الكيكة
04-30-2010, 03:35 AM
قصة الحب العذري:
عرفت قبيلة عذرة في أيام بني أمية بالحب العذري، ونسب إليها هذا اللون، واشتهرت به وبكثرة عشاقها المتيمين الصادقين في حبهم، المخلصين لمحبوباتهم،
الذين يستبد بهم الحب، ويشتد بهم الوجد، ويسيطر عليهم الحرمان، حتى يصل بهم إلى درجة من الضنى والهزال كانت تفضي بهم في أكثر الأحيان إلى الموت،
دون أن يغير هذا كله من قوة عواطفهم وثباتها، أو يضعف من إخلاصهم ووفائهم، أو يدفعهم إلى السلو والنسيان.
وقديماً قال رجل منهم : "لقد تركت بالحي ثلاثين قد خامرهم السل وما بهم داء إلا الحب". وسئل آخر :"ممن أنت؟" فقال : "من قوم إذا أحبوا ماتوا"،
فقالت جارية سمعته : "عذري ورب الكعبة". وليس من السهل أن نحدد تماماً الأسباب التي جعلت هذه القبيلة تشتهر بهذا اللون من الحب ليصبح ظاهرة اجتماعية
تعرف بها وتنسب إليها، وإن يكن القدماء قد حاولوا رد هذا إلى رقة قلوبهم وجمال نسائهم.
سئل أعرابي منهم : "ما بال قلوبكم كأنهم قلوب طير تنماث كما ينماث الملح! أما تجلدون؟ فقال : إنا لننظر إلى محاجر أعين لا تنظرون إليها".
وقيل لآخر : " يا هذا بحق أقول إنكم أرق الناس قلوباً". ويقول ابن قتيبة: "والجمال في عذرة والعشق كثير
ولكن هذه المحاولات تبدو غير كافية تماماً لتعليل هذه الظاهرة، إذ تظل معها الأسئلة واردة: هل كانت عذرة حقا أرق العرب قلوبا وأجملها نساء؟
ومن ذا الذي يستطيع أن يدعي أنها امتازت من بين جميع القبائل العربية بالرقة والجمال ؟ وإذا صح هذا الادعاء فكيف نعلل ظهور هذا الحب في غيرها من القبائل
عذرة لم تنفرد وحدها من بين القبائل العربية بهذا اللون من الحب، وإنما ظهر أيضاً في غيرها من القبائل كقبيلة بني عامر حيث ظهر مجنون ليلى قيس بن الملوح،
وقبيلة بني كنانة حيث ظهر قيس بن ذريح صاحب لبنى. فالمسألة ليست مسألة عذرة وحدها، والحب العذري ليس وقفاً عليها دون غيرها من القبائل،
ولكنه لون من الحب عرفته البادية العربية مع غيره من ألوان الحب المختلفة مرده الأساسي إلى المزاج الشخصي الذي يدفع بعض الناس إلى اللهو والمجون والشرك
في الحب، كما يدفع بعضهم إلى الوفاء والإخلاص والتوحيد فيه، ثم إلى طبيعة الظروف التي تحيط بالعاشق أتدفعه اللهو والعبث أم ترده إلى الطهر والعفاف؟
عرفت قبيلة عذرة في أيام بني أمية بالحب العذري، ونسب إليها هذا اللون، واشتهرت به وبكثرة عشاقها المتيمين الصادقين في حبهم، المخلصين لمحبوباتهم،
الذين يستبد بهم الحب، ويشتد بهم الوجد، ويسيطر عليهم الحرمان، حتى يصل بهم إلى درجة من الضنى والهزال كانت تفضي بهم في أكثر الأحيان إلى الموت،
دون أن يغير هذا كله من قوة عواطفهم وثباتها، أو يضعف من إخلاصهم ووفائهم، أو يدفعهم إلى السلو والنسيان.
وقديماً قال رجل منهم : "لقد تركت بالحي ثلاثين قد خامرهم السل وما بهم داء إلا الحب". وسئل آخر :"ممن أنت؟" فقال : "من قوم إذا أحبوا ماتوا"،
فقالت جارية سمعته : "عذري ورب الكعبة". وليس من السهل أن نحدد تماماً الأسباب التي جعلت هذه القبيلة تشتهر بهذا اللون من الحب ليصبح ظاهرة اجتماعية
تعرف بها وتنسب إليها، وإن يكن القدماء قد حاولوا رد هذا إلى رقة قلوبهم وجمال نسائهم.
سئل أعرابي منهم : "ما بال قلوبكم كأنهم قلوب طير تنماث كما ينماث الملح! أما تجلدون؟ فقال : إنا لننظر إلى محاجر أعين لا تنظرون إليها".
وقيل لآخر : " يا هذا بحق أقول إنكم أرق الناس قلوباً". ويقول ابن قتيبة: "والجمال في عذرة والعشق كثير
ولكن هذه المحاولات تبدو غير كافية تماماً لتعليل هذه الظاهرة، إذ تظل معها الأسئلة واردة: هل كانت عذرة حقا أرق العرب قلوبا وأجملها نساء؟
ومن ذا الذي يستطيع أن يدعي أنها امتازت من بين جميع القبائل العربية بالرقة والجمال ؟ وإذا صح هذا الادعاء فكيف نعلل ظهور هذا الحب في غيرها من القبائل
عذرة لم تنفرد وحدها من بين القبائل العربية بهذا اللون من الحب، وإنما ظهر أيضاً في غيرها من القبائل كقبيلة بني عامر حيث ظهر مجنون ليلى قيس بن الملوح،
وقبيلة بني كنانة حيث ظهر قيس بن ذريح صاحب لبنى. فالمسألة ليست مسألة عذرة وحدها، والحب العذري ليس وقفاً عليها دون غيرها من القبائل،
ولكنه لون من الحب عرفته البادية العربية مع غيره من ألوان الحب المختلفة مرده الأساسي إلى المزاج الشخصي الذي يدفع بعض الناس إلى اللهو والمجون والشرك
في الحب، كما يدفع بعضهم إلى الوفاء والإخلاص والتوحيد فيه، ثم إلى طبيعة الظروف التي تحيط بالعاشق أتدفعه اللهو والعبث أم ترده إلى الطهر والعفاف؟