عبدالله العضياني
08-13-2008, 04:55 AM
امرؤ القيس
نحو (130 - 80 ق. هـ = 496 - 544 م)
هو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار بن معاوية بن ثور وهو كندة. شاعر جاهلي يعد أشهر شعراء العرب على الإطلاق، يماني الأصل، مولده بنجد. كان أبوه ملك أسد وغطفان، ويروى أن أمّه فاطمة بنت ربيعة بن الحارث بن زهير أخت كليب ومهلهل ابني ربيعة التغلبيين.
قال الشعر وهو غلام، وجعل يشبب ويلهو ويعاشر صعاليك العرب، فبلغ ذلك أباه، فنهاه عن سيرته فلم ينته، فأبعده إلى حضرموت موطن أبيه وعشيرته، وهو في نحو العشرين من عمره. أقام زهاء خمس سنين، ثم جعل يتنقل مع أصحابه في أحياء العرب، يشرب ويطرب ويغزو ويلهو، إلى أن ثار بنو أسد على أبيه فقتلوه
مقتل أبيه :
لمقتل والد امرؤ القيس قصة طويلة فعندما طعنه أحدهم ولم يجهز عليه دفع كتابه وأوصى رجلا أن يأخذ الكتاب إلى ابنه الكبير نافع فإن جزع وبكى فاذهب إلى الآخر وكذلك جميع أولادي ممن يجزع ويبكي منهم لا تعطه سلاحي واذهب إلى غيره ففعل الرجل وعندما جزع نافع ووضع التراب على رأسه وكذلك من يليه من اخوانه. ذهب إلى أصغرهم وهو امرؤ القيس فدفع إليه سلاح أبيه وخيله ووصيته التي بيّن فيها من قتله وكيف كان خبره وعندما أتى امرؤ القيس وجده مع نديم له يشرب الخمر ويلاعبه بالنرد فقال له: قتل أبوك حجر فلم يلتفت إليه واستمر يلعب مع نديمه وعندما فرغ سأل الرسول عن أمر أبيه فأخبره فقال: الخمر والنساء عليّ حرام حتى أقتل من بني أسد مائة وأجز نواصي مائة وقيل أيضا أنه خرج ومعه عدد من طيء وكلب وبكر بن وائل فإذا صادف غديراً أو روضة أو موضع صيد أقام فذبح لمن معه وخرج وتصيد وسهر مع الخمرة والقيان والغناء حتى أتاه رجل من بني عجل يقال له عامر الأعور وأخبره عن مقتل والده ووصيته فقال:
ضيعني صغيراً وحملني ثأره كبيراً
لا صحو اليوم ولا سكر غداً..
اليوم خمر وغداً أمر ثم شرب سبعة أيام وقال:
أتاني وأصحابي على رأس صيلع
حديث أطار النوم عني وأنعما
وقلت لعجلي بعيد مآبه
تبين وبين لي الحديث المعجما
فقال أبيت اللعن عمرو وكاهل
أباحوا حمى حجر فأصبح مسلما
فاستعد امرؤ القيس لبني أسد فبلغهم ذلك وأوفدوا إليه رجالاً من ساداتهم فأكرم منزلهم واحتجب عنهم ثلاثة أيام ثم خرج عليهم في قباء وخف وعمامة سوداء اشعاراً لهم بطلب الثأر لأبيه فبادروه بالثناء عليه وعلى أبيه وقالوا له إن الواجب عليه ان يرضى فخيروه بين أن يختار من أرفع وأكرم بيتا من أسد أحدا فيقدم إليه ليذبحه أو يرضى بفداء بلا حد فيؤدوه له أو ينتظر حتى تضع الحوامل ويتأهب للحرب فبكى امرؤ القيس ساعة ثم رفع رأسه وقال: لقد علمت العرب أن لا كفء لحجر وأني لن أعتاض به جملاً أو ناقة فاكتسب مسبة وأما النظرة فقد أوجبتها الأجنة في بطون أمهاتها وستعرفون طلائع كندة من بعد ذلك ثم نزل بكرا وتغلب واستنصرهم على بني أسد فنصراه ورحل بنو أسد فأوقع امرؤ القيس ببني كنانة بحسب أنهم بني أسد فجرت إليه عجوز من بني كنانة فقالت: أبيت اللعن لسنا لك بثأر فنحن من بني كنانة ثم ظفر ببني أسد.
موته
نزل امرؤ القيس عند السمؤل بن عاديا الغساني بعد أن نجا من المنذر وقيل له امدح السموأل بشعرك فإنه يحب المديح فمدحه فأكرمه السموأل وترك عنده ابنته هند ولكن أحد أبناء بنو أسد وشى به وقال إن امرؤ القيس عاهر وأنه شهر بهند وقال إنها عشقته فبعث إليه والد هند بحلة ذهبية فخمة أودع بها السم وما إن لبسها امرؤ القيس حتى سقط جلده فسمّي بذي القروح وعندما وصل إلى بلد من بلاد الروم رأى قبر امرأة ماتت هناك وهي غريبة وقد دفنت على سفح جبل يسمى عسيب وأخبروه عن قصتها وقبل أن يموت ويدفن إلى جوارها قال:
أجارتنا أن المزار قريب
وأني مقيم ما أقام عسيب
أجارتنا أنا غريبان ها هنا
وكل غريب للغريب نسيب
نحو (130 - 80 ق. هـ = 496 - 544 م)
هو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار بن معاوية بن ثور وهو كندة. شاعر جاهلي يعد أشهر شعراء العرب على الإطلاق، يماني الأصل، مولده بنجد. كان أبوه ملك أسد وغطفان، ويروى أن أمّه فاطمة بنت ربيعة بن الحارث بن زهير أخت كليب ومهلهل ابني ربيعة التغلبيين.
قال الشعر وهو غلام، وجعل يشبب ويلهو ويعاشر صعاليك العرب، فبلغ ذلك أباه، فنهاه عن سيرته فلم ينته، فأبعده إلى حضرموت موطن أبيه وعشيرته، وهو في نحو العشرين من عمره. أقام زهاء خمس سنين، ثم جعل يتنقل مع أصحابه في أحياء العرب، يشرب ويطرب ويغزو ويلهو، إلى أن ثار بنو أسد على أبيه فقتلوه
مقتل أبيه :
لمقتل والد امرؤ القيس قصة طويلة فعندما طعنه أحدهم ولم يجهز عليه دفع كتابه وأوصى رجلا أن يأخذ الكتاب إلى ابنه الكبير نافع فإن جزع وبكى فاذهب إلى الآخر وكذلك جميع أولادي ممن يجزع ويبكي منهم لا تعطه سلاحي واذهب إلى غيره ففعل الرجل وعندما جزع نافع ووضع التراب على رأسه وكذلك من يليه من اخوانه. ذهب إلى أصغرهم وهو امرؤ القيس فدفع إليه سلاح أبيه وخيله ووصيته التي بيّن فيها من قتله وكيف كان خبره وعندما أتى امرؤ القيس وجده مع نديم له يشرب الخمر ويلاعبه بالنرد فقال له: قتل أبوك حجر فلم يلتفت إليه واستمر يلعب مع نديمه وعندما فرغ سأل الرسول عن أمر أبيه فأخبره فقال: الخمر والنساء عليّ حرام حتى أقتل من بني أسد مائة وأجز نواصي مائة وقيل أيضا أنه خرج ومعه عدد من طيء وكلب وبكر بن وائل فإذا صادف غديراً أو روضة أو موضع صيد أقام فذبح لمن معه وخرج وتصيد وسهر مع الخمرة والقيان والغناء حتى أتاه رجل من بني عجل يقال له عامر الأعور وأخبره عن مقتل والده ووصيته فقال:
ضيعني صغيراً وحملني ثأره كبيراً
لا صحو اليوم ولا سكر غداً..
اليوم خمر وغداً أمر ثم شرب سبعة أيام وقال:
أتاني وأصحابي على رأس صيلع
حديث أطار النوم عني وأنعما
وقلت لعجلي بعيد مآبه
تبين وبين لي الحديث المعجما
فقال أبيت اللعن عمرو وكاهل
أباحوا حمى حجر فأصبح مسلما
فاستعد امرؤ القيس لبني أسد فبلغهم ذلك وأوفدوا إليه رجالاً من ساداتهم فأكرم منزلهم واحتجب عنهم ثلاثة أيام ثم خرج عليهم في قباء وخف وعمامة سوداء اشعاراً لهم بطلب الثأر لأبيه فبادروه بالثناء عليه وعلى أبيه وقالوا له إن الواجب عليه ان يرضى فخيروه بين أن يختار من أرفع وأكرم بيتا من أسد أحدا فيقدم إليه ليذبحه أو يرضى بفداء بلا حد فيؤدوه له أو ينتظر حتى تضع الحوامل ويتأهب للحرب فبكى امرؤ القيس ساعة ثم رفع رأسه وقال: لقد علمت العرب أن لا كفء لحجر وأني لن أعتاض به جملاً أو ناقة فاكتسب مسبة وأما النظرة فقد أوجبتها الأجنة في بطون أمهاتها وستعرفون طلائع كندة من بعد ذلك ثم نزل بكرا وتغلب واستنصرهم على بني أسد فنصراه ورحل بنو أسد فأوقع امرؤ القيس ببني كنانة بحسب أنهم بني أسد فجرت إليه عجوز من بني كنانة فقالت: أبيت اللعن لسنا لك بثأر فنحن من بني كنانة ثم ظفر ببني أسد.
موته
نزل امرؤ القيس عند السمؤل بن عاديا الغساني بعد أن نجا من المنذر وقيل له امدح السموأل بشعرك فإنه يحب المديح فمدحه فأكرمه السموأل وترك عنده ابنته هند ولكن أحد أبناء بنو أسد وشى به وقال إن امرؤ القيس عاهر وأنه شهر بهند وقال إنها عشقته فبعث إليه والد هند بحلة ذهبية فخمة أودع بها السم وما إن لبسها امرؤ القيس حتى سقط جلده فسمّي بذي القروح وعندما وصل إلى بلد من بلاد الروم رأى قبر امرأة ماتت هناك وهي غريبة وقد دفنت على سفح جبل يسمى عسيب وأخبروه عن قصتها وقبل أن يموت ويدفن إلى جوارها قال:
أجارتنا أن المزار قريب
وأني مقيم ما أقام عسيب
أجارتنا أنا غريبان ها هنا
وكل غريب للغريب نسيب