احمد العتيبي
12-26-2010, 09:43 PM
حيدريات (1)
الشاعر: علي أبوعجمية الدعجاني (حيدرة)
كيفَ أدنَيْتَ غَيْمةً لدُعائي=ليلةَ الريحِ..في مهـبِّ العَراءِ
أجمـلُ الشِعْرِ نَزوةٌ من شُجونٍ=تصطفي القلبَ في ذُرى الخُيَلاءِ
لا تجيئوني بالترابِ سَليباً=لَستُ أرضيّاً فالـسـمــاءُ ردائي
غِيُّ قلبي ما لاحَ إلاّ ضَلالاً=يقتفي جرحاً مُوغلاً بدماءِ
فاتبعوا الغَيْبَ إنْ تبَعتمْ كَليماً=هائماً في غوايةِ الشُعَراءِ
خلفَ غيماتٍ من خَيالٍ تسامى=والهوى ماءٌ في إناءِ هَواءِ
*** ***=*** ***
قرأ الرحيلَ فزادَ في نقصانهِ=وتسلّقَ الذكرى بِطَـرْفِ بَنانهِ
ومشى على ظلِّ الغَـمامِ كأنّه=شيطانُ شِعْرٍ تابَ من عصيانهِ
والريحُ تصفعهُ.. فيسكبُ قلبَهُ=كـأساً، فكأساً في هَوى أوطـانهِ
حَمَلَ القصيدةَ والغِيابُ يشدّهُ=نحو الرؤى رَمْلاً على شُطآنهِ
لا تنتظرْ بَعْضَ الهدايا إنّهُ=ملأ الحقيبةَ من دماءِ زمانهِ
والدربُ في عينيهِ يذرفُ دمعةً= فيردّها، ويسيرُ في أحزانهِ
*** ***=*** ***
في دفترِ العشقِ القديمِ حِكايةٌ=وطُفولةٌ.. ومدينةٌ.. وحِصارُ
عُمْرٌ يمرُّ على الكمنجةِ مُثقلاً=وَمَدامعٌ تقتاتها الأوتارُ
وأنا الغريبُ أجرُّ ليلَ قصيدتي=لصلاتهِ، فَتُصلِّ لي أقمارُ
منْ رُدهةِ الغيمِ الموزّعِ في فمي=منْ مِعطفي.. تتساقطُ الأمطارُ
لكِ ما أغنّي كُلّما سُــفِكَ الهوى=وتَساقطتْ بدمائها الأزهارُ
عشرونَ لحناً للِكلام،ِ وغُرْبَةٌ="عشـتارُ" تكـبرُ ويحها عـشتارُ
إلياذةُ الماءِ الإلهيّةِ ما انتهتْ=طُروادتانِ وتسقطُ الأسوارُ
*** ***=*** ***
القلبُ.. والمجدافُ.. والقنديلُ=وَمسافةٌ بعدَ الغيابِ تطولُ
لَيْلٌ عــلى جِسْرِ الدماءِ مُعلّقٌ=برغيفِ جُرحٍ في الشتاتِ قتيلُ
وأنا غيابٌ إذْ أعيشُ بغيبهِ=وبقيّةٌ فوقَ الرموشِ هَطولُ
من ياسمينِ الشامِ أرشفُ لَوْعَتي=لهَبَاً ومن مُقلِ الـعراقِ أسيلُ
عشرونُ عاماً والشُموسُ تَرودني=وَحِكايةٌ بحكايةٍ وأفولُ
قلّبتُ ذاكرةَ السُكونِ.. وإننّي=صَمْتٌ على متنِ الكلامِ أقولُ:
"لولا اشتعالُ الحرفِ في بَوحِ الندى=لتغرّبَ الإصباحُ والتأويلُ"
*** ***=*** ***
بَعدتُ وخافقي يرجو اقترابا=ورَيْبُ الضَوْءِ في القنديلِ ذابا
سَألتُ الغيمَ عن تِرياقِ غَيْبٍ=فما طرقَ السماءَ ولا أجابا
فَسلَّ الريحُ أسئلةً تشظّتْ=وقالَ ستعرفُ اليومَ الجوابا
سَـيُمطِرُ خلفَ مئذنةٍ كَلامٌ=فأذِّنْ في العَراءِ تَجدْ سحابا
ولا تخلع نعالكَ ثمَّ خَطْوٌ=يُناجي الدربَ أو يمحو الخرابا
وليلُ الشاعرينَ كتابُ عِشْقٍ=أرتلّهُ ابتهالاً واغترابا
وفي سردابِ ذاكرتي بُحورٌ=تخوضُ الضَوْءَ كي تطأَ الترابا
سكبتُ القلبَ مجبولاً بكفّي=كَسِرٍّ في الصباحِ يدّقُ بابا
وأدمنتُ الرحيلَ إليَّ سرّاً=أسيرُ.. وأكملُ الذكرى إيابا
تراءى الزهرُ في كفِّ التمّني=لصلصالِ القصيدةِ حينَ غابا
فكم صلّيتُ مصلوباً ببعضي=فشاخَ القولُ والقدّيسُ شابا
على حبلِ الغيابِ يضيعُ غَـيْبٌ=وفي عينِ الوجودِ ترى الـسرابا
إناءُ العُمْرِ يحتملُ انكساراً=وإنْ مالَ المدى يرجو انسكابا
علي أبوعجمية الدعجاني (حيدرة)
الشاعر: علي أبوعجمية الدعجاني (حيدرة)
كيفَ أدنَيْتَ غَيْمةً لدُعائي=ليلةَ الريحِ..في مهـبِّ العَراءِ
أجمـلُ الشِعْرِ نَزوةٌ من شُجونٍ=تصطفي القلبَ في ذُرى الخُيَلاءِ
لا تجيئوني بالترابِ سَليباً=لَستُ أرضيّاً فالـسـمــاءُ ردائي
غِيُّ قلبي ما لاحَ إلاّ ضَلالاً=يقتفي جرحاً مُوغلاً بدماءِ
فاتبعوا الغَيْبَ إنْ تبَعتمْ كَليماً=هائماً في غوايةِ الشُعَراءِ
خلفَ غيماتٍ من خَيالٍ تسامى=والهوى ماءٌ في إناءِ هَواءِ
*** ***=*** ***
قرأ الرحيلَ فزادَ في نقصانهِ=وتسلّقَ الذكرى بِطَـرْفِ بَنانهِ
ومشى على ظلِّ الغَـمامِ كأنّه=شيطانُ شِعْرٍ تابَ من عصيانهِ
والريحُ تصفعهُ.. فيسكبُ قلبَهُ=كـأساً، فكأساً في هَوى أوطـانهِ
حَمَلَ القصيدةَ والغِيابُ يشدّهُ=نحو الرؤى رَمْلاً على شُطآنهِ
لا تنتظرْ بَعْضَ الهدايا إنّهُ=ملأ الحقيبةَ من دماءِ زمانهِ
والدربُ في عينيهِ يذرفُ دمعةً= فيردّها، ويسيرُ في أحزانهِ
*** ***=*** ***
في دفترِ العشقِ القديمِ حِكايةٌ=وطُفولةٌ.. ومدينةٌ.. وحِصارُ
عُمْرٌ يمرُّ على الكمنجةِ مُثقلاً=وَمَدامعٌ تقتاتها الأوتارُ
وأنا الغريبُ أجرُّ ليلَ قصيدتي=لصلاتهِ، فَتُصلِّ لي أقمارُ
منْ رُدهةِ الغيمِ الموزّعِ في فمي=منْ مِعطفي.. تتساقطُ الأمطارُ
لكِ ما أغنّي كُلّما سُــفِكَ الهوى=وتَساقطتْ بدمائها الأزهارُ
عشرونَ لحناً للِكلام،ِ وغُرْبَةٌ="عشـتارُ" تكـبرُ ويحها عـشتارُ
إلياذةُ الماءِ الإلهيّةِ ما انتهتْ=طُروادتانِ وتسقطُ الأسوارُ
*** ***=*** ***
القلبُ.. والمجدافُ.. والقنديلُ=وَمسافةٌ بعدَ الغيابِ تطولُ
لَيْلٌ عــلى جِسْرِ الدماءِ مُعلّقٌ=برغيفِ جُرحٍ في الشتاتِ قتيلُ
وأنا غيابٌ إذْ أعيشُ بغيبهِ=وبقيّةٌ فوقَ الرموشِ هَطولُ
من ياسمينِ الشامِ أرشفُ لَوْعَتي=لهَبَاً ومن مُقلِ الـعراقِ أسيلُ
عشرونُ عاماً والشُموسُ تَرودني=وَحِكايةٌ بحكايةٍ وأفولُ
قلّبتُ ذاكرةَ السُكونِ.. وإننّي=صَمْتٌ على متنِ الكلامِ أقولُ:
"لولا اشتعالُ الحرفِ في بَوحِ الندى=لتغرّبَ الإصباحُ والتأويلُ"
*** ***=*** ***
بَعدتُ وخافقي يرجو اقترابا=ورَيْبُ الضَوْءِ في القنديلِ ذابا
سَألتُ الغيمَ عن تِرياقِ غَيْبٍ=فما طرقَ السماءَ ولا أجابا
فَسلَّ الريحُ أسئلةً تشظّتْ=وقالَ ستعرفُ اليومَ الجوابا
سَـيُمطِرُ خلفَ مئذنةٍ كَلامٌ=فأذِّنْ في العَراءِ تَجدْ سحابا
ولا تخلع نعالكَ ثمَّ خَطْوٌ=يُناجي الدربَ أو يمحو الخرابا
وليلُ الشاعرينَ كتابُ عِشْقٍ=أرتلّهُ ابتهالاً واغترابا
وفي سردابِ ذاكرتي بُحورٌ=تخوضُ الضَوْءَ كي تطأَ الترابا
سكبتُ القلبَ مجبولاً بكفّي=كَسِرٍّ في الصباحِ يدّقُ بابا
وأدمنتُ الرحيلَ إليَّ سرّاً=أسيرُ.. وأكملُ الذكرى إيابا
تراءى الزهرُ في كفِّ التمّني=لصلصالِ القصيدةِ حينَ غابا
فكم صلّيتُ مصلوباً ببعضي=فشاخَ القولُ والقدّيسُ شابا
على حبلِ الغيابِ يضيعُ غَـيْبٌ=وفي عينِ الوجودِ ترى الـسرابا
إناءُ العُمْرِ يحتملُ انكساراً=وإنْ مالَ المدى يرجو انسكابا
علي أبوعجمية الدعجاني (حيدرة)