احمد العتيبي
09-28-2012, 01:06 AM
حقوق 'اللاجئين' اليهود في الدول العربية...
سهيل كيوان
2012-09-26
كل الدلائل تشير إلى أن إسرائيل ذاهبة في اتجاه طلب تعويضات من جامعة الدول العربية، تعويضات للعمال من بني إسرائيل الذين عملوا في بناء الإهرامات وتشييد (أبو الهول) وقصور الفراعنة وقبورهم، والزينة والمكياج والأصباغ والموسيقى وغيرها مما استعمله الفراعنة، فلا حق يموت ووراءه مطالب.
هناك مؤشرات وتلميحات كثيرة تشير إلى هذا الاتجاه، وإذا حسبنا المبالغ المستحقة للعمال اليهود في مصر القديمة وربطناها بالفوائد المتراكمة حسب الفوائد المتبعة في البنك الدولي فإنها ستكون خيالية، خصوصا أنهم خبراء وليسوا مثل غيرهم، ولهم ميزات الشعب المختار، التي لا يتمتع بها أحد غيرهم، بدليل اختيار يوسف الصديق أمينا عاما على خزائن مصر من بين مئات حاملي الشهادات العليا في الرياضيات الفرعونية. وإذا علمنا أنه لولا يوسف الصديق وهو ابن يعقوب الذي هو إسرائيل نبي الله، الذي فسّر للفرعون منامه بالسبع السمان ونصيحته بتوفير مخزون القمح للسبع العجاف وطريقة التخزين الإعجازية، لكانت مصر في خبر كان منذ تلك الأيام. وبحساب بسيط من مستحقات العمال اليهود وخبرتهم وأتعاب يوسف الصديق منذ آلاف السنين وحتى يومنا لن تكفي أموال مصر والأمم الفرعونية والعربية والإسلامية كلها تعويضا لهؤلاء المساكين.
كل هذا ولم نحسب بعد مطاردة موسى عليه السلام الرضيع من قبل الفراعنة ومعاناة والدته وخوفها الشديد عليه بعد أن ألقي به في اليمّ، ولم نحسب بعد الاعتداءات وانتهاك الأعراض الذي تعرض له بنو إسرائيل في مصر القديمة؛ طبعا إلى جانب رفض يوسف الصديق إغواء سيدة مصر الأولى، حرم العزيز، الأمر الذي أنقذ كرامة وشرف مصر الفرعونية، وهذا يعني أنه يستحق تعويضا ومكافأة أكبر بكثير مما حصل عليه في حينه؛ فكونه عُين وزيرا على خزائن مصر لا يعني أنه حصل على كامل حقوقه وأتعابه بعد سجنه ظلما وإهانته بغير ذنب. ثم إنه غادر مصر وعاد مضطرا إلى فلسطين ليموت ويدفن فيها، وتعرفون كم تجندل هناك من الفلسطينيين العرب ومن اليهود حوله وكلٌّ يدّعي أن ضريح الصديق يوسف من حقه حتى تساقطوا حول حجارة ضريحه كالفراش يحترق بالنور.
هذا بالنسبة لمصر الفرعونية وديونها القديمة المستحقة لبني إسرائيل التي لا يمحوها الزمن ولا قانون التقادم.
قد يظن البعض أن هذه شطحات خيالية وأحلام يقظة، ولكن عند بني إسرائيل لا يوجد شطحات ولا أحلام يقظة، فالواقع والأحلام في تلاحم لا فكاك منه، وحساب أربعة آلاف عام مضت عندهم مثل حساب نهاية الأسبوع الماضي.
إلى جانب هذا هناك يهود خيبر، وحتى يومنا هذا هناك من يهتفون في مظاهراتهم 'خيبر خيبر يا يهود' وهذا الهتاف المدسوس لا هدف له سوى إثبات ملكية اليهود في خيبر في بلاد الحجاز.
والحقيقة أن الجميع يعرفون بأن اليهود عاشوا في خيبر حتى الأمس القريب، وطردوا منها في فجر الإسلام، ولهذا لا يُستبعد أن يطالبوا بتعويضات مقابل أموالهم وأراضيهم التي صودرت في خيبر، وهي قد تقدر اليوم بأراضي القدس وأكنافها على الأقل، وكل شيء قابل للتفاوض.
كنت منذ سنوات واحدا ممن حذروا بأن الإسرائيليين سوف يطالبون بتعويضات من العرب، وأنه سوف يتضح للعرب والفلسطينيين أنهم مدينون لليهود من أصل عربي الذين كانوا أصحاب أملاك ورجال أعمال وبنوك وتجارة وصناعات خفيفة في البلدان العربية. وقد حذرنا كثيرا من أن 'اللاجئين' اليهود في فلسطين سوف يطرحون في يوم ما... هذا مقابل هذا... أملاكنا في الدول العربية مقابل فلسطين.... وتفضلوا نتحاسب! وهذا ما يطرح الآن بشكل رسمي من قبل وزير الخارجية ليبرمان وأعضاء كنيست آخرين.
كان أهلنا يقولون 'أصبح الطالب مطلوبا'، عندما تنقلب الأمور رأسا على عقب، كثيرا ما تأتي متحمسًا لمواجهه شخص ما بحقيقة بديهية بالنسبة لك، وإذا به يقلب الحقائق والأمور رأسا على عقب فيحولك إلى معتد وهو الضحية، بعدما ظننت العكس لفترة طويلة، فيطلب اعتذارك، وفي أحيان كثيرة قد يطلب تعويضا ماديا على خسائره المادية والمعنوية التي لم تخطر في بالك.
هكذا ومرة أخرى يثبت أنه لا يمكن لليهودي إلا أن يكون ضحية، فهو اللاجئ وهو المشرد والمطارد، وهو أيضا يهدي سلامه من مخيمات يافا وحيفا والرملة وعكا والقدس والجليل والنقب إلى بقايا الأهل في مصر والمغرب واليمن والعراق ، ويسأل عن الأهل في سورية، ويطلب الاطمئنان عليهم، وإن شاء الله، ينتهي الربيع العربي على خير لنحظى بمشاهدة أنواركم البهية، كما ونشكر دار الإذاعة التي أتاحت لنا هذه الفرصة.
اليهودي يبحث دائما عن منفذ يعيده إلى موقع الضحية ولا يسمح لغيره باحتلال هذا المكان 'الدافئ'، حتى محمود عباس الضحية المتكررة والمبتذلة حوّلوه إلى معتد أثيم رافض للسلام ويحرضون الأمريكان والعالم ضده كرافض للصلح رغم كل 'تنازلات إسرائيل المؤلمة'.
ليبرمان وزير الخارجية الذي ما زال يحمل جواز سفر مولدافيا يقول 'لا حديث عن قضية لاجئين فلسطينيين بدون الحديث عن اللاجئين اليهود وممتلكاتهم في الدول العربية'. القضية ليست مزحة، ولا يظنن أحد أنها كلمات عابرة، بل هي كلمات حقيقية لها ما بعدها، وعلى العرب أن يستعدوا للتفاوض على أتعاب اليهود وأملاكهم في مصر القديمة وخيبر وبقية الجزيرة العربية وحقوقهم كلاجئين جاؤوا إلى فلسطين بعد طردهم من الدول العربية.
هناك مثل أندلسي يقول 'عندما يفلس التاجر يعود للنبش في دفاتره العتيقة'.
سهيل كيوان
2012-09-26
كل الدلائل تشير إلى أن إسرائيل ذاهبة في اتجاه طلب تعويضات من جامعة الدول العربية، تعويضات للعمال من بني إسرائيل الذين عملوا في بناء الإهرامات وتشييد (أبو الهول) وقصور الفراعنة وقبورهم، والزينة والمكياج والأصباغ والموسيقى وغيرها مما استعمله الفراعنة، فلا حق يموت ووراءه مطالب.
هناك مؤشرات وتلميحات كثيرة تشير إلى هذا الاتجاه، وإذا حسبنا المبالغ المستحقة للعمال اليهود في مصر القديمة وربطناها بالفوائد المتراكمة حسب الفوائد المتبعة في البنك الدولي فإنها ستكون خيالية، خصوصا أنهم خبراء وليسوا مثل غيرهم، ولهم ميزات الشعب المختار، التي لا يتمتع بها أحد غيرهم، بدليل اختيار يوسف الصديق أمينا عاما على خزائن مصر من بين مئات حاملي الشهادات العليا في الرياضيات الفرعونية. وإذا علمنا أنه لولا يوسف الصديق وهو ابن يعقوب الذي هو إسرائيل نبي الله، الذي فسّر للفرعون منامه بالسبع السمان ونصيحته بتوفير مخزون القمح للسبع العجاف وطريقة التخزين الإعجازية، لكانت مصر في خبر كان منذ تلك الأيام. وبحساب بسيط من مستحقات العمال اليهود وخبرتهم وأتعاب يوسف الصديق منذ آلاف السنين وحتى يومنا لن تكفي أموال مصر والأمم الفرعونية والعربية والإسلامية كلها تعويضا لهؤلاء المساكين.
كل هذا ولم نحسب بعد مطاردة موسى عليه السلام الرضيع من قبل الفراعنة ومعاناة والدته وخوفها الشديد عليه بعد أن ألقي به في اليمّ، ولم نحسب بعد الاعتداءات وانتهاك الأعراض الذي تعرض له بنو إسرائيل في مصر القديمة؛ طبعا إلى جانب رفض يوسف الصديق إغواء سيدة مصر الأولى، حرم العزيز، الأمر الذي أنقذ كرامة وشرف مصر الفرعونية، وهذا يعني أنه يستحق تعويضا ومكافأة أكبر بكثير مما حصل عليه في حينه؛ فكونه عُين وزيرا على خزائن مصر لا يعني أنه حصل على كامل حقوقه وأتعابه بعد سجنه ظلما وإهانته بغير ذنب. ثم إنه غادر مصر وعاد مضطرا إلى فلسطين ليموت ويدفن فيها، وتعرفون كم تجندل هناك من الفلسطينيين العرب ومن اليهود حوله وكلٌّ يدّعي أن ضريح الصديق يوسف من حقه حتى تساقطوا حول حجارة ضريحه كالفراش يحترق بالنور.
هذا بالنسبة لمصر الفرعونية وديونها القديمة المستحقة لبني إسرائيل التي لا يمحوها الزمن ولا قانون التقادم.
قد يظن البعض أن هذه شطحات خيالية وأحلام يقظة، ولكن عند بني إسرائيل لا يوجد شطحات ولا أحلام يقظة، فالواقع والأحلام في تلاحم لا فكاك منه، وحساب أربعة آلاف عام مضت عندهم مثل حساب نهاية الأسبوع الماضي.
إلى جانب هذا هناك يهود خيبر، وحتى يومنا هذا هناك من يهتفون في مظاهراتهم 'خيبر خيبر يا يهود' وهذا الهتاف المدسوس لا هدف له سوى إثبات ملكية اليهود في خيبر في بلاد الحجاز.
والحقيقة أن الجميع يعرفون بأن اليهود عاشوا في خيبر حتى الأمس القريب، وطردوا منها في فجر الإسلام، ولهذا لا يُستبعد أن يطالبوا بتعويضات مقابل أموالهم وأراضيهم التي صودرت في خيبر، وهي قد تقدر اليوم بأراضي القدس وأكنافها على الأقل، وكل شيء قابل للتفاوض.
كنت منذ سنوات واحدا ممن حذروا بأن الإسرائيليين سوف يطالبون بتعويضات من العرب، وأنه سوف يتضح للعرب والفلسطينيين أنهم مدينون لليهود من أصل عربي الذين كانوا أصحاب أملاك ورجال أعمال وبنوك وتجارة وصناعات خفيفة في البلدان العربية. وقد حذرنا كثيرا من أن 'اللاجئين' اليهود في فلسطين سوف يطرحون في يوم ما... هذا مقابل هذا... أملاكنا في الدول العربية مقابل فلسطين.... وتفضلوا نتحاسب! وهذا ما يطرح الآن بشكل رسمي من قبل وزير الخارجية ليبرمان وأعضاء كنيست آخرين.
كان أهلنا يقولون 'أصبح الطالب مطلوبا'، عندما تنقلب الأمور رأسا على عقب، كثيرا ما تأتي متحمسًا لمواجهه شخص ما بحقيقة بديهية بالنسبة لك، وإذا به يقلب الحقائق والأمور رأسا على عقب فيحولك إلى معتد وهو الضحية، بعدما ظننت العكس لفترة طويلة، فيطلب اعتذارك، وفي أحيان كثيرة قد يطلب تعويضا ماديا على خسائره المادية والمعنوية التي لم تخطر في بالك.
هكذا ومرة أخرى يثبت أنه لا يمكن لليهودي إلا أن يكون ضحية، فهو اللاجئ وهو المشرد والمطارد، وهو أيضا يهدي سلامه من مخيمات يافا وحيفا والرملة وعكا والقدس والجليل والنقب إلى بقايا الأهل في مصر والمغرب واليمن والعراق ، ويسأل عن الأهل في سورية، ويطلب الاطمئنان عليهم، وإن شاء الله، ينتهي الربيع العربي على خير لنحظى بمشاهدة أنواركم البهية، كما ونشكر دار الإذاعة التي أتاحت لنا هذه الفرصة.
اليهودي يبحث دائما عن منفذ يعيده إلى موقع الضحية ولا يسمح لغيره باحتلال هذا المكان 'الدافئ'، حتى محمود عباس الضحية المتكررة والمبتذلة حوّلوه إلى معتد أثيم رافض للسلام ويحرضون الأمريكان والعالم ضده كرافض للصلح رغم كل 'تنازلات إسرائيل المؤلمة'.
ليبرمان وزير الخارجية الذي ما زال يحمل جواز سفر مولدافيا يقول 'لا حديث عن قضية لاجئين فلسطينيين بدون الحديث عن اللاجئين اليهود وممتلكاتهم في الدول العربية'. القضية ليست مزحة، ولا يظنن أحد أنها كلمات عابرة، بل هي كلمات حقيقية لها ما بعدها، وعلى العرب أن يستعدوا للتفاوض على أتعاب اليهود وأملاكهم في مصر القديمة وخيبر وبقية الجزيرة العربية وحقوقهم كلاجئين جاؤوا إلى فلسطين بعد طردهم من الدول العربية.
هناك مثل أندلسي يقول 'عندما يفلس التاجر يعود للنبش في دفاتره العتيقة'.