((الـروقـي))
05-17-2007, 02:23 PM
كانت الصحراء منذ العصور القديمة ملهماً شعرياً استلهم منها الشعراء القدامى أشعارهم في حياتهم البدوية الصعبة وفي حروبهم، وغزواتهم، ومغامراتهم، ومن هؤلاء الشاعر الشجاع شليويح العطاوي الروقي العتيبي من أهم فرسان الجزيرة العربية ترك لنا إرثاً شعرياً بليغاً وكان فارساً شجاعاً.. ضرب لنا أروع الأمثلة في التضحية، والوفاء، والشجاعة.. وكان شليويح ذات يوم مع جماعته يشاركهم إحدى الغزوات في الزمن القديم وشحّ عليهم الماء الذي كانوا يتقاسمونه ولم يبق منه إلا القليل نظراً لشدة الحرارة فأمروا بأن يزنوه وكل يشرب من وزنته فقط، وكان كل واحد منهم يحرص على وزنته من الماء.. ولكن لكون شليويح رجلا شجاعا، وأهلا للشهامة، والمروءة، والتضحية، فقد كان يتنازل عن وزنته لأصحابه في وقت كان الجميع في أشد الحاجة للماء فقد كانوا في فصل الصيف وحرارة الصحراء شديدة جداً، ولكون هذا الفارس الفذ شاعراً حكيماً وبليغاً فقد عبر عن ما حدث بأسلوب الشاعر الذي يفاخر بصبره، وعفته، وتضحيته، بأجمل وأبلغ الألفاظ وفي هذا يقول :
يامل قلبٍ عانق الفطر الفيح
كنه على كيرانهن محزومي
ما أخلف وعدهن كود ما تخلف الريح
وإلا يشد الضلع ضلع البقومي
يا ناشدٍاً عني تراني شليويح
قلبي على قطع الخرايم عزومي
إن قلّت الوزنه خذوها المشافيح
أخلي الوزنه لربعي واشومي
واليا رزقنا الله بذود المصاليح
يصير قسمي من خيار القسومي
واضوي اليا صكت عليّ النوابيح
واللي قعد عند الركاب مخدومي
وإن كان لحقوا مبعدين المصابيح
معهم من الحاضر سواة الغيومي
اليا ضربت السابق أم اللواليح
كلٍ رفع يمناه للمنع يومي
ولقد اشتهر شليويح وذاع صيته بين الناس، وقيل انه كان يحكم بين الناس لرجاحة عقله، وبعد نظره، ووسع صدره، وكان فارساً شجاعاً نزيهاً، وشاعراً يصف بشعره مواقفه المشرّفة بأشعار جميلة تميزت بالجزالة والصدق، وقد تناقلت الرواة أشعاره، وكانت إحدى بنات البدو أحبته من غير أن تراه فقد سمعت عن شليويح وعن شجاعته وذكره وتمنّت هذه الفتاة أن تراه وحصل أن شاهدته.. فكان ردّت فعلها أنها تمنت أنها لم تراه وقد عبرت عن ذلك بقولها : (ذكرك جاني، وشوفك ما هجاني).. فقد كان شليويح بالفعل قد غيّرت ملامح وجهه ولونه سموم الصحراء وذلك بسبب كثرة غزواته، وجعلت هيئته متعبة، وجسمه هزيلاً.. ولم يكن هذا الموقف محرجاً لشليويح لكثرة تعرّضه لمثل هذه المواقف بل إن الحرج أصاب تلك الفتاة فقد كانت إجابة أبن الصحراء قوله :
يا بنت ياللي عن حوالي تسالين
وجهي غدت حامي السمايم بزينه
أسهر طوال الليل وأنت تنامين
وإن طاح عنك غطاك تستلحفينه
أنا زهابي بالشهر قيس مدين
ما يشبعك يا بنت لو تلهمينه
مرّه نضحي.. والمضحا لنا زين
ومرّه نشيله بالجواعد عجينه
يامل قلبٍ عانق الفطر الفيح
كنه على كيرانهن محزومي
ما أخلف وعدهن كود ما تخلف الريح
وإلا يشد الضلع ضلع البقومي
يا ناشدٍاً عني تراني شليويح
قلبي على قطع الخرايم عزومي
إن قلّت الوزنه خذوها المشافيح
أخلي الوزنه لربعي واشومي
واليا رزقنا الله بذود المصاليح
يصير قسمي من خيار القسومي
واضوي اليا صكت عليّ النوابيح
واللي قعد عند الركاب مخدومي
وإن كان لحقوا مبعدين المصابيح
معهم من الحاضر سواة الغيومي
اليا ضربت السابق أم اللواليح
كلٍ رفع يمناه للمنع يومي
ولقد اشتهر شليويح وذاع صيته بين الناس، وقيل انه كان يحكم بين الناس لرجاحة عقله، وبعد نظره، ووسع صدره، وكان فارساً شجاعاً نزيهاً، وشاعراً يصف بشعره مواقفه المشرّفة بأشعار جميلة تميزت بالجزالة والصدق، وقد تناقلت الرواة أشعاره، وكانت إحدى بنات البدو أحبته من غير أن تراه فقد سمعت عن شليويح وعن شجاعته وذكره وتمنّت هذه الفتاة أن تراه وحصل أن شاهدته.. فكان ردّت فعلها أنها تمنت أنها لم تراه وقد عبرت عن ذلك بقولها : (ذكرك جاني، وشوفك ما هجاني).. فقد كان شليويح بالفعل قد غيّرت ملامح وجهه ولونه سموم الصحراء وذلك بسبب كثرة غزواته، وجعلت هيئته متعبة، وجسمه هزيلاً.. ولم يكن هذا الموقف محرجاً لشليويح لكثرة تعرّضه لمثل هذه المواقف بل إن الحرج أصاب تلك الفتاة فقد كانت إجابة أبن الصحراء قوله :
يا بنت ياللي عن حوالي تسالين
وجهي غدت حامي السمايم بزينه
أسهر طوال الليل وأنت تنامين
وإن طاح عنك غطاك تستلحفينه
أنا زهابي بالشهر قيس مدين
ما يشبعك يا بنت لو تلهمينه
مرّه نضحي.. والمضحا لنا زين
ومرّه نشيله بالجواعد عجينه