سنام المجد
04-13-2010, 10:31 AM
منهج الدعوة إلى الله
الحديث الأول
منهج الدعـوة إلى الله
عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن رسول الله r لما بعث معاذاً إلى اليمن قال :
« إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب ، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله - وفي راوية : إلى أن يوحدوا الله - فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ، فإن أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم. فإن هم أطاعوك لذلك، فإياك وكرائم أموالهم ، واتق دعوة المظلوم ، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ».
( أخرج الحديث البخاري([1]) ومسلم([2]) والنسائي([3]) وابن ماجه([4]) والدارمي([5]) وأحمد([6]) ).
راوي الحديث :
عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي ابن عم رسول الله ، الحبر البحر لسعة علمه وهو أحد المكثرين من الصحابة ، وأحد العبادلة من فقهاء الصحابة مات سنة ثمان وستين.
المفـردات :-
بعـث : أرسل.
أهل الكتاب : هم اليهود والنصارى.
شهادة أن لا إله إلا الله : الاعتراف بأنه لا معبود بحق إلا الله وأن عبادة ما سواه باطلة وشرك بالله.
يوحدوا الله : يفردوه بالعبادة وحده.
افـتـرض : أوجب وحتم.
صـدقـة : المراد بها الزكاة المفروضة.
أطاعـوك : انقادوا وامتثلوا.
كرائـم : خيار المال وأنفسه وأكثره ثمناً.
موضوع الحديث
بيان منهج الدعوة إلى الله
المعنى الإجمالي للحديث :
يبين الحديث الخطوات الواجبة التي يجب أن يسلكها الداعي إلى الله ، فأول شيء يجب أن يبدأ به هو الدعوة إلى التوحيد وإفراد الله وحده بالعبادة والابتعاد عن الشرك صغيره وكبيره ، وذلك يكون بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، والمقصود بهذه الشهادة أن العبادات بكل أنواعها حق ثابت لله وحده لا يستحق سواه منها شيئاً. لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا رجل صالح ولا حجر ولا شجر ولا شمس ولا قمر.
فلا يدعى إلا الله وحده ولا يستغاث إلا به ولا يستعان إلا به ولا يتوكل إلا عليه ولا يخاف ويرجى إلا هو.
فمن صرف شيئاً من هذه العبادات أو غيرها لغير الله فقد أشرك بالله ] إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار[.
وليس المراد من لا إله إلا الله مجرد النطق بها بل لا بد من معرفة معناها والعمل بمقتضاها ولا بد من استكمال شروطها ، وشروطها سبعة :
الأول : العلم المنافي للجهل.
الثاني : اليقين المنافي للشك.
الثالث : القبول المنافي للرد.
الرابع : الانقياد المنافي للترك.
الخامس : الإخلاص المنافي للشرك.
السادس : الصدق المنافي للكذب.
السابع : المحبة المنافية لضدها.
والمقصود بشهادة أن محمداً رسول الله: معرفة معناها والعمل بمقتضاها. فليس المراد أيضاً مجرد التلفظ بها فهي تعني تصديقه فيما أخبر وطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر ، وعبادة الله بما شرع على لسان هذا الرسول الكريم لا بالهوى ولا بالابتداع.
فعلى كل مسلم معرفة معنى الشاهدتين حق الفهم والعمل الجاد بمقتضاهما، وهو التصديق والإيمان والعمل بما جاء به رسول الله في الكتاب والسنة، ما يتعلق بالعقائد وما يتعلق بالعبادات والتشريعات في كل مجلات الحياة.
ما يستفاد من الحديث :
1- أن التوحيد هو أساس الإسلام.
2- أن أهم الأركان بعد التوحيد هو إقامة الصلاة.
3- أن أوجب أركان الإسلام بعد الصلاة هي الزكاة المفروضة ، وهي من حق المال.
4- أن الإمام هو الذي يتولى قبض الزكاة وصرفها إما بنفسه أو نائبه.
5- وفي الحديث دليل أنه يكفي إخراج الزكاة في صنف واحد.
6- وفيه أنه لا يجوز دفعها إلى غني.
7- وفيه أن يحرم على العامل في الزكاة أخذ كرائم المال.
8- وفيه تنبيه على التحذير من جميع أنواع الظلم.
9- وفيه قبول خبر الواحد العدل في العقيدة وما يوجب العمل.
10- وفيه أن يبدأ الداعي بالأهم فالأهم.
هذه السلسله المباركه من مذكرة الحديث النبوي في العقيدة والاتباع للشيخنا ربيع بن هادي المدخلي امد الله في عمره على التوحيد والسنه ونصرتها في جميع الميادين
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) كتاب الزكاة : حديث رقم (1395) ، (1458).
([2]) كتاب الإيمان : حديث رقم (31).
([3]) كتاب الزكاة : (5/3).
([4]) كتاب الزكاة : حديث رقم (1783) ، (1/568).
([5]) كتاب الزكاة : حديث رقم (1662) ، (1/318).
([6]) (1/223).
الحديث الأول
منهج الدعـوة إلى الله
عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن رسول الله r لما بعث معاذاً إلى اليمن قال :
« إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب ، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله - وفي راوية : إلى أن يوحدوا الله - فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ، فإن أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم. فإن هم أطاعوك لذلك، فإياك وكرائم أموالهم ، واتق دعوة المظلوم ، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ».
( أخرج الحديث البخاري([1]) ومسلم([2]) والنسائي([3]) وابن ماجه([4]) والدارمي([5]) وأحمد([6]) ).
راوي الحديث :
عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي ابن عم رسول الله ، الحبر البحر لسعة علمه وهو أحد المكثرين من الصحابة ، وأحد العبادلة من فقهاء الصحابة مات سنة ثمان وستين.
المفـردات :-
بعـث : أرسل.
أهل الكتاب : هم اليهود والنصارى.
شهادة أن لا إله إلا الله : الاعتراف بأنه لا معبود بحق إلا الله وأن عبادة ما سواه باطلة وشرك بالله.
يوحدوا الله : يفردوه بالعبادة وحده.
افـتـرض : أوجب وحتم.
صـدقـة : المراد بها الزكاة المفروضة.
أطاعـوك : انقادوا وامتثلوا.
كرائـم : خيار المال وأنفسه وأكثره ثمناً.
موضوع الحديث
بيان منهج الدعوة إلى الله
المعنى الإجمالي للحديث :
يبين الحديث الخطوات الواجبة التي يجب أن يسلكها الداعي إلى الله ، فأول شيء يجب أن يبدأ به هو الدعوة إلى التوحيد وإفراد الله وحده بالعبادة والابتعاد عن الشرك صغيره وكبيره ، وذلك يكون بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، والمقصود بهذه الشهادة أن العبادات بكل أنواعها حق ثابت لله وحده لا يستحق سواه منها شيئاً. لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا رجل صالح ولا حجر ولا شجر ولا شمس ولا قمر.
فلا يدعى إلا الله وحده ولا يستغاث إلا به ولا يستعان إلا به ولا يتوكل إلا عليه ولا يخاف ويرجى إلا هو.
فمن صرف شيئاً من هذه العبادات أو غيرها لغير الله فقد أشرك بالله ] إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار[.
وليس المراد من لا إله إلا الله مجرد النطق بها بل لا بد من معرفة معناها والعمل بمقتضاها ولا بد من استكمال شروطها ، وشروطها سبعة :
الأول : العلم المنافي للجهل.
الثاني : اليقين المنافي للشك.
الثالث : القبول المنافي للرد.
الرابع : الانقياد المنافي للترك.
الخامس : الإخلاص المنافي للشرك.
السادس : الصدق المنافي للكذب.
السابع : المحبة المنافية لضدها.
والمقصود بشهادة أن محمداً رسول الله: معرفة معناها والعمل بمقتضاها. فليس المراد أيضاً مجرد التلفظ بها فهي تعني تصديقه فيما أخبر وطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر ، وعبادة الله بما شرع على لسان هذا الرسول الكريم لا بالهوى ولا بالابتداع.
فعلى كل مسلم معرفة معنى الشاهدتين حق الفهم والعمل الجاد بمقتضاهما، وهو التصديق والإيمان والعمل بما جاء به رسول الله في الكتاب والسنة، ما يتعلق بالعقائد وما يتعلق بالعبادات والتشريعات في كل مجلات الحياة.
ما يستفاد من الحديث :
1- أن التوحيد هو أساس الإسلام.
2- أن أهم الأركان بعد التوحيد هو إقامة الصلاة.
3- أن أوجب أركان الإسلام بعد الصلاة هي الزكاة المفروضة ، وهي من حق المال.
4- أن الإمام هو الذي يتولى قبض الزكاة وصرفها إما بنفسه أو نائبه.
5- وفي الحديث دليل أنه يكفي إخراج الزكاة في صنف واحد.
6- وفيه أنه لا يجوز دفعها إلى غني.
7- وفيه أن يحرم على العامل في الزكاة أخذ كرائم المال.
8- وفيه تنبيه على التحذير من جميع أنواع الظلم.
9- وفيه قبول خبر الواحد العدل في العقيدة وما يوجب العمل.
10- وفيه أن يبدأ الداعي بالأهم فالأهم.
هذه السلسله المباركه من مذكرة الحديث النبوي في العقيدة والاتباع للشيخنا ربيع بن هادي المدخلي امد الله في عمره على التوحيد والسنه ونصرتها في جميع الميادين
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) كتاب الزكاة : حديث رقم (1395) ، (1458).
([2]) كتاب الإيمان : حديث رقم (31).
([3]) كتاب الزكاة : (5/3).
([4]) كتاب الزكاة : حديث رقم (1783) ، (1/568).
([5]) كتاب الزكاة : حديث رقم (1662) ، (1/318).
([6]) (1/223).