وممثل الإتحاد الأوروبي إلا أن الوفد أخذ جوابا واحدا من الجميع وهو: إذهبوا إلى الرئيس الدكتور محمد مرسي فهو الوحيد المخول بالحديث نيابة عن الشعب المصري الذي يملأ ميادين الحرية في كل ربوع مصر، وليس فقط في ميدانيْ رابعة العدوية والنهضة.


كم أنت كبير أيها التحالف الوطني لدعم الشرعية، وكم أنت كبيرة يا حركة الإخوان المسلمين، وكم أنت كبير أيها المهندس خيرت الشاطر، كم أنت كبير أيها الشعب المصري الذي فوضت رئيسك المختطف فقط في الحديث عنك، كم أنت كبير وأنت تعلم أنك تقف هذا الوقوف الرائع، وتصمد هذا الصمود المشرف دفاعا عن الشرعية التي فوضت فيها الرئيس محمد مرسي، وفقط الرئيس محمد مرسي للحديث باسمك، وأنت تُعلِّم العالم أجمع أنك تدافع عن حريتك وحرية كل العالم العربي، وأنت تدافع عن خيارك الوطني الحر الكريم، وأنت تدافع عن قيم الديمقراطية لك ولكل العالم.


الزيارات والمبادرات التي ملأت الفضاء المصري للخروج من الأزمة التي زج بها الإنقلابيون مصر كثيرة وجلها تهدف إلى مد حبل الإنقاذ ليس للشعب المصري إنما للانقلابيين بالنزول عن الشجرة التي اعتلوها مع الإبقاء على مختطفات الانقلاب يوم 30.6.2013 خلا تلك المبادرات المنطلقة أصلا من الحفاظ على منجزات ثورة 25 يناير.


الشيخ محمد حسان


كان من ابرز المبادرات التي شهدها الفضاء المصري تلك المبادرة التي نسبت للشيخ محمد حسان والتي قيل إنها في الحقيقة هي مبادرة المجلس العسكري قدمها له اللواء ممدوح شاهين الذي يتمتع بعلاقة جيدة مع الشيخ حسان.


المبادرة في ملخصها تعترف بالإنقلاب، وتثبته تحت مسمى حقن الدماء المصرية، وقد أطل الشيخ على الشاشة بعد أن عاد من غيبة طويلة في السعودية ليقدم هذه المبادرة والدموع تملأ خديه، ولكن الكلام يثبّت الإنقلابيين، بل ويعفيهم من المساءلات القانونية، وهم من يجب أن يحاكموا بتهمة الخيانة العظمى.


كنا نتمنى على الشيخ محمد حسان أن يختار موقفه في المكان الذي يقف فيه كل أحرار الشعب المصري، كنا نتمنى على الشيخ محمد حسان، وقد وضحت خيوط المؤامرة بما لا يدع مجالا للشك أنها أمريكية الصنع وإسرائيلية الهوى، كنا وما نزال نتمنى على الشيخ حسان أن ينزل اليوم قبل الغد إلى ميدان رابعة العدوية يقف مع المدافعين عن الشريعة والشرعية لا أن يمثل دور الوسيط بين ممثلي الإرادة الأمريكية والإرادة الإسرائيلية وبين ممثلي الإرادة الربانية، وإننا لنعجب من الثقة التي أبداها الشيخ بوعد السيسي له بعدم فض الاعتصام بالقوة، فهذا السيسي قد حنث بيمينه وخدع رئيسه الذي أقسم يمين الوفاء أمامه على كتاب الله جل وعلا، هذا السيسي خدع رئيسه وخدع الشعب المصري وكذب عليه فكيف تثق به يا شيخ.


هذا الانقلاب يا شيخ محمد يسعى أن يبقي مصر تتسول واشنطن ودول الكازيات بينما مشروع مرسي هو مشروع نهضة شعب ونهضة امة فأين تحب أن تقف؟ الدموع يا شيخ لا تبني وطنا يريد هدمه السيسيون.


طائرات السيسي وطائرة العدوية


طائرات السيسي ملأت فضاء ميدان التحرير يوم 30.6.2013 وصورت المعتصمين هناك، وقام مخرجو قنوات الفتنة والشيطنة بتضخيم الأعداد وتهويلها حتى تبرر الإنقلاب الدموي يوم 3.7.2013 ، المهم أنه تم تسخير ممتلكات الجيش وطائراته لهذه الغاية، بينما في رابطة العدوية فإن المهندسين هناك قاموا بصناعة طائرة بدون طيار وزودوها بكاميرات حديثة حتى تصور الحشود الحقيقية للشعب المصري، الفرق بين الحالتين أننا في ميدان التحرير أمام متسولي أمريكا وكازيات الخليج، وفي رابعة العدوية نحن أمام العقول المبدعة التي تسعى لتصنيع طعامها وسلاحها ولباسها لتنهض بمصر الدولة والشعب إلى مصاف الدولة والمتقدمة وليس هذا ببعيد إلا على عن من يهوى التفيؤ في ظلال أو تحت البيادة (البسطار). هذا هو الفرق.



*رئيس تحرير صحيفة صوت الحق والحرية بفلسطين المحتلة 1948