منصور سعد
06-11-2010, 10:51 AM
معلومات عنه
بركان الوعبة (محلياً: مقلع طمية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B7%D9%85%D9%8A%D8%A9)) هو بركان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%B1%D9%83%D8%A7%D9%86) خامد يقع على بعد 30 كيلو متر من شمال قرية أم الدوم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%85) في محافظة الطائف (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D9%81) بالسعودية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9)، ويتمثل البركان بفوهته المستديرة العملاقة التي يبلغ قطرها 1500 متر وعمق يصل لنحو 200 متر.
يعتقد بعض الباحثين أنها نتيجة انفجار بركاني كبير وهو قول منطقي أكثر من القول الآخر الذي يرجح أنها نتجت عن سقوط نيزك، لكن لا يوجد اثبات لذلك. عند النزول مسافة 15 متر من سطح الأرض يلاحظ وجود العديد من أشجار النخيل والنباتات التي تنمو على عيون ماء صغيرة وعند النزول أسفل الحفرة تجد القليل من الأعشاب الصحراوية وشجر الأراك التي سرعان ما تختفي كلما اتجهت وسط الحفرة التي هي عبارة عن أرضيه مالحة يغطيها الملح مشكلا لونا أبيض يمكن أن يُرى بشكل واضح من أعلى الفوهة.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/thumb/c/c1/Waaba6.jpg/300px-Waaba6.jpg (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Waaba6.jpg&filetimestamp=20071022171943)
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_133.jpg
وهنا الفوهة ( الصورة ليست صورة واحدة ، و إنما خمس صور بانورامية ، لصقتها ببعضها ، لأن العدسة العادية لا تغطي الفوهة عن قرب ، وإذا إبتعدت فإن معالم الفوهة لا تظهر كثيرا ، وأفضل طريقة لذلك هو اللقطات البانورامية المركبة ) ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_111.jpg
تعد هذه الفوهة من مخلفات براكين حرة كشب المشهورة بوسط شرق الدرع العربي المتكونة بالعصر الكامبري ، الذي يعتبر أقدم العصور التاريخية ، وللدرع العربي شقيق يقع غربه وهو الدرع النوبي ، لكن الأخدود العظيم الذي كون البحر الأحمر هو ما قسم الدرع الكبير ليكون درعين شرقي وغربي ( الشرقي ويقع في شبه الجزيرة العربية ، والغربي ويقع شرق قارة أفريقيا ) ..
والحرات هي نتاج مقذوفات البراكين عبر مئات السنين ، وتتميز بسواد صخورها وتربتها ، وقد نقلت الرياح الذرات الصغيرة منها لأماكن أبعد ، أما القريبة فتأثرت بعوامل التعرية الميكانيكية والكيميائية ، ولذا نستطيع القول بأن أكثر من 55 % من صخور الدرع العربي هي من الصخور النارية ، والباقي من الصخور الجرانيتية ، وقد أثبتت السجلات الجيولوجية أن آخر براكين شبه الجزيرة العربية كان في حرة رهط جنوب المدينة المنورة عام 1256م ..
( هنا جزء من وسط الفوهة ، لاحظوا بعد القاع ، بعد أن نزلت ما يقارب من خمسة عشر مترا عبر أحد الرفوف التي بمقدرونا الهبوط التدريجي والإقتراب من الفوهة ، رفيق الرحلة رفض النزول ، يقول دخت و أنا أشوف من بعيد ، وراي كومة بزران بالرياض ) ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_112.jpg
وصف الفوهة :
حفرة كبيرة جدا ، قطرها حسبما قرأت يزيد على 1500 متر ، من شمالها إلى جنوبها وعمقها يبلغ مائتين وخمسين متر تقريبا .. وهناك من قدر عمقها بثلاثمائة متر ، وأجزم أنها كانت أعمق من ذلك ، لكن إتجاه الأودية المحملة بالطمي والحجارة طمر جزء منها ، وقد تتبعت خط سير الشعاب والأودية القريبة ووجدت أن معظمها تصب في الحفرة ، خاصة من الجهة الشرقية ، وجزء من جهتيها الشمالية والجنوبية ، ولا يمكن النزول إليها بسهولة إلا من خلال جزء صغير في شماليها الشرقي ، لكن عملية النزول والصعود تستغرق عدة ساعات ..
( هنا يبدو المكان الذي يمكن النزول عبره ، وبخطوط متعرجة بحثا عن أقوى الصخور خوفا من الإنزلاق ) ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_12.jpg
وبالطبع فالفوهة ليست دائرية بشكل دقيق ، وإنما لاحظت أن قطرها الشمالي - الجنوبي ، أطول من قطرها الشرقي - الغربي ، وحواف الحفر شبه عمودية ، إلا أن جزء من شماليها الشرقي ، يتدرج مكونا رفوفا كبيرة ، و في أعلى هذا الجزء نبتت أشجار النخيل التي نمت من النوى الذي خلفه من مر هناك ، ومن خلال هذا الجانب فقط ، يستطيع من يتمتع بلياقة بدينة عالية أن ينزل و بصعوبة إلى قاع الفوهة .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_6.jpg
(هذه صورة تبين حجم أشجار النخيل التي رأيتموها في إحدى الصور السابقة ، قارنوا حجم النخل بحجمها عندما إقتربت منها ، المصور يقف في الجهة الجنوبية من الفوهة ، والنخيل في شماليه الشرقي تقريبا ) ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_170.jpg
أما الصخور المكونة لحواف الحفر فهي الصخور النارية السوداء اللون المتكونة من الماجما الشديدة الصلابة ، ويشوب بعضها حمرة ( الماجما هي المصهورات التي خرجت من باطن الأرض عندما ثوران البراكين ، وتعمل هذه المصهورات على إذابة الصخور التي تمر بها ، بسبب أن درجة حرارتها تقدر بآلاف الدرجات المئوية ) ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_110.jpg
كما أن هناك صخور أخرى تخدع الرائي لها حيث يظن أنها صخور نارية صلبة ، وعندما يحركها بيده مثلا ، أو قدمه يجدها خفيفة الوزن ، وبسهولة تتفتت أو تتقشر ، ويجد أن لون داخلها يختلف عن لون غلافها ، وقد تسير على طرف نتوء صخري ظانا أنه صخرة ، وإذا به ينكسر وتنزلق قدمك ( الحمد لله كانت أول طيحة خفيفة وبعدين ينتبه الرجال زين ) ..
وهذه في الحقيقة هي الحمم التي بردت بسرعة شديدة ، وغالبا ما تكون قريبة من سطح الأرض ، لكن الصخور النارية التي يطول وقت تبريدها هي أقوى وأصلب أنواع الصخور ، وهذا نقيسه على الصخور المتحولة فنجد أن أطولها عمرا هي الأصلب والأجمل ، كبعض أنواع الرخام الجميل ، وتجد أنه اختلط بصخور أخرى ، ويتضح ذلك في عروق الرخام المستخدم في أرضيات البيوت مثلا ..
( في أعلى الصورة القادمة تلاحظون اللون الفاتح ، فهي الصخور الخفيفة التي تعلوا حمم البراكين وتبرد بسرعة فتكون خفيفة وغير مقاومة مثلما وضحت سابقا ) ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_dscn0081.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_112a2.jpg
يقع إلى الغرب من الفوهة بركان خامد مرتفع ، أحمر اللون ( يرى بوضوح في الصورة الجوية المرفقة أسفل الفوهة مباشرة ) ولراحة الزوار قام المركز القروي بقرية أم الدوم بتجهيز مظلات غربي الفوهة ، وقد قرأت مررا أن الجهة المسؤولة عن السياحة بمحافظة الطائف ستنشىء ( تلفريك ) معلقا ليتجول به السياح حول الفوهة ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_3.jpg
منظر بديع ورائع بلا شك ، إن من يرى هذه الفوهة على الطبيعة سيتمتع بتلك المناظر الرائعة ، التي لا يوجد لها مثيل من حيث الحجم وتموجات الصخور ، وحسب إطلاعي أن شهرتها في أمريكا و أوروبا وكندا تفوق شهرته هنا ، حيث تعتبر من أكبر فوهات البراكين الخامدة على سطح الكرة الأرضية ، ويزوره المئات من الأجانب غير العرب سنويا ، وقد عرضت بعض صور الفوهة على صديق فرنسي ، فأفاد بأنه سبق أن ذهب إليها برفقة صديقين من أبناء المنطقة ، وغلبني بأنه نزل لقاعها و أنا لم أنزل بسبب الصديق ( اللي يرقل قلبه ) ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_4.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_5.jpg
الجدل حول تكون فوهة الوعبة :
تفاجأت بأن هناك جدل كبير حول تكون هذه الفوهة ، وجدته أثناء بحثي بالشبكة العنكبوتية للبحث عن معلومات عنها قبل زيارتها ، وبما نشرته بعض الصحف ( كنت أعرفها من أيام دراستي الجامعية منذ أكثر من عشرين سنة) ..
هناك من يقول أنها نتيجة لإصطدام نيزك بالأرض ، والحقيقة التي لا جدال فيها أنه لو اصطدم نيزك بحجم نصف الفوهة بالأرض لدمر أجزاء كبيرة من سطح الكرة الأرضية ، حيث يغيب على الكثيرين أن سرعة النيازك تقاس بمئات الآلاف من الكيلو مترات ( السرعات خارج الغلاف الجوي تقاس بالثواني الضوئية ، حيث تبلغ سرعة الضوء فوق 300.000 كم في الثانية الواحدة ) ، فكيف لو اصطدم نيزكا صلبا بحجم الفوهة ؟؟
وفي الواقع أن الفوهة هي نتيجة إنفجار بركان كبير ، حيث يعتبرها الكثير من الجيولوجيين والجغرافيين أنها أحد فوهات البراكين على سطح الأرض ، إن لم تكن أكبرها ..
( هذه صورة جوية لمنطقة الفوهة ، لاحظو ا كثرة البراكين والحمم التي يغطي لونها لون الأرض الترابي ) .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_910.jpg
وقد يسأل سائل ؟
لماذا لم يكن له قمة مثل باقي البراكين ؟
حيث ارتفاعه قريب من سطح الأرض ..
فأقول : أن هناك إحتمال بأن المقذوفات تفرقت بفعل قوتها وغطت المنطقة القريبة منه بالتساوي ، وأصبحت المنطقة المحيطة بالفوهة مساوية لقمته بفعل كثرة المصهورات التي خرجت من ( و لو دققتم النظر بالصور الجوية للاحظتم كثرة المقذوفات وتفرقها على مساحة واسعة ) ..
وقد تجولت بالمنطقة المحيطة فتأكت أنها أعلى من المناطق البعيدة عنها ، إضافة إلى أن الأمطار عبر مئات السنين عرت الأماكن المرتففعة ونحتتها لتساويها بما حول البركان ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_7.jpg
وتعليل آخر ، عللته بعد رؤيتي لحرة كشب على الطبيعة ، وبعد تحليلي للصور الفضائية ، وجدت أن المنطقة تكثر بها البراكين المتجاورة ، ومن الطبيعي أنها ثارت بأزمان جيولوجية متقاربة ، ولذا أصبحت المنطقة التي تقع أسفلها ( أي أسفل الفوهات ) وأسفل الوعبة بالذات ، خالية من المواد الصلبة ، فهبط هذا الجزء من سطح الأرض مكونا الحفرة ، مثل لو قمت بتفريغ جزء من الأتربة التي تقع أسفل مبنى ما أو طريق ، فإنه سيهبط إلى الطبقة الأقوى ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_14.jpg
سبب تسمية العوام لها بهذا الاسم :
تقول الإسطورة الشعبية أن جبل ( طمية ) الجبل المنفرد ذو اللون الأسمر المحمر ، الواقع غرب منطقة القصيم ، وشمال طريق المدينة المنورة - القصيم ، الذي ذكره عدد من الشعراء منذ العصر الجاهلي حتى عصرنا الحاضر ، وأشهرهم إمرىء القيس بمعلقته المشهورة ومطلعها :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل *** بسقط اللوى بين الدخول وحومل
إلى أن يقول :
كأن ( طمية ) المجيمر غدوة *** من السيل والغثاء فلكة مغزل
كما ذكر جبلي أبانان في القصيدة بقوله :
كأن أبانا في أفانين ودقة *** كبير أناس في بجاد مزمل
وذكره ياقوت وشعراء آخرون لا داعي لذكرهم وأكتفي بما ورد في معلقة إمرىء القيس ..
تقول الأسطورة أن جبل طمية لم يكن هذا مكانه الأصلي ( كتب عنه عدد من الأخوة الكرام هنا وسأكتفي بما كتبوه مشكورين ) ، و إنما قلع من حرة كشب ، فخلف الحفرة ( فوهة الوعبة ) ..
وسبب تركه مكانه الأصلي أنه أحب جبلا آخرا وهو ( جبل قطن ) بكسر القاف وفتح الطاء ، ويميل لونه للبياض ، ويقع شمال غرب منطقة القصيم أيضا ، واتجه إليه عشقا وحبا فيه ، ويقال أنه خلف وراءه قطعا تساقطت أثناء سيره با تجاه قطن . حتى وصل مكانه الحالي في غرب منطقة القصيم ..
بالطبع هذه أسطورة يؤمن بها الكثيرون من محبي الأساطير .. ولو تتبعنا ( فضائيا ) المنطقة الواقعة بين حرة كشب وحتى شمال غرب القصيم وغرب هذا الجزء أيضا ، لوجدنا أنها منطقة حرات وبراكين ومتشابه جيولوجيا وجغرافيا ، ولون صخورها متشابه كثيرا ، وقد يظن أي شخص أنها نفس المنطقة ، وهذا ما جعل البعض يقول أن طمية كانت تمشي وتتساقط خلفها الصخور حتى وصلت مكانها الحالي ( في نظرهم كأنها قلابي يحمل مخلفات المباني ) ..
وأسطورة أخرى تقول : أن جبلي طمية وعكاش من جبال الحجاز أصلا ، وبسبب عشقهما لبعضهما هربا من تلك المنطقة لموقعها الحالي ، وقالت العرب فيهما :
تزوج عكاش طمية بعدما **** تأيم عكاش وكاد يشيب
وسأكتب موضوعا مستقبليا حول بعض الأساطير إن قدرني الله ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_1254.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_13.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_90.jpg
منقول لكم
بركان الوعبة (محلياً: مقلع طمية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B7%D9%85%D9%8A%D8%A9)) هو بركان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%B1%D9%83%D8%A7%D9%86) خامد يقع على بعد 30 كيلو متر من شمال قرية أم الدوم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%85) في محافظة الطائف (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D9%81) بالسعودية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9)، ويتمثل البركان بفوهته المستديرة العملاقة التي يبلغ قطرها 1500 متر وعمق يصل لنحو 200 متر.
يعتقد بعض الباحثين أنها نتيجة انفجار بركاني كبير وهو قول منطقي أكثر من القول الآخر الذي يرجح أنها نتجت عن سقوط نيزك، لكن لا يوجد اثبات لذلك. عند النزول مسافة 15 متر من سطح الأرض يلاحظ وجود العديد من أشجار النخيل والنباتات التي تنمو على عيون ماء صغيرة وعند النزول أسفل الحفرة تجد القليل من الأعشاب الصحراوية وشجر الأراك التي سرعان ما تختفي كلما اتجهت وسط الحفرة التي هي عبارة عن أرضيه مالحة يغطيها الملح مشكلا لونا أبيض يمكن أن يُرى بشكل واضح من أعلى الفوهة.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/thumb/c/c1/Waaba6.jpg/300px-Waaba6.jpg (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Waaba6.jpg&filetimestamp=20071022171943)
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_133.jpg
وهنا الفوهة ( الصورة ليست صورة واحدة ، و إنما خمس صور بانورامية ، لصقتها ببعضها ، لأن العدسة العادية لا تغطي الفوهة عن قرب ، وإذا إبتعدت فإن معالم الفوهة لا تظهر كثيرا ، وأفضل طريقة لذلك هو اللقطات البانورامية المركبة ) ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_111.jpg
تعد هذه الفوهة من مخلفات براكين حرة كشب المشهورة بوسط شرق الدرع العربي المتكونة بالعصر الكامبري ، الذي يعتبر أقدم العصور التاريخية ، وللدرع العربي شقيق يقع غربه وهو الدرع النوبي ، لكن الأخدود العظيم الذي كون البحر الأحمر هو ما قسم الدرع الكبير ليكون درعين شرقي وغربي ( الشرقي ويقع في شبه الجزيرة العربية ، والغربي ويقع شرق قارة أفريقيا ) ..
والحرات هي نتاج مقذوفات البراكين عبر مئات السنين ، وتتميز بسواد صخورها وتربتها ، وقد نقلت الرياح الذرات الصغيرة منها لأماكن أبعد ، أما القريبة فتأثرت بعوامل التعرية الميكانيكية والكيميائية ، ولذا نستطيع القول بأن أكثر من 55 % من صخور الدرع العربي هي من الصخور النارية ، والباقي من الصخور الجرانيتية ، وقد أثبتت السجلات الجيولوجية أن آخر براكين شبه الجزيرة العربية كان في حرة رهط جنوب المدينة المنورة عام 1256م ..
( هنا جزء من وسط الفوهة ، لاحظوا بعد القاع ، بعد أن نزلت ما يقارب من خمسة عشر مترا عبر أحد الرفوف التي بمقدرونا الهبوط التدريجي والإقتراب من الفوهة ، رفيق الرحلة رفض النزول ، يقول دخت و أنا أشوف من بعيد ، وراي كومة بزران بالرياض ) ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_112.jpg
وصف الفوهة :
حفرة كبيرة جدا ، قطرها حسبما قرأت يزيد على 1500 متر ، من شمالها إلى جنوبها وعمقها يبلغ مائتين وخمسين متر تقريبا .. وهناك من قدر عمقها بثلاثمائة متر ، وأجزم أنها كانت أعمق من ذلك ، لكن إتجاه الأودية المحملة بالطمي والحجارة طمر جزء منها ، وقد تتبعت خط سير الشعاب والأودية القريبة ووجدت أن معظمها تصب في الحفرة ، خاصة من الجهة الشرقية ، وجزء من جهتيها الشمالية والجنوبية ، ولا يمكن النزول إليها بسهولة إلا من خلال جزء صغير في شماليها الشرقي ، لكن عملية النزول والصعود تستغرق عدة ساعات ..
( هنا يبدو المكان الذي يمكن النزول عبره ، وبخطوط متعرجة بحثا عن أقوى الصخور خوفا من الإنزلاق ) ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_12.jpg
وبالطبع فالفوهة ليست دائرية بشكل دقيق ، وإنما لاحظت أن قطرها الشمالي - الجنوبي ، أطول من قطرها الشرقي - الغربي ، وحواف الحفر شبه عمودية ، إلا أن جزء من شماليها الشرقي ، يتدرج مكونا رفوفا كبيرة ، و في أعلى هذا الجزء نبتت أشجار النخيل التي نمت من النوى الذي خلفه من مر هناك ، ومن خلال هذا الجانب فقط ، يستطيع من يتمتع بلياقة بدينة عالية أن ينزل و بصعوبة إلى قاع الفوهة .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_6.jpg
(هذه صورة تبين حجم أشجار النخيل التي رأيتموها في إحدى الصور السابقة ، قارنوا حجم النخل بحجمها عندما إقتربت منها ، المصور يقف في الجهة الجنوبية من الفوهة ، والنخيل في شماليه الشرقي تقريبا ) ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_170.jpg
أما الصخور المكونة لحواف الحفر فهي الصخور النارية السوداء اللون المتكونة من الماجما الشديدة الصلابة ، ويشوب بعضها حمرة ( الماجما هي المصهورات التي خرجت من باطن الأرض عندما ثوران البراكين ، وتعمل هذه المصهورات على إذابة الصخور التي تمر بها ، بسبب أن درجة حرارتها تقدر بآلاف الدرجات المئوية ) ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_110.jpg
كما أن هناك صخور أخرى تخدع الرائي لها حيث يظن أنها صخور نارية صلبة ، وعندما يحركها بيده مثلا ، أو قدمه يجدها خفيفة الوزن ، وبسهولة تتفتت أو تتقشر ، ويجد أن لون داخلها يختلف عن لون غلافها ، وقد تسير على طرف نتوء صخري ظانا أنه صخرة ، وإذا به ينكسر وتنزلق قدمك ( الحمد لله كانت أول طيحة خفيفة وبعدين ينتبه الرجال زين ) ..
وهذه في الحقيقة هي الحمم التي بردت بسرعة شديدة ، وغالبا ما تكون قريبة من سطح الأرض ، لكن الصخور النارية التي يطول وقت تبريدها هي أقوى وأصلب أنواع الصخور ، وهذا نقيسه على الصخور المتحولة فنجد أن أطولها عمرا هي الأصلب والأجمل ، كبعض أنواع الرخام الجميل ، وتجد أنه اختلط بصخور أخرى ، ويتضح ذلك في عروق الرخام المستخدم في أرضيات البيوت مثلا ..
( في أعلى الصورة القادمة تلاحظون اللون الفاتح ، فهي الصخور الخفيفة التي تعلوا حمم البراكين وتبرد بسرعة فتكون خفيفة وغير مقاومة مثلما وضحت سابقا ) ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_dscn0081.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_112a2.jpg
يقع إلى الغرب من الفوهة بركان خامد مرتفع ، أحمر اللون ( يرى بوضوح في الصورة الجوية المرفقة أسفل الفوهة مباشرة ) ولراحة الزوار قام المركز القروي بقرية أم الدوم بتجهيز مظلات غربي الفوهة ، وقد قرأت مررا أن الجهة المسؤولة عن السياحة بمحافظة الطائف ستنشىء ( تلفريك ) معلقا ليتجول به السياح حول الفوهة ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_3.jpg
منظر بديع ورائع بلا شك ، إن من يرى هذه الفوهة على الطبيعة سيتمتع بتلك المناظر الرائعة ، التي لا يوجد لها مثيل من حيث الحجم وتموجات الصخور ، وحسب إطلاعي أن شهرتها في أمريكا و أوروبا وكندا تفوق شهرته هنا ، حيث تعتبر من أكبر فوهات البراكين الخامدة على سطح الكرة الأرضية ، ويزوره المئات من الأجانب غير العرب سنويا ، وقد عرضت بعض صور الفوهة على صديق فرنسي ، فأفاد بأنه سبق أن ذهب إليها برفقة صديقين من أبناء المنطقة ، وغلبني بأنه نزل لقاعها و أنا لم أنزل بسبب الصديق ( اللي يرقل قلبه ) ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_4.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_5.jpg
الجدل حول تكون فوهة الوعبة :
تفاجأت بأن هناك جدل كبير حول تكون هذه الفوهة ، وجدته أثناء بحثي بالشبكة العنكبوتية للبحث عن معلومات عنها قبل زيارتها ، وبما نشرته بعض الصحف ( كنت أعرفها من أيام دراستي الجامعية منذ أكثر من عشرين سنة) ..
هناك من يقول أنها نتيجة لإصطدام نيزك بالأرض ، والحقيقة التي لا جدال فيها أنه لو اصطدم نيزك بحجم نصف الفوهة بالأرض لدمر أجزاء كبيرة من سطح الكرة الأرضية ، حيث يغيب على الكثيرين أن سرعة النيازك تقاس بمئات الآلاف من الكيلو مترات ( السرعات خارج الغلاف الجوي تقاس بالثواني الضوئية ، حيث تبلغ سرعة الضوء فوق 300.000 كم في الثانية الواحدة ) ، فكيف لو اصطدم نيزكا صلبا بحجم الفوهة ؟؟
وفي الواقع أن الفوهة هي نتيجة إنفجار بركان كبير ، حيث يعتبرها الكثير من الجيولوجيين والجغرافيين أنها أحد فوهات البراكين على سطح الأرض ، إن لم تكن أكبرها ..
( هذه صورة جوية لمنطقة الفوهة ، لاحظو ا كثرة البراكين والحمم التي يغطي لونها لون الأرض الترابي ) .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_910.jpg
وقد يسأل سائل ؟
لماذا لم يكن له قمة مثل باقي البراكين ؟
حيث ارتفاعه قريب من سطح الأرض ..
فأقول : أن هناك إحتمال بأن المقذوفات تفرقت بفعل قوتها وغطت المنطقة القريبة منه بالتساوي ، وأصبحت المنطقة المحيطة بالفوهة مساوية لقمته بفعل كثرة المصهورات التي خرجت من ( و لو دققتم النظر بالصور الجوية للاحظتم كثرة المقذوفات وتفرقها على مساحة واسعة ) ..
وقد تجولت بالمنطقة المحيطة فتأكت أنها أعلى من المناطق البعيدة عنها ، إضافة إلى أن الأمطار عبر مئات السنين عرت الأماكن المرتففعة ونحتتها لتساويها بما حول البركان ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_7.jpg
وتعليل آخر ، عللته بعد رؤيتي لحرة كشب على الطبيعة ، وبعد تحليلي للصور الفضائية ، وجدت أن المنطقة تكثر بها البراكين المتجاورة ، ومن الطبيعي أنها ثارت بأزمان جيولوجية متقاربة ، ولذا أصبحت المنطقة التي تقع أسفلها ( أي أسفل الفوهات ) وأسفل الوعبة بالذات ، خالية من المواد الصلبة ، فهبط هذا الجزء من سطح الأرض مكونا الحفرة ، مثل لو قمت بتفريغ جزء من الأتربة التي تقع أسفل مبنى ما أو طريق ، فإنه سيهبط إلى الطبقة الأقوى ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_14.jpg
سبب تسمية العوام لها بهذا الاسم :
تقول الإسطورة الشعبية أن جبل ( طمية ) الجبل المنفرد ذو اللون الأسمر المحمر ، الواقع غرب منطقة القصيم ، وشمال طريق المدينة المنورة - القصيم ، الذي ذكره عدد من الشعراء منذ العصر الجاهلي حتى عصرنا الحاضر ، وأشهرهم إمرىء القيس بمعلقته المشهورة ومطلعها :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل *** بسقط اللوى بين الدخول وحومل
إلى أن يقول :
كأن ( طمية ) المجيمر غدوة *** من السيل والغثاء فلكة مغزل
كما ذكر جبلي أبانان في القصيدة بقوله :
كأن أبانا في أفانين ودقة *** كبير أناس في بجاد مزمل
وذكره ياقوت وشعراء آخرون لا داعي لذكرهم وأكتفي بما ورد في معلقة إمرىء القيس ..
تقول الأسطورة أن جبل طمية لم يكن هذا مكانه الأصلي ( كتب عنه عدد من الأخوة الكرام هنا وسأكتفي بما كتبوه مشكورين ) ، و إنما قلع من حرة كشب ، فخلف الحفرة ( فوهة الوعبة ) ..
وسبب تركه مكانه الأصلي أنه أحب جبلا آخرا وهو ( جبل قطن ) بكسر القاف وفتح الطاء ، ويميل لونه للبياض ، ويقع شمال غرب منطقة القصيم أيضا ، واتجه إليه عشقا وحبا فيه ، ويقال أنه خلف وراءه قطعا تساقطت أثناء سيره با تجاه قطن . حتى وصل مكانه الحالي في غرب منطقة القصيم ..
بالطبع هذه أسطورة يؤمن بها الكثيرون من محبي الأساطير .. ولو تتبعنا ( فضائيا ) المنطقة الواقعة بين حرة كشب وحتى شمال غرب القصيم وغرب هذا الجزء أيضا ، لوجدنا أنها منطقة حرات وبراكين ومتشابه جيولوجيا وجغرافيا ، ولون صخورها متشابه كثيرا ، وقد يظن أي شخص أنها نفس المنطقة ، وهذا ما جعل البعض يقول أن طمية كانت تمشي وتتساقط خلفها الصخور حتى وصلت مكانها الحالي ( في نظرهم كأنها قلابي يحمل مخلفات المباني ) ..
وأسطورة أخرى تقول : أن جبلي طمية وعكاش من جبال الحجاز أصلا ، وبسبب عشقهما لبعضهما هربا من تلك المنطقة لموقعها الحالي ، وقالت العرب فيهما :
تزوج عكاش طمية بعدما **** تأيم عكاش وكاد يشيب
وسأكتب موضوعا مستقبليا حول بعض الأساطير إن قدرني الله ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_1254.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_13.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload/images15/mk7079_90.jpg
منقول لكم