علي الشطي
04-20-2010, 10:44 AM
«القبس»
تحاور مبدعا من فئات الصم عبر لغة الإشارةعبدالإله الرشيد:
بريشتي أتحدث مع الكون والحياة
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2010/02/11/749e47bc-9635-4859-a138-3935d0d54127_main.jpg
عبدالاله عبدالرشيد
شيماء اشكناني
ألوان تعبر عن نبض الحياة ورسومات أصدق من ألف لغة، بريشته عبر عما بداخله، وبألوانه حاكى العالم بأسره، نطق بلوحاته من دون لسانه، أوصل رسالة بمشاعره مختارا الفرشاة لتكون كلمته الناطقة.
انه الفنان الرسام صاحب الحس المرهف عبدالاله الرشيد، شاب طموح من فئة الصم، كانت مشيئة الله ان يولد عاجزا عن الكلام، ولكن مع الارادة والعزيمة تحول الصمت الى كلام، وتحولت كل الحروف والكلمات الى الوان ولوحات جميلة. هذه الموهبة التي تدل على قدرة ذوي الارادة على تجاوز العقبات هي بالأساس برهان ايضا على ان بعض الصم والبكم أبلغ من كثير من ذوي الألسنة التي تثرثر بلا فائدة ولا تحسن مخاطبة الناس ومحاورة الكون والحياة.
«القبس» تسلط الضوء على موهبة عبدالاله الرشيد، هذا الفنان الذي انجز العديد من اللوحات التشكيلية وشارك في معارض عدة في دول عربية وأجنبية، فالتقينا والدته التي تعلمت خصيصاً لغة الاشارة لتتفاهم معه وتكون لسانه في الحياة. أم عبدالاله تحدثت الينا وسردت حكايتها مع ابنها وكيف تعلمت لغة الاشارة، مترجمة لنا كل ما يجول في خاطره. وفي ما يلي نص اللقاء:
حدثينا عن بداية عبدالاله في الرسم؟
ــــ اكتشفت لديه موهبة الرسم وهو في سن العاشرة تقريباً، اذ كان يرسم لوحات تختلف عن لوحات بقية زملائه في الفصل، ومعظم المعلمات كن يخترنه لرسم الوسائل التعليمية لأنه كان دقيقاً جداً ومميزاً، وبذلك علمت أن ابني لديه موهبة.
مشكلات
كيف أمكنك مساعدته رغم عدم قدرته على الكلام؟
ــــ في البداية تعبت كثيراً، فكل الجهات كانت ترفض استقبال ابني لكونه من فئة الصم ولا يقدرون على التعامل معه، حتى اتصلت بجمعية المعلمين فتبنت عبدالاله، وخاصة الدكتور عبدالله العوضي الذي كان أستاذه وعلّمه أصول الرسم.
ماذا عن مشاركته الخارجية في المعارض؟
ــــ كثيرة هي مشاركاته، فقد شارك في معرض ومؤتمر الاصم الخامس عشر في اسبانيا، ومهرجان الابداع للفن الخليجي، وغيرهما الكثير.
والجوائز؟
ــــ حصل على الجائزة الماسية لبنك برقان.
معظم لوحاته تسودها أجواء حزينة.. فما السبب؟
ــــ عبدالاله يعبّر عن معاناته بالرسم، فما يعيشه ليس بالسهل، فهو يعبّر عما بداخله بالرسم، لذلك تلاحظون معظم الوجوه حزينة والألوان داكنة وناس مشردة، فنبرة الحزن تنطق من لوحاته، حيث انه عانى الكثير في هذه الحياة.
وسألنا عبدالاله وترجمت والدته لغة الإشارة:
هل من لوحات مقربة إليه؟
ــــ الكثير من اللوحات مقربة الى قلبي، لكن أقربها تلك التي أهداها للشيخ نواف والتي كانت عن مرسى سوق شرق، كما ان صور ابنتيه آية وزينب تعتبر محببة كثيرا اليه.
إهداء
هل هو معتاد على إهداء لوحاته؟
ــــ نعم، فهو يحب اهداء الاشخاص المقربين الى قلبه، فقد أهدى منذ فترة رئيس مجلس الأمة جاسم محمد الخرافي.
ماذا كانت ردة فعله؟
ــــ فرح بها كثير وفورا ارسل له كتاب شكر ذاكرا فيه «بمزيد من الاعجاب وجزيل السرور والامتنان تلقيت الصورة الزيتية التي أبدعت ريشتكم وتجلى فيها ذوقكم الفني الرفيع، والتي أهديتمونيها شاكرا لكم هذا الاهداء».
والدة عبد الإله ترجمت الإشارة
قامت ام عبدالاله بالتحدث نيابة عن ولدها اذ انها تعلمت لغة الاشارة لكي تحاكي ابنها، فقد ساعدتنا كثيرا للتفاهم مع عبد الاله وترجمت لنا كل ما يجول في خاطره. فكلمة شكر توجه الى هذه الام العظيمة الصبورة.
لقد كان اللقاء مؤثراً للغاية مع هذا الفنان من فئات الصم ووالدته المكافحة.
اكتشفوا الموهوبين
انتقدت والدة الفنان عبدالاله الرشيد ضعف الاهتمام الحكومي بالموهوبين، وقالت: لو فتشنا في كل مكان لوجدنا الكثير من المواهب، وخير دليل على هذا ما يوجد لدينا من مواهب رياضية في الغوص والسلة وما حققه المعاقون في البطولات وحازوه من جوائز، لذلك اوجه رسالة الى كل ولي أمر ان يحاول اكتشاف مواهب ابنه الذي يحمل اي نوع من الإعاقة فلا يهملها او ينتظر شخص آخر ليساعده.
وعن المشاكل التي يواجهها ابنها مع المجتمع، قالت ان عبدالاله انسان يعيش في عالمه الخاص، فهو شخص مسالم للغاية وطيب يحب الخير للجميع، وعالمه محدود لا يستطيع اي شخص ان يدخله، اذ يصعب عليه التعبير والكلام، ولذلك قليلا ما يخالط الآخرين ويفضل ان يجلس وحده ويتسلى بلوحاته التي قد تفهمه اكثر من البشر.
وردا على سؤالنا: من اين يستوحي افكار رسوماته؟ قالت ان معظم انطباعات عبدالاله تنشأ بوحي من محيطه الذي يعيش فيه، فهو يزور اي مكان ويحتضن معانيه بالتنويعات اللونية، فيخترق جدار الصمت ويصل بالصورة الى عالمه الخاص، اذ انه يخلط بين الواقع والخيال ليخرج لنا بابداع خاص.
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2010/02/11/6eb853e8-8976-41ed-8dd2-4dc275f53f39_maincategory.jpg
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2010/02/11/b957e076-329a-4ef6-b378-9b254e570afb_maincategory.jpg
آية وزينب عبدالاله
منقول المصدر اضغط (http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=576365&date=11022010)
*******
""
تحاور مبدعا من فئات الصم عبر لغة الإشارةعبدالإله الرشيد:
بريشتي أتحدث مع الكون والحياة
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2010/02/11/749e47bc-9635-4859-a138-3935d0d54127_main.jpg
عبدالاله عبدالرشيد
شيماء اشكناني
ألوان تعبر عن نبض الحياة ورسومات أصدق من ألف لغة، بريشته عبر عما بداخله، وبألوانه حاكى العالم بأسره، نطق بلوحاته من دون لسانه، أوصل رسالة بمشاعره مختارا الفرشاة لتكون كلمته الناطقة.
انه الفنان الرسام صاحب الحس المرهف عبدالاله الرشيد، شاب طموح من فئة الصم، كانت مشيئة الله ان يولد عاجزا عن الكلام، ولكن مع الارادة والعزيمة تحول الصمت الى كلام، وتحولت كل الحروف والكلمات الى الوان ولوحات جميلة. هذه الموهبة التي تدل على قدرة ذوي الارادة على تجاوز العقبات هي بالأساس برهان ايضا على ان بعض الصم والبكم أبلغ من كثير من ذوي الألسنة التي تثرثر بلا فائدة ولا تحسن مخاطبة الناس ومحاورة الكون والحياة.
«القبس» تسلط الضوء على موهبة عبدالاله الرشيد، هذا الفنان الذي انجز العديد من اللوحات التشكيلية وشارك في معارض عدة في دول عربية وأجنبية، فالتقينا والدته التي تعلمت خصيصاً لغة الاشارة لتتفاهم معه وتكون لسانه في الحياة. أم عبدالاله تحدثت الينا وسردت حكايتها مع ابنها وكيف تعلمت لغة الاشارة، مترجمة لنا كل ما يجول في خاطره. وفي ما يلي نص اللقاء:
حدثينا عن بداية عبدالاله في الرسم؟
ــــ اكتشفت لديه موهبة الرسم وهو في سن العاشرة تقريباً، اذ كان يرسم لوحات تختلف عن لوحات بقية زملائه في الفصل، ومعظم المعلمات كن يخترنه لرسم الوسائل التعليمية لأنه كان دقيقاً جداً ومميزاً، وبذلك علمت أن ابني لديه موهبة.
مشكلات
كيف أمكنك مساعدته رغم عدم قدرته على الكلام؟
ــــ في البداية تعبت كثيراً، فكل الجهات كانت ترفض استقبال ابني لكونه من فئة الصم ولا يقدرون على التعامل معه، حتى اتصلت بجمعية المعلمين فتبنت عبدالاله، وخاصة الدكتور عبدالله العوضي الذي كان أستاذه وعلّمه أصول الرسم.
ماذا عن مشاركته الخارجية في المعارض؟
ــــ كثيرة هي مشاركاته، فقد شارك في معرض ومؤتمر الاصم الخامس عشر في اسبانيا، ومهرجان الابداع للفن الخليجي، وغيرهما الكثير.
والجوائز؟
ــــ حصل على الجائزة الماسية لبنك برقان.
معظم لوحاته تسودها أجواء حزينة.. فما السبب؟
ــــ عبدالاله يعبّر عن معاناته بالرسم، فما يعيشه ليس بالسهل، فهو يعبّر عما بداخله بالرسم، لذلك تلاحظون معظم الوجوه حزينة والألوان داكنة وناس مشردة، فنبرة الحزن تنطق من لوحاته، حيث انه عانى الكثير في هذه الحياة.
وسألنا عبدالاله وترجمت والدته لغة الإشارة:
هل من لوحات مقربة إليه؟
ــــ الكثير من اللوحات مقربة الى قلبي، لكن أقربها تلك التي أهداها للشيخ نواف والتي كانت عن مرسى سوق شرق، كما ان صور ابنتيه آية وزينب تعتبر محببة كثيرا اليه.
إهداء
هل هو معتاد على إهداء لوحاته؟
ــــ نعم، فهو يحب اهداء الاشخاص المقربين الى قلبه، فقد أهدى منذ فترة رئيس مجلس الأمة جاسم محمد الخرافي.
ماذا كانت ردة فعله؟
ــــ فرح بها كثير وفورا ارسل له كتاب شكر ذاكرا فيه «بمزيد من الاعجاب وجزيل السرور والامتنان تلقيت الصورة الزيتية التي أبدعت ريشتكم وتجلى فيها ذوقكم الفني الرفيع، والتي أهديتمونيها شاكرا لكم هذا الاهداء».
والدة عبد الإله ترجمت الإشارة
قامت ام عبدالاله بالتحدث نيابة عن ولدها اذ انها تعلمت لغة الاشارة لكي تحاكي ابنها، فقد ساعدتنا كثيرا للتفاهم مع عبد الاله وترجمت لنا كل ما يجول في خاطره. فكلمة شكر توجه الى هذه الام العظيمة الصبورة.
لقد كان اللقاء مؤثراً للغاية مع هذا الفنان من فئات الصم ووالدته المكافحة.
اكتشفوا الموهوبين
انتقدت والدة الفنان عبدالاله الرشيد ضعف الاهتمام الحكومي بالموهوبين، وقالت: لو فتشنا في كل مكان لوجدنا الكثير من المواهب، وخير دليل على هذا ما يوجد لدينا من مواهب رياضية في الغوص والسلة وما حققه المعاقون في البطولات وحازوه من جوائز، لذلك اوجه رسالة الى كل ولي أمر ان يحاول اكتشاف مواهب ابنه الذي يحمل اي نوع من الإعاقة فلا يهملها او ينتظر شخص آخر ليساعده.
وعن المشاكل التي يواجهها ابنها مع المجتمع، قالت ان عبدالاله انسان يعيش في عالمه الخاص، فهو شخص مسالم للغاية وطيب يحب الخير للجميع، وعالمه محدود لا يستطيع اي شخص ان يدخله، اذ يصعب عليه التعبير والكلام، ولذلك قليلا ما يخالط الآخرين ويفضل ان يجلس وحده ويتسلى بلوحاته التي قد تفهمه اكثر من البشر.
وردا على سؤالنا: من اين يستوحي افكار رسوماته؟ قالت ان معظم انطباعات عبدالاله تنشأ بوحي من محيطه الذي يعيش فيه، فهو يزور اي مكان ويحتضن معانيه بالتنويعات اللونية، فيخترق جدار الصمت ويصل بالصورة الى عالمه الخاص، اذ انه يخلط بين الواقع والخيال ليخرج لنا بابداع خاص.
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2010/02/11/6eb853e8-8976-41ed-8dd2-4dc275f53f39_maincategory.jpg
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2010/02/11/b957e076-329a-4ef6-b378-9b254e570afb_maincategory.jpg
آية وزينب عبدالاله
منقول المصدر اضغط (http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=576365&date=11022010)
*******
""