احمد العتيبي
08-15-2009, 01:43 PM
داليِّتي للْعَرَبِ
الشاعر عبد اللك الخديدي
1. قالوا أتُبحِرُ في الحياةِ وتنتقي = دُرَراً من القولِ الثمينِ وتُسنِدُ
2. إنْ كنتَ فعلاً بالقريضِ مُعبراً = فاجعلْ لنا نهجاً بليغاً يُسعِدُ
3. يروي صحارى بالجفاف تكسّرتْ = وتلوثتْ من كلِّ قولٍ يُجهدُ
4. ماذا تقولُ عن العُروبةِ هل لها = مِنْ أمرِها رُشدٌ ومن ذا يُرشِدُ
5. في الفجرِ تلبَسُ للصلاةِ ثيابَها = وتقولُ كفراً في الغروبِ وتُلحِدُ
6. الأرضُ رهنٌ للغريبِ يسُومُها = سوءَ العذابِ وشرُّها يَستعبدُ
7. يستوحشُ الأهلُ الديارَ بغربةٍ = في ريِّها سوطُ المرارةِ يجلدُ
8. وسلاسلُ الإذلالِ ترفضُ معصماً = يرضى القيودَ فلا رعاهُ المنجِدُ
9. مُلئتْ كروشُ المتخمينَ فضرَّها= بطنٌ يرافقُهُ الطِّلا والمُصلِدُ(1)
10. والبحرُ فيهِ البارجاتُ ملأنَهُ = يرغِي لهولِ العادياتِ ويُزبِدُ
11. وترى الذئابَ تقوست أفواهها = تعوي وتُسهب والشياهُ تُولِّدُ
12. والغارقونَ بسحرِ سُكرٍ غادروا = فوقَ البساطِ فما يفيقُ الحِلقِدُ(2)
13. ووسائلُ الإعلامِ تُمطِرُ شَرَّها = فِي كلِّ وادٍ والسَّحائبُ تُرعِدُ
14. عبريةٌ والوجهُ وجهُ مليحةٍ = عربيةٍ عقُمت فما تستَولدُ
15. خيَّالها الشيطان يركب ظهرها = طارت به وبثديها يستقودُ (3)
16. ومِدادُ أقلامِ المجامعِ أمرُها = عجباً لغيرِ الماجدينَ تُمَجِّدُ
17. والغانيات خرَجنَ حينَ تكسَّرتْ = سننُ الشهامةِ والفضيلةُ تَخمِدُ
18. والبرتقالُ تحزَّمتْ أغصانُهُ = وغدا لصوتِ الماجِناتِ يُردِّدُ
19. ومضَى الإباءُ جنازةً محمولةً = والكلُّ في أرضِ الرشيدِ يُعربِِدُ
20. قالوا البلادُ كريمةٌ برجالها = والأرضُ تذرفُ دمعَها وتُعدِّدُ
21. شاخَ الخليجُ فلم يعُدْ متألقاً = وغدا لدَينِ الطامعينَ يُسَدِّدُ
22. يُدعى خليجُ الفرسِ رغم سراتهِ = ولدى رعاةُ الثورِ يُدعى المورِدُ
23. ويح العقوق فما أضافَ لنا سوى = بوقٍ لأحلامِ المجوسِ يُمهِّدُ
24. والقدسُ تنظرُ والتوجسُ هدَّها = أنَّ العروبةَ للقِبابِ تُهَوِّدُ
25. تستذكرُ الفاروقَ حينَ أتى لها = بالدينِ يفتحُ بابَها ويُوَحِّــدُ
26. وتُخاطبُ الأحجارَ بين أناملٍ = ترمي العدوَّ بحرقةٍ و تُكبِّدُ
27. لوأن سيفَ الحقِّ عادَ معَ الضُّحى = قُتلَ الرَّدى في العصْرِ والمُستَعبِدُ
28. سوقُ القضيةِ بالشراءِ تباينتْ = أسعارهُ والكلُّ فيه يُورِّدُ
29. قسمانِ إسلامُ الحبيبِ محمدٌ = متنوِّعٌ في دينهِ ومُوحِّدُ
30. وإذا استمعتَ إلى المنابرِ قولهم = عجباً سمعتَ فما استطعتَ تُفَنِّدُ
31. يا أيُّها الملأُ الذينَ تحاوروا = غلبَ الرِّضا أم حقَّ فيه الموعِدُ
32. هلْ أنصفتْ كلُّ الشَّرائعِ أحمداً = أم أنها للعدلِ ناراً تُوقِدُ
33. هلْ يرتضي أهلُ الصليبِ هلالَنَا = أم أنَّ بالصُّلبانِ يرضى مسجِدُ
34. هل أنصفَ الإنجيلُ قرآناً كما = ذُكرَ المسيحُ بآيها نستشْهِدُ
35. طُلبَ السلامُ فصدقتهُ عقولنا =والعَرضُ أكبرُ والقياسُ يؤكِّدُ
36. ومضى الكريمُ بنخوةٍ عربيةٍ = وبنهجِ أحمدَ للخطابِ يُجَدِّدُ
37. أملٌ تفرَّعَ واستطابَ لقومنا = والنفسُ تأملُ والحقيقةُ تُبعِدُ
38. فاستجلبَ العادونَ روحَ عدائهم = وعلى الكريمِ يُساومُ المُستهوِدُ
39. ألقوا رصاصَ الحقدِ جُلَّ بلائهم = والصبرُ يملأُ غزةً ويُوسِّدُ
40. يستعذبُ الباغونَ نهراً جارياً = شُربُ الدماءِ وطبعُ قردٍ يحقدُ
41. وتموتُ روحُ الطهرِ حين يُذيبها = فسفورُ حقدٍ قد حواه الموقدُ
42. ليس الغريبُ على اليهودِ مجازراً = فالطبعُ يغلبُ والخليَّةُ تُفرِدُ
43. عُدَّت لهم في النار شرُّ مدينةٍ = لا معبر فيها ولا من يُنجدُ
44. ذاكَ الجزاءُ لكلِّ ظلمٍ جائرٍ= غطّى الوجودَ ظلامُهُ ويسوِّدُ
45. قاومْ صواريخَ اليهودِ صغيرنا = فا لكلُّ منَّـا خائفٌ ومُخَرمِدُ(4)
46. واتركْ لنا قمماً تُدارُ بمعزلٍ = فيها المصالحُ للرضا تستوفِدُ
47. بئس العروبةِ تستحمُّ بذلِّها = وطنٌ جريحٌ والغريبُ يُضمِّدُ
48. إبليسُ يصنعُ للهزيمةِ زورقاً = والريحُ تكسرُ حوضَه وتُبدِّدُ
49. وقذائفُ الأبطالِ يملأُ رعبُها = قلبَ التخاذلِ والجبانُ يحيِّـدُ(5)
50. علَمُ الجهادِ لهُ القلوبُ توحدتْ = تدعو لنصرتهِ فلبَّى المُوجِدُ
51. يا عصبةً رفعتْ لواءَ كرامةٍ = لا تنتهوا حتى يعودَ المسجدُ
52. الشهمُ يرفضُ من يُعلِّمُ خدَّهُ = والحُرُّ يكرهُ أن يهانَ السيِّــدُ
53. وفخامةُ الأشباهِ يُلطمُ وجهُها = ويغارُ من فشلِِ الحماةِ الصِّندِدُ(6)
54. يتجمع العربانُ تحت مظلةً = طُبعتْ على الأبوابِ نحنُ نُفنِّدُ
55. فتوزعتْ أعلامهم وتلونتْ = والكلُّ يصرخُ في الخطابِ يُشدِّدُ
56. يا أولياءَ الأمرِ طالَ بقاؤكم = هيَّا لراياتِ الكرامةِ وحِّدُوا
57. جارَ اللئيمُ على الكرامِِ بمديةٍ = للموتِ في حلقِ الإباءِ تُغرِّدُ
58. إنْ لمْ يكنْ للعزِّ نارٌ ما الذي = يبقى وثلجُ الصامتينَ يبرِّدُ
59. الناسُ تُهلَكُ والعناكبُ والدَّبا(7) = نزَّاعةُ الأرواحِ فيهم تحصِدُ
60. أيظنُّ عرَّافُ الديارِ بأنَّـهُ = قنديلُ سحرٍ للحياةِ يخلِّدُ
61. تفاحةُ البلوى تعودُ لآدمٍ = فتراهُ يذرعُ والقرينُ يؤيـِّدُ
(1) المُصلِدُ : حليب الإبل الجامد
(2) الحِلْقِدُ : ثقيل الروح وسيء الخلق
(3) يستقودُ : يقود عليها (والمعنى هنا يعلن عن طريقها)
(4) مخرمِدُ : الساكت المطرق
(5) يُحيِّـدُ : يقف على الحياد
(6) الصِّندِدُ : الرجل الشجاع
(7) الدَّبا : نبات يطول عمره
التوقيع
عبد الملك الخديدي
عام غزة
1430هـ
الشاعر عبد اللك الخديدي
1. قالوا أتُبحِرُ في الحياةِ وتنتقي = دُرَراً من القولِ الثمينِ وتُسنِدُ
2. إنْ كنتَ فعلاً بالقريضِ مُعبراً = فاجعلْ لنا نهجاً بليغاً يُسعِدُ
3. يروي صحارى بالجفاف تكسّرتْ = وتلوثتْ من كلِّ قولٍ يُجهدُ
4. ماذا تقولُ عن العُروبةِ هل لها = مِنْ أمرِها رُشدٌ ومن ذا يُرشِدُ
5. في الفجرِ تلبَسُ للصلاةِ ثيابَها = وتقولُ كفراً في الغروبِ وتُلحِدُ
6. الأرضُ رهنٌ للغريبِ يسُومُها = سوءَ العذابِ وشرُّها يَستعبدُ
7. يستوحشُ الأهلُ الديارَ بغربةٍ = في ريِّها سوطُ المرارةِ يجلدُ
8. وسلاسلُ الإذلالِ ترفضُ معصماً = يرضى القيودَ فلا رعاهُ المنجِدُ
9. مُلئتْ كروشُ المتخمينَ فضرَّها= بطنٌ يرافقُهُ الطِّلا والمُصلِدُ(1)
10. والبحرُ فيهِ البارجاتُ ملأنَهُ = يرغِي لهولِ العادياتِ ويُزبِدُ
11. وترى الذئابَ تقوست أفواهها = تعوي وتُسهب والشياهُ تُولِّدُ
12. والغارقونَ بسحرِ سُكرٍ غادروا = فوقَ البساطِ فما يفيقُ الحِلقِدُ(2)
13. ووسائلُ الإعلامِ تُمطِرُ شَرَّها = فِي كلِّ وادٍ والسَّحائبُ تُرعِدُ
14. عبريةٌ والوجهُ وجهُ مليحةٍ = عربيةٍ عقُمت فما تستَولدُ
15. خيَّالها الشيطان يركب ظهرها = طارت به وبثديها يستقودُ (3)
16. ومِدادُ أقلامِ المجامعِ أمرُها = عجباً لغيرِ الماجدينَ تُمَجِّدُ
17. والغانيات خرَجنَ حينَ تكسَّرتْ = سننُ الشهامةِ والفضيلةُ تَخمِدُ
18. والبرتقالُ تحزَّمتْ أغصانُهُ = وغدا لصوتِ الماجِناتِ يُردِّدُ
19. ومضَى الإباءُ جنازةً محمولةً = والكلُّ في أرضِ الرشيدِ يُعربِِدُ
20. قالوا البلادُ كريمةٌ برجالها = والأرضُ تذرفُ دمعَها وتُعدِّدُ
21. شاخَ الخليجُ فلم يعُدْ متألقاً = وغدا لدَينِ الطامعينَ يُسَدِّدُ
22. يُدعى خليجُ الفرسِ رغم سراتهِ = ولدى رعاةُ الثورِ يُدعى المورِدُ
23. ويح العقوق فما أضافَ لنا سوى = بوقٍ لأحلامِ المجوسِ يُمهِّدُ
24. والقدسُ تنظرُ والتوجسُ هدَّها = أنَّ العروبةَ للقِبابِ تُهَوِّدُ
25. تستذكرُ الفاروقَ حينَ أتى لها = بالدينِ يفتحُ بابَها ويُوَحِّــدُ
26. وتُخاطبُ الأحجارَ بين أناملٍ = ترمي العدوَّ بحرقةٍ و تُكبِّدُ
27. لوأن سيفَ الحقِّ عادَ معَ الضُّحى = قُتلَ الرَّدى في العصْرِ والمُستَعبِدُ
28. سوقُ القضيةِ بالشراءِ تباينتْ = أسعارهُ والكلُّ فيه يُورِّدُ
29. قسمانِ إسلامُ الحبيبِ محمدٌ = متنوِّعٌ في دينهِ ومُوحِّدُ
30. وإذا استمعتَ إلى المنابرِ قولهم = عجباً سمعتَ فما استطعتَ تُفَنِّدُ
31. يا أيُّها الملأُ الذينَ تحاوروا = غلبَ الرِّضا أم حقَّ فيه الموعِدُ
32. هلْ أنصفتْ كلُّ الشَّرائعِ أحمداً = أم أنها للعدلِ ناراً تُوقِدُ
33. هلْ يرتضي أهلُ الصليبِ هلالَنَا = أم أنَّ بالصُّلبانِ يرضى مسجِدُ
34. هل أنصفَ الإنجيلُ قرآناً كما = ذُكرَ المسيحُ بآيها نستشْهِدُ
35. طُلبَ السلامُ فصدقتهُ عقولنا =والعَرضُ أكبرُ والقياسُ يؤكِّدُ
36. ومضى الكريمُ بنخوةٍ عربيةٍ = وبنهجِ أحمدَ للخطابِ يُجَدِّدُ
37. أملٌ تفرَّعَ واستطابَ لقومنا = والنفسُ تأملُ والحقيقةُ تُبعِدُ
38. فاستجلبَ العادونَ روحَ عدائهم = وعلى الكريمِ يُساومُ المُستهوِدُ
39. ألقوا رصاصَ الحقدِ جُلَّ بلائهم = والصبرُ يملأُ غزةً ويُوسِّدُ
40. يستعذبُ الباغونَ نهراً جارياً = شُربُ الدماءِ وطبعُ قردٍ يحقدُ
41. وتموتُ روحُ الطهرِ حين يُذيبها = فسفورُ حقدٍ قد حواه الموقدُ
42. ليس الغريبُ على اليهودِ مجازراً = فالطبعُ يغلبُ والخليَّةُ تُفرِدُ
43. عُدَّت لهم في النار شرُّ مدينةٍ = لا معبر فيها ولا من يُنجدُ
44. ذاكَ الجزاءُ لكلِّ ظلمٍ جائرٍ= غطّى الوجودَ ظلامُهُ ويسوِّدُ
45. قاومْ صواريخَ اليهودِ صغيرنا = فا لكلُّ منَّـا خائفٌ ومُخَرمِدُ(4)
46. واتركْ لنا قمماً تُدارُ بمعزلٍ = فيها المصالحُ للرضا تستوفِدُ
47. بئس العروبةِ تستحمُّ بذلِّها = وطنٌ جريحٌ والغريبُ يُضمِّدُ
48. إبليسُ يصنعُ للهزيمةِ زورقاً = والريحُ تكسرُ حوضَه وتُبدِّدُ
49. وقذائفُ الأبطالِ يملأُ رعبُها = قلبَ التخاذلِ والجبانُ يحيِّـدُ(5)
50. علَمُ الجهادِ لهُ القلوبُ توحدتْ = تدعو لنصرتهِ فلبَّى المُوجِدُ
51. يا عصبةً رفعتْ لواءَ كرامةٍ = لا تنتهوا حتى يعودَ المسجدُ
52. الشهمُ يرفضُ من يُعلِّمُ خدَّهُ = والحُرُّ يكرهُ أن يهانَ السيِّــدُ
53. وفخامةُ الأشباهِ يُلطمُ وجهُها = ويغارُ من فشلِِ الحماةِ الصِّندِدُ(6)
54. يتجمع العربانُ تحت مظلةً = طُبعتْ على الأبوابِ نحنُ نُفنِّدُ
55. فتوزعتْ أعلامهم وتلونتْ = والكلُّ يصرخُ في الخطابِ يُشدِّدُ
56. يا أولياءَ الأمرِ طالَ بقاؤكم = هيَّا لراياتِ الكرامةِ وحِّدُوا
57. جارَ اللئيمُ على الكرامِِ بمديةٍ = للموتِ في حلقِ الإباءِ تُغرِّدُ
58. إنْ لمْ يكنْ للعزِّ نارٌ ما الذي = يبقى وثلجُ الصامتينَ يبرِّدُ
59. الناسُ تُهلَكُ والعناكبُ والدَّبا(7) = نزَّاعةُ الأرواحِ فيهم تحصِدُ
60. أيظنُّ عرَّافُ الديارِ بأنَّـهُ = قنديلُ سحرٍ للحياةِ يخلِّدُ
61. تفاحةُ البلوى تعودُ لآدمٍ = فتراهُ يذرعُ والقرينُ يؤيـِّدُ
(1) المُصلِدُ : حليب الإبل الجامد
(2) الحِلْقِدُ : ثقيل الروح وسيء الخلق
(3) يستقودُ : يقود عليها (والمعنى هنا يعلن عن طريقها)
(4) مخرمِدُ : الساكت المطرق
(5) يُحيِّـدُ : يقف على الحياد
(6) الصِّندِدُ : الرجل الشجاع
(7) الدَّبا : نبات يطول عمره
التوقيع
عبد الملك الخديدي
عام غزة
1430هـ