المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفة مع الدكتور البرادعى!



احمد العتيبي
06-24-2013, 07:48 AM
وقفة مع الدكتور البرادعى!


http://www.almesryoon.com/images/thumbs/186/cat_69.jpg


طه خليفة (http://www.almesryoon.com/المقالات/طه-خليفة)


أحدث مطالب محمد البرادعي أن يستقيل الرئيس مرسي لتحقيق أهداف الثورة!


لست من أعداء البرادعي، بل كنت من محبيه وداعميه، لكن مسيرته منذ عاد للقاهرة وحتى اليوم مرورًا بالثورة وأحداثها لا تقول إنه يصلح زعيمًا، أو يمكن الاتكاء عليه، هو مثل الحائط المائل لا يحمي من يجلس وراءه، بل قد يسقط فوق رأسه. كنت وآخرون نراهن عليه ليكون قائدًا للتغيير، وقوة دفع للأمام خلال الفترة التي قضاها في عهد مبارك قبل سقوطه، لكن البداية القوية للجمعية الوطنية للتغيير التي أسسها انتهت نهاية دراماتيكية بانسحاب أبرز أعضائها من الشخصيات السياسية الكبيرة من حوله، لأنه رحالة خارج مصر غير متفرغ لقيادة نضال وطني، وأسلوب إدارته ينزع للفردية والفوقية، كما ماتت أثار فكرة التوقيعات، لأن مسيرتها لم تكتمل، وهي التوقيعات التي جمع معظمها الإخوان الذين لا يتوقف عن الهجوم عليهم، والتحريض ضد الرئيس الخارج من صفوفهم، تحريض الليبرالي الأكبر للجيش للعودة للسياسة والإطاحة برئيس منتخب وفق آليات الديمقراطية الغربية التي لا يتوقف عن تعليمنا إياها، وتحريض الوطني الأكبر لـ أوباما والاتحاد الأوروبي للضغط على مرسي والتدخل في شئون مصرية داخلية.


لا يخجل البرادعي عندما يطالب الرئيس بالاستقالة، وهو من انسحب، أو بالأدق تهرب من دخول الانتخابات، والنزول للشارع، والتعرف على المصريين عن قرب بحجج واهية، كما سبق وتهرب من تشكيل حزب سياسي بعد الثورة لدخول معترك العمل السياسي على الأرض من خلال الانتخابات البرلمانية، وليس من القصور والفنادق، ولما زاد الضغط عليه شكل حزب "الدستور"، لكن الأزمات والانسحابات تعصف به منذ اليوم الأول احتجاجًا على الإدارة الفردية التي تنزع للاستبداد من ليبرالي يحارب استبدادًا مزعومًا للرئيس، وفرضه شخصيات بعينها في إدارة الحزب الملاكي من دون انتخابات، وأخيرًا ترحيبه بالفلول في الحزب الذي تدكه الأزمات، وسنرى حظوظه في الانتخابات البرلمانية القادمة لو تجرأ وشارك فيها، وإذا كان البرادعي غير قادر على الإدارة الديمقراطية داخل حزب من مائة فرد، أو ألف، فكيف سيقود بلدًا من 90 مليونًا؟ وكيف سيحقق أهداف الثورة التي يرى أن مرسي لم يحققها؟ تلك الثورة المظلومة التي صار لها مليون أب، ومليون زعيم، ومليون متحدث باسمها، ومليون متاجر بها.


سيكون مقبولاً أن يطالب الثلاثة الكبار الخاسرون: شفيق وصباحي، وأبو الفتوح، وحتى موسى، الرئيس مرسي بالاستقالة لأنهم كانوا شجعانًا، وخاضوا السباق الانتخابي وخسروا بشرف، أما البرادعي فقد جبن، وواصل الهرب إلى الخارج في سياحة المؤتمرات والندوات عن الانخراط في تحمل مسئوليات وطنية بشكل عملي، لذلك لا يحق له اليوم أن يطالب رئيس شجاع واجه الاعتقال والتنكيل ثم يترشح ويفوز ويتعرض للأهوال خلال أول عام له في الحكم.


البرادعي يفر من معارك طرح الثقة في الشارع، يريد أن يأتيه المنصب وهو جالس في بيته، ثم يقرر هل يتنازل ويقبل، أم لا؟ يريد أن يمارس السياسة بالشوكة والسكين دون أن تتعفر قدماه في تراب القرى، أو تتسخ ملابسه برذاذ مياه الصرف في الأحياء الشعبية.


أتذكر الراحل فؤاد سراج الدين ابن الباشوات الذي زارنا في قريتنا في مناسبة انتخابية قبل رحيله، وقال إنني جئت قريتكم هذه أيام الملكية، وخطبت في أهلها وأنا أقف على "كوم تراب"، لذلك كان سياسياً حقيقياً، ومن بعده دخل "الوفد" في التيه، ولم يخرج.


وداعاً يا دكتووور.