ليل السهارى
10-31-2010, 10:38 AM
اهلا ً بكم ..
قصة واقعية وليست من نسج الخيال ..
حصلت بدولة الكويت مؤخرا ً ..
لـ.. حفظ الحقوق الادبية للصاحب القصه..او راويها .. اسمها ( سليل الجود )
نبداء..
بسم الله الرحمن الرحيم
الوقت : السادسه مساءً
المكان : طريق الوفره الزراعى
أثناء سيري بالسياره بأتجاه مزارع الوفره
مرت بجانبى سياره مسرعه
وما هى الا لحظات حتى رأيتها تنقلب مراراً
ومن هول الصدمه والمنظر الرهيب قمت بتخفيف السرعه
وكنت اول الواصلين الى السياره المنكوبه
ركضت ناحيه السائق وبصعوبه فتحت الباب
لاشاهد امامى شاب قد سالت الدماء من اجزاء جسده
وقد تداخل حسده مع قطع السياره المحطمّه
حتى لا اكاد ارى نصفه السفلى
نظر الىّ الشاب بكل هدوء ومدّ يده كأنه يريد مصافحتى
قمت بالامساك بيده
فتفاجأت به يضغط على يدى بقوه
ويهمس بصوت متهدّج ضعيف ويقول : أبوى أبوى
ظننت لأول وهله ان اباه معه بالسياره
فصرخت بالجموع المحيطه بالسياره أن يبحثوا عن شخص اخر
وبعد قيامهم بالبحث أخبرونى أنه لا يوجد احد
فجأه تقدّم احد الاشخاص الملتحين وقام بمخاطبه الشاب
وتذكيره بالشهاده فنطقها بصوت ثابت : لا أله الا الله
ومع وصول سيارات الشرطه والاسعاف
ابعدونا عن السياره وقاموا باجراء الاسعافات الاوليّه
رجعت لسيارتى وصدى كلمه هذا الشاب فى أذنى
كأنى لا زلت اسمعه يردد : أبوى أبوى
غيرت مسار طريقى لاذهب للمستشفى
ولا أعلم ما الذى حدث لى
دخلت المستشفى وسألت الموظف المسؤول
عن شاب تعرض لحادث احضروه قبل قليل
فسألنى الموظف : حادث طريق الوفره ؟
فاجبته بنعم
سألنى ثانيهً : انت من اقرباءه ؟
قلت له : لا لست من اقربائه ولكن اردت الاطمئنان عليه
فاجاب الموظف أنه قد توفى
احسست بحزن عميق على هذا الشاب
قمت بأخذ اسمه حتى اقوم بواجب العزاء
فى اليوم التالى قرأت اسم الشاب فى الجريده
وأن الدفن بعد صلاه العصر
ذهبت الى المقبره وقمنا بالصلاه عليه ودفنه
وذهبت الى منزلهم
وما أن دخلت الى الديوانيه واذا بى ارى شيخ طاعن فى السن
على كرسى متحرك
فى الحقيقه لم ارى فى حياتى شخص حزين كحزن هذا الشيخ الكبير
وجهُ عبوس وملامح حزينه
ربما أرى قلباً مفطوراً بمجرد النظر فى وجهه
أخبرنى أحدهم أنه والد هذا الشاب المتوفى
وبعد أن قمت بواجب التعزيه
سألت عن اخوانه
فأشاروا الى احدهم أنه اكبر الاخوه للمتوفى
رأيته جالسا على الكراسى فى حديقه الديوانيه
جلست بجانبه وعرّفته بنفسى وبأنى كنت مع أخاه
لحظه مفارقته الحياه
التفت الىّ وابدى اهتماما كبيرا لمعرفه تفاصيل اخر اللحظات فى حياه أخيه
بشّرته بأنه نطق الشهاده وكان محياّه جميلا
قال الاخ باطمنئان : الحمدلله
قلت له : اخيك رحمه الله عليه قال لى كلمه قبل نطق الشهاده
قال الاخ باهتمام : ماذا قال ؟
قلت : أبوى أبوى
انهمرت الدموع فجأه من عينى الاخ
ودخل فى نوبه بكاء شديده
وقد اخفى وجهه بشماغه وهو يجهش بالبكاء
تركته حتى يهدأ
وبعدها
قال : كان اخى رحمه الله شديد التعلق والبر بوالدنا
كان رحمه الله قد كرّس حياته كلها لخدمه والدنا الكبير
بعد ان تزوّج اخوانى واستقلوا فى بيوتهم
لم يبق فى البيت سوى انا وزوجتى واولادى وابى واخى رحمه الله
والدتنا رحمها الله توفت منذ سنوات
لم يكن اخى رحمه الله يفارق ابى لحظه واحده
حتى أنه رفض فكره الزواج حتى لا ينشغل عن خدمه ابينا
وبعد مرض والدى واصابته بالشلل النصفى
لم يكن يسمح اخى لاحد بخدمه والدى ومساعدته
ربمّا تأثرت ممرضات المستشفيات فى التشيك والمانيا
من اهتمام اخى بأبى
حين يقوم بتغسيله ومساعدته على ارتداء ملابسه
وحين ينصحه ابى بالزواج كان يقول : لاحق خير ان شاء الله
وهو فى الحقيقه لا يريد أن يأتى بزوجه قد تأخذه من ابيه
كان رحمه الله شديد البر فى والده
لا ينام ابى الا وأخى بجانبه يحادثه ويمازحه حتى يغلب ابى النوم
ولا يستيقظ من النوم الا على وجه اخى مبتسما
بعد اصابه ابى بالشلل النصفى
تمنّى ابى لو كان يستطيع اداء العمره
فقام اخى رحمه الله عليه بأخذه الى مكه
واداء مناسك العمره
لهذا كله
نحن نخشى على والدنا بعد فقد أخانا
طال الحديث بينى وبين الاخ المفجوع باخيه
قمت بتوديعه على امل اللقاء به ثانيه فى ظروف أحسن
وبعد يومين او ثلاثه واثتاء تصفحى الجريده
وبالتحديد صفحه الوفيات وأذا بى اقرا اسم والد الشاب من ضمن المتوفين
تأكدت وقتها أن سعاده الاباء والامهات وتعلقهم بالحياه مهما كانت ظروفهم الصحيه
تكون من برّ ابنائهم بهم
رحم الله الاب والابن البار
.
.
.
اللهم آمين..
قصة واقعية وليست من نسج الخيال ..
حصلت بدولة الكويت مؤخرا ً ..
لـ.. حفظ الحقوق الادبية للصاحب القصه..او راويها .. اسمها ( سليل الجود )
نبداء..
بسم الله الرحمن الرحيم
الوقت : السادسه مساءً
المكان : طريق الوفره الزراعى
أثناء سيري بالسياره بأتجاه مزارع الوفره
مرت بجانبى سياره مسرعه
وما هى الا لحظات حتى رأيتها تنقلب مراراً
ومن هول الصدمه والمنظر الرهيب قمت بتخفيف السرعه
وكنت اول الواصلين الى السياره المنكوبه
ركضت ناحيه السائق وبصعوبه فتحت الباب
لاشاهد امامى شاب قد سالت الدماء من اجزاء جسده
وقد تداخل حسده مع قطع السياره المحطمّه
حتى لا اكاد ارى نصفه السفلى
نظر الىّ الشاب بكل هدوء ومدّ يده كأنه يريد مصافحتى
قمت بالامساك بيده
فتفاجأت به يضغط على يدى بقوه
ويهمس بصوت متهدّج ضعيف ويقول : أبوى أبوى
ظننت لأول وهله ان اباه معه بالسياره
فصرخت بالجموع المحيطه بالسياره أن يبحثوا عن شخص اخر
وبعد قيامهم بالبحث أخبرونى أنه لا يوجد احد
فجأه تقدّم احد الاشخاص الملتحين وقام بمخاطبه الشاب
وتذكيره بالشهاده فنطقها بصوت ثابت : لا أله الا الله
ومع وصول سيارات الشرطه والاسعاف
ابعدونا عن السياره وقاموا باجراء الاسعافات الاوليّه
رجعت لسيارتى وصدى كلمه هذا الشاب فى أذنى
كأنى لا زلت اسمعه يردد : أبوى أبوى
غيرت مسار طريقى لاذهب للمستشفى
ولا أعلم ما الذى حدث لى
دخلت المستشفى وسألت الموظف المسؤول
عن شاب تعرض لحادث احضروه قبل قليل
فسألنى الموظف : حادث طريق الوفره ؟
فاجبته بنعم
سألنى ثانيهً : انت من اقرباءه ؟
قلت له : لا لست من اقربائه ولكن اردت الاطمئنان عليه
فاجاب الموظف أنه قد توفى
احسست بحزن عميق على هذا الشاب
قمت بأخذ اسمه حتى اقوم بواجب العزاء
فى اليوم التالى قرأت اسم الشاب فى الجريده
وأن الدفن بعد صلاه العصر
ذهبت الى المقبره وقمنا بالصلاه عليه ودفنه
وذهبت الى منزلهم
وما أن دخلت الى الديوانيه واذا بى ارى شيخ طاعن فى السن
على كرسى متحرك
فى الحقيقه لم ارى فى حياتى شخص حزين كحزن هذا الشيخ الكبير
وجهُ عبوس وملامح حزينه
ربما أرى قلباً مفطوراً بمجرد النظر فى وجهه
أخبرنى أحدهم أنه والد هذا الشاب المتوفى
وبعد أن قمت بواجب التعزيه
سألت عن اخوانه
فأشاروا الى احدهم أنه اكبر الاخوه للمتوفى
رأيته جالسا على الكراسى فى حديقه الديوانيه
جلست بجانبه وعرّفته بنفسى وبأنى كنت مع أخاه
لحظه مفارقته الحياه
التفت الىّ وابدى اهتماما كبيرا لمعرفه تفاصيل اخر اللحظات فى حياه أخيه
بشّرته بأنه نطق الشهاده وكان محياّه جميلا
قال الاخ باطمنئان : الحمدلله
قلت له : اخيك رحمه الله عليه قال لى كلمه قبل نطق الشهاده
قال الاخ باهتمام : ماذا قال ؟
قلت : أبوى أبوى
انهمرت الدموع فجأه من عينى الاخ
ودخل فى نوبه بكاء شديده
وقد اخفى وجهه بشماغه وهو يجهش بالبكاء
تركته حتى يهدأ
وبعدها
قال : كان اخى رحمه الله شديد التعلق والبر بوالدنا
كان رحمه الله قد كرّس حياته كلها لخدمه والدنا الكبير
بعد ان تزوّج اخوانى واستقلوا فى بيوتهم
لم يبق فى البيت سوى انا وزوجتى واولادى وابى واخى رحمه الله
والدتنا رحمها الله توفت منذ سنوات
لم يكن اخى رحمه الله يفارق ابى لحظه واحده
حتى أنه رفض فكره الزواج حتى لا ينشغل عن خدمه ابينا
وبعد مرض والدى واصابته بالشلل النصفى
لم يكن يسمح اخى لاحد بخدمه والدى ومساعدته
ربمّا تأثرت ممرضات المستشفيات فى التشيك والمانيا
من اهتمام اخى بأبى
حين يقوم بتغسيله ومساعدته على ارتداء ملابسه
وحين ينصحه ابى بالزواج كان يقول : لاحق خير ان شاء الله
وهو فى الحقيقه لا يريد أن يأتى بزوجه قد تأخذه من ابيه
كان رحمه الله شديد البر فى والده
لا ينام ابى الا وأخى بجانبه يحادثه ويمازحه حتى يغلب ابى النوم
ولا يستيقظ من النوم الا على وجه اخى مبتسما
بعد اصابه ابى بالشلل النصفى
تمنّى ابى لو كان يستطيع اداء العمره
فقام اخى رحمه الله عليه بأخذه الى مكه
واداء مناسك العمره
لهذا كله
نحن نخشى على والدنا بعد فقد أخانا
طال الحديث بينى وبين الاخ المفجوع باخيه
قمت بتوديعه على امل اللقاء به ثانيه فى ظروف أحسن
وبعد يومين او ثلاثه واثتاء تصفحى الجريده
وبالتحديد صفحه الوفيات وأذا بى اقرا اسم والد الشاب من ضمن المتوفين
تأكدت وقتها أن سعاده الاباء والامهات وتعلقهم بالحياه مهما كانت ظروفهم الصحيه
تكون من برّ ابنائهم بهم
رحم الله الاب والابن البار
.
.
.
اللهم آمين..