مهند العصيمي
05-19-2011, 06:02 PM
مرت قبيلتنا بأحداث ومواقف وسنين عصيبة استطاع رجالها بقوتهم وعزيمتهم إثبات وجودهم والحفاظ على مكانتهم بين القبائل وهم في ذلك الوقت لا يسعون لسمعة أو جاه بل كانت شجاعة وتضحية وفداء من شيوخ القبيلة وفرسانها من اجل قبيلتهم و الحفاظ على مصالحها وحماية أموالهم وأعراضهم من السلب والنهب فمن لم تكن له منعة وهيبة وقوة في ذلك الزمن تتخطفه الأيدي ويصبح كسب لفرسان القبائل لذا تطلب الموقف منهم الوقوف بصلابة في وجه كل معتدي سوا من قريب أو من بعيد لان قوانين الصحراء لا تعترف الا بالأقوى. فكان لشيوخ القبيلة وفرسانها دورا بارز في صنع ذلك التاريخ وخلد الزمن اسمائهم ومنهم على سبيل المثال (ابا الجلادا . وقبلان , وابن صدغان , وابن نفرا , وشديد الحثري , ومسيمير , وابن مغيرق والقحار وجزاء الصماح )ويساندهم سيوف القبيلة من الشعراء العمالقه فالقصائد هي شاهد الحدث وتوثيق الموقف . وتقع مجابهه بين القبائل في ذلك الزمن حيث لا حكومة تحكمهم ولا قانون يضبطهم ففي وسط الجزيرة تسيطر قبيلة عتيبة ولها الزعامة والنفوذ فكانت في صراع دائم مع من حولها من القبائل وأيضا يحث نزاع و مواجهات ومصادمات فيما بينهم (بين قبائل عتيبة) إما على الماء أو الكلأ وأحيانا تكون شخصية سرعان ما تحل ويزول الخلاف بفضل ما يتمتعون به من حكمة وحنكة ومعرفة ومصالح مشتركة فيبقى الاحترام والتقدير متبادل وهذا الأمر لا احد يستطيع إنكاره أو تجاهله فعندما نذكر شيء من تاريخ قبيلتنا ويرد فيه أسماء لشيوخ أو فرسان من قبائل أخرى لا يعني ذلك أننا هضمنا حقهم أو انتقصنا من قدرهم فكل قبيلة لها تاريخها ومجدها الذي سطره أبنائها ودونه المؤرخين أو تناقله الرجال الثقات فمتى ما استكمل (الحدث )شروطه ومن أهمها الكاتب الأمين والراوي الصادق والشاهد من القصيد واتفق على صحته فلا نرى ما يمنع من تدوينه بهدف حفظ الموروث التاريخي من الضياع أو التزوير والتطفل عليه من أناس يحرفونه وينسبوه إلى أنفسهم زورا وبهتانا ونجعل من تاريخ أجدادنا وقفة للتأمل واخذ العبر من ماضيهم ونحمد الله على ما نحن فيه من أمن وأمان ورخاء واستقرار في ظل حكومة رشيدة من الله عليها بالتوفيق فسادت بعدلها أرجاء الجزيرة وخضعت لهيبتها القبائل فتوحد الصف وساد الإخاء وعمتهم المحبة والألفة وفيما يلي سنذكر بشي من الإيجاز عن تاريخ قبيلة العصمة وشيوخها فهي كما رويت لنا من بعض رجال القبيلة ومؤرخيها فقد ورد ذكر مشيخة العقايلة في الوثيقة التركية و هو ما ذكره خورشيد باشا سنة 1254 هـ 1838م حينما ذكر أن من الوفود التي وفدت عليه من شيوخ عتيبه (بداح العقيلي) و ايضاً (عبدالله العقيلي) في الوثيقه التركيه رقم 231 وتاريخ 16|2|1239هجريه حينما أرسل محافظ مكه رسائل إلى مشايخ عتيبه . و شارك العصمة في معارك ووقائع كثيرة منها موقعة تغوث ضد الأشراف في عام 1160 هـ ، و تغوث هو جبل يقع إلى الغرب من حضـــــن ، و كانوا العصمة بقيادة شيخ العصمة ، الشيخ / سليمان بن جبرين العقيلي العصيمي ، و أختلف الناس على أقدم إمارة هل هي للعقيلي أو للزلامي ، و عندما ُسئل الشاعر رشيد الزلامي أجاب إن أقدم أماره في عتيبه كلها هي للعقيلي . فسلسلة أمارتهم من (فضل) الذي ورد اسمه في سيرة بني هلال وكان يطلق عليه شيخ بادية الحجاز و سنبدأ تاريخهم بهذه الابيات:
يا راكب(ن) من عندنا بنت شقران=تلفي على زبن الحصان العقيلـي
ملفاك أهل لضيا سلالة كحيـلان=أهل جواد الخيل زبـن الدخيلـي
أخاذة الدرمة على جيش عمـان=تاريخ جيـل ثابـت بعـد جيلـي
املبسة جرد السبايـا بالأرسـان=اللي يشيلـون الرحـال الثقالـي
1- الشيخ : جبرين العقيلي
كانت مشيخته قبل نزولهم إلى نجد
2- عساف بن شجعان العقيلي
لم يقتصر تاريخ قبيلة العصمة على نجد والحجاز بل أنهم أسسوا لهم تاريخ في شمال شرق الجزيرة العربية وتحديدا في الكويت فمن بطولاتهم غزوهم على الظفير بقيادة الشيخ /عساف بن
شجعان العقيلي ومن معه من العصمة في الكويت ، واخذوا إبل للظفير ولحق بهم الطلب وعندما أحسوا بأنهم مدركون أمرهم الشيخ عساف بأن يسوقوا الإبل ويهربوا بها وهو سيقف ليصد
عنهم الطلب ليتمكنوا من دخول ديارهم بالإبل، ودارت معركة بينهم وبينه انتهت بقتل الشيخ عساف ولكن تمكن من عرقلتهم وصدهم حتى نجح العصمة بالكسب ، وبعد ذلك عاد أحد فرسان
العصمة من الشفعان وهو (أحد أجداد عضو مجلس الأمة الكويتي فيصل المسلم الراضي الشفيعي العصيمي) ووجد الشيخ عساف مقتولا وقام بأخذ سيفه وجوخته وشلفاه واحتفظ بها وتوارثها أبناءه حتى وصلت إلى عضو مجلس الأمة في الكويت الأستاذ / فيصل المسلم الراضي الشفيعي العصيمي في مجلسه الخاص ، ولكن بعد الغزو العراقي على الكويت ُسرق هذا الإرث من منزل الأستاذ فيصل المسلم.
3- الشيخ : عبد الله بن سليمان بن جبرين العقيلي
تولى مشيخة قبيلة العصمة بعد وفاة والده ، وقد ذكرته وثيقه تركية رقم 231 في 16/2/1239هـ حينما أرسل والي مكة رسائل إلى مشايخ عتيبة ، واستمر في أخذ الدرمة
كعادة أجداده ، وتزوج أخت محسن الهيضل أمير الدعاجين في زمنه وأنجبت له ابنه مطلق الذي قتله الشريف قصاصا لقتله خاله الهيظل.
بعد مقتل الشيخ مطلق وعلم الشريف بقدوم الشيخ / عبدالله العقيلي للحج دعاه لمجلسه وأمر بتعليق رأس مطلق العقيلي محنط في المجلس وعندما سلم الشيخ عبدالله على الشريف
سأله الشريف قائلا : (تعرف صاحب الراس ؟ ) ، فقال الشيخ عبدالله (هذا مبيض الوجيه ، بيض وجهي وبيض وجهك )
واشتهر الشيخ عبدالله العقيلي بأن صوته ( يمرج ) الخيل ، وعندما حضر الشيخ عبدالله في مجلس الشريف سأله عن ذلك وبعد الإنكار عدة مرات اعترف وسخر الشريف
من ذلك وفتح نافذة ديوانه التي تشرف على اسطبل الخيل وقال هذه هي الخيل أرني كيف تمرج بها وبعد أخذ الأمان من الشريف صاح صيحة الحرب واعتزى وأخذت الخيل
( تعلق ) وتضرب بعضها بعضا ووضعت ذوات الحمل وغضب الشريف وكاد أن يبطش به لكنه ذكره الأمان الذى منحه إياه وتجاوز عنه.
ومن شجاعته وحفظه للجيرة والعهد أن رجل من البقوم كان له إبل والكل يتمنى أن يملكها فما كان من هذا الرجل الا أن دخل على الشيخ عبدالله العقيلي وجماعته حتى لا يعتدي عليه
أحد ويقال أنه له علقه عند العقيلي والعصمة كما يسمونها في ذلك الوقت وفي ذات يوم غزت عليه قبيلة من عتيبة وأخذوا إبل البقمي فذهب البقمي إلى عبدالله العقيلي يطلبه أن يرد إبله
حسب السلوم والعوايد المتفق عليها فأرسل عبدالله العقيلي إلى شيخ القبيلة الغازية رسول يطلب منه رد إبل دخيله البقمي حسب السلوم وعادات القبائل ولكنه رفض ثم أرسل له من كبار
عتيبة ورفض الوساطة والوجاهة وبعد ذلك اتفق الشيخ / عبدالله العقيلي مع ربعه العصمة على أن يغزوا عليهم وردها بالقوة وتم الغزو وأخذوا إبلهم و صار هناك ردة فعل عند هذا الشيخ
وتوسط بشيوخ عتيبة ومنهم (الشيخ قعدان بن جامع والشيخ محمد بن حمود بن ربيعان) على أن ترد إبله فقال العقيلي نردها بشرط ترد إبل البقمي فلما وافقوا على شرطه قال لهم أمهلوني
3 أيام حتى أتمكن من جمعها من العصمة فقد اقتسموها بعد الغزو وقال الشيخ عبدالله وسموا أباعرهم وحطوا عليها الحية بعدها أعادوها الى أصحابها
وقال أحد شعراء قبيلة العصمة هذه الأبيات:
خلف مصاغير وزمل يشدى=ولقاحها مثل المزون المزابير
وجير علينا شيخنا ما تردى=يا كود فوق ارقابهن البواكير
4- الشيخ : بداح بن عبدالله العقيلي
الذي ورد اسمه في الوثيقة العثمانية وتولى تصريف شئون القبيلة في عهد والده ، وتزوج ابنت الشيخ حدجان بن جامع وأنجبت له (الشيخ مشاري العقيلي
والشيخة دليل ) و قتل الشيخ مشاري العقيلي في أحد المعارك بالقرب من اعبليه وقد رثاه شاعر العصمة زنيفر بن نفراء بقصيدة طويلة مطلعها
يا ذيب ياللي في اعبليه ليا =واقياشين ما عينت حـرا غدالـي
كم حايلن علق شنقها بمعـلا=قونجرا توال الليل يعول عوالي
5- الشيخ : مطلق بن عبدالله بن سليمان العقيلي
لم يتولى المشيخة حيث أمر الشريف بقتله قصاص لقتله الهيظل وقتل رفاقه السبعة الذين أصروا على الذهاب معه عندما دعاه الشريف ومنهم فطحان بن نفراء و نجران بن مغيرق وهو آخر من قتل منهم لأنه كان آخر السبعة فكان يريد أن يطلق سراحه ليخبر قبيلته بما جرى للشيخ مطلق ورفاقه ولكنه أصر إلا أن يقتل مع ربعه فقتل معهم وحنط رأس الشيخ مطلق وعندما طال غياب الشيخ مطلق وجماعته قال الشاعر / زنيفر بن نفراء العصيمي
ياطير أنا بنشدك عن مـا جـرى=وأنا قبلك انشد مذريـات الهبايـب
عن شيخنا اللي غلق الباب دونـه=والبدو ترعى في الرياض العشايب
لا هوب لا حـي ويمديـه جانـا=ولا ميت تبنـى عليـه النصايـب
6- الشيخ طلمس بن عبدالله العقيلي
تولى مشيخة العصمة بعد وفاة والده وقاد العصمة في الكثير من المعارك وهو من قتل الشريف مهنا ومعه عدد من فرسان العصمة ثأرا لأخيه مطلق وبعد ملاحقة الأشراف
للعصمة نزلوا إلى نجد وهذه قصيدة لأحد شعراء العصمة :
حنا عصيم اللي ذبحنا مهنـا=الشيخ طلمس ذوقه حد شلفاه
بحد لضيـا شيخنـا ماتونـا=ماجاه غافل قام يمه وذكـاه
حاضر بحاضر شيخنا ماتعنا=ذكاه طلمس بين ربعه بلضياه
نخاه واستنجد به الشاعر عبدالله بن دخيل الله الوباري الشجعاني العصيمي عندما أرادت قبيلة غزو ديار العصمة في الحجاز بقصيدة طويلة شملت شيوخ قبيلة عتيبة قال فيها الشاعر:
ملفاك شيـخ ٍ يـوم تلفـي حلالـه=شـب المنـارة ثـم دنّــا دلالــه
هاثم قفاهـا الصحـن مـع خيالـه=عسـى مقاديـر الليـالـي تـعـداه
هو شيخنا حامـي عقـاب الونيـات=يوم الجموع الغثـم تثنـي بـردات
ياخذ على أهل الخيل بالسيف موجات=يانعم ياللـي تكسـب المـدح يمنـاه
نعميـن ألا يـا شيخنـا يالدليـلـي=طلمس ولـد عبـدالله بـن العقيلـي
لطم الأعادي فوق هجـن ٍ وخيلـي=كم من حريب شال حملـه وخـلاه
وقد خلف من الأبناء الشيخ (الشيخ /محيميد ـ الشيخ /شجعان ـ والشيخ /ضيف الله ـ والشيخ /بداح ـ والشيخ /ماجد ـ والشيخ /جبرين)وكانوا من أشجع فرسان القبيلة وهم أول من يواجهون القوم وقتلوا جميعا
في المعارك ، خالهم الشيخ / أبو لهب بن فهيد أمير قبيلة الشيابين
بعدما تجاوز الشيخ طلمس التسعين من عمره وتدهورت حالته الصحية انتقل الى مدينة الطائف للرعاية وتوفي بها عام 1327هـ
7- الشيخ : محيميد بن طلمس العقيلي
هو آخر من قتل من ابناء الشيخ طلمس وكان لمقتله أثر بالغ في نفس شيخ القبيلة ورجالها فقد قتل شابا ولم يتولى مشيخة القبيلة وشارك في عدد من الغزوات والمعارك وكان من أشجع فرسان القبيلة حتى أنه في أحد مغازيه على قبيلة مطير كسب إبل وعبيد منهم
واحد اسمه (مبروك) عاش مع العقايلة خادما لهم إلى أن توفي.
كان يطلق عليه (الموت الحمر) لشجاعته يروي الشيخ فهد بن جروه وهو من أمراء قحطان عن والده يقول غزينا عتيبه سبعة شيوخ من قحطان كل شيخ معه 100خيال وسبعمائة فارس
وعندما وصلنا الى وادي عصيل شاهدنا الإبل المغاتير كأنها العبلان جمع عبل وهو الجبل الأبيض ووجدنا أحد الرعيان وقبضنا عليه فقلنا من هيله الإبل قال إبل العصمة وقلنا تكذب
وضربناه وقلنا هذي إبل بن درعان النفيعي فحلف أنها إبل العصمة فقلنا له محيميد العقيلي موجود قال نعم قلنا مزيد بن مغيرق موجود نعم قلنا مسيمير المطابق موجود قال نعم يقول
فرجعنا وكان معنا بن مريحه وهو أحد أمراء قحطان فقام ابن مريحه يتوحوح ويقول يا ويحي ويحاه أشوف البل وأعود فقال له ابن جروه إيه اتعود يا بن مريحه البل دونها الموت الحمر
دونها محيميد العقيلي
شارك في وقعة (الحوار)التي وقعة بين عتيبة ومطير عام 1317هـ تقريبا وهو من تقدم لشرب فنجال تراحيب البصيص ولكن منعوه المشاركين معه من فريس قبيلة العصمة من شربه لعلمهم انه لن يتراجع عن قتله حتى لو هلك وعددهم لا يمكنهم من حمايته فرأوا أن الوضع خطير وليس في صالحهم ومنعوه بالقوة حتى أنهم طرحوه على الأرض واخذوا منه الفنجال.
و قُتل الشيخ محيميد العقيلي عام 1322وعمره لم يتجاوز 24سنه وقتل معه أشهر فرسان القبيلة وهم (قبلان المطابق والقحار وجزاء الصماح)
في معركة بين العصمة وآل شامر من العجمان بعد أن اعترضوا لهم أثناء عودتهم من مديد الحوطة.
وخلف من الأبناء الشيخ حسين وتوفي صغيرا والشيخ عبد المحسن
وقد رثاه الشاعر شويمان أبا الجلادا بالقصيدة التالية:
ألا يا بجاد القلب كنـه علـى صيـا=نوكنه علـى جمـر الوقايـد يصالونـه
ألا يا وجـودي يالعقيلـي ويـا قبـلا=نأهل مرحبا وإن جوا هل الهجن ينصونه
والآخر ولد راقي والآخر من الصمحا=نجزاء وافي الأشبـار ماكـود يشنونـه
ثنوا دوننا يوم الردي يزبـن أم أعنـاني=دوم الردي همـه بعيـره ومطحونـه
8- الشيخ : شجعان بن طلمس العقيلي
لم يتولى المشيخة حيث قتل في عهد والده في إحدى غزوات والده والعصمة وخلف من الأبناء الشيخ ناصر والشيخ عبدالله (عبيد) والشيخ عساف
9- الشيخ : ضيف الله بن طلمس العقيلي
لم يتولى المشيخة وتوفي في عهد والده ولم يخلف أبناء سوى ابنه واحدة هي الشيخة سارة بنت ضيف الله
10-الشيخ : بداح بن طلمس العقيلي
قتل في العشرينات من عمره ولم يخلف أحد
11-الشيخ : ناصر بن شجعان العقيلي
ولد عام 1323هـ تقريبا
مرت القبيلة بمرحلة حرجة خصوصا بعد كبر سن الشيخ / طلمس وبدأت هذه المرحلة بعد قتل آخر أبنائه وهو الشيخ / محيميد وصغر سن أحفاده والشيخ طلمس هو أخر رجل بقي من أسرة العقايلة وكانت على عاتقه مسؤولية عظيمة منها تصريف شؤون القبيلة ورعاية اسر أبنائه وأحفاده الصغار وهم (الشيخ ناصر بن شجعان والشيخ عبدالله (عبيد) بن شجعان والشيخ عبد المحسن بن محيميد والشيخ عساف ) وبعد وفاته دخلت الأسرة مرحلة الضعف الحقيقية فلولا الله ثم وفاء رجال القبيلة وحبهم لشيوخهم لانتهت مشيخة العقايلة عند موت الشيخ طلمس فقد برهنوا على صدق محبتهم ووفائهم لقبيلتهم و لشيوخها بحفظ حقوقهم ومنزلتهم ومكانتهم فاختروا الأكبر من أبناء شيوخهم العقايلة وهو الشيخ ناصر ليكون شيخا للقبيلة وكان عمرة لا يتجاوز الثمان سنوات وأصروا على أن يكون الشيخ / ناصر معهم في غزوهم كرمز لمشيخة القبيلة ويلتف حوله فرسان القبيلة فكانت أول غزوة لهم ومعهم شيخهم الصغير على سبيع وانتهت هذه الوقعة بانتصار العصمة و كسبوا إبل سبيع وتقاسموها فيما بينهم ، ومن سلوم القبائل يقوم شيخ القبيلة بعزل أفضل ناقة ، (الناقة العفراء) و تسمى أبيض الدفة و تكون من نصيبه ليس لأهميتها المادية ولكن لأهميتها المعنوية و هي رمز للمشيخة ، و بسبب صغر سن الأمير ناصر العقيلي أراد سلطان أبا العلا أن يأخذ أفضل الكسب وهي ما يعرف (بأبيض الدفه) ومنع منها بالقوة لعدم أحقيته فيها واعتبروا فرسان القبيلة ذلك تطاول على حقوق شيخهم الصغير و لجوء مشعان أبا العلا والد سلطان للقبيلة وإعطائه الأمان وحق الحماية وما تلا ذلك من حق المصاهرة والنسب لا تمكنه من أن يتجاوز حدوده ويتطاول على حقوق من آووه وكفلوه . فأعطي (أبيض الدفة) لشيخهم / ناصر العقيلي لأحقيته بها كشيخ للقبيلة وهذا الحق ضمنه له سلوم وعادات القبائل وهذا من المواقف المشرفة التي تحسب لهم ودليل آخر على وفائهم وصدق نواياهم ومن ذلك الفترة فهو شيخ القبيلة يسانده في مهمته أبناء عمومته من الفرسان والرجال الثقات إلى أن بلغ سن الرشد وكانت القبيلة موالية للأشراف وتربطهم معهم مواثيق وعهود ومصالح ومع بداية دخول الملك عبد العزيز الرياض انضم إلى الشريف وقاد السرايا ضد الأخوان في معركة تربة وبعد انتصار جيش الأخوان وانكسار الشريف حاكم الحجاز ذهب الشيخ ناصر إلى الأردن مع الأشراف ثم رجع وبايع الملك عبدالعزيز وقاد العصمة في فتح الجنوب تحت لواء أبناء الملك عبدالعزيز رحمهم الله جميعا وبعد ما استقرت الأمور ووحدت المملكة أسس هجرة أم سريحه وبقي شيخ للقبيلة حتى وفاته عام 1407هـ
12- الشيخ : عبدالله (عبيد) بن شجعان العقيلي
شارك في القتال مع الأشراف ضد الأخوان وعرف بتدينه وكان رجلا زاهد في الدنيا وكان يعطي ما يملك لفقراء القبيلة
13- عساف بن شجعان العقيلي
لم يقتصر تاريخ قبيلة العصمة على نجد والحجاز بل أنهم أسسوا لهم تاريخ في شمال شرق الجزيرة العربية وتحديدا في الكويت فمن بطولاتهم غزوهم على الظفير بقيادة الشيخ /عساف بن
شجعان العقيلي ومن معه من العصمة في الكويت ، واخذوا إبل للظفير ولحق بهم الطلب وعندما أحسوا بأنهم مدركون أمرهم الشيخ عساف بأن يسوقوا الإبل ويهربوا بها وهو سيقف ليصد
عنهم الطلب ليتمكنوا من دخول ديارهم بالإبل، ودارت معركة بينهم وبينه انتهت بقتل الشيخ عساف ولكن تمكن من عرقلتهم وصدهم حتى نجح العصمة بالكسب ، وبعد ذلك عاد أحد فرسان
العصمة من الشفعان وهو (أحد أجداد عضو مجلس الأمة الكويتي فيصل المسلم الراضي الشفيعي العصيمي) ووجد الشيخ عساف مقتولا وقام بأخذ سيفه وجوخته وشلفاه واحتفظ بها وتوارثها أبناءه حتى وصلت إلى عضو مجلس الأمة في الكويت الأستاذ / فيصل المسلم الراضي الشفيعي العصيمي في مجلسه الخاص ، ولكن بعد الغزو العراقي على الكويت ُسرق هذا الإرث من منزل الأستاذ فيصل المسلم.
13- الشيخ : سليمان بن جبرين العقيلي
راعي ( لظيا )
خاله ابن مجلاد شيخ الدهامشه من العنزة
تولى الشيخ سليمان مشيخة القبيلة بعد والده ويعرف براعي ( لظيا ) و كان يأخذ الدرمة على حجاج الشام والعراق والدرمة مبلغ من المال يدفعه حاكم الحجاز للعقيلي والعصمة
مقابل حماية الحجاج من السلب والنهب والاعتداء وكان له بيرق يرفعه الحجاج من دخولهم أراضي الجزيرة العربية حتى مكة المكرمة وعودتهم إلى ديارهم وفي بعض الاحيان يشرف بنفسه على القافلة ويسير معها الى مكة ويصحبه عدد من فرسان القبيلة ورجالها ويؤيدي مناسك الحج ثم يعودوا وأحيانا يرسل من أبناءه أو فريس القبيلة من ينوب عنه ،
ويوجد في العرف القبلي قديما سلوم وقوانين تحترمها جميع القبائل وجزاءات رادعة وتعزيرية لمن أخل بهذه الأعراف والقوانين و رفع البيرق يعني ذلك أن هذه القافلة تحت
حماية صاحب البيرق وهذه لا تكون إلا لمن له قوة وهيبة ومنعة بين القبائل ، و قاد العصمة في كثير من مغازيها و منها معركة تغوث التي وقعت بين عتيبة والشريف وكان محصن
بن ربيعان على الروقة والشيخ سليمان العقيلي على العصمة انتهت المعركة بانتصار عتيبة وحصل خلاف عند اقتسام الكسب حدثت بعدها قطيعة استمرت سبع سنوات بعدها أنشد
الشاعر ضيف الله بن حبيليص الشفيعي العصيمي قصيدته والتي تسمى مصلحة ذكر فيها دور قبيلة العصمة ومواقفهم معهم وتم الصلح ويقول الشاعر في قصيدته:
يا محصن أبا أهديك مني نصيحة=وترى النصيحة قبلنا يعنـى لهـا
حرب الرفاقه مثل بيـر عوهـه=تنطل جوانبهـا ويرمـي جالهـا
وش أنت خابر يوم تغوث جموعنا=ما ينعرف تفاقهـا مـن خيالهـا
وفي أحد السنوات تعرضت قوافل الحجاج إلى قطاعين الطرق في ديار عتيبة ولما علم العقيلي عن ما تعرض له الحجاج حاول التعرف على من قام بهذه الفعلة ولم يستطع
وصعب عليه الأمر لأن ترك مثل هذه القضية تمر بدون عقاب ستتكرر وتسقط هيبته في حماية الحجاج فأقسم أن يقتل من كل فخذ من عتيبة رجل وفعلا نفذ حلفه إلا فخذين لم
يجد منهم أحد والشاهد قصيدته :
اليوم يا لظيـا عيونـك معاميـش=ماجاك من يمناي فعل(ن)يعوقـك
لومك على العضيان هم والحناتيش=وباقي القبايل قد أخذتي حقوقـك
والشيخ سليمان هو من قتل أحد الأشراف حاكم الطائف ولها قصة وقصيدة معروفة عند جميع القبائل والقصة هي :
بعد وفاء الشيخ سليمان بقسمه وتنفيذ ما قطعه على نفسه من عهد عندما أقسم بأن يقتل من كل قبيلة من عتيبة رجل دفاع عن ذمته وحفظ لماء وجهه بعد تعرض إحدى قوافل الحجاج للنهب وهم تحت حمايته وفي ديارهم وهذا الخبر لم يرضي الأشراف حكام الحجاز في ذلك الوقت فاستدعاه احدهم لردعه ومحاولة كسر شوكته والتقليل من هيبته وعندما حضر الشيخ سليمان في مجلس هذا الشريف طلب منه شلفاه (لظيا) وأخذ ينظر إليها وقال له هذه لظيا التي قتلت بها دون وجهك ثم أخذ يقلبها و ينظر إليها ويقول فيها عوجة من هنا ثم ركزها في التراب وقال (في التراب عن الأصحاب) وأخذها الشيخ سليمان وأخذ ينظفها وقال هذه الأبيات :
بذتنـي الدنيـا وفيهـا أتعـيـا=وازريت اعدل ميلها من عوجها
بقعا تجهد الجاهل اللـي معيـا=واهنيكم يالي مريحينـن منهـا
لضيا تـدور رزقهـا لا تهيـاولا= هي بترجع لين تروي سننها
تقول فيها عوجت(ن)من هنيـا=اثر العواجه منك مهيب منهـا
14- الشيخ : عبدالمحسن بن محيميد العقيلي
أسس هجرة بدائع العصمة وشارك في القضاء على حركة الأدارسة بقيادة الأمير عبدالله بن مساعد بن جلوي آل سعود وتوفي رحمه الله عام 1412هـ
15- الشيخ : محمد بن عبدالمحسن العقيلي
تولى أمارة هجرة بدائع العصمة عام 1397هـ ، عرف بعزة النفس والحمية في القبيلة وكان ذو شخصة قوية ومؤثرة ، (يقول أحد الباحثين في تاريخ القبيلة) الشيخ محمد بن
عبدالمحسن العقيلي أحد الشيوخ الذين بقت ذكراهم في ذاكرتي ولن أنساه ابدا ماحييت لندرة من هم أمثاله ومن الأمور التي رسخت ذكراه في مخيلتي ماشاهدته ورأيته بعيني بعد وفاته
حيث كان لوفاته الأثر الكبير على قبيلة عتيبة وعلى كل من يعرفه وعلى قبيلة العصمة بشكل خاص حيث عايشت وفاته رحمه الله رحمة واسعة فقد بكى لرحيله الكبير والصغير وقد سمعت
عنه في مجالس قبيلته العصمة الشي الكثير من مدح وحسن سيرة فقد عاش هذا الشيخ عزيزا ومات عزيز وعندما علم الأمير / سلمان بن عبدالعزيز بوفاته قال : عرفت محمد العقيلي أكثر
من أربعين عاما ولم أجد أعز من نفس هذا الرجل فلم يطلب مني يوما شيئا خاصا لنفسه بل يأتي لقضاء حوائج قبيلته أو من يستعين به وقد رثته القبيلة والقبائل الأخرى بأكثر من ألف قصيدة
رثاء ، وهذه قصيدة للشاعر : سعد بن محمد المطابق العصيمي
يا راكب(ن) من عندنا بنت شقران=تلفي على زبن الحصان العقيلـي
ملفاك أهل لضيا سلالة كحيـلان=أهل جواد الخيل زبـن الدخيلـي
أخاذة الدرمة على جيش عمـان=تاريخ جيـل ثابـت بعـد جيلـي
املبسة جرد السبايـا بالأرسـان=اللي يشيلـون الرحـال الثقالـي
1- الشيخ : جبرين العقيلي
كانت مشيخته قبل نزولهم إلى نجد
2- عساف بن شجعان العقيلي
لم يقتصر تاريخ قبيلة العصمة على نجد والحجاز بل أنهم أسسوا لهم تاريخ في شمال شرق الجزيرة العربية وتحديدا في الكويت فمن بطولاتهم غزوهم على الظفير بقيادة الشيخ /عساف بن
شجعان العقيلي ومن معه من العصمة في الكويت ، واخذوا إبل للظفير ولحق بهم الطلب وعندما أحسوا بأنهم مدركون أمرهم الشيخ عساف بأن يسوقوا الإبل ويهربوا بها وهو سيقف ليصد
عنهم الطلب ليتمكنوا من دخول ديارهم بالإبل، ودارت معركة بينهم وبينه انتهت بقتل الشيخ عساف ولكن تمكن من عرقلتهم وصدهم حتى نجح العصمة بالكسب ، وبعد ذلك عاد أحد فرسان
العصمة من الشفعان وهو (أحد أجداد عضو مجلس الأمة الكويتي فيصل المسلم الراضي الشفيعي العصيمي) ووجد الشيخ عساف مقتولا وقام بأخذ سيفه وجوخته وشلفاه واحتفظ بها وتوارثها أبناءه حتى وصلت إلى عضو مجلس الأمة في الكويت الأستاذ / فيصل المسلم الراضي الشفيعي العصيمي في مجلسه الخاص ، ولكن بعد الغزو العراقي على الكويت ُسرق هذا الإرث من منزل الأستاذ فيصل المسلم.
3- الشيخ : عبد الله بن سليمان بن جبرين العقيلي
تولى مشيخة قبيلة العصمة بعد وفاة والده ، وقد ذكرته وثيقه تركية رقم 231 في 16/2/1239هـ حينما أرسل والي مكة رسائل إلى مشايخ عتيبة ، واستمر في أخذ الدرمة
كعادة أجداده ، وتزوج أخت محسن الهيضل أمير الدعاجين في زمنه وأنجبت له ابنه مطلق الذي قتله الشريف قصاصا لقتله خاله الهيظل.
بعد مقتل الشيخ مطلق وعلم الشريف بقدوم الشيخ / عبدالله العقيلي للحج دعاه لمجلسه وأمر بتعليق رأس مطلق العقيلي محنط في المجلس وعندما سلم الشيخ عبدالله على الشريف
سأله الشريف قائلا : (تعرف صاحب الراس ؟ ) ، فقال الشيخ عبدالله (هذا مبيض الوجيه ، بيض وجهي وبيض وجهك )
واشتهر الشيخ عبدالله العقيلي بأن صوته ( يمرج ) الخيل ، وعندما حضر الشيخ عبدالله في مجلس الشريف سأله عن ذلك وبعد الإنكار عدة مرات اعترف وسخر الشريف
من ذلك وفتح نافذة ديوانه التي تشرف على اسطبل الخيل وقال هذه هي الخيل أرني كيف تمرج بها وبعد أخذ الأمان من الشريف صاح صيحة الحرب واعتزى وأخذت الخيل
( تعلق ) وتضرب بعضها بعضا ووضعت ذوات الحمل وغضب الشريف وكاد أن يبطش به لكنه ذكره الأمان الذى منحه إياه وتجاوز عنه.
ومن شجاعته وحفظه للجيرة والعهد أن رجل من البقوم كان له إبل والكل يتمنى أن يملكها فما كان من هذا الرجل الا أن دخل على الشيخ عبدالله العقيلي وجماعته حتى لا يعتدي عليه
أحد ويقال أنه له علقه عند العقيلي والعصمة كما يسمونها في ذلك الوقت وفي ذات يوم غزت عليه قبيلة من عتيبة وأخذوا إبل البقمي فذهب البقمي إلى عبدالله العقيلي يطلبه أن يرد إبله
حسب السلوم والعوايد المتفق عليها فأرسل عبدالله العقيلي إلى شيخ القبيلة الغازية رسول يطلب منه رد إبل دخيله البقمي حسب السلوم وعادات القبائل ولكنه رفض ثم أرسل له من كبار
عتيبة ورفض الوساطة والوجاهة وبعد ذلك اتفق الشيخ / عبدالله العقيلي مع ربعه العصمة على أن يغزوا عليهم وردها بالقوة وتم الغزو وأخذوا إبلهم و صار هناك ردة فعل عند هذا الشيخ
وتوسط بشيوخ عتيبة ومنهم (الشيخ قعدان بن جامع والشيخ محمد بن حمود بن ربيعان) على أن ترد إبله فقال العقيلي نردها بشرط ترد إبل البقمي فلما وافقوا على شرطه قال لهم أمهلوني
3 أيام حتى أتمكن من جمعها من العصمة فقد اقتسموها بعد الغزو وقال الشيخ عبدالله وسموا أباعرهم وحطوا عليها الحية بعدها أعادوها الى أصحابها
وقال أحد شعراء قبيلة العصمة هذه الأبيات:
خلف مصاغير وزمل يشدى=ولقاحها مثل المزون المزابير
وجير علينا شيخنا ما تردى=يا كود فوق ارقابهن البواكير
4- الشيخ : بداح بن عبدالله العقيلي
الذي ورد اسمه في الوثيقة العثمانية وتولى تصريف شئون القبيلة في عهد والده ، وتزوج ابنت الشيخ حدجان بن جامع وأنجبت له (الشيخ مشاري العقيلي
والشيخة دليل ) و قتل الشيخ مشاري العقيلي في أحد المعارك بالقرب من اعبليه وقد رثاه شاعر العصمة زنيفر بن نفراء بقصيدة طويلة مطلعها
يا ذيب ياللي في اعبليه ليا =واقياشين ما عينت حـرا غدالـي
كم حايلن علق شنقها بمعـلا=قونجرا توال الليل يعول عوالي
5- الشيخ : مطلق بن عبدالله بن سليمان العقيلي
لم يتولى المشيخة حيث أمر الشريف بقتله قصاص لقتله الهيظل وقتل رفاقه السبعة الذين أصروا على الذهاب معه عندما دعاه الشريف ومنهم فطحان بن نفراء و نجران بن مغيرق وهو آخر من قتل منهم لأنه كان آخر السبعة فكان يريد أن يطلق سراحه ليخبر قبيلته بما جرى للشيخ مطلق ورفاقه ولكنه أصر إلا أن يقتل مع ربعه فقتل معهم وحنط رأس الشيخ مطلق وعندما طال غياب الشيخ مطلق وجماعته قال الشاعر / زنيفر بن نفراء العصيمي
ياطير أنا بنشدك عن مـا جـرى=وأنا قبلك انشد مذريـات الهبايـب
عن شيخنا اللي غلق الباب دونـه=والبدو ترعى في الرياض العشايب
لا هوب لا حـي ويمديـه جانـا=ولا ميت تبنـى عليـه النصايـب
6- الشيخ طلمس بن عبدالله العقيلي
تولى مشيخة العصمة بعد وفاة والده وقاد العصمة في الكثير من المعارك وهو من قتل الشريف مهنا ومعه عدد من فرسان العصمة ثأرا لأخيه مطلق وبعد ملاحقة الأشراف
للعصمة نزلوا إلى نجد وهذه قصيدة لأحد شعراء العصمة :
حنا عصيم اللي ذبحنا مهنـا=الشيخ طلمس ذوقه حد شلفاه
بحد لضيـا شيخنـا ماتونـا=ماجاه غافل قام يمه وذكـاه
حاضر بحاضر شيخنا ماتعنا=ذكاه طلمس بين ربعه بلضياه
نخاه واستنجد به الشاعر عبدالله بن دخيل الله الوباري الشجعاني العصيمي عندما أرادت قبيلة غزو ديار العصمة في الحجاز بقصيدة طويلة شملت شيوخ قبيلة عتيبة قال فيها الشاعر:
ملفاك شيـخ ٍ يـوم تلفـي حلالـه=شـب المنـارة ثـم دنّــا دلالــه
هاثم قفاهـا الصحـن مـع خيالـه=عسـى مقاديـر الليـالـي تـعـداه
هو شيخنا حامـي عقـاب الونيـات=يوم الجموع الغثـم تثنـي بـردات
ياخذ على أهل الخيل بالسيف موجات=يانعم ياللـي تكسـب المـدح يمنـاه
نعميـن ألا يـا شيخنـا يالدليـلـي=طلمس ولـد عبـدالله بـن العقيلـي
لطم الأعادي فوق هجـن ٍ وخيلـي=كم من حريب شال حملـه وخـلاه
وقد خلف من الأبناء الشيخ (الشيخ /محيميد ـ الشيخ /شجعان ـ والشيخ /ضيف الله ـ والشيخ /بداح ـ والشيخ /ماجد ـ والشيخ /جبرين)وكانوا من أشجع فرسان القبيلة وهم أول من يواجهون القوم وقتلوا جميعا
في المعارك ، خالهم الشيخ / أبو لهب بن فهيد أمير قبيلة الشيابين
بعدما تجاوز الشيخ طلمس التسعين من عمره وتدهورت حالته الصحية انتقل الى مدينة الطائف للرعاية وتوفي بها عام 1327هـ
7- الشيخ : محيميد بن طلمس العقيلي
هو آخر من قتل من ابناء الشيخ طلمس وكان لمقتله أثر بالغ في نفس شيخ القبيلة ورجالها فقد قتل شابا ولم يتولى مشيخة القبيلة وشارك في عدد من الغزوات والمعارك وكان من أشجع فرسان القبيلة حتى أنه في أحد مغازيه على قبيلة مطير كسب إبل وعبيد منهم
واحد اسمه (مبروك) عاش مع العقايلة خادما لهم إلى أن توفي.
كان يطلق عليه (الموت الحمر) لشجاعته يروي الشيخ فهد بن جروه وهو من أمراء قحطان عن والده يقول غزينا عتيبه سبعة شيوخ من قحطان كل شيخ معه 100خيال وسبعمائة فارس
وعندما وصلنا الى وادي عصيل شاهدنا الإبل المغاتير كأنها العبلان جمع عبل وهو الجبل الأبيض ووجدنا أحد الرعيان وقبضنا عليه فقلنا من هيله الإبل قال إبل العصمة وقلنا تكذب
وضربناه وقلنا هذي إبل بن درعان النفيعي فحلف أنها إبل العصمة فقلنا له محيميد العقيلي موجود قال نعم قلنا مزيد بن مغيرق موجود نعم قلنا مسيمير المطابق موجود قال نعم يقول
فرجعنا وكان معنا بن مريحه وهو أحد أمراء قحطان فقام ابن مريحه يتوحوح ويقول يا ويحي ويحاه أشوف البل وأعود فقال له ابن جروه إيه اتعود يا بن مريحه البل دونها الموت الحمر
دونها محيميد العقيلي
شارك في وقعة (الحوار)التي وقعة بين عتيبة ومطير عام 1317هـ تقريبا وهو من تقدم لشرب فنجال تراحيب البصيص ولكن منعوه المشاركين معه من فريس قبيلة العصمة من شربه لعلمهم انه لن يتراجع عن قتله حتى لو هلك وعددهم لا يمكنهم من حمايته فرأوا أن الوضع خطير وليس في صالحهم ومنعوه بالقوة حتى أنهم طرحوه على الأرض واخذوا منه الفنجال.
و قُتل الشيخ محيميد العقيلي عام 1322وعمره لم يتجاوز 24سنه وقتل معه أشهر فرسان القبيلة وهم (قبلان المطابق والقحار وجزاء الصماح)
في معركة بين العصمة وآل شامر من العجمان بعد أن اعترضوا لهم أثناء عودتهم من مديد الحوطة.
وخلف من الأبناء الشيخ حسين وتوفي صغيرا والشيخ عبد المحسن
وقد رثاه الشاعر شويمان أبا الجلادا بالقصيدة التالية:
ألا يا بجاد القلب كنـه علـى صيـا=نوكنه علـى جمـر الوقايـد يصالونـه
ألا يا وجـودي يالعقيلـي ويـا قبـلا=نأهل مرحبا وإن جوا هل الهجن ينصونه
والآخر ولد راقي والآخر من الصمحا=نجزاء وافي الأشبـار ماكـود يشنونـه
ثنوا دوننا يوم الردي يزبـن أم أعنـاني=دوم الردي همـه بعيـره ومطحونـه
8- الشيخ : شجعان بن طلمس العقيلي
لم يتولى المشيخة حيث قتل في عهد والده في إحدى غزوات والده والعصمة وخلف من الأبناء الشيخ ناصر والشيخ عبدالله (عبيد) والشيخ عساف
9- الشيخ : ضيف الله بن طلمس العقيلي
لم يتولى المشيخة وتوفي في عهد والده ولم يخلف أبناء سوى ابنه واحدة هي الشيخة سارة بنت ضيف الله
10-الشيخ : بداح بن طلمس العقيلي
قتل في العشرينات من عمره ولم يخلف أحد
11-الشيخ : ناصر بن شجعان العقيلي
ولد عام 1323هـ تقريبا
مرت القبيلة بمرحلة حرجة خصوصا بعد كبر سن الشيخ / طلمس وبدأت هذه المرحلة بعد قتل آخر أبنائه وهو الشيخ / محيميد وصغر سن أحفاده والشيخ طلمس هو أخر رجل بقي من أسرة العقايلة وكانت على عاتقه مسؤولية عظيمة منها تصريف شؤون القبيلة ورعاية اسر أبنائه وأحفاده الصغار وهم (الشيخ ناصر بن شجعان والشيخ عبدالله (عبيد) بن شجعان والشيخ عبد المحسن بن محيميد والشيخ عساف ) وبعد وفاته دخلت الأسرة مرحلة الضعف الحقيقية فلولا الله ثم وفاء رجال القبيلة وحبهم لشيوخهم لانتهت مشيخة العقايلة عند موت الشيخ طلمس فقد برهنوا على صدق محبتهم ووفائهم لقبيلتهم و لشيوخها بحفظ حقوقهم ومنزلتهم ومكانتهم فاختروا الأكبر من أبناء شيوخهم العقايلة وهو الشيخ ناصر ليكون شيخا للقبيلة وكان عمرة لا يتجاوز الثمان سنوات وأصروا على أن يكون الشيخ / ناصر معهم في غزوهم كرمز لمشيخة القبيلة ويلتف حوله فرسان القبيلة فكانت أول غزوة لهم ومعهم شيخهم الصغير على سبيع وانتهت هذه الوقعة بانتصار العصمة و كسبوا إبل سبيع وتقاسموها فيما بينهم ، ومن سلوم القبائل يقوم شيخ القبيلة بعزل أفضل ناقة ، (الناقة العفراء) و تسمى أبيض الدفة و تكون من نصيبه ليس لأهميتها المادية ولكن لأهميتها المعنوية و هي رمز للمشيخة ، و بسبب صغر سن الأمير ناصر العقيلي أراد سلطان أبا العلا أن يأخذ أفضل الكسب وهي ما يعرف (بأبيض الدفه) ومنع منها بالقوة لعدم أحقيته فيها واعتبروا فرسان القبيلة ذلك تطاول على حقوق شيخهم الصغير و لجوء مشعان أبا العلا والد سلطان للقبيلة وإعطائه الأمان وحق الحماية وما تلا ذلك من حق المصاهرة والنسب لا تمكنه من أن يتجاوز حدوده ويتطاول على حقوق من آووه وكفلوه . فأعطي (أبيض الدفة) لشيخهم / ناصر العقيلي لأحقيته بها كشيخ للقبيلة وهذا الحق ضمنه له سلوم وعادات القبائل وهذا من المواقف المشرفة التي تحسب لهم ودليل آخر على وفائهم وصدق نواياهم ومن ذلك الفترة فهو شيخ القبيلة يسانده في مهمته أبناء عمومته من الفرسان والرجال الثقات إلى أن بلغ سن الرشد وكانت القبيلة موالية للأشراف وتربطهم معهم مواثيق وعهود ومصالح ومع بداية دخول الملك عبد العزيز الرياض انضم إلى الشريف وقاد السرايا ضد الأخوان في معركة تربة وبعد انتصار جيش الأخوان وانكسار الشريف حاكم الحجاز ذهب الشيخ ناصر إلى الأردن مع الأشراف ثم رجع وبايع الملك عبدالعزيز وقاد العصمة في فتح الجنوب تحت لواء أبناء الملك عبدالعزيز رحمهم الله جميعا وبعد ما استقرت الأمور ووحدت المملكة أسس هجرة أم سريحه وبقي شيخ للقبيلة حتى وفاته عام 1407هـ
12- الشيخ : عبدالله (عبيد) بن شجعان العقيلي
شارك في القتال مع الأشراف ضد الأخوان وعرف بتدينه وكان رجلا زاهد في الدنيا وكان يعطي ما يملك لفقراء القبيلة
13- عساف بن شجعان العقيلي
لم يقتصر تاريخ قبيلة العصمة على نجد والحجاز بل أنهم أسسوا لهم تاريخ في شمال شرق الجزيرة العربية وتحديدا في الكويت فمن بطولاتهم غزوهم على الظفير بقيادة الشيخ /عساف بن
شجعان العقيلي ومن معه من العصمة في الكويت ، واخذوا إبل للظفير ولحق بهم الطلب وعندما أحسوا بأنهم مدركون أمرهم الشيخ عساف بأن يسوقوا الإبل ويهربوا بها وهو سيقف ليصد
عنهم الطلب ليتمكنوا من دخول ديارهم بالإبل، ودارت معركة بينهم وبينه انتهت بقتل الشيخ عساف ولكن تمكن من عرقلتهم وصدهم حتى نجح العصمة بالكسب ، وبعد ذلك عاد أحد فرسان
العصمة من الشفعان وهو (أحد أجداد عضو مجلس الأمة الكويتي فيصل المسلم الراضي الشفيعي العصيمي) ووجد الشيخ عساف مقتولا وقام بأخذ سيفه وجوخته وشلفاه واحتفظ بها وتوارثها أبناءه حتى وصلت إلى عضو مجلس الأمة في الكويت الأستاذ / فيصل المسلم الراضي الشفيعي العصيمي في مجلسه الخاص ، ولكن بعد الغزو العراقي على الكويت ُسرق هذا الإرث من منزل الأستاذ فيصل المسلم.
13- الشيخ : سليمان بن جبرين العقيلي
راعي ( لظيا )
خاله ابن مجلاد شيخ الدهامشه من العنزة
تولى الشيخ سليمان مشيخة القبيلة بعد والده ويعرف براعي ( لظيا ) و كان يأخذ الدرمة على حجاج الشام والعراق والدرمة مبلغ من المال يدفعه حاكم الحجاز للعقيلي والعصمة
مقابل حماية الحجاج من السلب والنهب والاعتداء وكان له بيرق يرفعه الحجاج من دخولهم أراضي الجزيرة العربية حتى مكة المكرمة وعودتهم إلى ديارهم وفي بعض الاحيان يشرف بنفسه على القافلة ويسير معها الى مكة ويصحبه عدد من فرسان القبيلة ورجالها ويؤيدي مناسك الحج ثم يعودوا وأحيانا يرسل من أبناءه أو فريس القبيلة من ينوب عنه ،
ويوجد في العرف القبلي قديما سلوم وقوانين تحترمها جميع القبائل وجزاءات رادعة وتعزيرية لمن أخل بهذه الأعراف والقوانين و رفع البيرق يعني ذلك أن هذه القافلة تحت
حماية صاحب البيرق وهذه لا تكون إلا لمن له قوة وهيبة ومنعة بين القبائل ، و قاد العصمة في كثير من مغازيها و منها معركة تغوث التي وقعت بين عتيبة والشريف وكان محصن
بن ربيعان على الروقة والشيخ سليمان العقيلي على العصمة انتهت المعركة بانتصار عتيبة وحصل خلاف عند اقتسام الكسب حدثت بعدها قطيعة استمرت سبع سنوات بعدها أنشد
الشاعر ضيف الله بن حبيليص الشفيعي العصيمي قصيدته والتي تسمى مصلحة ذكر فيها دور قبيلة العصمة ومواقفهم معهم وتم الصلح ويقول الشاعر في قصيدته:
يا محصن أبا أهديك مني نصيحة=وترى النصيحة قبلنا يعنـى لهـا
حرب الرفاقه مثل بيـر عوهـه=تنطل جوانبهـا ويرمـي جالهـا
وش أنت خابر يوم تغوث جموعنا=ما ينعرف تفاقهـا مـن خيالهـا
وفي أحد السنوات تعرضت قوافل الحجاج إلى قطاعين الطرق في ديار عتيبة ولما علم العقيلي عن ما تعرض له الحجاج حاول التعرف على من قام بهذه الفعلة ولم يستطع
وصعب عليه الأمر لأن ترك مثل هذه القضية تمر بدون عقاب ستتكرر وتسقط هيبته في حماية الحجاج فأقسم أن يقتل من كل فخذ من عتيبة رجل وفعلا نفذ حلفه إلا فخذين لم
يجد منهم أحد والشاهد قصيدته :
اليوم يا لظيـا عيونـك معاميـش=ماجاك من يمناي فعل(ن)يعوقـك
لومك على العضيان هم والحناتيش=وباقي القبايل قد أخذتي حقوقـك
والشيخ سليمان هو من قتل أحد الأشراف حاكم الطائف ولها قصة وقصيدة معروفة عند جميع القبائل والقصة هي :
بعد وفاء الشيخ سليمان بقسمه وتنفيذ ما قطعه على نفسه من عهد عندما أقسم بأن يقتل من كل قبيلة من عتيبة رجل دفاع عن ذمته وحفظ لماء وجهه بعد تعرض إحدى قوافل الحجاج للنهب وهم تحت حمايته وفي ديارهم وهذا الخبر لم يرضي الأشراف حكام الحجاز في ذلك الوقت فاستدعاه احدهم لردعه ومحاولة كسر شوكته والتقليل من هيبته وعندما حضر الشيخ سليمان في مجلس هذا الشريف طلب منه شلفاه (لظيا) وأخذ ينظر إليها وقال له هذه لظيا التي قتلت بها دون وجهك ثم أخذ يقلبها و ينظر إليها ويقول فيها عوجة من هنا ثم ركزها في التراب وقال (في التراب عن الأصحاب) وأخذها الشيخ سليمان وأخذ ينظفها وقال هذه الأبيات :
بذتنـي الدنيـا وفيهـا أتعـيـا=وازريت اعدل ميلها من عوجها
بقعا تجهد الجاهل اللـي معيـا=واهنيكم يالي مريحينـن منهـا
لضيا تـدور رزقهـا لا تهيـاولا= هي بترجع لين تروي سننها
تقول فيها عوجت(ن)من هنيـا=اثر العواجه منك مهيب منهـا
14- الشيخ : عبدالمحسن بن محيميد العقيلي
أسس هجرة بدائع العصمة وشارك في القضاء على حركة الأدارسة بقيادة الأمير عبدالله بن مساعد بن جلوي آل سعود وتوفي رحمه الله عام 1412هـ
15- الشيخ : محمد بن عبدالمحسن العقيلي
تولى أمارة هجرة بدائع العصمة عام 1397هـ ، عرف بعزة النفس والحمية في القبيلة وكان ذو شخصة قوية ومؤثرة ، (يقول أحد الباحثين في تاريخ القبيلة) الشيخ محمد بن
عبدالمحسن العقيلي أحد الشيوخ الذين بقت ذكراهم في ذاكرتي ولن أنساه ابدا ماحييت لندرة من هم أمثاله ومن الأمور التي رسخت ذكراه في مخيلتي ماشاهدته ورأيته بعيني بعد وفاته
حيث كان لوفاته الأثر الكبير على قبيلة عتيبة وعلى كل من يعرفه وعلى قبيلة العصمة بشكل خاص حيث عايشت وفاته رحمه الله رحمة واسعة فقد بكى لرحيله الكبير والصغير وقد سمعت
عنه في مجالس قبيلته العصمة الشي الكثير من مدح وحسن سيرة فقد عاش هذا الشيخ عزيزا ومات عزيز وعندما علم الأمير / سلمان بن عبدالعزيز بوفاته قال : عرفت محمد العقيلي أكثر
من أربعين عاما ولم أجد أعز من نفس هذا الرجل فلم يطلب مني يوما شيئا خاصا لنفسه بل يأتي لقضاء حوائج قبيلته أو من يستعين به وقد رثته القبيلة والقبائل الأخرى بأكثر من ألف قصيدة
رثاء ، وهذه قصيدة للشاعر : سعد بن محمد المطابق العصيمي