احمد العتيبي
04-03-2010, 06:50 AM
التضامن العربي الممكن
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Authors/decd07c7-28ac-474c-bb38-3d7876682dac_author.jpg
كتب مصطفى الصراف :
عندما قام التضامن العربي إنما قام لمواجهة الاستعمار وربيبته إسرائيل التي احتلت برعايته جزءا مهما من الأرض العربية هو دولة فلسطين.
فلسطين التي هي الارض المقدسة والتي فيها أولى القبلتين وثالث الحرمين للمسلمين والمسيحيين كافة، والتي تنتهك حرماتها يوميا من قبل الصهاينة. لقد قام التضامن العربي ومحوره القضية المركزية، وهي تحرير فلسطين من المستعمر الصهيوني ومن الامتداد والتوسع لاحتلال أراض عربية أخرى، أو الهيمنة عليها كما هو حاصل اليوم في هيمنته على أكبر دولة عربية هي مصر المحروسة. لقد اشترى المال الصهيوني القطاع العام المصري، واصبح مهيمنا على الاقتصاد فيها، كما اشترى قطاع الإعلام وفق ما صرح بذلك قادة اسرائيل ،وآخرهم آيالون نائب وزير الخارجية الاسرائيلي، وبهذه النتيجة يبدو الامر مستحيلا في جعل النظام السياسي المصري أن يعادي اسرائيل، كما هي حال بقية الدول العربية التي ما زالت تعلن عداءها لإسرائيل.
والمعضلة هي أن إسرائيل قد رسمت استراتيجيتها على التوسع والهيمنة على البلاد الواقعة من الفرات إلى النيل، اي كل بلاد الشام ومصر والعراق، ولا يستثنى من الوطن العربي إلا الشمال الافريقي. كما هو واضح في علمها ذي الخطين الأزرقين كرمز إلى النهرين الفرات والنيل. والذي يكاد يكون قد تحققت مراحله الأولى، ألا وهي السيطرة على هذه الدول من خلال اقامة القواعد العسكرية فيها بحجة حماية المرابض النفطية. وأمام هذه المعضلة، فإنه لا يمكن اقامة سلام مع اسرائيل إلا من واقع الاستسلام، وليس السلام وتسليمها كل المقدرات العربية والدول الحامية لها، وفي مقدمتها أميركا التي تدار من قبل عتاة الصهاينة.
فأي تضامن عربي يشمل كل الدول العربية وعلى رأسها أكبر دولة هي مصر المحروسة، لن يكون إلا تضامنا عربيا تحت مظلة اسرائيل وربيبتها أميركا. أما أن يكون نظاما عربيا مستقلا عن النفوذ الصهيوني، فهو أمر يجب أن يقوم على أساس التحالف مع تركيا وإيران، وهو ما اشار إليه الأمين العام للجامعة العربية الذي تصدت له الدبلوماسية المصرية مدفوعة بالضغوط الصهيونية.
ولعل المعارضة المصرية قد أدركت هذه المفارقة والمعضلة، فأخذت تعمل استجابة لنداءات ورغبة الشعب المصري لإعادة مسار الدبلوماسية المصرية، حيث موقعها الطبيعي في قيادة باقي الدول العربية، حيث يمكنها التضامن لمواجهة العدو الحقيقي اسرائيل والصهيونية العالمية. ومن دون ذلك سوف يبقى العرب فريسة تنهشها ذئاب الغرب. ما داموا منشقين في اتجاهين، كما يجب التخلي عن ثوب العنصرية والمذهبية التي تسربل العين العربية لدرجة لم تعد ترى أبعاد المؤامرة.
مصطفى الصراف
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Authors/decd07c7-28ac-474c-bb38-3d7876682dac_author.jpg
كتب مصطفى الصراف :
عندما قام التضامن العربي إنما قام لمواجهة الاستعمار وربيبته إسرائيل التي احتلت برعايته جزءا مهما من الأرض العربية هو دولة فلسطين.
فلسطين التي هي الارض المقدسة والتي فيها أولى القبلتين وثالث الحرمين للمسلمين والمسيحيين كافة، والتي تنتهك حرماتها يوميا من قبل الصهاينة. لقد قام التضامن العربي ومحوره القضية المركزية، وهي تحرير فلسطين من المستعمر الصهيوني ومن الامتداد والتوسع لاحتلال أراض عربية أخرى، أو الهيمنة عليها كما هو حاصل اليوم في هيمنته على أكبر دولة عربية هي مصر المحروسة. لقد اشترى المال الصهيوني القطاع العام المصري، واصبح مهيمنا على الاقتصاد فيها، كما اشترى قطاع الإعلام وفق ما صرح بذلك قادة اسرائيل ،وآخرهم آيالون نائب وزير الخارجية الاسرائيلي، وبهذه النتيجة يبدو الامر مستحيلا في جعل النظام السياسي المصري أن يعادي اسرائيل، كما هي حال بقية الدول العربية التي ما زالت تعلن عداءها لإسرائيل.
والمعضلة هي أن إسرائيل قد رسمت استراتيجيتها على التوسع والهيمنة على البلاد الواقعة من الفرات إلى النيل، اي كل بلاد الشام ومصر والعراق، ولا يستثنى من الوطن العربي إلا الشمال الافريقي. كما هو واضح في علمها ذي الخطين الأزرقين كرمز إلى النهرين الفرات والنيل. والذي يكاد يكون قد تحققت مراحله الأولى، ألا وهي السيطرة على هذه الدول من خلال اقامة القواعد العسكرية فيها بحجة حماية المرابض النفطية. وأمام هذه المعضلة، فإنه لا يمكن اقامة سلام مع اسرائيل إلا من واقع الاستسلام، وليس السلام وتسليمها كل المقدرات العربية والدول الحامية لها، وفي مقدمتها أميركا التي تدار من قبل عتاة الصهاينة.
فأي تضامن عربي يشمل كل الدول العربية وعلى رأسها أكبر دولة هي مصر المحروسة، لن يكون إلا تضامنا عربيا تحت مظلة اسرائيل وربيبتها أميركا. أما أن يكون نظاما عربيا مستقلا عن النفوذ الصهيوني، فهو أمر يجب أن يقوم على أساس التحالف مع تركيا وإيران، وهو ما اشار إليه الأمين العام للجامعة العربية الذي تصدت له الدبلوماسية المصرية مدفوعة بالضغوط الصهيونية.
ولعل المعارضة المصرية قد أدركت هذه المفارقة والمعضلة، فأخذت تعمل استجابة لنداءات ورغبة الشعب المصري لإعادة مسار الدبلوماسية المصرية، حيث موقعها الطبيعي في قيادة باقي الدول العربية، حيث يمكنها التضامن لمواجهة العدو الحقيقي اسرائيل والصهيونية العالمية. ومن دون ذلك سوف يبقى العرب فريسة تنهشها ذئاب الغرب. ما داموا منشقين في اتجاهين، كما يجب التخلي عن ثوب العنصرية والمذهبية التي تسربل العين العربية لدرجة لم تعد ترى أبعاد المؤامرة.
مصطفى الصراف