otabhq8
07-25-2012, 03:12 PM
قافلة عتيبة الإغاثية قدمت المساعدات لـ600 أسرة سورية لاجئة تحت شعار «الهيلا حزام الثورة»
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2012/07/25/278a7b6c-07ee-45f7-934d-35e3c34d553f_mainNew.jpg
لا يمكن وصف ما يمر به الشعب السوري الاعزل من ضنك وقتل وعبث وتعذيب وتشريد بسبب المطالبة بالحرية وبأبسط حقوقه الانسانية والسياسية دون الاطلاع على هذه المعاناة على أرض الواقع ومعايشة القصص الانسانية المروعة التي يرويها اصحاب المأساة بأنفسهم، ومن ثم تأتي اهمية هذه الجولة التي جاءت فيما يشبه المغامرة على الحدود الاردنية - السورية حيث يعيش ما يقرب من 135 ألف نازح سوري وجدوا أنفسهم لاجئين بين يوم وليلة بسبب نظام قمعي سيروي الآباء السوريون في يوم ما لاحفادهم ملحمة التخلص منه.
لقد عانى الشعب من نظام مستبد حرمه من الحرية وارتكب خروقات خطيرة في العقود السابقة لحقوق الانسان منها الاعتقال التعسفي والتعذيب والاحتجاز مدد طويلة بدون توجيه تهم ومحاكمات ظالمة تشرف عليها أجهزة أمن الدولة وغياب النزاهة والخصوصية، كما عانى فرض قيود على حرية التعبير والنشر والتجمع وتشكيل المنتديات والتنقل والسفر. لكل ذلك، انتفض الشعب السوري ضد القمع والفساد وكبت الحريات متأثرا بموجة الاحتجاجات التي اندلعت في الوطن العربي، خصوصا الثورتين التونسية والمصرية وما حققتاه من مكتسبات، لكن الثورة السلمية للشباب السوري الذي طالب باجراءات اصلاحية سياسية واقتصادية واجتماعية تحت شعار «حرية» واجهتها قوات الامن والمخابرات السورية بالرصاص الحي فتحول الشعار الى «اسقاط النظام».
الهيلا حزام الثورة
قافلة قبيلة عتيبة الاغاثية التي حملت شعار «الهيلا حزام الثورة» استكشفت واقع الحال الذي يمر به الشعب السوري اللاجئ الى الاراضي الاردنية وتحديدا في منطقة الرمثا حيث طالب السوريون النازحون المجتمع العربي والدولي بنصرتهم والوقوف معهم ضد النظام السوري الذي لم يرحم الصغير قبل الكبير. انطلقت جولة القافلة فور وصولها الى الاراضي الاردنية حيث توجهت الى جمعية التكافل الخيرية التي يرأسها فيصل الذيابات وقدم القائمون على الجمعية تقريرا عن الاسر السورية المقيدة لديهم.
وأكد الذيابات ان جمعية التكافل الخيرية غير حزبية ولا سياسية تعمل لخدمة الوطن والمواطن أسست في مارس من العام 2010 وافتتحت مطلع يونيو من العام نفسه ويعمل بها مجموعة من الشباب المتطوعين على قدر المسؤولية. وقال ان الجمعية شكلت لجنة لمتابعة شؤون اللاجئين السوريين على مدار 24 ساعة وتقديم المساعدات العينية والمادية لهم منذ وصولهم الى الاراضي الاردنية. وتم الاتفاق على ان تقوم قافلة قبيلة عتيبة بالتعاون مع جمعية التكافل الخيرية على تقديم مساعدات عينية ومادية لـ600 أسرة لاجئة، حيث تقدم الذيابات بالشكر الى قافلة قبيلة عتيبة على تفاعلها مع ما يمر به الشعب السوري الشقيق، في حين شكر المشرف على قافلة عتيبة الشيخ ماجد الشيباني للذيابات ما تقوم به جمعية التكافل الخيرية من جهد واضح في اغاثة اللاجئين السوريين، مؤكدا ان هذا الدعم الذي يقدمه الشعب الكويتي لاشقائه السوريين هو واجب كل عربي ومسلم، وفرض تمليه علاقات الود والقربى.
مأساة دير بعلبة
صباح ثاني ايام الجولة توجهت القافلة برفقة رئيس لجنة الوافدين السوريين في جمعية التكافل الخيرية نضال عبيد الله الى فرع الجمعية في منطقة سهل حوران حيث تم توزيع مساعدات عينية ومادية على 240 أسرة سورية، وهناك عايشت العديد من القصص الانسانية حيث روى الحاج ابراهيم من مدينة حمص كيف تحول بين يوم وليلة هو وأسرته الى لاجئ قائلا: تم ابلاغنا ان الجيش النظامي سيهاجم قرية دير بعلبة في حمص، وطلب منا الثوار ترك القرية فورا وقمت بالاتصال على ابنتي وزوجها وأبنائها لاطمئن عليهم فأخبروني ان الجيش امام منزلهم وان احد ضباط الجيش موجود معهم في المنزل، وان الوضع طبيعي وسيلحقون بنا بعد خروج الجيش، وبعد ساعات قمت بالاتصال مرة اخرى لاطمئن عليهم لكن لم يرد على أحد فغادرنا القرية. وواصل الحاج ابراهيم قائلا: في اليوم التالي أرسلت احد أحفادي للاطمئنان عليهم لكنه لم يتمكن من دخول القرية التي كانت مطوقة بالكامل وبعد مرور 5 ايام استطاع احد الاقارب الدخول الى القرية بعد ان غادرها الجيش النظامي فتوجه الى منزل ابنتي فوجدها مقتولة هي وزوجها وأبنائها، وأفاد احد جيرانهم ان الضابط الذي كان موجودا عندهم عندما خرج من منزلهم قام احد أفراد الامن باطلاق النار عليه وقتله وبعدها دخلت مجموعة من الامن والشبيحة الى المنزل حيث قتلوا كل من فيه، وقدر الحاج ابراهيم عدد من قتلوا في قرية دير بلعبة بنحو 200 قتيل بين رجل وطفل وامرأة تم تصفيتهم من قبل الامن والشبيحة.
بعد ان تم توزيع المساعدات على الاسر السورية في سهل حوران توجهت القافلة الى سكن احد النازحين الذي اصيب ابنه بالشلل النصفي نتيجة طلق ناري والتقت بالشاب محمد الذي سرد قصته قائلا: خرجت في مظاهرة سلمية حاشدة تجوب شوارع منطقة درعا تنادي بالحرية والكرامة وفجأة خرج علينا الامن الذي بادر باطلاق النار عشوائيا لتفريق المظاهرة بلا رحمة حيث استشهد 10 وأصيب 73 كنت من بينهم حيث أصبت بطلق ناري في الظهر خرج من البطن من جهة اليسار وفتت الفقرة الثالثة وسبب لي تلفا في النخاع الشوكي وتم نقلي الى المستشفى وأجريت لي جراحة استغرقت 6 ساعات، وبعد 3 ساعات من انتهاء العملية نقلت الى المنزل خوفا علي من القتل لان الامن والشبيحة يدخلون المستشفيات بعد كل مظاهرة ويجهزون على جميع الجرحى، وفي اليوم التالي تم نقلي الى الحدود الاردنية عن طريق الجيش الحر وأدخلت مستشفى الملك المؤسس في الاردن والان انا اعاني شللا نصفيا سفليا وأخضع الى علاج طبيعي. مساء اليوم الثاني انتقلت القافلة الى فرع جمعية التكافل الخيرية في منطقة اربد حيث تم توزيع المساعدات داخل مجمع سكني يضم 60 أسرة سورية، وهناك التقت ابوأحمد الذي رفض تصويره او ذكر منطقته خوفا من التعرف عليه وتعريض حياة اقاربه في سورية للخطر.
واختصر أبوأحمد مأساته قائلا: أنا أعمل في محل حدادة على الشارع العام ببلدتي ولفت انتباهي مرور مظاهرة من امام المحل فخرجت وقمت بتصوير المظاهرة بهاتفي وعدت الى منزلي بعد الانتهاء من العمل وفي منتصف الليل اقتحم منزلنا الامن وألقوا القبض علي وأخذوني الى مركز الامن حيث تم تعذيبي وضربي دون ان أعلم ما تهمتي ورميت في الحجز، وبعد 3 أيام تم استدعائي للتحقيق عن أسباب تصويري للمظاهرة والى اين اريد ارسال هذه الصور فقلت انني لم أقصد اي شيء من تصوير المظاهرة، لكن كان الرد: سنعلمك كيف تقوم بالتصوير وتم وضعي على كرسي وربطي وأحضروا اسلاكا كهربائية وتم تعذيبي بالكهرباء وضربي بالسوط وعذبت حتى فقدت الوعي، عندما ظنوا انني مت قاموا بحملي وإلقائي على أحد الطرق وعندما أفقت من الغيبوبة وجدت نفسي في المستشفى وبعد خروجي اخذت ابنائي وزوجتي وخرجت مع النازحين الى الاردن.
شرارة الثورة
في صباح ثالث ايام الجولة انتفلت القافلة الى منطقة الرمثا حيث الفرع الرئيس لجمعية التكافل الخيرية وتم توزيع مساعدات عينية ومادية على 300 أسرة سورية، والتقت مع احد كبار السن الذي رفض ايضا التصوير اوذكر اسمه او منطقته، مؤكدا انه والد احد قادة كتائب الجيش الحر المقاتلة في سورية فقررت ان تطلق عليه كنية والد القائد. وقال والد القائد: ان شرارة الثورة السورية اندلعت عفوية في منطقة درجا عند قيام بعض الاطفال بالكتابة على الجدران تعبيرا عن امتعاضهم من النظام الجائر وتم القبض عليهم بأوامر من رئيس الامن السياسي في درعا عاطف نجيب حيث تم تعذيبهم وتقطيع أظافرهم قبل قتلهم وإلقائهم امام منازلهم، وهنا كانت انطلاقة الثورة في درعا، وبعد ذلك انتقلت الى باقي المحافظات. وشدد والد القائد على ان هذا النظام الفاسد له سوابق في الاجرام وانتهاك الحقوق، مذكرا بمجزرة حماة في الثمانينيات، لكن هذه السوابق لم تنشر في السابق لعدم وجود أجهزة اتصالات حديثة كالفيس بوك وتويتر والواتس اب، اما الان ففي ظل وجود اجهزة الاتصالات واستحالة حجب شيء فقد تم تناقل ما جرى في درعا بين الشعب، كما تم نقلها الى الخارج وانكشفت ممارسات هذا النظام القمعي الفاسد الذي قتل الاطفال والنساء والشباب ولم يستثني احد، ونسأل الله النصر على هذا النظام والنصر قريب ان شاء الله. وبعد انتهاء الجولة انتقلت القافلة الى مقر جمعية التكافل الخيرية في منطقة الرمثا حيث دون الشيخ ماجد الشيباني كلمة شكر من قافلة قبيلة عتيبة في سجل الجمعية.
رحلة العذاب
كيفية خروج النازحين السوريين الى الاردن. التقت «النهار» بعض الاهالي من النازحين من السوريين حيث أرجعوا خروجهم او هروبهم من سورية الى الخوف من انتهاك أعراضهم بالدرجة الاولى والخوف كذلك من القتل والتعذيب في ظل وجود نظام نزعت منه الرحمة. وعن كيفية النزوح أجمعوا على انه وبالتنسيق مع الجيش الحر تحدد ساعة معينة في نقطة معينة يتجه لها الاهالي، وبحماية من الجيش الحر يتم الانطلاق الى الحدود الاردنية سيرا على الاقدام حيث يواجهون أشد الصعاب وكأنهم يسيرون على الاشواك لا على الرمال ويتعرضون لاطلاق نار من الجيش النظامي، ويؤكدون ان أغلب النازحين هم من النساء والاطفال والمصابين الذين يحملون على الاكتاف وعند وصولهم الى الحدود الاردنية يستقبلون من الجيش الاردني الذي يوفر لهم فورا الحافلات وسيارات الاسعاف ويتم نقل المصابين اصابات خفيفة الى المستشفيات العامة في حين ينقل المصابون باصابات شديدة الى مستشفى الملك المؤسس ويتم التدقيق من قبل الجيش الاردني على هويات واثباتات النازحين للتأكد من عدم وجود مندسين بينهم ويتم ارسال هذه الاثباتات الى الحاكم الاداري في المنطقة الحدودية، ويطلق عليه «المتصرف»، وهو ممثل وزير الداخلية في المنطقة.
مخيمات اللاجئين
ينقل الاهالي الى مخيمات المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومنها مخيم سكن البشابشة ومخيم سايبر سيتي ومخيم حديقة الرمثا ومجمع الامير هاشم وتم افتتاح مخيم جديد للاجئين السوريين بعد ان جهز بالكامل في منطقة رباع السرحان بداية الشهر الحالي.
135 ألف لاجئ
يقدر عدد اللاجئين السوريين في الاردن بنحو 135 ألف لاجئ منذ بداية الاحداث السورية حسب بعض الاحصاءات وتقدر الاحصاءات نفسها عدد النازحين يوميا بما يتراوح بين 500 و700 نازح على الحدود الاردنية.
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2012/07/25/278a7b6c-07ee-45f7-934d-35e3c34d553f_mainNew.jpg
لا يمكن وصف ما يمر به الشعب السوري الاعزل من ضنك وقتل وعبث وتعذيب وتشريد بسبب المطالبة بالحرية وبأبسط حقوقه الانسانية والسياسية دون الاطلاع على هذه المعاناة على أرض الواقع ومعايشة القصص الانسانية المروعة التي يرويها اصحاب المأساة بأنفسهم، ومن ثم تأتي اهمية هذه الجولة التي جاءت فيما يشبه المغامرة على الحدود الاردنية - السورية حيث يعيش ما يقرب من 135 ألف نازح سوري وجدوا أنفسهم لاجئين بين يوم وليلة بسبب نظام قمعي سيروي الآباء السوريون في يوم ما لاحفادهم ملحمة التخلص منه.
لقد عانى الشعب من نظام مستبد حرمه من الحرية وارتكب خروقات خطيرة في العقود السابقة لحقوق الانسان منها الاعتقال التعسفي والتعذيب والاحتجاز مدد طويلة بدون توجيه تهم ومحاكمات ظالمة تشرف عليها أجهزة أمن الدولة وغياب النزاهة والخصوصية، كما عانى فرض قيود على حرية التعبير والنشر والتجمع وتشكيل المنتديات والتنقل والسفر. لكل ذلك، انتفض الشعب السوري ضد القمع والفساد وكبت الحريات متأثرا بموجة الاحتجاجات التي اندلعت في الوطن العربي، خصوصا الثورتين التونسية والمصرية وما حققتاه من مكتسبات، لكن الثورة السلمية للشباب السوري الذي طالب باجراءات اصلاحية سياسية واقتصادية واجتماعية تحت شعار «حرية» واجهتها قوات الامن والمخابرات السورية بالرصاص الحي فتحول الشعار الى «اسقاط النظام».
الهيلا حزام الثورة
قافلة قبيلة عتيبة الاغاثية التي حملت شعار «الهيلا حزام الثورة» استكشفت واقع الحال الذي يمر به الشعب السوري اللاجئ الى الاراضي الاردنية وتحديدا في منطقة الرمثا حيث طالب السوريون النازحون المجتمع العربي والدولي بنصرتهم والوقوف معهم ضد النظام السوري الذي لم يرحم الصغير قبل الكبير. انطلقت جولة القافلة فور وصولها الى الاراضي الاردنية حيث توجهت الى جمعية التكافل الخيرية التي يرأسها فيصل الذيابات وقدم القائمون على الجمعية تقريرا عن الاسر السورية المقيدة لديهم.
وأكد الذيابات ان جمعية التكافل الخيرية غير حزبية ولا سياسية تعمل لخدمة الوطن والمواطن أسست في مارس من العام 2010 وافتتحت مطلع يونيو من العام نفسه ويعمل بها مجموعة من الشباب المتطوعين على قدر المسؤولية. وقال ان الجمعية شكلت لجنة لمتابعة شؤون اللاجئين السوريين على مدار 24 ساعة وتقديم المساعدات العينية والمادية لهم منذ وصولهم الى الاراضي الاردنية. وتم الاتفاق على ان تقوم قافلة قبيلة عتيبة بالتعاون مع جمعية التكافل الخيرية على تقديم مساعدات عينية ومادية لـ600 أسرة لاجئة، حيث تقدم الذيابات بالشكر الى قافلة قبيلة عتيبة على تفاعلها مع ما يمر به الشعب السوري الشقيق، في حين شكر المشرف على قافلة عتيبة الشيخ ماجد الشيباني للذيابات ما تقوم به جمعية التكافل الخيرية من جهد واضح في اغاثة اللاجئين السوريين، مؤكدا ان هذا الدعم الذي يقدمه الشعب الكويتي لاشقائه السوريين هو واجب كل عربي ومسلم، وفرض تمليه علاقات الود والقربى.
مأساة دير بعلبة
صباح ثاني ايام الجولة توجهت القافلة برفقة رئيس لجنة الوافدين السوريين في جمعية التكافل الخيرية نضال عبيد الله الى فرع الجمعية في منطقة سهل حوران حيث تم توزيع مساعدات عينية ومادية على 240 أسرة سورية، وهناك عايشت العديد من القصص الانسانية حيث روى الحاج ابراهيم من مدينة حمص كيف تحول بين يوم وليلة هو وأسرته الى لاجئ قائلا: تم ابلاغنا ان الجيش النظامي سيهاجم قرية دير بعلبة في حمص، وطلب منا الثوار ترك القرية فورا وقمت بالاتصال على ابنتي وزوجها وأبنائها لاطمئن عليهم فأخبروني ان الجيش امام منزلهم وان احد ضباط الجيش موجود معهم في المنزل، وان الوضع طبيعي وسيلحقون بنا بعد خروج الجيش، وبعد ساعات قمت بالاتصال مرة اخرى لاطمئن عليهم لكن لم يرد على أحد فغادرنا القرية. وواصل الحاج ابراهيم قائلا: في اليوم التالي أرسلت احد أحفادي للاطمئنان عليهم لكنه لم يتمكن من دخول القرية التي كانت مطوقة بالكامل وبعد مرور 5 ايام استطاع احد الاقارب الدخول الى القرية بعد ان غادرها الجيش النظامي فتوجه الى منزل ابنتي فوجدها مقتولة هي وزوجها وأبنائها، وأفاد احد جيرانهم ان الضابط الذي كان موجودا عندهم عندما خرج من منزلهم قام احد أفراد الامن باطلاق النار عليه وقتله وبعدها دخلت مجموعة من الامن والشبيحة الى المنزل حيث قتلوا كل من فيه، وقدر الحاج ابراهيم عدد من قتلوا في قرية دير بلعبة بنحو 200 قتيل بين رجل وطفل وامرأة تم تصفيتهم من قبل الامن والشبيحة.
بعد ان تم توزيع المساعدات على الاسر السورية في سهل حوران توجهت القافلة الى سكن احد النازحين الذي اصيب ابنه بالشلل النصفي نتيجة طلق ناري والتقت بالشاب محمد الذي سرد قصته قائلا: خرجت في مظاهرة سلمية حاشدة تجوب شوارع منطقة درعا تنادي بالحرية والكرامة وفجأة خرج علينا الامن الذي بادر باطلاق النار عشوائيا لتفريق المظاهرة بلا رحمة حيث استشهد 10 وأصيب 73 كنت من بينهم حيث أصبت بطلق ناري في الظهر خرج من البطن من جهة اليسار وفتت الفقرة الثالثة وسبب لي تلفا في النخاع الشوكي وتم نقلي الى المستشفى وأجريت لي جراحة استغرقت 6 ساعات، وبعد 3 ساعات من انتهاء العملية نقلت الى المنزل خوفا علي من القتل لان الامن والشبيحة يدخلون المستشفيات بعد كل مظاهرة ويجهزون على جميع الجرحى، وفي اليوم التالي تم نقلي الى الحدود الاردنية عن طريق الجيش الحر وأدخلت مستشفى الملك المؤسس في الاردن والان انا اعاني شللا نصفيا سفليا وأخضع الى علاج طبيعي. مساء اليوم الثاني انتقلت القافلة الى فرع جمعية التكافل الخيرية في منطقة اربد حيث تم توزيع المساعدات داخل مجمع سكني يضم 60 أسرة سورية، وهناك التقت ابوأحمد الذي رفض تصويره او ذكر منطقته خوفا من التعرف عليه وتعريض حياة اقاربه في سورية للخطر.
واختصر أبوأحمد مأساته قائلا: أنا أعمل في محل حدادة على الشارع العام ببلدتي ولفت انتباهي مرور مظاهرة من امام المحل فخرجت وقمت بتصوير المظاهرة بهاتفي وعدت الى منزلي بعد الانتهاء من العمل وفي منتصف الليل اقتحم منزلنا الامن وألقوا القبض علي وأخذوني الى مركز الامن حيث تم تعذيبي وضربي دون ان أعلم ما تهمتي ورميت في الحجز، وبعد 3 أيام تم استدعائي للتحقيق عن أسباب تصويري للمظاهرة والى اين اريد ارسال هذه الصور فقلت انني لم أقصد اي شيء من تصوير المظاهرة، لكن كان الرد: سنعلمك كيف تقوم بالتصوير وتم وضعي على كرسي وربطي وأحضروا اسلاكا كهربائية وتم تعذيبي بالكهرباء وضربي بالسوط وعذبت حتى فقدت الوعي، عندما ظنوا انني مت قاموا بحملي وإلقائي على أحد الطرق وعندما أفقت من الغيبوبة وجدت نفسي في المستشفى وبعد خروجي اخذت ابنائي وزوجتي وخرجت مع النازحين الى الاردن.
شرارة الثورة
في صباح ثالث ايام الجولة انتفلت القافلة الى منطقة الرمثا حيث الفرع الرئيس لجمعية التكافل الخيرية وتم توزيع مساعدات عينية ومادية على 300 أسرة سورية، والتقت مع احد كبار السن الذي رفض ايضا التصوير اوذكر اسمه او منطقته، مؤكدا انه والد احد قادة كتائب الجيش الحر المقاتلة في سورية فقررت ان تطلق عليه كنية والد القائد. وقال والد القائد: ان شرارة الثورة السورية اندلعت عفوية في منطقة درجا عند قيام بعض الاطفال بالكتابة على الجدران تعبيرا عن امتعاضهم من النظام الجائر وتم القبض عليهم بأوامر من رئيس الامن السياسي في درعا عاطف نجيب حيث تم تعذيبهم وتقطيع أظافرهم قبل قتلهم وإلقائهم امام منازلهم، وهنا كانت انطلاقة الثورة في درعا، وبعد ذلك انتقلت الى باقي المحافظات. وشدد والد القائد على ان هذا النظام الفاسد له سوابق في الاجرام وانتهاك الحقوق، مذكرا بمجزرة حماة في الثمانينيات، لكن هذه السوابق لم تنشر في السابق لعدم وجود أجهزة اتصالات حديثة كالفيس بوك وتويتر والواتس اب، اما الان ففي ظل وجود اجهزة الاتصالات واستحالة حجب شيء فقد تم تناقل ما جرى في درعا بين الشعب، كما تم نقلها الى الخارج وانكشفت ممارسات هذا النظام القمعي الفاسد الذي قتل الاطفال والنساء والشباب ولم يستثني احد، ونسأل الله النصر على هذا النظام والنصر قريب ان شاء الله. وبعد انتهاء الجولة انتقلت القافلة الى مقر جمعية التكافل الخيرية في منطقة الرمثا حيث دون الشيخ ماجد الشيباني كلمة شكر من قافلة قبيلة عتيبة في سجل الجمعية.
رحلة العذاب
كيفية خروج النازحين السوريين الى الاردن. التقت «النهار» بعض الاهالي من النازحين من السوريين حيث أرجعوا خروجهم او هروبهم من سورية الى الخوف من انتهاك أعراضهم بالدرجة الاولى والخوف كذلك من القتل والتعذيب في ظل وجود نظام نزعت منه الرحمة. وعن كيفية النزوح أجمعوا على انه وبالتنسيق مع الجيش الحر تحدد ساعة معينة في نقطة معينة يتجه لها الاهالي، وبحماية من الجيش الحر يتم الانطلاق الى الحدود الاردنية سيرا على الاقدام حيث يواجهون أشد الصعاب وكأنهم يسيرون على الاشواك لا على الرمال ويتعرضون لاطلاق نار من الجيش النظامي، ويؤكدون ان أغلب النازحين هم من النساء والاطفال والمصابين الذين يحملون على الاكتاف وعند وصولهم الى الحدود الاردنية يستقبلون من الجيش الاردني الذي يوفر لهم فورا الحافلات وسيارات الاسعاف ويتم نقل المصابين اصابات خفيفة الى المستشفيات العامة في حين ينقل المصابون باصابات شديدة الى مستشفى الملك المؤسس ويتم التدقيق من قبل الجيش الاردني على هويات واثباتات النازحين للتأكد من عدم وجود مندسين بينهم ويتم ارسال هذه الاثباتات الى الحاكم الاداري في المنطقة الحدودية، ويطلق عليه «المتصرف»، وهو ممثل وزير الداخلية في المنطقة.
مخيمات اللاجئين
ينقل الاهالي الى مخيمات المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومنها مخيم سكن البشابشة ومخيم سايبر سيتي ومخيم حديقة الرمثا ومجمع الامير هاشم وتم افتتاح مخيم جديد للاجئين السوريين بعد ان جهز بالكامل في منطقة رباع السرحان بداية الشهر الحالي.
135 ألف لاجئ
يقدر عدد اللاجئين السوريين في الاردن بنحو 135 ألف لاجئ منذ بداية الاحداث السورية حسب بعض الاحصاءات وتقدر الاحصاءات نفسها عدد النازحين يوميا بما يتراوح بين 500 و700 نازح على الحدود الاردنية.