المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في اليوم الأول من رحيل الشاعر الأديب محمد الثبيتي نستعرض أخبار الصحافة عنه ..



مالك العتيبي
01-19-2011, 01:10 AM
في اليوم الأول من رحيل الشاعر الأديب محمد الثبيتي نستعرض أخبار الصحافة عنه ..

جاءت جريدة المدينه بالعنوان والطرح التالي

وداعاً يا “سيّد البيد”.. وداعًا يا محمد الثبيتـي


عبدالله خميس العُمري - مكة المكرمة - فهد زيدان - علي الشريحي- جدة ابتسام المبارك - المدينة _:


شيّعت العاصمة المقدسة ظـُهر أمس الشاعر الكبير محمد الثبيتي الذي انْتقل إلى رحمة الله تعالى مساء أمس الأول في مكة المكرمة بعد تعرضه لجلطة , نُقل على أثرها إلى المستشفى ولكنه توفي في الطريق.
وكان الشاعر الثبيتي -رحمه الله- قد عانى منذ أشهر من وعكة صحية نتيجة إصابته بجلطة أُدخل بسببها للمستشفى وتم علاجه بأمر ملكي في الرياض وجدَّةْ إلى أن قرَّرَ الأطباء السماح له بمغادرة المستشفى ليمضي فترة العلاج في منزله بمكة المكرمة إلى أن باغتته مساء أمس الأول جلطة ثانية.
هذا وقد عبّر العديد من الشعراء والأدباء والمثقفين عن بالغ حزنهم على رحيل الشاعر الكبير الذي وصفوه بأنه صاحب التجربة الشعرية الحديثة في ساحة الشعر السعودي.
علامة بارزة معالي الدكتور سهيل قاضي رئيس مجلس إدارة نادي مكة الثقافي الأدبي عبّر عن حزنه على رحيل الثبيتي وقال:
إن محمد الثبيتي يعد من الشعراء المبرزين في الساحة الشعرية السعودية فقد استطاع أن يلفت الأنظار نحو تجربته الشعرية الثرية في لغتها وموضوعاتها وخروجها عن النمطية المعهودة وهذا ما جعل قرّاء الأدب السعودي ونقّاده يشيدون بتجربة الثبيتـي التي تُعدْ علامة بارزة في حركة التجديد الشعري وهو عندما يرحل عن الدنيا فإنه قد سجل اسمه وتجربته بقوة تجعلها حاضرة فى الساحة الأدبية السعودية والعربية ولا نملك إلا تقديم العزاء لذويه ولكل من فُجع برحيله ولمتذوقي الشعر المتجدد بطابع التراث.
أشعلته القصيدة وقال الأديب الدكتور عبدالله الغذامي: رحمه الله وغفر له وجعل الله ما مرّ عليه من معاناة سبباً للغفران والرحمة وفي موقف مثل هذا نتذكّر هذا الرجل الذي اشتعل بالقصيدة وأشعلته القصيدة وقدم لثقافتنا نموذجاً شعرياً متميزاً بحيث أن محمد الثبيتي صار علامة على أسلوب خاص ومعنى خاص في تجربته الشعرية وستظل هذه التجربة تحمل علامتها الخاصة في ثقافتنا وتمتد بتأثيراتها إلى الساحة العربية كلها وهو وإن مرّ مروراً كريماً وعابراً إلا أن تجربته ليست عابرة فهي تجربة عميقة وقوية وستبقى ثابتة ليس في ذاكرتنا الخاصة وإنما في ذاكرة الثقافة العربية عموماً وسيظل اسْم محمد الثبيتي تجربة شعرية إبداعية لها خصائصها ولها تميُّزها كما أن لها موحياتها عند الآخرين مؤثرةً فيهم ومتفاعلة معهم فقد مضى محمد الثبيتي إلى رب رحيم غفور ولا شك أن قلوبنا جميعاً كانت معه أثناء مرضه بالدعاء والمحبة وهي معه الآن في رحلته الأبدية إلى رب الرحمة ورب العالمين ولم يبقَ إلا أن ندعوا له ونظل نعيد أذهاننا إلى ذكريات معه كانت لها تأثيرها في حياتنا كلها.
الخبر أحرقني ووصف الشاعر محمد العلي نبأ تلقيه لخبر وفاة الشاعر محمد الثبيتي بالنبأ المحرق واكتفى بالقول : الكلمات لا تسعفني في هذه اللحظة فمحمد الثبيتي أكبر من أي كلمة وأنا فُوجئت بهذا الخبر المحزن بل وأحرقني حرقاً وإن أردنا أن نتحدث عن منجزات الشاعر الثبيتي فنحن بحاجة إلى صفحات طوال ولا تكفيه كلمة أو كلمتين أو ثلاثا فعلاقتي بمحمد علاقة لها سنين عديدة وإعجابي به إعجاب ليس له حدود لذلك لا أستطيع الآن التحدث في وفاته .
موهوب ومهموم ويقول الدكتور عبدالمحسن القحطاني رئيس مجلس إدارة نادي جدة الأدبي:
لا شك أن محمد الثبيتي رحمه الله يمثّل منعطفاً كبيراً في المسيرة الشعرية للمملكة فهو رجل موهوب ومهموم وإذا اجتمع الفن مع الهم أعطت نجاحاً كبيراً فأي قارئ يشعر بلذة ومفاجأة اللذة في النص والمفاجأة باستحضار التراث وتوظيفه توظيفاً جديداً فقد استطاع محمد الثبيتي أن يستثمر الماضي الذي أصبح كرموز في حياة الناس وأخرجه بلغة راقية وموهبة منقادة فالشعر تراكمي ومزحوم وقد خرج به الثبيتي وكوكبة معه من الشعراء إلى مسارات جديدة وهذا يعد إنجازاً يُحسب له ولاشك أن هذا العمل سبقته إرهاصات عديدة لكن قمته تمثّلت في جيل محمد الثبيتي وكان هو على رأس هذه القمة فقد خرج من التراكمات الكثيرة والنصوص التي كانت تسير في خندق واحد ليخرج بها في شكل جديد في لغته بعيداً عن التناظرية في النصوص الشعرية وهذا يعكس موهبة الثبيتي.
من المؤسف وقالت الشاعرة والكاتبة الدكتورة ثريا العريض :
فقدنا شاعرًا مميزًا متفردًا ارتبط اسمه بالشعر العربي السعودي الحديث بصورة جميلة جدًا ومن المؤسف أنه غادرنا بهذه السرعة إذ كان ممكنا له أن يضيف للمشهد الشعري السعودي إضافات أكثر ومن المؤسف أيضًا أنه غادرنا وهو متألم ومن المؤسف أيضًا أنه غادرنا ولم نستطع أن نقدّم له الشيء الكثير الذي يستحق ولقد علمت بالخبر بمجرد وفاته لأن أحد الأصدقاء كان دائما يزوره ويوافينـي بحالته رحمه الله رحمة واسعة وألهم أهله ومحبينه الصبر والسلوان وأنا هنا أطالب بتفعيل صندوق الأديب لمثل حالة الثبيتي وغيره من الأدباء والمثقفين الذين يمرون بنفس الحالة التي تعرض لها الثبيتي.
خبر صاعق فيما وصف الدكتور عبدالله المناع الخبر بالصاعق وقال :
الثبيتـي مات شابًا إذ لم يتجاوز الستين عامًا وهذا الخبر صاعق لشاعر متميز صادف موجة كبيرة من الإنكار والشيء الذي أستغربه من أوساطنا الثقافية أنها لم توفيه حقه رغم شاعريته وكأنه يتحدث لغة مستهجنة عن السائد والمألوف ويكفيه أنه قدَّم نماذج من شعره فريدة ولكن الأمة أو الناس أو بعضهم أو صانعي القرار المنفذين منهم لا يريدون إلا اللغة والكلمات التي اعتادوها فقاوموا الشاعر ولازلت أتذكّر تكريم نادي جدة الأدبي للثبيتـي إذ كان شيئًا مخجلًا وأنا أعتقد أن الثبيتي شاعر عظيم ظلمته أمته وأنا أرى أن الثقافة تدخل في عملية بيروقراطية شديدة وتتحول الأندية والمراكز الثقافية إلى دوائر حكومية تتقيّد بنظم البيروقراطية وليس لها صلة بالإبداع وبحقيقته وهنا تكمن المشكلة فلابد للأندية الأدبية أن تكون أندية مستقلة تعبّر عن فئاتها من أدباء وشعراء والكتّاب والمبدعين بصورة عامة والحاصل ليس كذلك أنها مثل أي إدارة حكومية لا تقدم الجديد وتخضع لكل المعايير البيروقراطية ولابد أن نفصلها عن ذلك.. رحم الله الثبيتي وعوضّنا الله خيرًا ولكن كيف نُعوض خيرًا ونحن نقف هذه المواقف السلبية من مبدعينا أمثال الشاعر الثبيتي.

دراسة أعماله من جانبها شددت الدكتورة سعاد المانع على ضرورة أن تقوم وزارة الثقافة والإعلام بنشر مالم يُنشر من أعمال الراحل الثبيتي وقالت:
أسفت أننا نخسر شاعرًا مثل محمد الثبيتي ولا يملك الإنسان أمام إرادة الله تعالى إلا أن يقول رحمه الله رحمة واسعة وتغمّده بواسع المغفرة وفي تصوري لابد أن تكون هناك دراسة لأعماله غير المنشورة وإصدارها في مؤلف وأنا لست على صلة مباشرة بعائلته ولكنني أفترض أن هناك أعمالًا لم تُنشر بعد ونحن متعطشون لذلك.
فقد ثقافة الناقد الدكتور عالي القرشي قال:
أولًا نقول رحم الله محمد الثبيتي وغفر له وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان وفقده بالطبع ليس فقد أسرة أو أبناء يفتقدونه وإنما هو فقد ثقافة تتعلق بمحمد الثبيتي فيها بصمة واضحة سواء كانت هذه البصمة في تحوّل الرؤية الشعرية والتحوّل في بنية القصيدة على مستوى المملكة فقد استطاع الثبيتي أن يقدّم هذه التجربة على مستوى العالم العربي ووجدت الاحتفاء في العالم العربي فكان الثبيتي بذلك نموذجًا لتجربة متفرّدة وكانت في هذه التجربة آليات متميزة عن غيرها من التجارب ممكن أن أشير إليها في عجالة في أمور ثلاثة : كثافة اللغة الشعرية وامتزاج الذات بالنص الشعري وكون القصيدة لديه مستمر عن الرؤية وعن الأفق المنشود .
مبدع متألق وقال رئيس نادي المدينة المنورة الأدبي الدكتور عبد الله بن عبدالرحيم عسيلان :
الثبيتي شاعر مبدع متألق أجمع النقاد على مكانته الرفيعة في عالم الشعر وشعره يلامس شغاف القلوب ويستجلي ما في أعماق النفس من أحاسيس ومشاعر وبوفاته فقدت المملكة أحد شعرائها اللامعين..
تغمّده الله بواسع رحمته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
شاعر حقيقي وقال الروائي يوسف المحيميد :
لاشك أن خسارة شاعر حقيقي ومؤثر ورائد في القصيدة الجديدة مثل الشاعر محمد الثبيتـي هو خسارة للمشهد الشعري والأدبي عموما في المملكة ولعل التطورات التي حدثت في تجربة محمد الثبيتي بدءا من القصيدة العامودية وانتهاء بقصيدة التفعيلة التي بناها بعمق ورؤية واستطاع أن يجدّد ويبتكر في اللغة وفي أسلوب الإبداع الشعري هي لم تتوفر في شاعر سعودي آخر فكما نعرف أن معظم الشعراء الذين بدأوا كتابة الشعر وأصدروا أكثر من عمل لم تتغيّر تجاربهم إن لم تكن خبت بينما محمد الثبيتي هو الشاعر الوحيد الذي يفاجأنا من عمل إلى آخر ولاشك أننا في هذه اللحظة الحزينة ونحن نودع شاعرًا بحجم وأهمية الثبيتي نتقدم بالعزاء إلى جميع المبدعين في الوطن وأتقدم بصفة شخصية بالعزاء إلى أسرة الشاعر الثبيتي وأبناءه يوسف ونزار.



محمد الثبيتي.. “التضاريس” البارزة في مسيرة التجديد الشعري نايف كريري - جازان *

منذ عام تقريباً وهو يرقد على السرير الأبيض، إثر تعرّضه لأزمة قلبية بعد عودته من رحلة ثقافية إلى اليمن، وقد منّ الله عليه بالشفاء العاجل ورده سالماً إلى أبنائه وأصدقائه ومحبيه، ثم تعرّض لوعكة صحية منذ أشهر أُدخل على أثرها المستشفى وتم علاجه بأمر ملكي، ولكن حالته الصحية لم تكن مستقرة، إلى أن توفي مساء يوم أمس الأول الجمعة 14 يناير 2011. *
ولد الشاعر محمد عواض الثبيتي عام 1952م في منطقة الطائف. * حصل على بكالوريوس في علم الاجتماع وعمل في وزارة التربية والتعليم. *
أعماله الشعرية: ديوان «عاشقة الزمن الوردي»، وديوان «تهجيت حلماً.. تهجيت وهماً»، وديوان «بوابة الريح»، وديوان «التضاريس» وديوان «موقف الرمال». *
أصدر النادي الأدبي في حائل مؤخراً أعماله الكاملة في مجلد واحد ضم جميع إنتاجه الشعري. *
حصل على عدد من الجوائز أهمها: -
الجائزة الأولى في مسابقة الشعر التي نظمها مكتب رعاية الشباب في مكة سنة 1397هـ. عن قصيدته «من وحي العاشر من رمضان». -
جائزة نادي جدة الأدبي عام 1991 عن ديوانه «التضاريس». -
جائزة أفضل قصيدة في الدورة السابعة لمؤسسة جائزة عبدالعزيز البابطين للإبداع الشعري عام 2000 م عن قصيدته «موقف الرمال.. موقف الجناس». -
جائزة ولقب «شاعر عكاظ» عام 2007م في حفل تدشين فعاليات مهرجان سوق عكاظ التاريخي الأول


في جريدة الرياض جاء الخبر تحت عنوان ..

تشييع الثبيتي إلى مثواه

http://s.alriyadh.com/2011/01/16/img/754232539880.jpg (http://s.alriyadh.com/2011/01/16/img/754232539880.jpg)

مكة المكرمة - ثقافة اليوم

شيع ظهر يوم أمس الشاعر محمد الثبيتي. وقد صلي عليه بالحرم المكي الشريف، ودفن في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة.

وكان الثبيتي قد أصيب بجلطة ثانية أدخل على إثرها مستشفى الملك فيصل بمكة، حيث أسلم الروح هناك، بعد معاناة صحية عاشها بعد إصابته بجلطة قبل عدة أشهر. رحل الثبيتي عن عدة دواوين، منهما "عاشقة الزمن الوردي" و "تهجيت حلماً تهجيت وهما".

http://s.alriyadh.com/2011/01/16/img/811856569466.jpg (http://s.alriyadh.com/2011/01/16/img/811856569466.jpg)


وجاءت مقاله عنه تحت عنوان

ويرحل الثبيتي في قافلة المطر ووعر التضاريس







http://s.alriyadh.com/2011/01/16/img/582775991630.jpg (http://s.alriyadh.com/2011/01/16/img/582775991630.jpg)

محمد علي قدس

الشعر في الحياة كالذهب في الأرض، قليل ونادر. هذا ما يقوله الدكتور عبدالعزيز المقالح، ولو لم يكن الأمر كذلك لكان كل من نظموا الشعر شعراء. وكثيرون الذين يركضون في هذا العصر وراء سراب يسمونه الشعر، والقليل من هؤلاء مَنْ يأتيهم الشعر كأصفى ما يكون، ومن هؤلاء محمد الثبيتي.

على إيقاعات زمن العشق، وفي صحبة عاشقة الزمن الوردي بدأ رحلته الشعرية، وعلى أهازيج تغريبة القوافل والمطر.. يرحل في هدوء سيد البيد وقد أنهكته التضاريس.. وأحلام الشعر وجنونه..

أقبلوا كالعصافير يشتعلون غناء..

فحدقت في داخلي.. كيف أقرأ هذي الوجوه

وفي لغتي حجر جاهلي..

بين نارين أفرغت كأسي.. ناشدت قلبي أن يستريح

يعد محمد الثبيتي أحد أبرز الشعراء الحداثيين السعوديين المعاصرين، ومن أهم الشعراء العرب الذين صاغوا القصيدة النثرية على إيقاعاتها التفعيلية، ومن أكثرهم شهرة، يتميز قاموسه الشعري بمفردات وألفاظ، كان ينحتها نحت المتفرد، وهو مأخوذ بتيارات التحديث والاختلاف. حين شارك لأول مرة في نادي جدة الأدبي في أمسية شعرية عام 1405ه شاركه بقراءاتهم الشعرية المتميزة شعراء، تألقوا بقربه عبدالله الصيخان، محمد جبر الحربي وأحمد عائل فقيهي، وانطلق يقرأ بصوته الجهوري المؤثر..

"جئت عرافا لهذا الرمل

أستقصي احتمالات السواد/ جئت أبتاع أساطيرا ووقتا/ وبين السبت قس ومدينة

خدر ينساب من ثدي السفينة/ هذه أولى القراءات وهنا ورق التين يبوح

قل: هو الرعد يعري الموت"

في تلك الليلة سهر مثقفو وأدباء جدة منتشون بتضاريسه، يتغنون في عشق تراتيله الشعرية، يتجاذبون الأحاديث حتى الصباح يقرأ كل منهم معانيه وألفاظه الشعرية، مأخوذون بتغريبة القوافل والمطر. وكان نصيب الثبيتي من النقد والمعارضة، ما حقق له الانتشار، وحين فاز في نادي جدة الأدبي بجائزة الإبداع عن ديوانه المتميز التضاريس، حرم منها لصعوبة الفترة التي منح فيها الجائزة، واحتقان المشهد الثقافي بتجاذبات وصراعات بين الحداثة والأصالة، وفي عام 1430ه كرمه وزير الثقافة والإعلام ضمن عدد من الأدباء والشعراء في مؤتمر الأدباء الثالث في الرياض، بما يليق بمشواره وإبداعه الشعري.

رحم الله محمد الثبيتي، فقد كان شاعرا تركنا اليوم نسهر في قراءة أحلامه وتضاريسه السهلة الوعرة.



وجاءت جريدة عكاظ بالعنوان التالي ..

المثقفون يبخلون على سيّد البيد بخطوتين في جنازته



http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20110116/images/g20_th3.jpg (http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20110116/images/g20_th3.jpg)

طرح غياب المثقفين عن مراسم دفن جثمان الشاعر محمد الثبيتي، في مقابر المعلاة في مكة المكرمة، بعد الصلاة عليه في المسجد الحرام عقب ظهر أمس، تساؤلا مرا حول المكانة الحقيقة للمثقف السعودي.
واقتصر حضور المثقفين على ثلاثة أشخاص فضلا عن أحد أعضاء مجلس الشورى، وسط عدد من المشيعين الذين يتراوح عددهم بين 50 و60 مشيعا.
وكانت الأوساط الأدبية والثقافية العربية فجعت بوفاة الأديب المتميز والشاعر الكبير محمد الثبيتي، الذي وافته المنية البارحة الأولى في مكة المكرمة، بعد معاناة مع المرض استمرت زهاء عامين إثر تعرضة لأزمة قلبية حادة.
جموع المشيعين من الأصدقاء والأقارب والمثقفين ذرفوا الدموع على فراق الشاعر والمثقف أبا يوسف.
وأشار الدكتور علي الرباعي إلى أننا عندما نتحدث عن الفقيد محمد الثبيتي تحضر صورة الشعر المحتفظة بجماليتها وحداثتها، والمتكئة على الموروث الغائر في مناجم بعيدة، لا يبلغ مداها إلا شاعر له أجنحة جامحة به نحو التحليق باتجاه الحلم.
وأضاف «لم يمت من كان له هذا الرصيد الزاخر من القصائد ذات العناوين الحداثية التنويرية، فهو لم يبخل علينا وخلد للثقافة العربية إرثا لا نظير له كأمثال «تحية لسيد البيد»، «بوابة الريح»، «موقف الرمال»، «تغريبة القوافل والمطر»، «مهج الصبح والشاذلية»، «القهوة المرة المستطابة»، «الرقية المكية» إنه مركز بوصلة يستحكم ببراءة في مؤشرها، ليحرك محور اللغة، ويديره صوب المفردة الناعمة، قاطعا على نفسه العهد بطهي قصائده على نار الجودة الهادئة.
وأوضح الرباعي أن الفقيد حصد جوائز متعددة من أبرزها جائزة البابطين وجائزة سوق عكاظ رغم أنه لم يكن مغرما بالجوائز ولم يبحث عنها لكنها أتت راغمة حينما جسد الشاعر مهمته في تقديم نص مميز ليرقى به إلى مستويات عليا، احتراما لذائقة المتلقي، لتدخل دائرة التقدير والتتويج لمرحلة الثمانينات والقصيدة الحديثة، وذهب الرباعي إلا أن علاقة الشاعر محمد الثبيتي بربه علاقة خاصة فالمسبحة والسجادة والمصحف تلازمه أينما ذهب وتأخذ مكانا خاصا في مكتبته التي تضم أمهات الكتب وهي أشبه ما تكون بمركز ثقافي متنوع بين المخطوطات والكتب التراثية والمجلات المعرفية والثقافية هو مغرم بالتاريخ والشعر النبطي الجنوبي وذاكرته تختزل الثقافة والتاريخ كونه رجلا مؤمنا بالثقافة ويعي ما هي الثقافة حتى أن أرهق نفسه بالثقافة.
ولفت صديقه الإعلامي خالد قماش إلى أن الشاعر محمد الثبيتي أسس لتجربة فريدة على مستوى الوطن العربي لم يستخدمها إلا الثبيتي وأخلص لتجربته بعكس بعض الأسماء التي رافقته واستطاع أن يكون له فلكه الشعري الخاص به، وما يميز الشاعر محمد الثبيتي أنه لم يدخل في مهاترات إعلامية نظير الانتقادات أو القراءات النقدية لشعره والجميع يعلم أن الكثير من أبناء جيله من المثقفين بنى شهرته على حساب تجربة الثبيتي من خلال نقد قصائده المتفردة والتي تحمل أسلوبا خاصا بالثبيتي لا يجيده غيره، عطفا على ما يتمتع به هذا الشاعر الراحل من تجربة جديدة فهو أيضا يجمع خصالا نبيلة في تعامله الأخوي مع كل من عرفه أو عمل معه رجل فيه من النبل والشهامة والكرم ومروءة الأخلاق والصفات التي تثبت أنه شاعر متميز كان لا يتردد في حضور أية دعوة من الدعوات التي توجه له حتى البعض كان يستغرب حضوره في ملتقيات وندوات مصغرة وهو الشاعر الكبير ذا الصيت العالي.


أما جريدة اليوم جاءت بالتغطية التالية

جغرافية الشعر تخسر أحد أقاليمها الكبرى بغياب الثبيتي

«هوى فوق قارعة الصمتِ/ فانسحقت ركبتاهُ/ تأوّه حيناً.. /وعاد إلى أولِ المنحنى باحثاً عن يديهْ/ تنامى بداخله الموتُ/ فاخضرّ ثوب الحياة عليهْ».. لم نكد نرتجي باب العام الفائت على غيابٍ عزيز وفادح، حتى باغتَنَا العام الجديد برائحة الجنائز أمس الأول. هذه المرة نلفي أنفسنا في وداع قطبٍ ضخم هو الشاعر الكبير محمد الثبيتي، عمَرَ حياتنا الثقافية والشعريّة بسيلٍ من الغناء ومن القيمة الإنسانية ومن القدْر العالي الذي نهض بالشعر الحديث في السعودية، وارتحل به إلى ذُرى ليس من اليسير تجاوزها أو إغفالها أو إدراجها في النسيان. من عتبة الألم ومن بئر الفقد انهمرت الكلمات من أصدقاء وزملاء عرفوا نعمة الحرف على يديه؛ فسجلوا لـ «اليوم الثقافي» بعض بوح الألم وقصاصة نعي لم يتوقعوها.

http://www.alyaum.com/News/thumbnail.php?file=2011/01/thebeety_1_356760967.jpg&size=article_large (http://www.alyaum.com/News/thumbnail.php?file=2011/01/thebeety_1_356760967.jpg&size=article_large)


نهاية ألم شجاع





الشاعر محمد الدميني أوضح أن «غياب محمد الثبيتي، أو رحيله المبكر، يعني غياب القصيدة المحلية التي جاهدت لكي تشرع بصماتها الفارقة على صفحة الشعر العربي المعاصر».
وأوضح أن الفقيد «حاول باقتدار أن يحشد في قصيدته العناصر الأسطورية والملامح المكانية والإنسانية لإنسان الجزيرة العربية وأن يضفي عليها لغة مجددة ومعاصرة وأن يقدم قصيدة سهلة لكن وراءها تكمن الآليات الإبداعية لموهبة صبورة ومتفردة».
ووصف الدميني شاعرية الثبيتي بأنها «تتكئ أيضاً على بلاغة عربية ونحت للمفردات والصور تبدو وكأنها خارجة من قواميس شعرائنا الكلاسيكيين، لكنه لا يترك قصيدته نهباً للماضي بل يملؤها بما يشهده من صور وفواجع وآلام يتشاطرها مع من حوله. لذا فقد كانت قصيدته هي الأقرب إلى وجدان المتلقين وإلى ذائقتهم الجمالية والدلالية وقد حفظوها وتبادلوها بنشوة على نحو عزّز من مكانة القصيدة الحديثة في أوساط اجتماعية لم يكن ميسرا لها الاندماج مع روح هذه القصيدة».
وأكد أن «قصيدتنا المحلية تفقد، برحيل الثبيتي، ركناً متيناً ضمن أبنيتها المتعددة، وهو ركن لا يعوض بل أنه يرحل دون أن يكون له تلامذة كثيرون يواصلون نهجه الإبداعي».
واختتم الدميني حديثه بقوله: «جميعا سنفتقد أخاً وصديقاً وحالماً كبيراً بالحرية وبالآفاق الإنسانية الرحبة التي طالما سعت إليها قصائده. وسنكرر ما يعرفه الجميع أن المعاناة التي شهدها الثبيتي منذ دخوله المستشفى في مكة المكرمة وحتى خروجه من الحياة كلها تشكل شهادة فاجعة على الطريقة التي عومل بها أديب كبير لم تكن له من أسلحة سوى كلماته وخيالاته الخضراء».


علم على جبل القصيدة

ورفع الشاعر جاسم الصحيح أحرَّ التعازي إلى الجميع في رحيل شاعر التضاريس وسيِّد البيد تغمَّده الله برضوانه وجنانه، وقال: «اليوم خسر الشعرُ إقليما ممتدًّا باتساع الإبداع والنجوميَّة والألق من جغرافيَّته التي بدأت تنكمش في عالم الفنّ».
وأضاف: «هو (محمد الثبيتي) وكفى.. هو الشاعر الذي رمى في ماء المجازات الراكدة (حجرا حداثيا) وأطلق النهر باتجاه مجراه الجديد. فمنذ أن تفتحنا على أبجديات الشعر واسمه يرنّ في مسامع المشهد الشعري رنينا باذخا مثل رنين قنطار من الذهب على رخامة فاخرة».
وقال: «كنا نراقبه مراقبة العاشقين للقمر، فنسهر معه وهو (يصبُّ لنا وطنا في الكؤوس)، ونصغي إلى (هدير أباريقه) وهو يعزف لنا نوتات الوله والحنين، ونستمتع بأضوائه وهي تغسلنا في بحيرتها من تعب الحياة. كبرنا على دندنات ألحانه وشربنا من موسيقا تفاعيله ونحن ما نزال على مسافة منه لا يملؤها سوى أشواقنا التي لا تكفّ عن التوق لرؤيته».
وتحدث الصحيح عن لقائه الأول بالراحل قبل أكثر من 12 عاما، وقال: «فاجأني نادي المدينة المنوَّرة الأدبي بدعوة لإقامة أمسية شعرية بمشاركة الشاعر محمد الثبيتي، فكانت الدعوة صاعقة على كلّ المستويات. لم أعرف كيف يمكن للتلَّة الصغيرة أن تقف بمحاذاة الجبل الشامخ وترفع رأسها، وكيف للجدول أن يهمس في حضرة المحيط الهادر. لم أعرف كيف أواجه ذلك الكائن المجازيّ الذي اخترق وجداني بشفافيته على الورق.. وعندما التقينا وجها لوجه، اكتشفت أن القمر ليس من حجر كما يزعمون، وإنما من ألقٍ مضاعف.. عندما التقينا، اكتشفتُ كيف يمكن للشعر أن يتجسَّد في بدويّ صقلته الصحراء بالقيم وزمَّلته أنوار (غار حراء) بدثار من الصفاء والنقاء، وأن يخلع عليه ملامحه ويزرع فيه وجدانه ويسكب فيه أحلامه ويصوغه في أحسن تقويم إنساني».
وتابع الصحيح قوله: «الثبيتي الذي خسرناه وجودا بيولوجيا في هذا اليوم، هو ذاته الثبيتي الواقف عَلَما على جبل القصيدة، وقد زادته عاصفة الموت خفقانا وهو ثابتٌ على قمته.. سافرتُ إلى أقطار عربية كثيرة وشاركت في أمسيات شعرية هناك ،وكان الشاعر محمد الثبيتي معي في كلّ أسفاري الشعرية.. كان معي عبر السؤال المتواصل عنه من قِبَلِ جميع الشعراء العرب الذين أقابلهم فهو الشاعر الذي اختطف الأضواء كلها من مسيرة الثمانينيات الشعرية وأهدى حصَّة لكلّ شاعر من شعراء ذلك الجيل الشعري البهيّ».





http://www.alyaum.com/News/files.php?file=2011/01/thebeety_2_473209733.jpg (http://www.alyaum.com/News/files.php?file=2011/01/thebeety_2_473209733.jpg)

المولع بشهية الحلم


من جانبه، أوضح الناقد د. صالح زياد أن وفاة الثبيتي «خسارة للشعر السعودي، فهو واحد ممن حملوا القصيدة إلى فضاءات جديدة، وعمقوا فيها معاني الانفتاح على الحياة وصاغوا رموزها بطريقة مبتكرة ونابعة من وعي شديد الحساسية لواقعه ومولع بشهية التوثب والحلم والتشوف للمستقبل».
وأوضح أن دواوين الثبيتي وقصائده «ثروة أمام الأجيال القادمة، وأمام الدارسين. ورغم أنها ليست كثيرة، إلا أنها على درجة ممتازة من الخصوصية والتقطير والرؤى المستبصرة للرمل والحي والسفر الذي نامت عنه القافلة».
وقال: «أنا حزين لمعاناة الثبيتي المرضية في الفترة الأخيرة، وحزين لخبر وفاته الآن، لكنني مغتبط بما تركه الثبيتي من معان، فالمعنى لا يموت، ومعاني الثبيتي التي صنعها في شعره، هي معان تؤشر على البعيد والبهيج والحيوي. وأسأل الله له الرحمة والمغفرة، ولأهله وأبنائه الصبر والسلوان».
وقال الشاعر زكي الصدير: «حين يغيب عرافُ الرمل لا يبقى لاستقصاء احتمالات سواد الوطن سوى الحزن الكبير، وسوى انتظار حادٍ يأخذ بزمام القافلة نحو موقف الرمال وتضاريس البيد لنتهجّى معه الحلم/ الوهم متوسدين على كتف عاشقة الزمن الوردي الذي طالما غناه وانتظره الثبيتي بلا جدوى».


وعينا العميق
وأوضح أن الثبيتي «لم يكن يوما مجرد شاعر عابر على وطن اختاره القدر له، بل تجاوز هذا الميلاد ليصيّره وعيه العميق وذاكرته المضاعفة لشاهد على عصره، ودليل على وطنه، وبوصلة للطريق إليه ومنه».
ويستعيد الصدير ذكرياته مع الراحل، وقال: «في استراحة بشرق الوطن، قبل أزمته الصحية الأخيرة التي طالت وأخذته للبياض بأيام قليلة، كنت أجلس بجواره وهو يتمثل أبيات طرفة بن العبد ويجاورها بنصوص من شعره لأجده وطناً متمثلاً في رجل، كان كالأمة المحتبسة في جسد ضعيف لا يهدأ، ولا يمل الحلم، ورسم التضاريس على وطن من آمال محتملة».
وأضاف: «قرأ ليلتها القصيدة وبوابة الريح وتحية سيد البيد والقرين، وبعد كل قصيدة كان يبتسم ويقول: «لست أدري! هي فاتحة الغيث أم هاجس الصحو؟!».. كان الثبيتيُ القصيدةَ التي تقاسمها الوطن شرقه وغربه وشماله وجنوبه، فلم يكن الشعر وسيلة بين يديه ولا غاية يتمناها، بقدر ما كان أرضاً يمشي عليها، ومتكأ يتعكز عليه ليمضي نحو أسطورته، ويسمي لياليه ونهاراته ونجومه وحكاياته وأغانيه، وليرقص عارياً على رمله مغتسلا بزرقة خليجه وحمرة بحره، هكذا بلا مواربة أو مجاملة أو دهانات لا يجيد استخدامها، فكان الوطني الذي لا يجيد ارتداء بشته الشعري في ولائم المال».


تجربة استثنائية
وقال الشاعر والكاتب أحمد عائل فقيهي إن الراحل «يمثل تجربة شعرية فريدة واستثنائية في سياق التجربة الشعرية السعودية، لما حملت هذه التجربة من عمق ونضوج وتميز، ومن لغة الصحراء بكل ما تحمله هذه الصحراء من حمولات تاريخية ورمزية».
وشارك فقيهي مع الثبيتي في أمسيات شعرية عدة، منها مهرجان جرش بالأردن، وقال: «كنا نمثل المملكة في تلك المهرجانات الشعرية».
وأضاف: «شاركت مع الراحل والشاعرين محمد الحربي وعبد الله الصيخان في أمسية كبيرة أقامها نادي جدة الأدبي الثقافي، حضرها مجموعة كبيرة من المثقفين والأدباء، وكتب عنها الكثير في الإعلام، وكانت من الأمسيات التي لها أثر في الحركة الشعرية الحداثية، وكتب عنها النقاد د. عبد الله الغذامي في كتابه «حكاية الحداثة».. وأيضا كانت هناك مشاركات منها في جزيرة فرسان مع شعراء آخرين.. رحم الله شاعرنا وأسأل الله له الرحمة ولأهله الصبر والسلوان».


بصمة على الخارطة

وأوضح الشاعر طلال الطويرقي أن خبر الوفاة بلغه مساء أمس الأول، وقال: «ساءني جدا خبر وفاة الصديق، وعدت بذاكرتي لخمسة عشر عاما مضت كان فيها أبو يوسف نعم الأخ والصديق والناصح.. لقد غابت صورته من ذاكرة الأيام لكنها بقيت وستبقى مكلّلة بالحب والجمال والدهشة والسمو بحكم القرب المكاني والروحي بيننا».
وأضاف: «ماذا يمكن أن نقول في مصاب جلل كهذا؟ لا أعتقد أن رثائية بليغة ستفي بالغرض خصوصا مع شاعر كبير ترك بصمته على خارطة إبداعنا المحلي والعربي، لقد رحل الشاعر الكبير مريضا ومنكسرا في وطنه الكبير، وأعتقد أن بلاغة المرض كبيرة وبلاغة الوطن حاضرة بامتياز، رحم الله شاعرنا الكبير وألهم الله وطنه وأهله الصبر والسلوان».







جثمان الراحل يوارى الثرى في مقبرة المعلاة
ووري جثمان الشاعر محمد الثبيتي الثرى السبتفي مقبرة المعلاة بمكة المكرمة، وسط حضور حشد من جميع مناطق المملكة، قدموا لمواراته الثرى، وإطلاق النظرة الأخيرة على جثمانه.
ووصف رئيس نادي الطائف الأدبي حماد السالمي الراحل بـ «الشاعر المجدد»، مبيناً أن قصائده مختلفة، وأنه نحا «أسلوباً مختلفاً عمن سبقه، وهو شاعر القصيدة الجديدة والمجددة، وشاعر المعنى المبتكر»، موضحاً أنه برحيل الثبيتي «تفقد الأسرة الأدبية والشعرية علماً كبيراً من أعلامها».
وقال عضو نادي الطائف الأدبي الشاعر أحمد البوق : إن الراحل روح الشعر وأحد العمالقة والمجددين، «وإذا وضعنا قائمة بأسماء الشعراء من المعلقات إلى عصرنا الحاضر، فستتسع تلك الذاكرة وبقوة لاسم الشاعر الكبير محمد الثبيتي، نظير ما وصفه بقوة الوهج الشعري الذي خرج من أبياته وروعة قصائده، فهو عمق القصيدة وسموها في الذاكرة الشعرية.
و قال الناقد د. سعيد السريحي: «إننا افتقدنا شخصية شعرية كبيرة لها ثقلها ووزنها في الأوساط العربية والمحلية، وهو صاحب تجربة استثنائية في التجربة العربية المعاصرة. إنه استثناء من شأنه أن يجعله شاعراً على مستوى العالم العربي«.
وأضاف أن الثبيتي «استطاع أن يجمع في تجربته بين انتمائه للقصيدة العربية عبر التاريخ الموغل في القدم وبين تقنيات القصيدة المعاصرة. كما ينبغي لها أن تكون، واستطاع أن يحاور رموز اللغة العربية، ورموز الشعر العربي، ورموز التاريخ العربي، واستطاع عن كثب، أن يكتشف أسرار اللغة العربية، في الوقت الذي لم تصبح فيه هذه الثقافة العربية قيداً له».


أما في جريدة الوطن جاء الحديث كما يلي


السعوديون يودعون الشاعر الذي لم يكتب سوى القصيدة ولم يورث سوى الجمال

مثقفون: نفقده الآن ونحن بأمس الحاجة إلى أمثاله

مكة المكرمة ، جدة: علي العميري، خالد المحاميد 2011-01-16 12:30 AM

سيطرت مشاعر الفقد والحزن على الأوساط الثقافية في المملكة العربية السعودية تأثرا برحيل أحد أبرز شعرائها الذين غيروا خارطة الشعر السعودي، وأثرت تجربته في الأجيال، وكانت لافتة منذ سطوعها أواخر السبعينيات الميلادية حتى بدء نضجها وإثارتها في الثمانينيات واكتمال نضجها في العقدين الآخيرين. فبعد تجربة إبداعية ناهزت الثلاثة عقود، استقبل السعوديون بالأمس نبأ وفاة الشاعر محمد عواض الثبيتي الذي ووري جثمانه ثرى مقبرة المعلاة عقب الصلاة عليه ظهر أمس في الحرم المكي بكثير من الأسى والمرارة والأسئلة. وبينما حالت الأمطار التي هطلت على المنطقة بشدة البارحة الأولى، دون حضور عدد كبير من محبي الشاعر الراحل مراسم جنازته، إلا أن ذلك لم يحل دون تدفق مشاعر التذكر واللوعة على فقده عبر وسائط الميديا كافة، باكية رحيل صاحب ( التضاريس ) الديوان الذي مثل علامة فارقة في تجربة القصيدة الحديثة في السعودية. ومثل فتحا إبداعيا من فتوحات (الشاعر الذي صنع تاريخاً شعرياً للجمال، للصحراء، للوطن) طبقا لرئيس تحرير مجلة (سين) الإلكترونية عيد الخميسي الذي وصف الثبيتي - رحمه الله - في صفحة المجلة بموقع الفيس بوك بـ (الشاعر الأنبل والأعف، الذي لم يكتب سوى القصيدة ولم يورث سوى الجمال). ولم ينس الخميسي الدور الرائد الذي أداه الراحل في ريادته للنص الحديث حين تابع قائلا الثبيتي صنع بصوته المتفرد تاريخاً للقصيدة في الجزيرة العربية، دفع بشعراء، ونقاد وكتاب وحمى ثقافية إلى أقصى حدود الممكن...غنى غناءه الساطع والجليل ومضى). واختتم بالدعاء له ( إلى رحمة الله أيها الإنسان الذي عاش مرفرفاً وحراً).
أما الدكتور عالي القرشي فذهب إلى (أننا نفتقد في هذا اليوم محمد الثبيتي الإنسان، ذلك الكائن المحب للآخرين المخلص لإبداعه، إن فقدانه من بيننا لا يعني فقدانه كشاعر كبير فهو باق بتجربته الناضجة وبوصلة شعره الواضحة في تاريخ القصيدة الجديدة التي حققت تحولات على مستوى الرؤية والتقنية.
هذه الرؤية التي اتصفت بها تجربة الفقيد الراحل تجاوز بها المراحل الرومانسية والغنائية وحمل الرموز رؤى مختلفة ومنفتحة ومتعددة المستويات) .
واعترف القرشي بأنه على المستوى العربي لم تصل تجربة الثبيتي للأسف بما فيها من زخم وفرادة إلى العالم العربي، وما وصل منها لم يكن بقامة الشاعر نفسه، ولذلك ما إن يتعرف العربي على شعره حتى يحتفي به مكتشفاً أنه أمام شاعر كبير ومتفرد. وعاش ثامر الميمان الموقف بقوله ( الثبيتي هذا الذي قرأ تضاريس الأرض عاد إلى الأرض التي منحته حريته المقيدة وصوته الرافض، رحل أبو يوسف وفي ذاكرتي حشرجة صوته، ونقاء ضميره وبصمة الحقيقة التي تركها على أرض هذا الوطن، ما أسعدك وقد لحقت برحل الراحلين الكبار، مشري ، وباهيثم ، والمرحبي، والقصيبي، ومحمد عبده، وعصام قدس، والكبار فقط يا فقيدي يسكنون الذاكرة المضيئة).
وخاطب الميمان الراحل ناعيا
(شكراً ، لقد علمتنا كيف نتحدث، ومتى نصمت، وماذا نقول؟ وأضأت لنا طريق القادم، فأنت ممن رحلوا ومازلت باقيا بيننا، عزائي لك ولنا ولأهلك ومحبيك ولتضاريس الأرض وللذين صفقوا لك بصدق، وهم يعلمون بأن ثروتك ليست أكثر من الحقيقة).
ويتحسر الدكتور عايض الزهراني على رحيل الشاعر قائلاً:
( رحل سيد البيد وأنا أتمثل بيتاً من الشعر يقول:
" بدأت أنساك فلا تعجبي
لابد للشمس من مغرب"
رحل سيد البيد ولكن عزاءنا أنه أبدع لنا في رسم خريطة الشعر وغرس بيارقه في مدن الشعر، رحل صانع مفردات الشعر الحديث بعد صراع مرير مع الألم، امتزج بجسده، كما امتزج الإبداع بفنه وشعره.
رحل في زهو الشتاء الماطر، وهو ربيع في عيوننا زاهياً في ذواتنا حاضراً كبستان نخل تنساب في ظله مياه الشعر.
رحل سيد البيد، مالك الحروف، والأحزان تنساب داخلنا، ومساحات العزاء غطت أرجاء الوطن.
رحل مهندس القوافي بعدما ركضت قصائده في القوافي والقفار.
رحل سيد البيد الذي امتطى صهوة الحرف وأصبح بشارة فلاسفة الشعراء.
رحل شاعر عكاظ بعدما أضاء جميع السطور ورحلت معه آلاف الطيور.
رحل، ولكنه باسق في أذهاننا، يتغمدك الله ياسيد البيد برحمته وأدخلك فسيح جناته).
إلى ذلك تقاطرت مساء أمس على منزل الراحل في وادي جليل بمكة مواكب العزاء باكية الشاعر الذي عاش في صمت ونأي عن الأضواء ورحل في هدوء بعد ضجيج محزن أحدثته إصابته بجلطة دماغية قبل حوالي ثلاث سنوات، لم تمهله طويلا ليمضي إلى بارئه مشمولا بدعاء المحبين.





محطات في حياة الثبيتي


• 1952 ولادته بقرية بني سعد (جنوب الطائف).
• 1966 انتقاله لمكة المكرمة لإكمال دراسته فيها بعد المرحلة الابتدائية.
• 1971 تخرجه في معهد المعلمين بمكة.
• 1972 تعيينه مدرسا في منطقة جازان.
• 1975 عودته إلى مكة، واستمراره معلما في مدارسها.
• 1984 انتقاله للعمل في إدارة التعليم في قسم الإحصاء.
• 1995 اختياره رئيسا لقسم الإحصاء.
• 2006 تقاعده من العمل الوظيفي.
• الثالث عشر مارس 2009 إصابته بجلطة دماغية.
• نقله إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة، ثم مستشفى الملك عبدالعزيز.
• يناير 2010 نقله إلى مدينة الأمير سلطان الطبية بالرياض.
• يونيو 2001 إنهاء برنامج تأهيل طبي وعودته إلى منزله بمكة.
• 14 يناير 2011 أسلم روحه لبارئه وانتقل إلى رحمة الله.


أرفع خالص التعازي والمواساة لقبيلـة الثبتـة عموما وإلى أدباء ومحبي الشعر وعائلة الشاعر خصوصا
وبهذه القامـة التي فقدناها ومن نفقد مثلـه
نقول ( على الشعر السلام )

رحم الله الشاعر : محمد الثبيـتي رحمة واسعة وأسكنـه فسيح جنانه
واللهم إن كان محسنا فزد في إحسانه وإن كان مسيئا فتجاوز اللهم عنـه

مخلد الذيابي
01-19-2011, 08:35 PM
انا لله وانا اليه راجعون
اللهم اسكنه فسيح جناتك ونقه من الذنوب
والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس .