احمد العتيبي
05-22-2010, 08:56 PM
البُعْبُع الايراني والُجرْذ "الاسرائيلي"
طاهر العدوان
5/22/2010
في المسألة النووية يذكرنا هذا النشاط السياسي والاعلامي الذي يأخذ طابع الحملة المُرَكّزة، ضد ايران وبرنامجها النووي، بتفاصيل الحملة التي شنت ضد العراق ايام جورج بوش الابن وتوني بلير تحت مزاعم خطر اسلحة الدمار الشامل العراقية، التي ثبت انها اكاذيب من صنع خيال الاستخبارات الغربية وعملائها.
بعد القضاء على ( البُعْبُع العراقي) واستباحة العراق ارضاً وشعباً، تتواصل اللعبة من جديد، مع انه من المستبعد في هذه المرة، ان تُشَنّ اي حرب على ايران او على مفاعلاتها النووية، ذلك ان الدرس العراقي يجعل مثل هذه الحرب مُكْلفة جداً وتنقلب على رؤوس اصحابها. ففي ظل الازمة الاقتصادية العالمية المتفاقمة في الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، اصبح "البُعْبُع الايراني" ضرورة اقتصادية ومالية للدول المصدرة للسلاح، وهو ضرورة سياسية لتبرير الانحياز لاسرائيل واحتلالاتها وحصاراتها ومستوطناتها في القدس والضفة المحتلة.
اثارة الرعب بين صفوف العرب في الخليج من الخطر النووي الايراني يُتَرْجمُ الى مشاريع صفقات عسكرية وامنية بمليارات الدولارات. كما انه يُبْعِد اي محاولة عربية جماعية للضغط على واشنطن من اجل ان تغيِّر سياساتها المؤيدة لنتنياهو، او المتواطئة معه بالصمت وبمزيد من التكنولوجيا الحربية والاموال باسم (حماية اسرائيل) من خطر صواريخ سورية وحزب الله وايران.
لست من انصار السياسة الايرانية في العراق ولا في لبنان واليمن.. الخ، بل اقف مُندداً بها. لكنني امام سياسات امريكا واوروبا الانتهازية في مسألة الملف النووي الذي هو مجرد مشروع (قد ينتج اسلحة نووية) في المستقبل البعيد، فيما يتم غض الطرف عن 200 رأس نووية اسرائيلية خارج الرقابة الدولية، وامام سياسة الكيل بمكيالين هذه التي تثير غيظ كل عربي ومسلم وصاحب ضمير حر في هذا العالم، اتمنى ان (تكسر ايران خشوم الغرب) وتمضي قدماً في مشروعها النووي. واتمنى ايضاً ان يدفع ذلك مصر والسعودية والعراق وسورية الى بناء مشاريع نووية مماثلة. لانه من دون (رد الصاع صاعين) على اسرائيل، لن يصبح شعار نزع اسلحة الدمار الشامل من المنطقة قابلا للتطبيق.
اذا لم تمتلك دول المنطقة اسلحة دمار شامل، فان الُجرْذ الاسرائيلي سيواصل قضم الارض الفلسطينية والسورية واللبنانية. ولقد اثبتت المواجهة بين ادارة اوباما وبين حكومة نتنياهو حول المستوطنات التي انتهت بهزيمة الادارة الامريكية خطأ النظرية السياسية التي جاء بها الرئيس كارتر الى المنطقة عام 1979، عند توقيع المعاهدة المصرية - الاسرائيلية، تلك النظرية التي تزعم بان اغراق اسرائيل بالسلاح المتطور وبالمال سيمنحها الثقة بأمنها ومستقبلها وسيدفعها الى الانسحاب من الاراضي المحتلة وعقد سلام شامل مع الفلسطينيين والعرب.
بالتجربة المستخلصة من مسيرة 31 عاما من ما يسمى بعملية السلام ثبت ان إغداق السلاح والاموال على اسرائيل زاد ثقتها بنفسها وبقوتها وتفوقها فتشبثت اكثر باحتلالاتها ومضت من دون تردد او خوف في سياساتها الجنونية في التهويد والاستيطان وشن الحروب وحصار القطاع.
المصدر: العرب اليوم (http://www.alarabalyawm.net/pages.php?articles_id=11976)
(http://www.alarabalyawm.net/pages.php?articles_id=11976)
طاهر العدوان
5/22/2010
في المسألة النووية يذكرنا هذا النشاط السياسي والاعلامي الذي يأخذ طابع الحملة المُرَكّزة، ضد ايران وبرنامجها النووي، بتفاصيل الحملة التي شنت ضد العراق ايام جورج بوش الابن وتوني بلير تحت مزاعم خطر اسلحة الدمار الشامل العراقية، التي ثبت انها اكاذيب من صنع خيال الاستخبارات الغربية وعملائها.
بعد القضاء على ( البُعْبُع العراقي) واستباحة العراق ارضاً وشعباً، تتواصل اللعبة من جديد، مع انه من المستبعد في هذه المرة، ان تُشَنّ اي حرب على ايران او على مفاعلاتها النووية، ذلك ان الدرس العراقي يجعل مثل هذه الحرب مُكْلفة جداً وتنقلب على رؤوس اصحابها. ففي ظل الازمة الاقتصادية العالمية المتفاقمة في الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، اصبح "البُعْبُع الايراني" ضرورة اقتصادية ومالية للدول المصدرة للسلاح، وهو ضرورة سياسية لتبرير الانحياز لاسرائيل واحتلالاتها وحصاراتها ومستوطناتها في القدس والضفة المحتلة.
اثارة الرعب بين صفوف العرب في الخليج من الخطر النووي الايراني يُتَرْجمُ الى مشاريع صفقات عسكرية وامنية بمليارات الدولارات. كما انه يُبْعِد اي محاولة عربية جماعية للضغط على واشنطن من اجل ان تغيِّر سياساتها المؤيدة لنتنياهو، او المتواطئة معه بالصمت وبمزيد من التكنولوجيا الحربية والاموال باسم (حماية اسرائيل) من خطر صواريخ سورية وحزب الله وايران.
لست من انصار السياسة الايرانية في العراق ولا في لبنان واليمن.. الخ، بل اقف مُندداً بها. لكنني امام سياسات امريكا واوروبا الانتهازية في مسألة الملف النووي الذي هو مجرد مشروع (قد ينتج اسلحة نووية) في المستقبل البعيد، فيما يتم غض الطرف عن 200 رأس نووية اسرائيلية خارج الرقابة الدولية، وامام سياسة الكيل بمكيالين هذه التي تثير غيظ كل عربي ومسلم وصاحب ضمير حر في هذا العالم، اتمنى ان (تكسر ايران خشوم الغرب) وتمضي قدماً في مشروعها النووي. واتمنى ايضاً ان يدفع ذلك مصر والسعودية والعراق وسورية الى بناء مشاريع نووية مماثلة. لانه من دون (رد الصاع صاعين) على اسرائيل، لن يصبح شعار نزع اسلحة الدمار الشامل من المنطقة قابلا للتطبيق.
اذا لم تمتلك دول المنطقة اسلحة دمار شامل، فان الُجرْذ الاسرائيلي سيواصل قضم الارض الفلسطينية والسورية واللبنانية. ولقد اثبتت المواجهة بين ادارة اوباما وبين حكومة نتنياهو حول المستوطنات التي انتهت بهزيمة الادارة الامريكية خطأ النظرية السياسية التي جاء بها الرئيس كارتر الى المنطقة عام 1979، عند توقيع المعاهدة المصرية - الاسرائيلية، تلك النظرية التي تزعم بان اغراق اسرائيل بالسلاح المتطور وبالمال سيمنحها الثقة بأمنها ومستقبلها وسيدفعها الى الانسحاب من الاراضي المحتلة وعقد سلام شامل مع الفلسطينيين والعرب.
بالتجربة المستخلصة من مسيرة 31 عاما من ما يسمى بعملية السلام ثبت ان إغداق السلاح والاموال على اسرائيل زاد ثقتها بنفسها وبقوتها وتفوقها فتشبثت اكثر باحتلالاتها ومضت من دون تردد او خوف في سياساتها الجنونية في التهويد والاستيطان وشن الحروب وحصار القطاع.
المصدر: العرب اليوم (http://www.alarabalyawm.net/pages.php?articles_id=11976)
(http://www.alarabalyawm.net/pages.php?articles_id=11976)