احمد العتيبي
03-02-2010, 08:52 PM
خبراء آثار لـ "محيط": ماذا الذي ينتظره حكامنا بعد تهويد الحرم الإبراهيمي؟
محيط – سميرة سليمان
http://deretna.com/vb/attachment.php?attachmentid=34037&stc=1&d=1267584297
الحرم الإبراهيمي
وصفت الجماعات اليهودية قرار ضم الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح بالضفة الغربية المحتلة إلى الآثار اليهودية المزعومة، بأنه " إنجاز تاريخي وهام "، واستمر رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في استفزاز مليارات المسلمين حول العالم بقوله: "وجودنا كدولة ليس مرتبطا بالجيش فقط أو بتعزيز مناعتنا وقدراتنا الاقتصادية، وإنما في تعزيز معرفتنا وشعورنا الوطني الذي سننقله للأجيال المقبلة، وفي قدرتنا على ارتباطنا بالبلاد".
وتنص الخطة الإسرائيلية على صيانة وتطوير 150 موقعا أثريا لربطها "بمسار تاريخي توراتي" مشترك يمتد من شمال إسرائيل إلى جنوبها بغية تعريف الأجيال الناشئة بالتراث اليهودي والصهيوني.
ويستمر شعور بخيبة أمل كبيرة من جانب الشعوب المسلمة تجاه حكامهم وقادتهم الذين لاذوا بالصمت المخزي أو اكتفوا بعبارات التنديد والشجب، وبعد هذه التعديات سألت "محيط " عددا من خبراء الآثار والتاريخ الإسلامي في خلفية هذا الفعل الإسرائيلي وتاريخ الحرم الإبراهيمي، وسألتهم: هل يعد ذلك "بروفة" لتدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم؟ وما الذي يتعين على العرب فعله للرد على دولة الاحتلال؟
على صعيد متصل دعا الإخوان المسلمون منظمة المؤتمر الإسلامى وجامعة الدول العربية والعالم الغربى بوقفة مع المقدسات العربية الإسلامية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وطالبوا فى بيان لهم، منظمة اليونسكو باعتبارها المنظمة الدولية المنوط بها الحفاظ على التراث الإنسانى، بالتحرك العاجل والفورى لاتخاذ الإجراءات القانونية والدولية لحماية حقوق الشعوب فى تراثها، ومقدساتها خاصة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة.
كما دعا اتحاد الأثريين العرب لعقد قمة إسلامية تحت مظلة منظمة المؤتمر الإسلامى للوقوف ضد محاولات تهويد القدس والمقدسات الإسلامية، والتى كان آخرها ضم الحرم الإبراهيمى ومسجد بلال ابن رباح لقائمة الآثار اليهودية.
غباء الحكومات!
أوضح د. مختار الكسباني أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة أن ضم إسرائيل للحرم الإبراهيمي هو موضوع سياسي قبل أن يكون موضوعا أثريا، لكن للأسف حكوماتنا العربية والإسلامية مصابة بالجهل والغباء ولا يعرفون كيف السبيل للتعامل مع إسرائيل.
http://deretna.com/vb/attachment.php?attachmentid=34038&stc=1&d=1267584297
يهود في طريقهم إلى الحرم الابراهيمي
فالحكومات العربية تتعامل مع ملف القدس بغباء– على حد قوله- حيث أوكلت ملف "القدس" إلى دولة المغرب عام 1976وهي دولة لا تتمتع بأي شعبية أوروبية وليس لها ثقل سياسي، وكان إسناد ملف القدس لها هي الخطيئة الأولى التي ارتكبتها منظمة الدول الإسلامية وجامعة الدول العربية في اجتماعهم، في حين تتعامل إسرائيل بحنكة وتحدد أهدافها بدقة، حيث اتفقت عام 1974 مع جامعة في لندن لعمل حفائر تحت المسجد الأقصى لاثبات الوجود الإسرائيلي في القدس، ومنذ هذا الوقت لم يعثروا على أي أثر يهودي ومن ثم تنتزع إسرائيل بعض الآثار الموجودة في القدس وتزعم أنها تراث يهودي، مثل الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح، زاعمين أن الحرم الإبراهيمي يضم مقبرة "راحيل" زوجة نبي الله يعقوب ولا دليل على صحة هذا الكلام.
ويضيف مدير عام إدارة متابعة الآثار الإسلامية بالمجلس الأعلي للآثار أن الحرم الإبراهيمي تم بناؤه في العصر الأموي وتم تجديده على مر العصور وصولا إلى العصر العثماني، وبالتالي فلا جدال في أنه أثر إسلامي عربي، وضم إسرائيل هذا البناء لتراثها اليهودي يكشف بوضوح المخطط التي تسعى إليه وتريد تنفيذه وهو الاستيلاء على كل المقدسات ويفسر لنا سبب حملتها الشعواء ضد وصول فاروق حسني لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، حتى لا يعترض أحد على مخططاتها.
اسرائيل تريد ان تتغلغل ليس في القدس فقط بل في سائر الأراضي العربية، فستعلن قريبا – يواصل د.الكسباني - عن ضم الكنيسة القبطية في القدس وهي كنيسة تابعة للكنيسة المصرية وقد مهد لذلك بابا روما الذي كفّر مؤخرا كل الطوائف المسيحية الأخرى فيما عدا الكاثوليك، وستسعى إسرائيل أيضا لضم أراضي خيبر، والنضير، وبني قنيقاع في الأراضي السعودية، ثم لضم الأراضي اليهودية في اليمن، هو مخطط صهيوني متكامل لكن حكوماتنا العربية ووزراء خارجيتها أجهل من استيعابه، وأوضح أن "موعد استهداف المسجد الأقصى يأتي وفقا للنبوءات التي يتحدث عنها حاخامات يهود والمقرر لها يوم 16 مارس المقبل في ذروة الأعياد اليهودية، والتي عادة ما يواكبها اعتداءات من يهود متطرفين على الأقصى".
ولوقف المخطط الصهيوني والمزاعم الإسرائيلية يشير د.مختار إلى عدة عوامل تتمثل أولاها في عقد مؤتمر إسلامي موسع وسحب ملف القدس من المغرب وإعطاءها لتركيا وهي دولة إسلامية لها علاقت قوية مع الاتحاد الأوروبي وأمريكا وإسرائيل وستستطيع خدمة القضية ليس ذلك فحسب بل لأن تركيا لديها مكتبة زاخرة بالوثائق التاريخية التي تثبت عروبة القدس واعترفت بها عصبة الأمم سابقا.
وثاني تلك العوامل أن تتحد الدول العربية أمام عدوها المشترك وأن تجند الإعلام لخدمة القضية بدلا أن نكرسه للنزاعات بين الدول العربية، وعلى قناة مثل "الجزيرة" أن تثير هذا الملف بدلا من مهاجمة الأنظمة العربية الأخرى، ولكن إعلامنا جاهل مثل حكامنا!.
انتحال التاريخ
"إسرائيل دولة مصنوعة وليست أصيلة في المنطقة العربية"
هكذا وصف د. عبادة كحيلة أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة القاهرة إسرائيل التي تحاول أن تنتحل لها تاريخا، ومن أجل ذلك سعت لإقامة حفريات في الأرض المغتصبة وغيرها من أجل إثبات أن لهؤلاء القوم المزعومين تاريخا قديما وتراثا، والشاهد على ذلك ما فعلته بالمسجد الأقصى من حفريات تهدد بسقوطه.
http://deretna.com/vb/attachment.php?attachmentid=34039&stc=1&d=1267584297
منظر للحرم الإبراهيمي من الداخل
أيضا تنتحل لنفسها بعض الفلكلور الفلسطيني من أزياء وأطعمة، ومن المضحك – يتابع كحيلة- أن تزعم أن لها "فلافل" إسرائيلية والمعروف أنها طعام شعبي مشهور في فلسطين وما جاورها من أقطار عربية، وقد برع الفلسطينيون في عمله ونقلوه إلى مصر حين جاءوها بعد حرب عام 1948.
وفي سياق انتحالها لتاريخنا وتراثنا فإنها تضم الحرم الإبراهيمي إلى قائمة آثارها وهذا افتراء، فالحرم الإبراهيمي بناه العرب المسلمون وليس له علاقة باليهود.
ويستنكر د.كحيلة صمت العرب مفسرا ذلك بقوله: العرب سيصمتون عن كل شئ وسيغلقون آذانهم ما دامت هذه الأنظمة المتهالكة تحكمهم، تلك الأنظمة التي جعلت همها ومشروعها القومي إرضاء الأمريكيين والإسرائيليين دون إرضاء شعوبهم، فهي أنظمة ليست فاعلة إنما مفعول بها!.
كما يؤكد أستاذ التاريخ أن استرداد حقوقنا التي سلبتها إسرائيل لن يتأتى إلا بإصلاحنا من الداخل، والنهوض من تلك الانتكاسة العربية التي نعيشها الآن، وأن نكف عن الانبطاح ودفن رؤوسنا في الرمال، ونصلح من أمرنا لمواجهة هذا العدو، عندها فقط يمكننا أن نفعل شئ للأقصى ولفلسطين.
اما الآن فكل ما أتوقعه– والحديث لكحيلة- الشجب والتنديد في العلن، أما في السر فالأنظمة العربية راضية تماما عمّا يجري لأنهم لا يملكون إرادة الفعل وكان الله في عون شعوبنا العربية وآثارنا وتراثنا، فكم من مؤتمرات عقدت واوراق كتبناها وكلها في النهاية تنتهي إلى مزبلة التاريخ!.
http://deretna.com/vb/attachment.php?attachmentid=34040&stc=1&d=1267584297
منبر داخل الحرم
تبجح إسرائيلي
أوضح د.جمال عبد الرحيم أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة أن إعلان إسرئيل ضم الحرم الإبراهيمي لتراثها اليهودي يأتي استمرارا لعمليات النهب والسطو على الآثار الإسلامية في فلسطين سواء كانت تحفاً منقولة أو ثابتة.
فمثلا تضم الحديقة الأثرية في الكنيست نحو خمسين قطعة أثرية تدعي ما يسمى بـ"سلطة الآثار الإسرائيلية" أنها من موجودات الحفريات التي أجرتها في القدس خاصة تلك التي أجرتها تحت وفي محيط المسجد الأقصى المبارك.
ومنذ عام 1948 نجد أن مئات الآلاف من التحف والآثار والمخطوطات الفلسطينية قد تمّ الإستيلاء عليها بشكل غير قانوني بواسطة جنود الإحتلال الإسرائيلي وبواسطة العاملين في هيئة الآثار الإسرائيلية خلال عمليات الحفر والتنقيب عن الآثار في كل فلسطين وبالذات في القدس.
أما د. أيمن فؤاد أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة عين شمس فأكد أن كل ما في القدس والضفة الغربية والخليل من آثار هي إسلامية وفي حوزة المسلمين منذ 14 قرنا، ولكن إسرائيل تمتاز بالتبجح وتستند إلى أمريكا التي تدعمها بالإضافة إلى استنادها لصمت العرب واستكانتهم، وما تقوم به إسرائيل هي سياسة منظمة تنفذها خطوة خطوة حتى تصل للاستيلاء على الآثار الفلسطينية كلها.
ولمواجهة ذلك يتعين على العرب استصدار قوانين من الجهات الدولية المسئولة تكون رادعة لمن يسول له نفسه فعل ما تفعله إسرائيل، فكل التشريعات تنص على أن الأراضي المحتلة لا يجوز لأحد أن يغير معالمها أو طبيعتها.
وانتقد فؤاد تردد المجتمع الدولي، وفي مقدمته الولايات المتحدة في وقف نزعات إسرائيل الاستيطانية، والاكتفاء بالدعوة إلى العودة للمفاوضات دون توفير أدنى متطلبات نجاحها، وذلك يشجع الحكومة الإسرائيلية على مواصلة استهتارها بالشرعية الدولية وقراراتها.
يذكر أن الحرم الإبراهيمي هو بناء في وسط مدينة الخليل يعتقد أتباع الديانات السماوية بأن جثمان إبراهيم موجود فيه. يحيط به سور كبير يرجح أن أساساته بنيت في عصر هيرودوس الأدوي قبل حوالي الألفي عام، والشرفات الواقعة في الأعلى تعود للعصور الإسلامية.
كان الرومان قد قاموا ببناء كنيسة في المكان في فترة حكم الإمبراطور يوستنياتوس ولم تلبت أن هدمت على يد الفرس بعد أقل من مئة عام. وفي العصور الإسلامية، تم بناء سقف للحرم وقباب في العصر الأموي، وفي العصر العباسي فتح باب من الجهة الشرقية، كما عني الفاطميون به وفرشوه بالسجاد. وفي فترة الحملات الصليبية، تحول الحرم إلى كنيسة ثانية وذلك في حدود عام 1172، ولكنها عادت إلى جامع بعد دخول صلاح الدين بعد معركة حطين.
المزيد (http://www.archnet.org/library/images/thumbnails.jsp?********_id=9861) من صور الحرم الإبراهيمي هنا
محيط – سميرة سليمان
http://deretna.com/vb/attachment.php?attachmentid=34037&stc=1&d=1267584297
الحرم الإبراهيمي
وصفت الجماعات اليهودية قرار ضم الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح بالضفة الغربية المحتلة إلى الآثار اليهودية المزعومة، بأنه " إنجاز تاريخي وهام "، واستمر رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في استفزاز مليارات المسلمين حول العالم بقوله: "وجودنا كدولة ليس مرتبطا بالجيش فقط أو بتعزيز مناعتنا وقدراتنا الاقتصادية، وإنما في تعزيز معرفتنا وشعورنا الوطني الذي سننقله للأجيال المقبلة، وفي قدرتنا على ارتباطنا بالبلاد".
وتنص الخطة الإسرائيلية على صيانة وتطوير 150 موقعا أثريا لربطها "بمسار تاريخي توراتي" مشترك يمتد من شمال إسرائيل إلى جنوبها بغية تعريف الأجيال الناشئة بالتراث اليهودي والصهيوني.
ويستمر شعور بخيبة أمل كبيرة من جانب الشعوب المسلمة تجاه حكامهم وقادتهم الذين لاذوا بالصمت المخزي أو اكتفوا بعبارات التنديد والشجب، وبعد هذه التعديات سألت "محيط " عددا من خبراء الآثار والتاريخ الإسلامي في خلفية هذا الفعل الإسرائيلي وتاريخ الحرم الإبراهيمي، وسألتهم: هل يعد ذلك "بروفة" لتدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم؟ وما الذي يتعين على العرب فعله للرد على دولة الاحتلال؟
على صعيد متصل دعا الإخوان المسلمون منظمة المؤتمر الإسلامى وجامعة الدول العربية والعالم الغربى بوقفة مع المقدسات العربية الإسلامية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وطالبوا فى بيان لهم، منظمة اليونسكو باعتبارها المنظمة الدولية المنوط بها الحفاظ على التراث الإنسانى، بالتحرك العاجل والفورى لاتخاذ الإجراءات القانونية والدولية لحماية حقوق الشعوب فى تراثها، ومقدساتها خاصة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة.
كما دعا اتحاد الأثريين العرب لعقد قمة إسلامية تحت مظلة منظمة المؤتمر الإسلامى للوقوف ضد محاولات تهويد القدس والمقدسات الإسلامية، والتى كان آخرها ضم الحرم الإبراهيمى ومسجد بلال ابن رباح لقائمة الآثار اليهودية.
غباء الحكومات!
أوضح د. مختار الكسباني أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة أن ضم إسرائيل للحرم الإبراهيمي هو موضوع سياسي قبل أن يكون موضوعا أثريا، لكن للأسف حكوماتنا العربية والإسلامية مصابة بالجهل والغباء ولا يعرفون كيف السبيل للتعامل مع إسرائيل.
http://deretna.com/vb/attachment.php?attachmentid=34038&stc=1&d=1267584297
يهود في طريقهم إلى الحرم الابراهيمي
فالحكومات العربية تتعامل مع ملف القدس بغباء– على حد قوله- حيث أوكلت ملف "القدس" إلى دولة المغرب عام 1976وهي دولة لا تتمتع بأي شعبية أوروبية وليس لها ثقل سياسي، وكان إسناد ملف القدس لها هي الخطيئة الأولى التي ارتكبتها منظمة الدول الإسلامية وجامعة الدول العربية في اجتماعهم، في حين تتعامل إسرائيل بحنكة وتحدد أهدافها بدقة، حيث اتفقت عام 1974 مع جامعة في لندن لعمل حفائر تحت المسجد الأقصى لاثبات الوجود الإسرائيلي في القدس، ومنذ هذا الوقت لم يعثروا على أي أثر يهودي ومن ثم تنتزع إسرائيل بعض الآثار الموجودة في القدس وتزعم أنها تراث يهودي، مثل الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح، زاعمين أن الحرم الإبراهيمي يضم مقبرة "راحيل" زوجة نبي الله يعقوب ولا دليل على صحة هذا الكلام.
ويضيف مدير عام إدارة متابعة الآثار الإسلامية بالمجلس الأعلي للآثار أن الحرم الإبراهيمي تم بناؤه في العصر الأموي وتم تجديده على مر العصور وصولا إلى العصر العثماني، وبالتالي فلا جدال في أنه أثر إسلامي عربي، وضم إسرائيل هذا البناء لتراثها اليهودي يكشف بوضوح المخطط التي تسعى إليه وتريد تنفيذه وهو الاستيلاء على كل المقدسات ويفسر لنا سبب حملتها الشعواء ضد وصول فاروق حسني لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، حتى لا يعترض أحد على مخططاتها.
اسرائيل تريد ان تتغلغل ليس في القدس فقط بل في سائر الأراضي العربية، فستعلن قريبا – يواصل د.الكسباني - عن ضم الكنيسة القبطية في القدس وهي كنيسة تابعة للكنيسة المصرية وقد مهد لذلك بابا روما الذي كفّر مؤخرا كل الطوائف المسيحية الأخرى فيما عدا الكاثوليك، وستسعى إسرائيل أيضا لضم أراضي خيبر، والنضير، وبني قنيقاع في الأراضي السعودية، ثم لضم الأراضي اليهودية في اليمن، هو مخطط صهيوني متكامل لكن حكوماتنا العربية ووزراء خارجيتها أجهل من استيعابه، وأوضح أن "موعد استهداف المسجد الأقصى يأتي وفقا للنبوءات التي يتحدث عنها حاخامات يهود والمقرر لها يوم 16 مارس المقبل في ذروة الأعياد اليهودية، والتي عادة ما يواكبها اعتداءات من يهود متطرفين على الأقصى".
ولوقف المخطط الصهيوني والمزاعم الإسرائيلية يشير د.مختار إلى عدة عوامل تتمثل أولاها في عقد مؤتمر إسلامي موسع وسحب ملف القدس من المغرب وإعطاءها لتركيا وهي دولة إسلامية لها علاقت قوية مع الاتحاد الأوروبي وأمريكا وإسرائيل وستستطيع خدمة القضية ليس ذلك فحسب بل لأن تركيا لديها مكتبة زاخرة بالوثائق التاريخية التي تثبت عروبة القدس واعترفت بها عصبة الأمم سابقا.
وثاني تلك العوامل أن تتحد الدول العربية أمام عدوها المشترك وأن تجند الإعلام لخدمة القضية بدلا أن نكرسه للنزاعات بين الدول العربية، وعلى قناة مثل "الجزيرة" أن تثير هذا الملف بدلا من مهاجمة الأنظمة العربية الأخرى، ولكن إعلامنا جاهل مثل حكامنا!.
انتحال التاريخ
"إسرائيل دولة مصنوعة وليست أصيلة في المنطقة العربية"
هكذا وصف د. عبادة كحيلة أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة القاهرة إسرائيل التي تحاول أن تنتحل لها تاريخا، ومن أجل ذلك سعت لإقامة حفريات في الأرض المغتصبة وغيرها من أجل إثبات أن لهؤلاء القوم المزعومين تاريخا قديما وتراثا، والشاهد على ذلك ما فعلته بالمسجد الأقصى من حفريات تهدد بسقوطه.
http://deretna.com/vb/attachment.php?attachmentid=34039&stc=1&d=1267584297
منظر للحرم الإبراهيمي من الداخل
أيضا تنتحل لنفسها بعض الفلكلور الفلسطيني من أزياء وأطعمة، ومن المضحك – يتابع كحيلة- أن تزعم أن لها "فلافل" إسرائيلية والمعروف أنها طعام شعبي مشهور في فلسطين وما جاورها من أقطار عربية، وقد برع الفلسطينيون في عمله ونقلوه إلى مصر حين جاءوها بعد حرب عام 1948.
وفي سياق انتحالها لتاريخنا وتراثنا فإنها تضم الحرم الإبراهيمي إلى قائمة آثارها وهذا افتراء، فالحرم الإبراهيمي بناه العرب المسلمون وليس له علاقة باليهود.
ويستنكر د.كحيلة صمت العرب مفسرا ذلك بقوله: العرب سيصمتون عن كل شئ وسيغلقون آذانهم ما دامت هذه الأنظمة المتهالكة تحكمهم، تلك الأنظمة التي جعلت همها ومشروعها القومي إرضاء الأمريكيين والإسرائيليين دون إرضاء شعوبهم، فهي أنظمة ليست فاعلة إنما مفعول بها!.
كما يؤكد أستاذ التاريخ أن استرداد حقوقنا التي سلبتها إسرائيل لن يتأتى إلا بإصلاحنا من الداخل، والنهوض من تلك الانتكاسة العربية التي نعيشها الآن، وأن نكف عن الانبطاح ودفن رؤوسنا في الرمال، ونصلح من أمرنا لمواجهة هذا العدو، عندها فقط يمكننا أن نفعل شئ للأقصى ولفلسطين.
اما الآن فكل ما أتوقعه– والحديث لكحيلة- الشجب والتنديد في العلن، أما في السر فالأنظمة العربية راضية تماما عمّا يجري لأنهم لا يملكون إرادة الفعل وكان الله في عون شعوبنا العربية وآثارنا وتراثنا، فكم من مؤتمرات عقدت واوراق كتبناها وكلها في النهاية تنتهي إلى مزبلة التاريخ!.
http://deretna.com/vb/attachment.php?attachmentid=34040&stc=1&d=1267584297
منبر داخل الحرم
تبجح إسرائيلي
أوضح د.جمال عبد الرحيم أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة أن إعلان إسرئيل ضم الحرم الإبراهيمي لتراثها اليهودي يأتي استمرارا لعمليات النهب والسطو على الآثار الإسلامية في فلسطين سواء كانت تحفاً منقولة أو ثابتة.
فمثلا تضم الحديقة الأثرية في الكنيست نحو خمسين قطعة أثرية تدعي ما يسمى بـ"سلطة الآثار الإسرائيلية" أنها من موجودات الحفريات التي أجرتها في القدس خاصة تلك التي أجرتها تحت وفي محيط المسجد الأقصى المبارك.
ومنذ عام 1948 نجد أن مئات الآلاف من التحف والآثار والمخطوطات الفلسطينية قد تمّ الإستيلاء عليها بشكل غير قانوني بواسطة جنود الإحتلال الإسرائيلي وبواسطة العاملين في هيئة الآثار الإسرائيلية خلال عمليات الحفر والتنقيب عن الآثار في كل فلسطين وبالذات في القدس.
أما د. أيمن فؤاد أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة عين شمس فأكد أن كل ما في القدس والضفة الغربية والخليل من آثار هي إسلامية وفي حوزة المسلمين منذ 14 قرنا، ولكن إسرائيل تمتاز بالتبجح وتستند إلى أمريكا التي تدعمها بالإضافة إلى استنادها لصمت العرب واستكانتهم، وما تقوم به إسرائيل هي سياسة منظمة تنفذها خطوة خطوة حتى تصل للاستيلاء على الآثار الفلسطينية كلها.
ولمواجهة ذلك يتعين على العرب استصدار قوانين من الجهات الدولية المسئولة تكون رادعة لمن يسول له نفسه فعل ما تفعله إسرائيل، فكل التشريعات تنص على أن الأراضي المحتلة لا يجوز لأحد أن يغير معالمها أو طبيعتها.
وانتقد فؤاد تردد المجتمع الدولي، وفي مقدمته الولايات المتحدة في وقف نزعات إسرائيل الاستيطانية، والاكتفاء بالدعوة إلى العودة للمفاوضات دون توفير أدنى متطلبات نجاحها، وذلك يشجع الحكومة الإسرائيلية على مواصلة استهتارها بالشرعية الدولية وقراراتها.
يذكر أن الحرم الإبراهيمي هو بناء في وسط مدينة الخليل يعتقد أتباع الديانات السماوية بأن جثمان إبراهيم موجود فيه. يحيط به سور كبير يرجح أن أساساته بنيت في عصر هيرودوس الأدوي قبل حوالي الألفي عام، والشرفات الواقعة في الأعلى تعود للعصور الإسلامية.
كان الرومان قد قاموا ببناء كنيسة في المكان في فترة حكم الإمبراطور يوستنياتوس ولم تلبت أن هدمت على يد الفرس بعد أقل من مئة عام. وفي العصور الإسلامية، تم بناء سقف للحرم وقباب في العصر الأموي، وفي العصر العباسي فتح باب من الجهة الشرقية، كما عني الفاطميون به وفرشوه بالسجاد. وفي فترة الحملات الصليبية، تحول الحرم إلى كنيسة ثانية وذلك في حدود عام 1172، ولكنها عادت إلى جامع بعد دخول صلاح الدين بعد معركة حطين.
المزيد (http://www.archnet.org/library/images/thumbnails.jsp?********_id=9861) من صور الحرم الإبراهيمي هنا