بنت الصقور
06-25-2009, 02:43 AM
سنـــة الابتــــــــــلاء
لا يخفى على أحدٍ أنَّ الحياة
الدنيا مليئة بالمصائب والبلاء
وأنَّ كل مؤمنٍ ومؤمنةٍ عرضة
لكثيرٍ منها :
فمرة يُبتلى بنفسه
ومرة يبتلى بماله
ومرة يبتلى بحبيبه
وهكذا تُقلَّب عليه الأقدار
من لدن حكيم عليم .
وإذا لم يحمل المؤمن
النظرة الصحيحة للبلاء
فسوف يكون زلـلُه أكبر
من صوابه ولا سيما
أن بعض المصائب تطيش
منها العقول لضخامتها
وفُجاءَتها عياذاً بالله .
إن المصائب والبلاء امتحانٌ للعبد
وهي علامة حب من الله له
إذ هي كالدواء فإنَّه
وإن كان مراً إلا أنَّـك تقدمه
على مرارته لمن تحب
ولله المثل الأعلى
ففي الحديث الصحيح :
"إنَّ عِظم الجزاء من عظم البلاء
وإنَّ الله عز وجل إذا أحب
قوماً ابتلاهم فمن
رضي فله الرضا
ومن سخط فله السخط"
[ رواه الترمذي وصححه الألباني ] .
يقول ابن القيم رحمه الله :
"إنَّ ابتلاء المؤمن كالدواء له
يستخرج منه الأدواء التي
لو بقيت فيه لأهلكته
أو نقصت ثوابه وأنزلت درجته
فيستخرج الابتلاء والامتحان
منه تلك الأدواء
ويستعد به إلى تمام
الأجر وعلو المنزلة "
إلى آخر ما قال.
ولا شك أخي أنَّ نزول البلاء خيرٌ
للمؤمن من أن يُدَّخر له العقاب
في الآخرة وكيف لا وفيه تُرفع
درجاته وتكفر سيئاته .
يقول المصطفى :
"إذا أراد الله بعبده الخير
عجَّل له العقوبة في الدنيا
وإذا أراد بعبده الشر أمسك
عنه بذنبـــه حتى يوافيه
به يوم القيامة"
[ رواه الترمذي وصححه الألباني ] .
وبيَّن أهل العلم أن الذي يُمسَك
عنه هو المنافق فإن الله يُمسِك
عنه في الدنيا ليوافيه بكامل
ذنبه يوم القيامة عياذاً بالله.
يروى عن عمر الفاروق رضي الله عنه
أنَّه كان يكثر من حمد الله على البلاء
فلما سُئِل عن ذلك قال :
"ما أُصبت ببلاءٍ إلاَّ كان لله
عليَّ فيه أربع نعم :
أنَّـه لم يكن في ديني
وأنَّـه لم يكن أكبر منه
وأنِّي لم أُحْرَم الرضا والصبر
وأنِّي أرجو ثواب الله تعالى عليه".
أصيب عروة بن الزبير
رحمه الله في قدمه
فقرر الأطباء قطعها فقطعت
فما زاد على أن قال:
"اللهم لك الحمد فإن أخذت فقد
أبقيت وإن ابتليت فقد عافيت"
فلما كان من الغد ركلت
بغلةٌ ابنه محمداً
وهو أحب أبنائه إليه
وكان شاباً يافعاً فمات
من حينه فجاءه الخبر بموته
فما زاد على أن قال مثل
ما قال في الأولى فلما سُئِل عن ذلك
قال : "كان لي أربعة أطراف
فأخذ الله مني طرفاً وأبقى لي ثلاثة
وكان لي سبعةٌ من الولد فأخذ الله واحداً
وأبقى لي ستة وعافاني فيما مضى
من حياتي ثم ابتلاني اليوم
بما ترون أفلا أحمده على ذلك ؟!" .
وختاماً أخي / أختي :
لا تـنـــس:
لا تنس أن تبحث في البلاء
عن الأجر ولا سبيل إليه إلاَّ بالصبر
ولا سبيل إلى الصبر إلاَّ بعزيمةٍ
إيمانيةٍ وإرادةٍ قوية.
ولا تنس ذكر الله تعالى
شكراً على العطاء وصبراً على البلاء
وليكن ذلك إخلاصاً وخفية بينك
وبين ربك .
ولا تنس أنَّ الله تعالى يراك
ويعلـم ما بك، وأنَّه أرحـم بك
من نفسك ومن الناس أجمعين
فـلا تشكونَّ إلاَّ إليه !
واعلم بأنَّـك:
إذا شكوتَ إلى ابن آدم
فكأنَّما تشكو الرحيمَ
إلى الذي لا يرحم
ولا تنس إذا أُصبت بأمرٍ عارض
أن تحمد الله
أنَّـك لم تُصَب بعرضٍ أشدَّ منه
وأنَّه وإن ابتلاك فقد عافاك
وإن أخـذ منك فقد أعطاك .
ولا تنس أنَّ مـــا أصابـك لــم
يكـن ليخطئك، وأنَّ ما أخطأك
لم يكن ليصيبك،
وأنَّ عِظم الجزاء من عظم البلاء
وأنَّ لله ما أخذ وله ما أعطى
وكل شيء عنده بأجل مسمى
فاصبر واحتسب ودع
الجزع فإنَّه لن يفيدكَ شيئاً
وإنما سيضاعف مصيبتك
ويفوِّت عليك الأجر
ويعرضك للإثم .
ولا تنس أنَّه مهما بلغ مصابك
فلن يبلغ مصاب الأمة جمعاء
بفقد حبيبها عليه الصلاة والسلام
فتعزَّ بذلك، فقد قال :
"إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر
مصيبته بي فإنَّها من أعظم المصائب
"[ رواه البيهقي وصححه الألباني ] .
ولا تنس إذا أصابتك أيُّ مصيبةٍ
أن تقول :
إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون
اللهم أجِرْني في مصيبتي
واخلف لي خيراً منها.
فإنَّـك إن قلت ذلك أجــارك الله
فــي مصيبتك، وخلفها عليك بخير.
ولا تنس أن لا يأس من روح الله
مهما بلغ بك البلاء فإنَّ
الله سبحانه يقول :
فَإِن مَعَ العُسرِ يُسراً (5)
إِن مَعَ العُسرِ يُسراً [ الشرح ] .
ولن يغلب عسرٌ يسرين
كما قال عمر الفاروق رضي الله عنه
ثم حذارِ أن تنسى
فضل الله عليك إذا عادت
إليك العافية فتكون ممن
قال الله عنه:
وَإِذَا مَس الإِنسانَ ضُر دَعَا
رَبهُ مُنِيباً إِلَيهِ ثُم إِذَا خَولَهُ
نِعمَةً منهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدعُو
إِلَيهِ مِن قَبلُ… [ الزمر ] .
ثم لا تنس أن البلاء يذكرك بساعةٍ
آتيةٍ لا مفر منها وأجلٍ قريبٍ
لا ريب فيه وأنَّ الحياة الدنيا
ليست دار مقرٍ فاعمل لآخرتك
لتجد الحياة التي لا منغِّص لها .
أذكِّرك وأُبشرك بما بدأت به
وهو قول الحق جلَّ وعلا:
وَلَنَبلُوَنكُم بِشَيء منَ الخَوف
وَالجُوعِ وَنَقصٍ منَ الأمَوَالِ
وَالأنفُسِ وَالثمَراتِ وَبَشرِ الصـابِرِينَ (155)
الذِينَ إِذَا أَصَـابَتهُم مصِيبَةٌ قَالُوا
إِنا لِلهِ وَإِنـا إِلَيهِ راجِعونَ (156)
أُولَـئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ من ربهِم
وَرَحمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ [البقرة: ] .
أسأل الله أن يجعلنا جميعاً
مـن الصابرين على البلاء
والشاكرين للنعماء
منقول للفائده ...
لا يخفى على أحدٍ أنَّ الحياة
الدنيا مليئة بالمصائب والبلاء
وأنَّ كل مؤمنٍ ومؤمنةٍ عرضة
لكثيرٍ منها :
فمرة يُبتلى بنفسه
ومرة يبتلى بماله
ومرة يبتلى بحبيبه
وهكذا تُقلَّب عليه الأقدار
من لدن حكيم عليم .
وإذا لم يحمل المؤمن
النظرة الصحيحة للبلاء
فسوف يكون زلـلُه أكبر
من صوابه ولا سيما
أن بعض المصائب تطيش
منها العقول لضخامتها
وفُجاءَتها عياذاً بالله .
إن المصائب والبلاء امتحانٌ للعبد
وهي علامة حب من الله له
إذ هي كالدواء فإنَّه
وإن كان مراً إلا أنَّـك تقدمه
على مرارته لمن تحب
ولله المثل الأعلى
ففي الحديث الصحيح :
"إنَّ عِظم الجزاء من عظم البلاء
وإنَّ الله عز وجل إذا أحب
قوماً ابتلاهم فمن
رضي فله الرضا
ومن سخط فله السخط"
[ رواه الترمذي وصححه الألباني ] .
يقول ابن القيم رحمه الله :
"إنَّ ابتلاء المؤمن كالدواء له
يستخرج منه الأدواء التي
لو بقيت فيه لأهلكته
أو نقصت ثوابه وأنزلت درجته
فيستخرج الابتلاء والامتحان
منه تلك الأدواء
ويستعد به إلى تمام
الأجر وعلو المنزلة "
إلى آخر ما قال.
ولا شك أخي أنَّ نزول البلاء خيرٌ
للمؤمن من أن يُدَّخر له العقاب
في الآخرة وكيف لا وفيه تُرفع
درجاته وتكفر سيئاته .
يقول المصطفى :
"إذا أراد الله بعبده الخير
عجَّل له العقوبة في الدنيا
وإذا أراد بعبده الشر أمسك
عنه بذنبـــه حتى يوافيه
به يوم القيامة"
[ رواه الترمذي وصححه الألباني ] .
وبيَّن أهل العلم أن الذي يُمسَك
عنه هو المنافق فإن الله يُمسِك
عنه في الدنيا ليوافيه بكامل
ذنبه يوم القيامة عياذاً بالله.
يروى عن عمر الفاروق رضي الله عنه
أنَّه كان يكثر من حمد الله على البلاء
فلما سُئِل عن ذلك قال :
"ما أُصبت ببلاءٍ إلاَّ كان لله
عليَّ فيه أربع نعم :
أنَّـه لم يكن في ديني
وأنَّـه لم يكن أكبر منه
وأنِّي لم أُحْرَم الرضا والصبر
وأنِّي أرجو ثواب الله تعالى عليه".
أصيب عروة بن الزبير
رحمه الله في قدمه
فقرر الأطباء قطعها فقطعت
فما زاد على أن قال:
"اللهم لك الحمد فإن أخذت فقد
أبقيت وإن ابتليت فقد عافيت"
فلما كان من الغد ركلت
بغلةٌ ابنه محمداً
وهو أحب أبنائه إليه
وكان شاباً يافعاً فمات
من حينه فجاءه الخبر بموته
فما زاد على أن قال مثل
ما قال في الأولى فلما سُئِل عن ذلك
قال : "كان لي أربعة أطراف
فأخذ الله مني طرفاً وأبقى لي ثلاثة
وكان لي سبعةٌ من الولد فأخذ الله واحداً
وأبقى لي ستة وعافاني فيما مضى
من حياتي ثم ابتلاني اليوم
بما ترون أفلا أحمده على ذلك ؟!" .
وختاماً أخي / أختي :
لا تـنـــس:
لا تنس أن تبحث في البلاء
عن الأجر ولا سبيل إليه إلاَّ بالصبر
ولا سبيل إلى الصبر إلاَّ بعزيمةٍ
إيمانيةٍ وإرادةٍ قوية.
ولا تنس ذكر الله تعالى
شكراً على العطاء وصبراً على البلاء
وليكن ذلك إخلاصاً وخفية بينك
وبين ربك .
ولا تنس أنَّ الله تعالى يراك
ويعلـم ما بك، وأنَّه أرحـم بك
من نفسك ومن الناس أجمعين
فـلا تشكونَّ إلاَّ إليه !
واعلم بأنَّـك:
إذا شكوتَ إلى ابن آدم
فكأنَّما تشكو الرحيمَ
إلى الذي لا يرحم
ولا تنس إذا أُصبت بأمرٍ عارض
أن تحمد الله
أنَّـك لم تُصَب بعرضٍ أشدَّ منه
وأنَّه وإن ابتلاك فقد عافاك
وإن أخـذ منك فقد أعطاك .
ولا تنس أنَّ مـــا أصابـك لــم
يكـن ليخطئك، وأنَّ ما أخطأك
لم يكن ليصيبك،
وأنَّ عِظم الجزاء من عظم البلاء
وأنَّ لله ما أخذ وله ما أعطى
وكل شيء عنده بأجل مسمى
فاصبر واحتسب ودع
الجزع فإنَّه لن يفيدكَ شيئاً
وإنما سيضاعف مصيبتك
ويفوِّت عليك الأجر
ويعرضك للإثم .
ولا تنس أنَّه مهما بلغ مصابك
فلن يبلغ مصاب الأمة جمعاء
بفقد حبيبها عليه الصلاة والسلام
فتعزَّ بذلك، فقد قال :
"إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر
مصيبته بي فإنَّها من أعظم المصائب
"[ رواه البيهقي وصححه الألباني ] .
ولا تنس إذا أصابتك أيُّ مصيبةٍ
أن تقول :
إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون
اللهم أجِرْني في مصيبتي
واخلف لي خيراً منها.
فإنَّـك إن قلت ذلك أجــارك الله
فــي مصيبتك، وخلفها عليك بخير.
ولا تنس أن لا يأس من روح الله
مهما بلغ بك البلاء فإنَّ
الله سبحانه يقول :
فَإِن مَعَ العُسرِ يُسراً (5)
إِن مَعَ العُسرِ يُسراً [ الشرح ] .
ولن يغلب عسرٌ يسرين
كما قال عمر الفاروق رضي الله عنه
ثم حذارِ أن تنسى
فضل الله عليك إذا عادت
إليك العافية فتكون ممن
قال الله عنه:
وَإِذَا مَس الإِنسانَ ضُر دَعَا
رَبهُ مُنِيباً إِلَيهِ ثُم إِذَا خَولَهُ
نِعمَةً منهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدعُو
إِلَيهِ مِن قَبلُ… [ الزمر ] .
ثم لا تنس أن البلاء يذكرك بساعةٍ
آتيةٍ لا مفر منها وأجلٍ قريبٍ
لا ريب فيه وأنَّ الحياة الدنيا
ليست دار مقرٍ فاعمل لآخرتك
لتجد الحياة التي لا منغِّص لها .
أذكِّرك وأُبشرك بما بدأت به
وهو قول الحق جلَّ وعلا:
وَلَنَبلُوَنكُم بِشَيء منَ الخَوف
وَالجُوعِ وَنَقصٍ منَ الأمَوَالِ
وَالأنفُسِ وَالثمَراتِ وَبَشرِ الصـابِرِينَ (155)
الذِينَ إِذَا أَصَـابَتهُم مصِيبَةٌ قَالُوا
إِنا لِلهِ وَإِنـا إِلَيهِ راجِعونَ (156)
أُولَـئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ من ربهِم
وَرَحمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ [البقرة: ] .
أسأل الله أن يجعلنا جميعاً
مـن الصابرين على البلاء
والشاكرين للنعماء
منقول للفائده ...