مخلد الذيابي
01-09-2010, 01:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله علية وسلم وعلى اّلة وصحبة أجمعين ..
كان معلوماً ولا زال أن الطائف من المراكز الحضارية العظمى ، التي عرفتها جزيرة العرب منذ أمد بعيد ..
ظهرت أولاً باسم ( وج )
ثم درس هذا الاسم ،
بعد أن قام أجداد ثقيف سوراً حولها يطوف بها ويحيطها .
فصارت تسمى الطائف .
والطائف هي إحد القريتين العظيمتين اللتين ذكرهما القرآن في قوله تعالى :
وقالوا لولا نُزل هذا القرءان على رجل من القريتين عظيم .
وفيما يبدو ، أن اسم الطائف قد اشتق من ذلك الحائط الذي بُني لحمايتها ...
وهذا الاسم توسع اليوم حتى شمل كل ما يحيط بالطائف القديم ، من أحياء وحارات ،
واودية وقرى ، تقع في حدوده الجغرافية والادارية .
والطائف هي ‘إحدى اكبر مدن المنطقة الغربية من المملكة ( الحجاز )
والتي تعرف إدارياً بإمارة منطقة مكة المكرمة .
فهي وحدة ادارية تتبع إمارة منطقة مكة المكرمة .
تقع هذه المدينة عند أقدام المنحدرات الشرقية لجبال السروات شرقي مكة المكرمة ،
على ارتفاع 1500إلى 2300 متر فوق سطح البحر
وتتسنم قمة جبل غزوان الشهير ويشقها
وادي وج المعروف من الجنوب إلى الشمال .
وتشرف على وهادها الوادعة ، قمم جبال عظيمة الارتفاع ، كجبل الغُمير وجبل برد وجبل قورنيت .
من المثير للاعجاب حقاً أن منافذ الطائف الاربعة بين مكة والرياض والباحة ، والبرية ...
هذه المنافذ ؛ من النجزات الهندسية الفذة ، الامر الذي جعل الطائف محطة برية في غاية الاهمية ، ومنتجعاً سياحياً رفيع المستوى .
ويكفي العابرين طريق الطائف مكة عبر جبل كرا او عبر طريق اليمانية
(( السيل ))
ذلك الشعور العظيم بالانتعاش والغبطة والزهو .
والطائف تمتد طولياً بين منطقتين هما :
جبال السروات المطلة على سهول تهامة والبحر الاحمر من الغرب والجنوب ، والتخوم النجدية الرملية من الشمال والشرق . وهذا التنوع في التضاريس شكل حياة الطائف وسكانها ، وأكسبها ميزة زراعية ، وميزة سياحية .
فموقع المدينة يرتفع عن سطح البحر 1700 متر ،
وأعلى القمم القريبة منها ترتفع 2500 متر .
وهي قمم للجبال التي تحيط بالطائف وتكسوها اشجار العرعر داكنة الخضرة ،
وتشكل خلفية جميلة لمدينة الطائف .
قال المؤرخون مبالغة في وصف جمالها وطيب هوائها :
(( بأنها قطعة من الشام ، جيء بها ‘إلى هنا إلى قرب مكة ، وحتى كلف بها الاغنياء والمشاهير من اهل مكة قديماً وبنوا بها الضياع والقصور )) .
وقد نسب إلى معاوية بن ابي سفيان ـ رضي الله عنه ـ أنه قال مرة :
(( اسعد الناس عبدي سعد ... يصطاف بالطائف ، ويشتو بمكة ، ويتربع بجدة )) .
وكان يغبط مولاه سعداً الذي كان عاملاً له على الطائف .
والسر الذي رفع الطائف إلى هذه المنزلة ، هو الموقع الفذ بين المواقع والطبيعة الجذابة ، والهواء العليل ، الذي هز الاصمعي
وهو يشرف على الطائف قادماً من مكة ، فلما رآها قال :
(( دخلت الطائف فكأنما كنت أبشر ، وكان قلبي ينضح بالسرور ، ولا اجد لذلك سبباً إلا انفساح حدها وطيب نسيمها )) .
هذه العوامل مجتمعة ، يفسرها ما كانت عليه حياة قبيلتي ثقيف وهوازن بين القبائل . قال ياقوت الحموي في معجمه :
(( كانت ثقيف تتمتع بأسعد عيشة بين كل العرب )) .
والطائف أقدم مصيف للعربي في جزيرة العرب على طول العصور جرى ذكره ، والتغني بمفاتنه وقصده الخاصة والعامة والعلماء والادباء والشعراء والمؤرخين ، ولا ينافس المدينتين المقدستين في كتب الكتاب والمؤرخين إلا هذه الطائف المليحة . وهذه الميزة ، ثراء لا يضاهيه إلا ثراءها الزراعي المتمثل في خصب ارضها ، وعطائها المميز من ثمار العنب ، والرمان ، والمشمش ، والخوخ ، والتوت ، والتين الشوكي ( البرشومي ) والتين ( الحماط ) والخضروات ، والحبوب والعسل والورد وغيرها كثير من الفواكه . أن أظهر المعالم الاثرية اليوم ، ما ينتصب من قصور من قصور وحصون وسدود ومساجد ففي داخل الطائف ، يقوم قصر شبرا التاريخي ، الذي شيد بعد عام 1325 هـ ولا زال شامخاً .
ومن المساجد مسجد حبر الامة عبدالله بن عباس ( رضي الله عنهما ) ومسجد عداس ـ وهناك آثار لنقوش منحوتة في صخور جبل السكارى ، والردف ،والوهط ، وجنوب الطائف تعود لعهد بني هلال الهوازنيه ، واطراف سوق عكاظ التاريخي وكلها ترجع إلى القرن الاول وسد سيسد وسد السملقي وسد عكرمة وغيرها من الآثار الكثيرة والتي لا يسعفني الوقت بذكرها لكثرتها . أولويات ارتبطت بالطائف وهي :
1 ـ الطائف أول مدينة قصدها الرسول صلى الله علية وسلم يوم قرر الخروج من مكة .
2ـ الطائف عاصمة قبيلة عتيبة (( هوازن )) ومنها نزحت قبيلة عتيبة إلى نجد بعدما ضاق بهم الوقت واد هرت أرضهم من العشب وقلة الماء فاضطرت إلى الانحدار إلى ديار نجد بقيادة زعيمها الأول الأمير تركي بن حميد ـ رحمة الله تعالى ـ
في عام 1269هـ تقريباً وهذه يذكرنا بحدرتهم الأولي منذ ما يقارب عام 444هـ في عهد أجدادهم الأولين من بني هلال إلى ارض مصر والمغرب في ذلك الوقت ...
وكأن التاريخ يعيد نفسه .
3 ـ الطائف اول مدينة سعودية تخطط هندسياً .
4 ـ الطائف اول مدينة سعودية في الشرق الاوسط ينفذ فيها مشروع متكامل للمياه
والمعالجة وتصريف السيول بمواصفات هي الثانية عالمياً بعد مدينة أمريكية .
5 ـ الطائف أول مدينه سعودية تهبط بها طائرة سعودية .
6 ـ الطائف اول مدينة سعودية تكون مصيفاً لحكومة المملكة والشعب السعودي وشعب دول مجلس التعاون الخليجي .
7 ـ الطائف أول مدينة سعودية تنجب ثلاثة من كبار الفنانين والموسيقيين هم :
العميد طارق عبدالحكيم ، والفنان طلال مداح ، والفنان محمد عبده .
8 ـ الطائف اول مدينة هبط بها رائد الفضاء العربي الامير سلطان بن سلمان بعد عودته من رحلته الفضائية .
15ـ الطائف اول مدينة تنشاء بها مستشفى للصحة النفسية ومستشفى للأمراض الصدرية .
16 ـ الطائف أول مدينة في ديار العرب والعالم يلتقي على ارضها ساسة لبنان ويضعون حداً لحرب دمرت شعب لبنان وارض لبنان ..
وغيرها كثير في الأولوية تشمل قرابة الثلاثون ميزة جعلتها تتصدر مدن المملكة بكل فخر واعتزاز هذه هي الطائف عاصمة قبيلة عتيبة ( هوازن ) .
هذا فيضاً من غيض عن مدينة الطائف ولعلي في الحلقات القادمة أتوسع في ذكر شي من معالمها وحضارتها وقبائلها .
"انفراد ثقيف بالطائف وعلاقاتهم الاجتماعية "
قصة انفراد قبيلة ثقيف بالطائف فهي أن قسي ( ثقيف )
بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور نزل على عامر بن الظرب العدواني
وهو من حكام العرب
وحالفة وتزوج من ابنته وسكن " وج " وزرع فيها الكروم " العنب " فنجحت زراعتها ، وسكن أولاده المدينة
وكانت عدوان مالكة لها( 1 )
فتصاهر أولاد ثقيف مع بني صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن
وسكنوا حول الطائف وفي داخلها ونتيجة للضر وف القبلية السائدة آنذاك تشاحنوا مع بني عدوان
وشتت أمرهم ( 2 )
وكان السبب المباشر في تفرق عدوان قتال وقع بينهم مما زاد في تفرقهم وتباغضهم فكان ذلك سبباً في ضعفهم
وتفرقهم على يد بني صعصعة ( 3 )
فطمع بنو عامر بن صعصعة فيهم وفي وج
واجلوهم عنها ، لكن وج لم تصبح خالصة لهم لكثرة ثقيف
وانتشارهم فيها ( 4 )
علما بأن الثقفيين لم يفقدوا من قوتهم شيئا لعدم اشتراكهم في المعارك التي دارت بين عدوان وبني عامر بن صعصعة فا حتفظوا بها وصارت المدينة بينهما ( 5 )
لكن بني عامر رفضوا أن يتخلوا عن بداوتهم ، وفضلوا البادية على سكن المدن ، كما وجدوا في منتجات " وج " الزراعية اشباعاً لحاجاتهم من المواد الغذائية ، لهذا كانوا يشتون في بلادهم بأرض نجد لسعتها وكثرة مراعيها ويصعدون إلى " وج " صيفاً لطيبها واعتدال مناخها ( 6 ) .
وعندما بدأت ثقيف تحس بقوتها المتزايدة وهمة رجالها الأشداء بدأت تعد الخطط لتخطيط ذلك ولو على مراحل أو خطوات متتالية وقرروا مفاوضة بني عامر بن صعصعة في امر اقتسام ثمار وج فيما بينهما مقابل تخلي بني عامر عن الأرض لثقيف لزراعتها وفلاحتها لان الثقفيين اختصوا بالزراعة والاعمال المدنية وقدموا الاغراءت لبني عامر وحسنوها لهم ، وبينوا لهم أن بإمكانهم الاستمرار بالبقاء في ارض نجد ليفرغوا لاموالهم وماشيتهم بها وتوفر عليهم مؤن ووقت كثير وهم بذلك قد كسبوا خيرات الريف والبدو معاً ولا يتعرضون لمشقة التنقل والترحال صيفاً وشتاء ، وبهذه الحجة المقنعة رضي بنو عامر بذلك وهذا ليس بالغريب في تلك المجتمعات البدوية والحضرية فغالباً ما كانت القبائل تتقاسم الأمكنة الصحراوية من الأرض بينهم وبالاتفاق في اغلب الأحيان وهكذا استطاعت قبيلة ثقيف ان تزيل الخلافات حول زراعة الارض وحق الرعي فتملكت الطائف بدون حرب أو بمنازعات محدودة تقريباً (7 ) .
ومن هنا وبعد ان أصبحت " وج " لهم وحدهم ، وجهوا اهتمامهم إليها والعمل على اعمارها وقام رجالها بتدعيم مراكزهم فيها فعملوا جهدهم لتأمين حدودها من الطامعين بها وبذلك بقيت موضع حسد العرب لها وطمعهم فيها . ولذا فكرت بعض القبائل المجاورة في غزوهم وسلبهم وطردهم منها .
ومن هنا ونتيجة للغزوات المتكررة على المدينة اشتدت الحاجة لبناء السور حول المدينة حتى يمنع عنهم تكرار مثل هذه الهجمات ثانية ، ففتحوا فيه بابين أحدهما لبني يسار وسموه صعبان والثاني لبني عوف وأطلقوا عليه سامرات وصار لزاماً على كل منهما حراسة بابه ( 8 ) .
وفي الموعد المعتاد لتقسيم ثمار " وج " ذهب بنو عامر إليها ليحصلوا على نصيبهم ـ أي النصف حسب الاتفاق ـ فا متنعت ثقيف عن تسليمه لهم وذلك بسبب تخليهم عن مساعدتهم في صد غارات القبائل واشتبك الطرفان في قتال انهزم فيه بنو عامر ، فصارت الطائف ملكا لثقيف وحدها ،
وقد احترمت القبائل العربية واقع الامر مرغمة فتركوها لهم وأقاموا بها سعداء
وذوي غنى وكفاية فصارت يضرب بذلك المثل ( 9 ) .
وقال ابو طالب ابن عبدالمطلب : منعنا أرضنا في كل حي ..
كما امتنعت بطائفها ثقيف أتاهم معشر كي يسلبوهم ..
فحالت دون ذلكم السيوف
,,,,,,,,,,
من ايميلي
تحياتي لكم
الله اعلم
اول مره اسمعها
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله علية وسلم وعلى اّلة وصحبة أجمعين ..
كان معلوماً ولا زال أن الطائف من المراكز الحضارية العظمى ، التي عرفتها جزيرة العرب منذ أمد بعيد ..
ظهرت أولاً باسم ( وج )
ثم درس هذا الاسم ،
بعد أن قام أجداد ثقيف سوراً حولها يطوف بها ويحيطها .
فصارت تسمى الطائف .
والطائف هي إحد القريتين العظيمتين اللتين ذكرهما القرآن في قوله تعالى :
وقالوا لولا نُزل هذا القرءان على رجل من القريتين عظيم .
وفيما يبدو ، أن اسم الطائف قد اشتق من ذلك الحائط الذي بُني لحمايتها ...
وهذا الاسم توسع اليوم حتى شمل كل ما يحيط بالطائف القديم ، من أحياء وحارات ،
واودية وقرى ، تقع في حدوده الجغرافية والادارية .
والطائف هي ‘إحدى اكبر مدن المنطقة الغربية من المملكة ( الحجاز )
والتي تعرف إدارياً بإمارة منطقة مكة المكرمة .
فهي وحدة ادارية تتبع إمارة منطقة مكة المكرمة .
تقع هذه المدينة عند أقدام المنحدرات الشرقية لجبال السروات شرقي مكة المكرمة ،
على ارتفاع 1500إلى 2300 متر فوق سطح البحر
وتتسنم قمة جبل غزوان الشهير ويشقها
وادي وج المعروف من الجنوب إلى الشمال .
وتشرف على وهادها الوادعة ، قمم جبال عظيمة الارتفاع ، كجبل الغُمير وجبل برد وجبل قورنيت .
من المثير للاعجاب حقاً أن منافذ الطائف الاربعة بين مكة والرياض والباحة ، والبرية ...
هذه المنافذ ؛ من النجزات الهندسية الفذة ، الامر الذي جعل الطائف محطة برية في غاية الاهمية ، ومنتجعاً سياحياً رفيع المستوى .
ويكفي العابرين طريق الطائف مكة عبر جبل كرا او عبر طريق اليمانية
(( السيل ))
ذلك الشعور العظيم بالانتعاش والغبطة والزهو .
والطائف تمتد طولياً بين منطقتين هما :
جبال السروات المطلة على سهول تهامة والبحر الاحمر من الغرب والجنوب ، والتخوم النجدية الرملية من الشمال والشرق . وهذا التنوع في التضاريس شكل حياة الطائف وسكانها ، وأكسبها ميزة زراعية ، وميزة سياحية .
فموقع المدينة يرتفع عن سطح البحر 1700 متر ،
وأعلى القمم القريبة منها ترتفع 2500 متر .
وهي قمم للجبال التي تحيط بالطائف وتكسوها اشجار العرعر داكنة الخضرة ،
وتشكل خلفية جميلة لمدينة الطائف .
قال المؤرخون مبالغة في وصف جمالها وطيب هوائها :
(( بأنها قطعة من الشام ، جيء بها ‘إلى هنا إلى قرب مكة ، وحتى كلف بها الاغنياء والمشاهير من اهل مكة قديماً وبنوا بها الضياع والقصور )) .
وقد نسب إلى معاوية بن ابي سفيان ـ رضي الله عنه ـ أنه قال مرة :
(( اسعد الناس عبدي سعد ... يصطاف بالطائف ، ويشتو بمكة ، ويتربع بجدة )) .
وكان يغبط مولاه سعداً الذي كان عاملاً له على الطائف .
والسر الذي رفع الطائف إلى هذه المنزلة ، هو الموقع الفذ بين المواقع والطبيعة الجذابة ، والهواء العليل ، الذي هز الاصمعي
وهو يشرف على الطائف قادماً من مكة ، فلما رآها قال :
(( دخلت الطائف فكأنما كنت أبشر ، وكان قلبي ينضح بالسرور ، ولا اجد لذلك سبباً إلا انفساح حدها وطيب نسيمها )) .
هذه العوامل مجتمعة ، يفسرها ما كانت عليه حياة قبيلتي ثقيف وهوازن بين القبائل . قال ياقوت الحموي في معجمه :
(( كانت ثقيف تتمتع بأسعد عيشة بين كل العرب )) .
والطائف أقدم مصيف للعربي في جزيرة العرب على طول العصور جرى ذكره ، والتغني بمفاتنه وقصده الخاصة والعامة والعلماء والادباء والشعراء والمؤرخين ، ولا ينافس المدينتين المقدستين في كتب الكتاب والمؤرخين إلا هذه الطائف المليحة . وهذه الميزة ، ثراء لا يضاهيه إلا ثراءها الزراعي المتمثل في خصب ارضها ، وعطائها المميز من ثمار العنب ، والرمان ، والمشمش ، والخوخ ، والتوت ، والتين الشوكي ( البرشومي ) والتين ( الحماط ) والخضروات ، والحبوب والعسل والورد وغيرها كثير من الفواكه . أن أظهر المعالم الاثرية اليوم ، ما ينتصب من قصور من قصور وحصون وسدود ومساجد ففي داخل الطائف ، يقوم قصر شبرا التاريخي ، الذي شيد بعد عام 1325 هـ ولا زال شامخاً .
ومن المساجد مسجد حبر الامة عبدالله بن عباس ( رضي الله عنهما ) ومسجد عداس ـ وهناك آثار لنقوش منحوتة في صخور جبل السكارى ، والردف ،والوهط ، وجنوب الطائف تعود لعهد بني هلال الهوازنيه ، واطراف سوق عكاظ التاريخي وكلها ترجع إلى القرن الاول وسد سيسد وسد السملقي وسد عكرمة وغيرها من الآثار الكثيرة والتي لا يسعفني الوقت بذكرها لكثرتها . أولويات ارتبطت بالطائف وهي :
1 ـ الطائف أول مدينة قصدها الرسول صلى الله علية وسلم يوم قرر الخروج من مكة .
2ـ الطائف عاصمة قبيلة عتيبة (( هوازن )) ومنها نزحت قبيلة عتيبة إلى نجد بعدما ضاق بهم الوقت واد هرت أرضهم من العشب وقلة الماء فاضطرت إلى الانحدار إلى ديار نجد بقيادة زعيمها الأول الأمير تركي بن حميد ـ رحمة الله تعالى ـ
في عام 1269هـ تقريباً وهذه يذكرنا بحدرتهم الأولي منذ ما يقارب عام 444هـ في عهد أجدادهم الأولين من بني هلال إلى ارض مصر والمغرب في ذلك الوقت ...
وكأن التاريخ يعيد نفسه .
3 ـ الطائف اول مدينة سعودية تخطط هندسياً .
4 ـ الطائف اول مدينة سعودية في الشرق الاوسط ينفذ فيها مشروع متكامل للمياه
والمعالجة وتصريف السيول بمواصفات هي الثانية عالمياً بعد مدينة أمريكية .
5 ـ الطائف أول مدينه سعودية تهبط بها طائرة سعودية .
6 ـ الطائف اول مدينة سعودية تكون مصيفاً لحكومة المملكة والشعب السعودي وشعب دول مجلس التعاون الخليجي .
7 ـ الطائف أول مدينة سعودية تنجب ثلاثة من كبار الفنانين والموسيقيين هم :
العميد طارق عبدالحكيم ، والفنان طلال مداح ، والفنان محمد عبده .
8 ـ الطائف اول مدينة هبط بها رائد الفضاء العربي الامير سلطان بن سلمان بعد عودته من رحلته الفضائية .
15ـ الطائف اول مدينة تنشاء بها مستشفى للصحة النفسية ومستشفى للأمراض الصدرية .
16 ـ الطائف أول مدينة في ديار العرب والعالم يلتقي على ارضها ساسة لبنان ويضعون حداً لحرب دمرت شعب لبنان وارض لبنان ..
وغيرها كثير في الأولوية تشمل قرابة الثلاثون ميزة جعلتها تتصدر مدن المملكة بكل فخر واعتزاز هذه هي الطائف عاصمة قبيلة عتيبة ( هوازن ) .
هذا فيضاً من غيض عن مدينة الطائف ولعلي في الحلقات القادمة أتوسع في ذكر شي من معالمها وحضارتها وقبائلها .
"انفراد ثقيف بالطائف وعلاقاتهم الاجتماعية "
قصة انفراد قبيلة ثقيف بالطائف فهي أن قسي ( ثقيف )
بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور نزل على عامر بن الظرب العدواني
وهو من حكام العرب
وحالفة وتزوج من ابنته وسكن " وج " وزرع فيها الكروم " العنب " فنجحت زراعتها ، وسكن أولاده المدينة
وكانت عدوان مالكة لها( 1 )
فتصاهر أولاد ثقيف مع بني صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن
وسكنوا حول الطائف وفي داخلها ونتيجة للضر وف القبلية السائدة آنذاك تشاحنوا مع بني عدوان
وشتت أمرهم ( 2 )
وكان السبب المباشر في تفرق عدوان قتال وقع بينهم مما زاد في تفرقهم وتباغضهم فكان ذلك سبباً في ضعفهم
وتفرقهم على يد بني صعصعة ( 3 )
فطمع بنو عامر بن صعصعة فيهم وفي وج
واجلوهم عنها ، لكن وج لم تصبح خالصة لهم لكثرة ثقيف
وانتشارهم فيها ( 4 )
علما بأن الثقفيين لم يفقدوا من قوتهم شيئا لعدم اشتراكهم في المعارك التي دارت بين عدوان وبني عامر بن صعصعة فا حتفظوا بها وصارت المدينة بينهما ( 5 )
لكن بني عامر رفضوا أن يتخلوا عن بداوتهم ، وفضلوا البادية على سكن المدن ، كما وجدوا في منتجات " وج " الزراعية اشباعاً لحاجاتهم من المواد الغذائية ، لهذا كانوا يشتون في بلادهم بأرض نجد لسعتها وكثرة مراعيها ويصعدون إلى " وج " صيفاً لطيبها واعتدال مناخها ( 6 ) .
وعندما بدأت ثقيف تحس بقوتها المتزايدة وهمة رجالها الأشداء بدأت تعد الخطط لتخطيط ذلك ولو على مراحل أو خطوات متتالية وقرروا مفاوضة بني عامر بن صعصعة في امر اقتسام ثمار وج فيما بينهما مقابل تخلي بني عامر عن الأرض لثقيف لزراعتها وفلاحتها لان الثقفيين اختصوا بالزراعة والاعمال المدنية وقدموا الاغراءت لبني عامر وحسنوها لهم ، وبينوا لهم أن بإمكانهم الاستمرار بالبقاء في ارض نجد ليفرغوا لاموالهم وماشيتهم بها وتوفر عليهم مؤن ووقت كثير وهم بذلك قد كسبوا خيرات الريف والبدو معاً ولا يتعرضون لمشقة التنقل والترحال صيفاً وشتاء ، وبهذه الحجة المقنعة رضي بنو عامر بذلك وهذا ليس بالغريب في تلك المجتمعات البدوية والحضرية فغالباً ما كانت القبائل تتقاسم الأمكنة الصحراوية من الأرض بينهم وبالاتفاق في اغلب الأحيان وهكذا استطاعت قبيلة ثقيف ان تزيل الخلافات حول زراعة الارض وحق الرعي فتملكت الطائف بدون حرب أو بمنازعات محدودة تقريباً (7 ) .
ومن هنا وبعد ان أصبحت " وج " لهم وحدهم ، وجهوا اهتمامهم إليها والعمل على اعمارها وقام رجالها بتدعيم مراكزهم فيها فعملوا جهدهم لتأمين حدودها من الطامعين بها وبذلك بقيت موضع حسد العرب لها وطمعهم فيها . ولذا فكرت بعض القبائل المجاورة في غزوهم وسلبهم وطردهم منها .
ومن هنا ونتيجة للغزوات المتكررة على المدينة اشتدت الحاجة لبناء السور حول المدينة حتى يمنع عنهم تكرار مثل هذه الهجمات ثانية ، ففتحوا فيه بابين أحدهما لبني يسار وسموه صعبان والثاني لبني عوف وأطلقوا عليه سامرات وصار لزاماً على كل منهما حراسة بابه ( 8 ) .
وفي الموعد المعتاد لتقسيم ثمار " وج " ذهب بنو عامر إليها ليحصلوا على نصيبهم ـ أي النصف حسب الاتفاق ـ فا متنعت ثقيف عن تسليمه لهم وذلك بسبب تخليهم عن مساعدتهم في صد غارات القبائل واشتبك الطرفان في قتال انهزم فيه بنو عامر ، فصارت الطائف ملكا لثقيف وحدها ،
وقد احترمت القبائل العربية واقع الامر مرغمة فتركوها لهم وأقاموا بها سعداء
وذوي غنى وكفاية فصارت يضرب بذلك المثل ( 9 ) .
وقال ابو طالب ابن عبدالمطلب : منعنا أرضنا في كل حي ..
كما امتنعت بطائفها ثقيف أتاهم معشر كي يسلبوهم ..
فحالت دون ذلكم السيوف
,,,,,,,,,,
من ايميلي
تحياتي لكم
الله اعلم
اول مره اسمعها