نواف الذيابي
06-23-2008, 03:58 AM
الاسلام
س: ما هو الإسلام؟
ج: الإسلام: عقيدة وشريعة تكفل جميع ما يحتاج إليه البشر في مختلف مراحل الحياة.
س: من نظّم الإسلام؟
ج: الإسلام ليس من تفكير البشر، وإنما أنزله (الله) تعالى كاملاً غير منقوص.
س: هل الإسلام صالح للبقاء إلى الأبد؟ وهل يصلح لكل زمان، ومكان، وأُمة؟
ج: أنزل الله تعالى الإسلام ليكون دين البشر إلى الأبد في جميع الأزمان والبلاد، ولجميع الأمم.
س: على مَن أنزل الإسلام؟
ج: أنزل الله الإسلام على آخر أنبيائه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
س: في أي وقت كان نبي الإسلام؟
ج: قبل (أربعة عشر قرناً) وبعد المسيح (عليه السلام) بما يقارب (خمسة قرون) ففي هذه السنة وهي سنة (1387) هجرية، يمضي من عمر الإسلام ألف وأربعمائة سنة، وتصادف السنة (1967) من ميلاد المسيح (عليه السلام).
س: ما هو الفرق بين دين الإسلام، ودين المسيح، ودين موسى الكليم وسائر الأديان؟
ج: الأديان التي أنزلها الله تعالى من السماء إلى الأرض كثيرة وكل دين كان يلائم الزمان الذي شرّع ذلك الدين له، فإذا جاء الدين المتأخر، نسخ الدين السابق، وهكذا الإسلام فإنه آخر الأديان المنزلة من السماء لهداية البشر. والفرق بين الأديان كالفرق بين المدارس المتدرجة (الابتدائية، الثانوية، الكلية) وهكذا كلما ترقى الإنسان جاء دين أكمل يناسب رقيه، حتى جاء الإسلام الذي هو دين البشرية إلى الأبد والأديان ليست مختلفة في جوهرها، وإنما تختلف في بعض المزايا والخصوصيات، حسب اختلاف مراتب تطور البشر.
س: هل الإسلام متطور أم لا؟
ج: للإسلام جانبان:
1 ـ الجانب الثابت الذي لا يصح فيه التطور، وهو الجانب الذي إن تسرب إليه التطور سبب الجنون والفساد، مثلاً: حسن (الصدق) و (الأمانة) وقبح (الظلم) و (البخل) وحرمة (الاحتكار) و (القتل) ووجوب (الصلاة) و (الصيام) ولزوم (رضى المتعاملين) وما أشبه ذلك.
2 ـ الجانب المتطور الذي يصح فيه التبديل والتغيير، فإن الإسلام ذكر قواعد عامة تنطبق على الأمور المتطورة، مثلاً: إذا تبدلت وسائل النقل من (دواب) إلى (عربات) إلى (سيارة) إلى (طائرة) إلى (صاروخ)، وتبدلت وسائل الإنارة من (شمع) إلى (زيت) إلى (كهرباء) إلى (ذرة) وهكذا فإن الإسلام أباح هذا التطور، بل حث عليه في مختلف الحاجات.
س: هل الإسلام كافٍ لجميع حاجيات البشر؟ وكيف ذلك؟
ج: الإسلام يكفي لجميع حاجات البشر، لأنه دين أنزله الله بكل الأمور.
أما انه كيف يكون الإسلام كافياً؟ فذلك لأن (القرآن الحكيم) و (السنة المطهرة) بيَّنا قسمين من التشريع:
1 ـ التشريعات الخاصة التي تنص على المواضيع المخصوصة، نحو حرمة (شرب الخمر).
2 ـ التشريعات الكلية، التي تتكفل الموضوعات العامة، نحو حرمة (شرب كل مسكر).
س: كيف تقولون بأن الإسلام يكفي لجميع حاجات البشر كلها، وقد نرى أموراً جديدة، لم يكن لها ذكر في (القرآن) و (السنة) مثلاً: (المصارف) و(التأمين) و... مما لم يكن له عند نزول الإسلام عين ولا أثر؟
ج: حيث إن الإسلام دين الله الذي أنزله لهداية البشر إلى الأبد، والله عالم بكل شيء لذا كان كافلاً لجميع حاجات البشر، حتى المتجددة منها.. والمثالين اللذين ذكرتم، بيّن الإسلام حكمهما بتشريعاته الكلية، فـ(المصرف) عبارة عن عدة أمور ذكرها الإسلام في تشريعاته (قرضاً) و (كفالة) و (حوالة) وما أشبه.. و(التأمين) مشمول لقوله سبحانه: (إلا أن تكون تجارةً عن تراضٍ منكم)(1).
ولقوله سبحانه: (أوفوا بالعقود)(2) بالشرائط المذكورة في كتب (الفقه).
س: ما هو الاحتياج إلى الإسلام؟
ج: الإسلام ـ كما تقدم ـ عقيدة وشريعة, أما العقيدة الإسلامية، فهي (أولاً) حقيقة، فالذي لا يعتقد بها، كان معتقداً للخرافة، و (ثانياً) إن الذي لا يعتقد بالعقيدة الإسلامية يكون في الآخرة خاسراً.
وأما الشريعة الإسلامية، فالذي لا يلتزم بها يوجب هدم حياته الدنيوية ـ فضلاً عن العقاب في الآخرة ـ إذن فالشريعة الإسلامية هي أحسن من جميع الشرائع والقوانين التي تصلح حال البشر في مختلف مراحل الحياة وبالجملة فإن سعادة البشرية في الدنيا والآخرة تتوقف على الإسلام.
س: (أولاً) كيف نعرف أن وراء هذا العالم عالماً آخر يسمى بـ (الآخرة) تتوقف سعادة الإنسان فيها على الإسلام..؟ و (ثانياً) ما الدليل على أن الشريعة الإسلامية هي خير من جميع الشرائع والقوانين، فهي الأصلح بحال البشر دون سواها...؟
ج: أما وجود العالم الآخر بعد هذا العالم، فتدُل عليه الأدلة العلمية المذكورة في كتب (الكلام) كما تدل عليه الأبحاث (النفسية) ـ كالتنويم المغناطيسي وتحضير الأرواح، وما أشبه ـ الدالة على خلود الروح بعد الموت(3).
وأما أن الشريعة الإسلامية أحسن من جميع الشرائع و (القوانين) فذاك يظهر بالمقارنة بين قوانين الإسلام وبين سائر القوانين الموضوعة لمختلف حاجات البشر(4).
وإليك موجز من شهادة علماء الغرب حول هذا الموضوع.
يقول (برنارد شو): (أنه لو تولى العالم الأوروبي رجل كمحمد لشفاه من علله كافة، بل يجب أن يُدعى منقذ الإنسانية... إني أعتقد أن الديانة المحمدية هي الديانة الوحيدة التي تكون حائزة لجميع الشرائط اللازمة، وتكون موافقة لشتى مرافق الحياة.. لقد تنبأت بأن دين محمد سيكون مقبولاً لدى أوروبا غداً وقد بدا يكون مقبولاً لديها اليوم... ما أحوج العالم اليوم إلى رجل كمحمد يحل مشاكل العالم).
ويقول (الدكتور جرينه الفرنسي عضو مجلس النواب):
(تتبعت كل الآيات القرآنية التي لها ارتباط بالعلوم الطبيعية والصحية والطبية التي درستها من صغري، وفهمتها جيداً، فوجدتها منطبقة كل الانطباق على معارفنا الحديثة، فأسلمت لأني تيقنت أن محمداً أتى بالحق الصريح من قبل ألف سنة، من غير أن يكون له معلم أو مدرس من البشر، ولو أن صاحب كل فن من الفنون أو علم من العلوم قارن كل الآيات المرتبطة بما يعلمه جيداً كما قارنت أنا لأسلم بلا شك، إن كان عاقلاً، خالياً من الأغراض).
ويقول (ماركس دكتوراه في الفلسفة):
(محمد هو أول رسول سُجلت جميع أقواله، ومن هنا يتمنى الإنسان المركز الممتاز الذي يتمتع به محمد، وما تتمتع به أحاديثه من الصحة والدقة.. والصدق، والحقيقة الثابتة هي أنه قد بُعِث رسولاً ليجدّد للعالم رسالة هي صفوة الرسالات السالفة، رسالته هي الدستور الثابت للعالم، فكل ما جاء به محمد تستسيغه العقول الحديثة).
ويقول (شيرل عميد كلية الحقوق بجامعة فينا):
(إن البشرية تفتخر بانتساب (رجل كبير كمحمد) إليها إذ أنه رغم أمنيته استطاع قبل بضعة عشر قرناً أن يأتي بتشريع سنكون نحن الأوروبيون أسعد ما نكون لو وصلنا إلى قمته بعد ألفي عام).
ويقول (الدكتور المؤرخ ريتين):
(دين محمد قد أكد إذن من الساعة الأولى لظهوره في حياة النبي أنه دين عام، فإذا كان صالحاً لكل جنس كان صالحاً بالضرورة لكل عقل، ولكل درجة من درجات الحضارة).
ويقول (الفيلسوف كيرللس الأول):
(إن في الشرق قانوناً قد نظمه وأسسه الفيلسوف العربي (محمد) لو ان العالم بجميع عناصره اتبع نهج هذا الفيلسوف العربي والتزموا جميعاً بقانونه لم يك في العالم كله دولتان بل دولة واحدة ولم يتخلف اثنان ولم يفتقر أحد إلى أحد).
إلى غيرها من التصريحات الكثيرة، من مفكري الغرب وفلاسفته.
س: كم عدد مسلمي عالم اليوم؟
ج: غير معلوم بالضبط، لكن الإحصاءات المذكورة في بعض الكتب والمجلات، تشير إلى أن عددهم يقارب (الثمانمائة مليون)(5) نسمة.
س: أين يسكن المسلمون؟
ج: المسلمون منتشرون في كل بلاد العالم تقريباً، وأكثرهم في (آسيا) و (أفريقيا).
س: هل يعتقد المسلمون أن دينهم سيصبح دين أهل العالم كله؟
ج: نعم، يعتقد المسلمون أن دينهم سيصبح دين أهل العالم حتى لا يبقى غير مسلم إطلاقاً، كما وعد القرآن الحكيم حيث قال: (ليظهره على الدين كله)(6) وفي أحاديث متواترة عن النبي والأئمة الأطهار عليهم السلام أن في آخر الزمان يظهر رجل من نسل نبي الإسلام يسمى بـ (الإمام المهدي) (عليه السلام) يعمم الإسلام في كل الأرض(7).
س: ما هي نظرة الإسلام إلى (الحياة الدنيا)؟ وهل الإسلام دين (للمادة) أو (للروح) أو لهما؟
ج: نظرة الإسلام إلى الحياة، وإلى المادة والروح تتلخص في قوله سبحانه في القرآن الحكيم: (ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار أولئك لهم نصيب مما كسبوا)(8) وفي الحديث الشريف: (ليس منا من ترك دنياه لآخرته، وليس منا من ترك آخرته لدنياه)(9).
وفي الحديث الآخر: (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً)(10).
س: ما هي حدود البلاد الإسلامية في القرون السابقة، وفي هذا القرن؟ وكيف انتشر الإسلام؟
ج: يحتاج للاطلاع على هذين الموضوعين إلى مطالعات كثيرة في كتب متعددة، ويكفي الاطلاع على موجز ذلك بمطالعة كتاب: (خارطة العالم الإسلامي) وكتاب (الدعوة إلى الإسلام).
العقيدة الإسلامية
س: ما هي العقيدة الإسلامية؟
ج: العقيدة الإسلامية تحتوي على أصول ثلاثة، وما يتبع تلك الأصول.
س: ما هي الأصول الثلاثة؟
ج: ـ الأول ـ الاعتقاد بأن لهذا الكون إلهاً عالماً قديراً حكيماً سميعاً بصيراً، كان من الأزل ويبقى إلى الأبد, شاملاً لجميع صفات الكمال، خالياً عن كل نقص وعيب، وهذا الإله واحد لا شريك له، ولا يشبهه شيء من خلقه، ولا يمكن رؤيته لا في الدنيا ولا في الآخرة... وقد دلت الأدلة والبراهين على (توحيده).
س: ما معنى التوحيد؟
ج: التوحيد على أربعة أقسام:
1 ـ توحيد الذات: بمعنى أن الله سبحانه واحد لا شريك له، وليس مركباً له جزء كالإنسان الذي هو مركب من أجزاء.
2 ـ توحيد الصفات: بمعنى أن صفاته عين ذاته، لا أثنينية بين الذات والصفات فليس الله سبحانه كالإنسان الذي علمه غير ذاته وقدرته غير ذاته، بل ذاته تعالى عين علمه وعين قدرته وهكذا...
3 ـ توحيد الأفعال، بمعنى أن كل ما في الكون من المخلوقات إنما هي من خلقه تعالى.
4 ـ توحيد العبادة، بمعنى أنه لا تحق العبادة إلا له تعالى.
س: ما هو الثاني من أصول العقيدة الإسلامية؟
ج: هو النبوة، ومعناها أن الله سبحانه أرسل أنبياء إلى البشر، للهداية إلى الحق وإلى صراط مستقيم.
س: ـ من هو أول الأنبياء؟
ج: أول الأنبياء أبونا (آدم) (عليه السلام)، فقد خلقه الله سبحانه من (الطين) ثم خلق (زوجته) (حواء) عليها السلام، ورزقها ولدين هما (هابيل، وقابيل) ثم خلق سبحانه (فتاتين) ليس من آدم وحواء، بل خلقا ابتدائياً، وتزوج هابيل وقابيل بهاتين الفتاتين، وصار لهما أولاد، فأخذ أبناء العم بنات العم وابتدأ يكثر النسل البشري.
س: من هو آخر الأنبياء؟
ج: آخر الأنبياء، نبي الإسلام محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
س: كم عدد الأنبياء؟
ج: عددهم (124000) نبي... ومن أولئك الأنبياء (نوح) و (إبراهيم) و (موسى) و (عيسى) وهؤلاء الأنبياء الأربعة مع نبي الإسلام هم أعظم من سائر البشر.
س: ما هو الفرق بين الأنبياء وبين سائر البشر؟
ج: الفرق هو أن الأنبياء يوحى إليهم من قبل الله تعالى، ويؤمرون بأوامر لأنفسهم أو لتبليغ تلك الأوامر إلى البشر... بخلاف سائر الناس الذين لا يوحى إليهم بل إنهم مأمورون باتباع الأنبياء.
س: من أين نعرف أن الذي يدعي النبوة صادق في كلامه؟
ج: نعرف صدق مدَّعي النبوة بـ (المعجزة) والمعجزة عبارة عن جريان خرق العادة على يد النبي، مما يدل على أنه من قبل الله تعالى، وإلاَّ لما تمكن من هذا العمل.
س: مثلوا للمعجزة؟
ج: مثلاً:
1 ـ (إبراهيم) (عليه السلام)، ألقي في النار فلم يحترق.
2 ـ (موسى) (عليه السلام)، كان يلقي عصاه فتنقلب ثعباناً عظيماً، ثم إذا أخذها رجعت إلى حالتها الأولى.
3 ـ (عيسى) (عليه السلام)، كان يبرئ الأكمه والأبرص، ويحيي الموتى بإذن الله.
4 ـ (محمد) (صلى الله عليه وآله)، شق القمر نصفين، وجاء بالقرآن الكريم، الذي عجز الخلق عن الإتيان بمثله.
س: كيف عجز الخلق عن الإتيان بمثل القرآن؟
ج: (القرآن) الكريم، تحدى البشر في الإتيان بمثله فقال:
(قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراًًًًً)(1) ولما عجزوا عن ذلك تحداهم بأن يأتوا مثل عشر سور من القرآن، فقال: (فأتوا بعشر سورٍ مثله مفترياتٍ)(2) ولما عجزوا عن ذلك تحداهم بأن يأتوا بمثل سورة من القرآن، فقال: (فأتوا بسورةٍ من مثله)(3)... لكنهم عجزوا عن ذلك مع أنهم كانوا فصحاء بلغاء، وصلوا إلى قمة الشعر والبيان، وأخيراً حاربوا الرسول لما لم يتمكنوا من الإتيان بمثل القرآن حتى أقصر سورة منه، كسورة الكوثر، وهي:
(بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر)(4)..
س: ما هي صفات الأنبياء؟
ج: يشترك الأنبياء، والأئمة والملائكة في صفة تعمهم جميعاً وهي (العصمة)… ومعناها أنهم لا يعصون الله تعالى من أول عمرهم إلى آخره، وذلك لأنهم يعرفون عظمة الله تعالى، كما يدركون قبح المعصية تماماً، وهذان يمنعانهم عن العصيان، كما أن الأنبياء والأئمة يتصفون بفضائل الأخلاق، كالشجاعة والسخاء والغيرة… والشهامة وغيرها، وهم منزهون عن الرذائل.
ويلزم أن يكونوا أفضل أهل زمانهم ـ إطلاقاً ـ ولذا يجب على الناس اتباعهم.
س: هل يوجد في الأنبياء والأئمة جانب إلهي، كما قال النصارى بالنسبة إلى المسيح (عليه السلام)؟
ج: كلا، فإن الأنبياء والأئمة بشر، منتهى الأمر، انه يوحي إليهم من قبل الله تعالى ويتصفون بالعصمة، وسائر الصفات الحسنة، والمسيح (عليه السلام) لم يكن إلا بشراً خــلقه الله سبحانه وتعالى من (أم) فقط بدون (أب) كما خلق (آدم) و (حواء) بدون أب ولا أم.
س: ما هو الثالث من أصول العقيدة الإسلامية؟
ج: الثالث من أصول العقيدة الإسلامية هو: (المعاد)، ومعناه أن الله سبحانه وتعالى بعد فناء العالم، وموت كل ذي روح، يعيد الناس إلى الحياة، ليجزيهم بما عملوا في دار الدنيا فمن آمن وأحسن كان جزاؤه الجنة، ومن كفر أو عصى كان مصيره النار.
س: كثير من الناس لا يعلمون الحق، وهم قاصرون عن معرفة الحقائق، إما لقلة إدراكهم كالمجانين والسفهاء، وإما لأنهم بعيدون عن مراكز الإيمان، فلا يسمعون لقلة اتصالهم بالحق، فهل هؤلاء كفار يدخلون النار؟
ج: كلا، لا يدخل النار إلا من تمت عليه الحجة، أما المجانين والقاصرون فإنهم يُمتحنون في (المعاد) يوم القيامة، فمن نجح هناك كان مصيره الجنة، ومن سقط كان مصيره النار.
س: هل الإنسان إذا مات بطل، حتى يوم القيامة؟
ج: كلا، بل إن الإنسان إذا مات يفسد جسمه، أما روحه فتبقى حية، فإن كان مؤمناً، محسناً في الدنيا، تنعّم بعد الموت، وإن كان كافراً وعاصياً، عُذبت روحه بعد الموت.
س: ما اسم هذا العالم الذي هو بعد الدنيا، وقبل يوم القيامة؟
ج: اسم هذا العالم (البرزخ)، وعلى هذا فالإنسان من بدئه إلى ختمه يمر بعوالم ستة:
1 ـ العالم قبل الإنسانية، فإن كل إنسان يكون أولاً تراباً، ثم نباتاً وحيواناً، فإذا أكلهما الإنسان انعقدت نطفته.
2 ـ عالم الإنسانية، يبتدئ بانعقاد النطفة في رحم الأم إلى أن يأتي وليداً إلى دار الدنيا.
3 ـ عالم الدنيا، التي نحن الآن فيها، ونُكلف بتكاليف تقرر تلك التكاليف مصيرنا.
4 ـ عالم البرزخ.
5 ـ عالم المعاد (القيامة) التي مدتها خمسون ألف سنة، كما في القرآن الحكيم.
6 ـ آخر العوالم، وهي (الجنة) أو (النار).
س: هل هناك دليل على بقاء الروح؟
ج: اليوم أصبح العلم ببقاء الروح من العلوم المتداولة، حتى أن لها مدارس خاصة في البلاد الغربية وغيرها، ويمكن أن يراجع ذلك في كتاب (على حافة العلم الأثيري) و (التنويم المغناطيسي) تأليف: (وليم سرجوس) وتأليف: (بول جاغو) وتأليف: (أبو مدين)، وغيرها من الكتب الكثيرة المؤلفة حول النفس والروح والتحضير والطيف وما أشبه.
هذا كله من الناحية التجريبية، أما من الناحيتين العقلية والسمعية فالأدلة على بقاء الروح والمعاد كثيرة مذكورة في الكتب الكلامية.
س: ما هي الجنة؟
ج: الجنة محل أعدها الله سبحانه للمؤمنين الذين عملوا الصالحات، يدخلها الإنسان بعد أن تعود روحه إلى هذا الجسد الدنيوي. وفي الجنة توجد كل لذة، من بساتين, وقصور، وهواء نقي، وصحة جسدية، وأزواج مطهرة، وأطعمة لذيذة, وأشربة سائغة، والإنسان إذا دخلها يبقى مخلداً إلى الأبد. وليس في الجنة ما ينغص عيش الإنسان، كالفقر والأمراض والتعب، والحسد، والبلايا، والظلم، والضعف، والجوع، والعري, والعطش والهموم,ِ والأحزان، والعداوات، والحزازات، وأهلها شباب أبداً في فرح وسرور، وهي وسيعة جداً، حتى أنه يعطي الإنسان مكاناً أكبر من الدنيا، ويصبح هناك مالكاً على شعوب من الملائكة، وفوق ذلك كله أن الله راض عن الإنسان (ورضوان من الله أكبر)(5).
ولذا يجب على الإنسان أن يعمل طول عمره للآخرة، وأن يأخذ من الدنيا بالمقدار الذي يكفيه، ولا يعمل بالكفر والمعاصي حتى يفوته ذلك الثواب الأبدي الخالد.
س: ما هي جهنم؟
ج: جهنم عكس الجنة، محل أعدها الله للكفار والعصاة، وفيها أشد أنواع الشقاء والآلام الجسدية والروحية، فالإنسان فيها في عذاب ونكال، وأغلال ونار لا تطفأ إلى الأبد، وهو ذليل مهان، وقد قدر الله تعالى أن يبقى الإنسان فيها في عذاب مقيم، فلا يموت: (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها)(6). ولذا يجب على الإنسان أن يعمل في الحياة بكل جهده، حتى لا يدخل في جهنم، وهذا محل المعاندين الذين قال الله عنهم (ولو ردُّوا لعادوا لما نُهُو عنه)(7).
س: ما هي القيامة؟
ج: الإنسان بعد أن يموت، يبقى في عالم البرزخ مدة طويلة من الزمان، ثم يحييه الله تعالى للقيامة، وهناك يجتمع الخلائق كلهم، ويُعطى لكل إنسان إضبارته، وفيها مسجل كل ما عمل من خير وشر: (فمن يعمل مثقال ذرَّة خيراً يرَه ومن يعمل مثقال ذرة شراً يرَه)(8). وإذا نظر في إضبارته ورأى جميع أعماله مسجلة فيها، ما عمله سراً، وعلانية، حتى أفكاره ووساوس قلبه، تعجب وقال: (يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها)(9). ثم تنصب الموازين، ويقوم الأنبياء والأوصياء والشهداء للمحاكمات، فمن آمن وعمل صالحاً كان نصيبه الجنة، ومن كفر أو عمل بالمعاصي كان نصيبه النار، وقد تقدم أن يوم القيامة يعادل (خمسين ألف سنة)!
س: ما هي سائر العقائد الإسلامية؟
ج: من العقائد الإسلامية (العدل) و (الإمامة) و (القضاء والقدر) و (الجبر والاختيار).
س: ما معنى العدل؟
ج: العدل معناه: إن الله عادل لا يظلم أحداً ولا يفعل قبيحاً، وما نراه في الدنيا من المظالم والقبائح فإنما هي فعل العباد، مثلاً: لو قتل إنسان إنساناً، كان هذا القتل إساءة وظلماً من البشر، لا من الله سبحانه.
س: صحيح أن تعدي بعض الناس على البعض ليس من قبل الله سبحانه وتعالى، ولكن كيف تفسرون الكوارث الكونية، كالفيضان والإعصار والزلزال والأمراض وما أشبه، بما ليس للعباد فيها مدخل، وغالباً ما تسبب الموت والألم للناس الأبرياء؟
ج: مثل هذه الأمور هي بالنسبة إلى العصاة تأديب وبالنسبة إلى الأبرياء درجة وثواب وعبرة.
س: ما معنى الإمامة؟
ج: الإمامة معناها أن الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) عين من بعده بأمر الله تعالى خلفاء يقومون مقامه، لإرشاد الناس وهدايتهم، وعددهم اثني عشر تباعاً.
س: من هم الأئمة الاثني عشر؟
ج: هم (الأول) علي أمير المؤمنين، (الثاني) الإمام الحسن، (الثالث) الإمام الحسين، (الرابع) الإمام زين العابدين، (الخامس) الإمام محمد الباقر، (السادس) الإمام جعفر الصادق، (السابع) الإمام موسى الكاظم، (الثامن) الإمام علي الرضا، (التاسع) الإمام محمد الجواد، (العاشر) الإمام علي الهادي، (الحادي عشر) الإمام الحسن العسكري، (الثاني عشر) الإمام الحجة المهدي.
س: ما هي صفات هؤلاء الأئمة؟
ج: هؤلاء الأئمة كالرسول الأعظم، وبنته فاطمة الزهراء، كلهم معصومون من كل ذنب وإثم، وهم في أعلى درجات الفضائل النفسية، والفرق بين الرسول وبين هؤلاء الأئمة أن الرسول كان يوحى إليه من قبل الله تعالى، وهؤلاء لا يوحى إليهم.
س: أية مزية في هؤلاء على سائر المكتشفين العظام والمخترعين الكبار؟
ج: المزية ـ بالإضافة إلى انهم خلفاء الله على الأرض، وأنهم في أرفع قمة الإنسانية ـ أنهم خططوا للحياة السعيدة ونهجوا المناهج الصحيحة، وبينوا طرق الإنسانية مما لو اتبعها البشر، لأصبح سعيداً في دنياه قبل الآخرة. ومن الواضح فضل من يهيئ للإنسان حياة سعيدة، على من يقدم إليه وسيلة للإنارة أو آلة للسفر المريح أو ما أشبه.
س: وضحوا هذا الفرق؟
ج: الحياة السعيدة تتوقف أولاً على (السلام) و (الغنى) و (العلم) و (الصحة) و (الفضيلة)، فالحرب والفقر والجهل والمرض والجريمة والرذيلة ـ بكافة أشكالها ـ مما توجب الشقاء. وثانياً، تتوقف الحياة السعيدة على الوسائل الأحسن للعيش، (كالطائرة) لسفره، و (الكهرباء) للإنارة، و (المصعد) لصعوده، وما أشبه ذلك، في قبال السفر على الدابة والإنارة بالشمع وما أشبه… ومن المعلوم أن هذه الوسائل لا تجلب السعادة إلا إذا كانت مخططات الحياة تجلب السعادة والرفاه. وهل إشاعة (السلام) والإنسان يوقد الشمعة لإنارته أفضل؟ أم (الكهرباء) والإنسان يكتوي بنار الحروب والفوضى؟ والأنبياء والأئمة إنما بينوا للناس طرق الحياة السعيدة، التي هي الأهم، ولذا لا يصح ان يقاس فضل أحد بفضلهم ولو كان ذلك مكتشفاً أو مخترعاً أو من أشبه.
س: هل صحيح أن المسلمين يعتقدون ببقاء الإمام الثاني عشر (المهدي) إلى اليوم؟ وما فائدة ذلك؟
ج: نعم، لقد أخبر النبي الصادق والأئمة ببقائه حياً حتى يظهر في آخر الزمان فيملأ الأرض عدلاً بعد ان مُلئت جوراً، ويعم السلام، والغنى، والعلم، والصحة، والفضيلة، بما يجعل الدنيا فردوساً صغيرة.
س: وهل يمكن بقاء الإنسان هذه المدة الطويلة؟
ج: نعم ذلك ممكن، كما سبق وأن صرحت التواريخ بوجود معمرين طالت أعمارهم قروناً، بالإضافة إلى أن العلم الحديث يؤكد إمكان البقاء. وفي الغرب ـ حالياً ـ مدارس خاصة لإطالة العمر، هذا مع العلم أن الله سبحانه وتعالى قادر على كل شيء.
س: ما معنى القضاء والقدر؟
ج: كما يخطط المهندس لبناء، ويهيئ الوسائل، ثم يأمر العمال بالعمل، كذلك الله سبحانه خطّط للعالم، وهذا يسمى (قدراً) وهيّأ الوسائل والآلات التي يمكن بها العمل، وهذا يسمى قضاء، ثم أمر الناس بالحسن، ونهى عن القبيح، فمن أحسن كان له جزاء الإحسان، ومن أساء كان له جزاء السوء، كما قال تعالى: (إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها)(10).
س: ما معنى (الجبر والاختيار) وهل الإنسان مجبور، أو مختار؟
ج: الجبر ضد الاختيار، مثلاً تحريك اليد في الإنسان الصحيح صادر عن الاختيار وحركة اليد في الإنسان المرتعش يده صادرة بدون الاختيار... والإنسان مختار في أفعاله، فإن شاء أحسن وإن شاء أساء، نعم الإنسان مجبور في كونه ذكراً أو أنثى، أبيض اللون أو أسود، جميل الوجه أو قبيحاً، وما أشبه هذه الصفات.
س: هل لله تعالى مدخلية في أفعال الناس؟
ج: نعم، ومعنى ذلك: أن الآلات والأسباب من الله تعالى، والفعل من الإنسان، مثلاً إذا بنى الإنسان داراً كانت اليد العاملة، والفكر الموجه، والأرض التي يبني عليها، وسائر مواد الإنشاء من الله تعالى أما صنع الدار فليس إلا من الإنسان ثم فعل الإنسان إن كان حسناً مثل (الصلاة) استحق عليه الثواب، وإن كان قبيحاً مثل (الزنا) استحق عليه العقاب.
س: ما هو الإسلام؟
ج: الإسلام: عقيدة وشريعة تكفل جميع ما يحتاج إليه البشر في مختلف مراحل الحياة.
س: من نظّم الإسلام؟
ج: الإسلام ليس من تفكير البشر، وإنما أنزله (الله) تعالى كاملاً غير منقوص.
س: هل الإسلام صالح للبقاء إلى الأبد؟ وهل يصلح لكل زمان، ومكان، وأُمة؟
ج: أنزل الله تعالى الإسلام ليكون دين البشر إلى الأبد في جميع الأزمان والبلاد، ولجميع الأمم.
س: على مَن أنزل الإسلام؟
ج: أنزل الله الإسلام على آخر أنبيائه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
س: في أي وقت كان نبي الإسلام؟
ج: قبل (أربعة عشر قرناً) وبعد المسيح (عليه السلام) بما يقارب (خمسة قرون) ففي هذه السنة وهي سنة (1387) هجرية، يمضي من عمر الإسلام ألف وأربعمائة سنة، وتصادف السنة (1967) من ميلاد المسيح (عليه السلام).
س: ما هو الفرق بين دين الإسلام، ودين المسيح، ودين موسى الكليم وسائر الأديان؟
ج: الأديان التي أنزلها الله تعالى من السماء إلى الأرض كثيرة وكل دين كان يلائم الزمان الذي شرّع ذلك الدين له، فإذا جاء الدين المتأخر، نسخ الدين السابق، وهكذا الإسلام فإنه آخر الأديان المنزلة من السماء لهداية البشر. والفرق بين الأديان كالفرق بين المدارس المتدرجة (الابتدائية، الثانوية، الكلية) وهكذا كلما ترقى الإنسان جاء دين أكمل يناسب رقيه، حتى جاء الإسلام الذي هو دين البشرية إلى الأبد والأديان ليست مختلفة في جوهرها، وإنما تختلف في بعض المزايا والخصوصيات، حسب اختلاف مراتب تطور البشر.
س: هل الإسلام متطور أم لا؟
ج: للإسلام جانبان:
1 ـ الجانب الثابت الذي لا يصح فيه التطور، وهو الجانب الذي إن تسرب إليه التطور سبب الجنون والفساد، مثلاً: حسن (الصدق) و (الأمانة) وقبح (الظلم) و (البخل) وحرمة (الاحتكار) و (القتل) ووجوب (الصلاة) و (الصيام) ولزوم (رضى المتعاملين) وما أشبه ذلك.
2 ـ الجانب المتطور الذي يصح فيه التبديل والتغيير، فإن الإسلام ذكر قواعد عامة تنطبق على الأمور المتطورة، مثلاً: إذا تبدلت وسائل النقل من (دواب) إلى (عربات) إلى (سيارة) إلى (طائرة) إلى (صاروخ)، وتبدلت وسائل الإنارة من (شمع) إلى (زيت) إلى (كهرباء) إلى (ذرة) وهكذا فإن الإسلام أباح هذا التطور، بل حث عليه في مختلف الحاجات.
س: هل الإسلام كافٍ لجميع حاجيات البشر؟ وكيف ذلك؟
ج: الإسلام يكفي لجميع حاجات البشر، لأنه دين أنزله الله بكل الأمور.
أما انه كيف يكون الإسلام كافياً؟ فذلك لأن (القرآن الحكيم) و (السنة المطهرة) بيَّنا قسمين من التشريع:
1 ـ التشريعات الخاصة التي تنص على المواضيع المخصوصة، نحو حرمة (شرب الخمر).
2 ـ التشريعات الكلية، التي تتكفل الموضوعات العامة، نحو حرمة (شرب كل مسكر).
س: كيف تقولون بأن الإسلام يكفي لجميع حاجات البشر كلها، وقد نرى أموراً جديدة، لم يكن لها ذكر في (القرآن) و (السنة) مثلاً: (المصارف) و(التأمين) و... مما لم يكن له عند نزول الإسلام عين ولا أثر؟
ج: حيث إن الإسلام دين الله الذي أنزله لهداية البشر إلى الأبد، والله عالم بكل شيء لذا كان كافلاً لجميع حاجات البشر، حتى المتجددة منها.. والمثالين اللذين ذكرتم، بيّن الإسلام حكمهما بتشريعاته الكلية، فـ(المصرف) عبارة عن عدة أمور ذكرها الإسلام في تشريعاته (قرضاً) و (كفالة) و (حوالة) وما أشبه.. و(التأمين) مشمول لقوله سبحانه: (إلا أن تكون تجارةً عن تراضٍ منكم)(1).
ولقوله سبحانه: (أوفوا بالعقود)(2) بالشرائط المذكورة في كتب (الفقه).
س: ما هو الاحتياج إلى الإسلام؟
ج: الإسلام ـ كما تقدم ـ عقيدة وشريعة, أما العقيدة الإسلامية، فهي (أولاً) حقيقة، فالذي لا يعتقد بها، كان معتقداً للخرافة، و (ثانياً) إن الذي لا يعتقد بالعقيدة الإسلامية يكون في الآخرة خاسراً.
وأما الشريعة الإسلامية، فالذي لا يلتزم بها يوجب هدم حياته الدنيوية ـ فضلاً عن العقاب في الآخرة ـ إذن فالشريعة الإسلامية هي أحسن من جميع الشرائع والقوانين التي تصلح حال البشر في مختلف مراحل الحياة وبالجملة فإن سعادة البشرية في الدنيا والآخرة تتوقف على الإسلام.
س: (أولاً) كيف نعرف أن وراء هذا العالم عالماً آخر يسمى بـ (الآخرة) تتوقف سعادة الإنسان فيها على الإسلام..؟ و (ثانياً) ما الدليل على أن الشريعة الإسلامية هي خير من جميع الشرائع والقوانين، فهي الأصلح بحال البشر دون سواها...؟
ج: أما وجود العالم الآخر بعد هذا العالم، فتدُل عليه الأدلة العلمية المذكورة في كتب (الكلام) كما تدل عليه الأبحاث (النفسية) ـ كالتنويم المغناطيسي وتحضير الأرواح، وما أشبه ـ الدالة على خلود الروح بعد الموت(3).
وأما أن الشريعة الإسلامية أحسن من جميع الشرائع و (القوانين) فذاك يظهر بالمقارنة بين قوانين الإسلام وبين سائر القوانين الموضوعة لمختلف حاجات البشر(4).
وإليك موجز من شهادة علماء الغرب حول هذا الموضوع.
يقول (برنارد شو): (أنه لو تولى العالم الأوروبي رجل كمحمد لشفاه من علله كافة، بل يجب أن يُدعى منقذ الإنسانية... إني أعتقد أن الديانة المحمدية هي الديانة الوحيدة التي تكون حائزة لجميع الشرائط اللازمة، وتكون موافقة لشتى مرافق الحياة.. لقد تنبأت بأن دين محمد سيكون مقبولاً لدى أوروبا غداً وقد بدا يكون مقبولاً لديها اليوم... ما أحوج العالم اليوم إلى رجل كمحمد يحل مشاكل العالم).
ويقول (الدكتور جرينه الفرنسي عضو مجلس النواب):
(تتبعت كل الآيات القرآنية التي لها ارتباط بالعلوم الطبيعية والصحية والطبية التي درستها من صغري، وفهمتها جيداً، فوجدتها منطبقة كل الانطباق على معارفنا الحديثة، فأسلمت لأني تيقنت أن محمداً أتى بالحق الصريح من قبل ألف سنة، من غير أن يكون له معلم أو مدرس من البشر، ولو أن صاحب كل فن من الفنون أو علم من العلوم قارن كل الآيات المرتبطة بما يعلمه جيداً كما قارنت أنا لأسلم بلا شك، إن كان عاقلاً، خالياً من الأغراض).
ويقول (ماركس دكتوراه في الفلسفة):
(محمد هو أول رسول سُجلت جميع أقواله، ومن هنا يتمنى الإنسان المركز الممتاز الذي يتمتع به محمد، وما تتمتع به أحاديثه من الصحة والدقة.. والصدق، والحقيقة الثابتة هي أنه قد بُعِث رسولاً ليجدّد للعالم رسالة هي صفوة الرسالات السالفة، رسالته هي الدستور الثابت للعالم، فكل ما جاء به محمد تستسيغه العقول الحديثة).
ويقول (شيرل عميد كلية الحقوق بجامعة فينا):
(إن البشرية تفتخر بانتساب (رجل كبير كمحمد) إليها إذ أنه رغم أمنيته استطاع قبل بضعة عشر قرناً أن يأتي بتشريع سنكون نحن الأوروبيون أسعد ما نكون لو وصلنا إلى قمته بعد ألفي عام).
ويقول (الدكتور المؤرخ ريتين):
(دين محمد قد أكد إذن من الساعة الأولى لظهوره في حياة النبي أنه دين عام، فإذا كان صالحاً لكل جنس كان صالحاً بالضرورة لكل عقل، ولكل درجة من درجات الحضارة).
ويقول (الفيلسوف كيرللس الأول):
(إن في الشرق قانوناً قد نظمه وأسسه الفيلسوف العربي (محمد) لو ان العالم بجميع عناصره اتبع نهج هذا الفيلسوف العربي والتزموا جميعاً بقانونه لم يك في العالم كله دولتان بل دولة واحدة ولم يتخلف اثنان ولم يفتقر أحد إلى أحد).
إلى غيرها من التصريحات الكثيرة، من مفكري الغرب وفلاسفته.
س: كم عدد مسلمي عالم اليوم؟
ج: غير معلوم بالضبط، لكن الإحصاءات المذكورة في بعض الكتب والمجلات، تشير إلى أن عددهم يقارب (الثمانمائة مليون)(5) نسمة.
س: أين يسكن المسلمون؟
ج: المسلمون منتشرون في كل بلاد العالم تقريباً، وأكثرهم في (آسيا) و (أفريقيا).
س: هل يعتقد المسلمون أن دينهم سيصبح دين أهل العالم كله؟
ج: نعم، يعتقد المسلمون أن دينهم سيصبح دين أهل العالم حتى لا يبقى غير مسلم إطلاقاً، كما وعد القرآن الحكيم حيث قال: (ليظهره على الدين كله)(6) وفي أحاديث متواترة عن النبي والأئمة الأطهار عليهم السلام أن في آخر الزمان يظهر رجل من نسل نبي الإسلام يسمى بـ (الإمام المهدي) (عليه السلام) يعمم الإسلام في كل الأرض(7).
س: ما هي نظرة الإسلام إلى (الحياة الدنيا)؟ وهل الإسلام دين (للمادة) أو (للروح) أو لهما؟
ج: نظرة الإسلام إلى الحياة، وإلى المادة والروح تتلخص في قوله سبحانه في القرآن الحكيم: (ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار أولئك لهم نصيب مما كسبوا)(8) وفي الحديث الشريف: (ليس منا من ترك دنياه لآخرته، وليس منا من ترك آخرته لدنياه)(9).
وفي الحديث الآخر: (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً)(10).
س: ما هي حدود البلاد الإسلامية في القرون السابقة، وفي هذا القرن؟ وكيف انتشر الإسلام؟
ج: يحتاج للاطلاع على هذين الموضوعين إلى مطالعات كثيرة في كتب متعددة، ويكفي الاطلاع على موجز ذلك بمطالعة كتاب: (خارطة العالم الإسلامي) وكتاب (الدعوة إلى الإسلام).
العقيدة الإسلامية
س: ما هي العقيدة الإسلامية؟
ج: العقيدة الإسلامية تحتوي على أصول ثلاثة، وما يتبع تلك الأصول.
س: ما هي الأصول الثلاثة؟
ج: ـ الأول ـ الاعتقاد بأن لهذا الكون إلهاً عالماً قديراً حكيماً سميعاً بصيراً، كان من الأزل ويبقى إلى الأبد, شاملاً لجميع صفات الكمال، خالياً عن كل نقص وعيب، وهذا الإله واحد لا شريك له، ولا يشبهه شيء من خلقه، ولا يمكن رؤيته لا في الدنيا ولا في الآخرة... وقد دلت الأدلة والبراهين على (توحيده).
س: ما معنى التوحيد؟
ج: التوحيد على أربعة أقسام:
1 ـ توحيد الذات: بمعنى أن الله سبحانه واحد لا شريك له، وليس مركباً له جزء كالإنسان الذي هو مركب من أجزاء.
2 ـ توحيد الصفات: بمعنى أن صفاته عين ذاته، لا أثنينية بين الذات والصفات فليس الله سبحانه كالإنسان الذي علمه غير ذاته وقدرته غير ذاته، بل ذاته تعالى عين علمه وعين قدرته وهكذا...
3 ـ توحيد الأفعال، بمعنى أن كل ما في الكون من المخلوقات إنما هي من خلقه تعالى.
4 ـ توحيد العبادة، بمعنى أنه لا تحق العبادة إلا له تعالى.
س: ما هو الثاني من أصول العقيدة الإسلامية؟
ج: هو النبوة، ومعناها أن الله سبحانه أرسل أنبياء إلى البشر، للهداية إلى الحق وإلى صراط مستقيم.
س: ـ من هو أول الأنبياء؟
ج: أول الأنبياء أبونا (آدم) (عليه السلام)، فقد خلقه الله سبحانه من (الطين) ثم خلق (زوجته) (حواء) عليها السلام، ورزقها ولدين هما (هابيل، وقابيل) ثم خلق سبحانه (فتاتين) ليس من آدم وحواء، بل خلقا ابتدائياً، وتزوج هابيل وقابيل بهاتين الفتاتين، وصار لهما أولاد، فأخذ أبناء العم بنات العم وابتدأ يكثر النسل البشري.
س: من هو آخر الأنبياء؟
ج: آخر الأنبياء، نبي الإسلام محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
س: كم عدد الأنبياء؟
ج: عددهم (124000) نبي... ومن أولئك الأنبياء (نوح) و (إبراهيم) و (موسى) و (عيسى) وهؤلاء الأنبياء الأربعة مع نبي الإسلام هم أعظم من سائر البشر.
س: ما هو الفرق بين الأنبياء وبين سائر البشر؟
ج: الفرق هو أن الأنبياء يوحى إليهم من قبل الله تعالى، ويؤمرون بأوامر لأنفسهم أو لتبليغ تلك الأوامر إلى البشر... بخلاف سائر الناس الذين لا يوحى إليهم بل إنهم مأمورون باتباع الأنبياء.
س: من أين نعرف أن الذي يدعي النبوة صادق في كلامه؟
ج: نعرف صدق مدَّعي النبوة بـ (المعجزة) والمعجزة عبارة عن جريان خرق العادة على يد النبي، مما يدل على أنه من قبل الله تعالى، وإلاَّ لما تمكن من هذا العمل.
س: مثلوا للمعجزة؟
ج: مثلاً:
1 ـ (إبراهيم) (عليه السلام)، ألقي في النار فلم يحترق.
2 ـ (موسى) (عليه السلام)، كان يلقي عصاه فتنقلب ثعباناً عظيماً، ثم إذا أخذها رجعت إلى حالتها الأولى.
3 ـ (عيسى) (عليه السلام)، كان يبرئ الأكمه والأبرص، ويحيي الموتى بإذن الله.
4 ـ (محمد) (صلى الله عليه وآله)، شق القمر نصفين، وجاء بالقرآن الكريم، الذي عجز الخلق عن الإتيان بمثله.
س: كيف عجز الخلق عن الإتيان بمثل القرآن؟
ج: (القرآن) الكريم، تحدى البشر في الإتيان بمثله فقال:
(قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراًًًًً)(1) ولما عجزوا عن ذلك تحداهم بأن يأتوا مثل عشر سور من القرآن، فقال: (فأتوا بعشر سورٍ مثله مفترياتٍ)(2) ولما عجزوا عن ذلك تحداهم بأن يأتوا بمثل سورة من القرآن، فقال: (فأتوا بسورةٍ من مثله)(3)... لكنهم عجزوا عن ذلك مع أنهم كانوا فصحاء بلغاء، وصلوا إلى قمة الشعر والبيان، وأخيراً حاربوا الرسول لما لم يتمكنوا من الإتيان بمثل القرآن حتى أقصر سورة منه، كسورة الكوثر، وهي:
(بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر)(4)..
س: ما هي صفات الأنبياء؟
ج: يشترك الأنبياء، والأئمة والملائكة في صفة تعمهم جميعاً وهي (العصمة)… ومعناها أنهم لا يعصون الله تعالى من أول عمرهم إلى آخره، وذلك لأنهم يعرفون عظمة الله تعالى، كما يدركون قبح المعصية تماماً، وهذان يمنعانهم عن العصيان، كما أن الأنبياء والأئمة يتصفون بفضائل الأخلاق، كالشجاعة والسخاء والغيرة… والشهامة وغيرها، وهم منزهون عن الرذائل.
ويلزم أن يكونوا أفضل أهل زمانهم ـ إطلاقاً ـ ولذا يجب على الناس اتباعهم.
س: هل يوجد في الأنبياء والأئمة جانب إلهي، كما قال النصارى بالنسبة إلى المسيح (عليه السلام)؟
ج: كلا، فإن الأنبياء والأئمة بشر، منتهى الأمر، انه يوحي إليهم من قبل الله تعالى ويتصفون بالعصمة، وسائر الصفات الحسنة، والمسيح (عليه السلام) لم يكن إلا بشراً خــلقه الله سبحانه وتعالى من (أم) فقط بدون (أب) كما خلق (آدم) و (حواء) بدون أب ولا أم.
س: ما هو الثالث من أصول العقيدة الإسلامية؟
ج: الثالث من أصول العقيدة الإسلامية هو: (المعاد)، ومعناه أن الله سبحانه وتعالى بعد فناء العالم، وموت كل ذي روح، يعيد الناس إلى الحياة، ليجزيهم بما عملوا في دار الدنيا فمن آمن وأحسن كان جزاؤه الجنة، ومن كفر أو عصى كان مصيره النار.
س: كثير من الناس لا يعلمون الحق، وهم قاصرون عن معرفة الحقائق، إما لقلة إدراكهم كالمجانين والسفهاء، وإما لأنهم بعيدون عن مراكز الإيمان، فلا يسمعون لقلة اتصالهم بالحق، فهل هؤلاء كفار يدخلون النار؟
ج: كلا، لا يدخل النار إلا من تمت عليه الحجة، أما المجانين والقاصرون فإنهم يُمتحنون في (المعاد) يوم القيامة، فمن نجح هناك كان مصيره الجنة، ومن سقط كان مصيره النار.
س: هل الإنسان إذا مات بطل، حتى يوم القيامة؟
ج: كلا، بل إن الإنسان إذا مات يفسد جسمه، أما روحه فتبقى حية، فإن كان مؤمناً، محسناً في الدنيا، تنعّم بعد الموت، وإن كان كافراً وعاصياً، عُذبت روحه بعد الموت.
س: ما اسم هذا العالم الذي هو بعد الدنيا، وقبل يوم القيامة؟
ج: اسم هذا العالم (البرزخ)، وعلى هذا فالإنسان من بدئه إلى ختمه يمر بعوالم ستة:
1 ـ العالم قبل الإنسانية، فإن كل إنسان يكون أولاً تراباً، ثم نباتاً وحيواناً، فإذا أكلهما الإنسان انعقدت نطفته.
2 ـ عالم الإنسانية، يبتدئ بانعقاد النطفة في رحم الأم إلى أن يأتي وليداً إلى دار الدنيا.
3 ـ عالم الدنيا، التي نحن الآن فيها، ونُكلف بتكاليف تقرر تلك التكاليف مصيرنا.
4 ـ عالم البرزخ.
5 ـ عالم المعاد (القيامة) التي مدتها خمسون ألف سنة، كما في القرآن الحكيم.
6 ـ آخر العوالم، وهي (الجنة) أو (النار).
س: هل هناك دليل على بقاء الروح؟
ج: اليوم أصبح العلم ببقاء الروح من العلوم المتداولة، حتى أن لها مدارس خاصة في البلاد الغربية وغيرها، ويمكن أن يراجع ذلك في كتاب (على حافة العلم الأثيري) و (التنويم المغناطيسي) تأليف: (وليم سرجوس) وتأليف: (بول جاغو) وتأليف: (أبو مدين)، وغيرها من الكتب الكثيرة المؤلفة حول النفس والروح والتحضير والطيف وما أشبه.
هذا كله من الناحية التجريبية، أما من الناحيتين العقلية والسمعية فالأدلة على بقاء الروح والمعاد كثيرة مذكورة في الكتب الكلامية.
س: ما هي الجنة؟
ج: الجنة محل أعدها الله سبحانه للمؤمنين الذين عملوا الصالحات، يدخلها الإنسان بعد أن تعود روحه إلى هذا الجسد الدنيوي. وفي الجنة توجد كل لذة، من بساتين, وقصور، وهواء نقي، وصحة جسدية، وأزواج مطهرة، وأطعمة لذيذة, وأشربة سائغة، والإنسان إذا دخلها يبقى مخلداً إلى الأبد. وليس في الجنة ما ينغص عيش الإنسان، كالفقر والأمراض والتعب، والحسد، والبلايا، والظلم، والضعف، والجوع، والعري, والعطش والهموم,ِ والأحزان، والعداوات، والحزازات، وأهلها شباب أبداً في فرح وسرور، وهي وسيعة جداً، حتى أنه يعطي الإنسان مكاناً أكبر من الدنيا، ويصبح هناك مالكاً على شعوب من الملائكة، وفوق ذلك كله أن الله راض عن الإنسان (ورضوان من الله أكبر)(5).
ولذا يجب على الإنسان أن يعمل طول عمره للآخرة، وأن يأخذ من الدنيا بالمقدار الذي يكفيه، ولا يعمل بالكفر والمعاصي حتى يفوته ذلك الثواب الأبدي الخالد.
س: ما هي جهنم؟
ج: جهنم عكس الجنة، محل أعدها الله للكفار والعصاة، وفيها أشد أنواع الشقاء والآلام الجسدية والروحية، فالإنسان فيها في عذاب ونكال، وأغلال ونار لا تطفأ إلى الأبد، وهو ذليل مهان، وقد قدر الله تعالى أن يبقى الإنسان فيها في عذاب مقيم، فلا يموت: (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها)(6). ولذا يجب على الإنسان أن يعمل في الحياة بكل جهده، حتى لا يدخل في جهنم، وهذا محل المعاندين الذين قال الله عنهم (ولو ردُّوا لعادوا لما نُهُو عنه)(7).
س: ما هي القيامة؟
ج: الإنسان بعد أن يموت، يبقى في عالم البرزخ مدة طويلة من الزمان، ثم يحييه الله تعالى للقيامة، وهناك يجتمع الخلائق كلهم، ويُعطى لكل إنسان إضبارته، وفيها مسجل كل ما عمل من خير وشر: (فمن يعمل مثقال ذرَّة خيراً يرَه ومن يعمل مثقال ذرة شراً يرَه)(8). وإذا نظر في إضبارته ورأى جميع أعماله مسجلة فيها، ما عمله سراً، وعلانية، حتى أفكاره ووساوس قلبه، تعجب وقال: (يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها)(9). ثم تنصب الموازين، ويقوم الأنبياء والأوصياء والشهداء للمحاكمات، فمن آمن وعمل صالحاً كان نصيبه الجنة، ومن كفر أو عمل بالمعاصي كان نصيبه النار، وقد تقدم أن يوم القيامة يعادل (خمسين ألف سنة)!
س: ما هي سائر العقائد الإسلامية؟
ج: من العقائد الإسلامية (العدل) و (الإمامة) و (القضاء والقدر) و (الجبر والاختيار).
س: ما معنى العدل؟
ج: العدل معناه: إن الله عادل لا يظلم أحداً ولا يفعل قبيحاً، وما نراه في الدنيا من المظالم والقبائح فإنما هي فعل العباد، مثلاً: لو قتل إنسان إنساناً، كان هذا القتل إساءة وظلماً من البشر، لا من الله سبحانه.
س: صحيح أن تعدي بعض الناس على البعض ليس من قبل الله سبحانه وتعالى، ولكن كيف تفسرون الكوارث الكونية، كالفيضان والإعصار والزلزال والأمراض وما أشبه، بما ليس للعباد فيها مدخل، وغالباً ما تسبب الموت والألم للناس الأبرياء؟
ج: مثل هذه الأمور هي بالنسبة إلى العصاة تأديب وبالنسبة إلى الأبرياء درجة وثواب وعبرة.
س: ما معنى الإمامة؟
ج: الإمامة معناها أن الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) عين من بعده بأمر الله تعالى خلفاء يقومون مقامه، لإرشاد الناس وهدايتهم، وعددهم اثني عشر تباعاً.
س: من هم الأئمة الاثني عشر؟
ج: هم (الأول) علي أمير المؤمنين، (الثاني) الإمام الحسن، (الثالث) الإمام الحسين، (الرابع) الإمام زين العابدين، (الخامس) الإمام محمد الباقر، (السادس) الإمام جعفر الصادق، (السابع) الإمام موسى الكاظم، (الثامن) الإمام علي الرضا، (التاسع) الإمام محمد الجواد، (العاشر) الإمام علي الهادي، (الحادي عشر) الإمام الحسن العسكري، (الثاني عشر) الإمام الحجة المهدي.
س: ما هي صفات هؤلاء الأئمة؟
ج: هؤلاء الأئمة كالرسول الأعظم، وبنته فاطمة الزهراء، كلهم معصومون من كل ذنب وإثم، وهم في أعلى درجات الفضائل النفسية، والفرق بين الرسول وبين هؤلاء الأئمة أن الرسول كان يوحى إليه من قبل الله تعالى، وهؤلاء لا يوحى إليهم.
س: أية مزية في هؤلاء على سائر المكتشفين العظام والمخترعين الكبار؟
ج: المزية ـ بالإضافة إلى انهم خلفاء الله على الأرض، وأنهم في أرفع قمة الإنسانية ـ أنهم خططوا للحياة السعيدة ونهجوا المناهج الصحيحة، وبينوا طرق الإنسانية مما لو اتبعها البشر، لأصبح سعيداً في دنياه قبل الآخرة. ومن الواضح فضل من يهيئ للإنسان حياة سعيدة، على من يقدم إليه وسيلة للإنارة أو آلة للسفر المريح أو ما أشبه.
س: وضحوا هذا الفرق؟
ج: الحياة السعيدة تتوقف أولاً على (السلام) و (الغنى) و (العلم) و (الصحة) و (الفضيلة)، فالحرب والفقر والجهل والمرض والجريمة والرذيلة ـ بكافة أشكالها ـ مما توجب الشقاء. وثانياً، تتوقف الحياة السعيدة على الوسائل الأحسن للعيش، (كالطائرة) لسفره، و (الكهرباء) للإنارة، و (المصعد) لصعوده، وما أشبه ذلك، في قبال السفر على الدابة والإنارة بالشمع وما أشبه… ومن المعلوم أن هذه الوسائل لا تجلب السعادة إلا إذا كانت مخططات الحياة تجلب السعادة والرفاه. وهل إشاعة (السلام) والإنسان يوقد الشمعة لإنارته أفضل؟ أم (الكهرباء) والإنسان يكتوي بنار الحروب والفوضى؟ والأنبياء والأئمة إنما بينوا للناس طرق الحياة السعيدة، التي هي الأهم، ولذا لا يصح ان يقاس فضل أحد بفضلهم ولو كان ذلك مكتشفاً أو مخترعاً أو من أشبه.
س: هل صحيح أن المسلمين يعتقدون ببقاء الإمام الثاني عشر (المهدي) إلى اليوم؟ وما فائدة ذلك؟
ج: نعم، لقد أخبر النبي الصادق والأئمة ببقائه حياً حتى يظهر في آخر الزمان فيملأ الأرض عدلاً بعد ان مُلئت جوراً، ويعم السلام، والغنى، والعلم، والصحة، والفضيلة، بما يجعل الدنيا فردوساً صغيرة.
س: وهل يمكن بقاء الإنسان هذه المدة الطويلة؟
ج: نعم ذلك ممكن، كما سبق وأن صرحت التواريخ بوجود معمرين طالت أعمارهم قروناً، بالإضافة إلى أن العلم الحديث يؤكد إمكان البقاء. وفي الغرب ـ حالياً ـ مدارس خاصة لإطالة العمر، هذا مع العلم أن الله سبحانه وتعالى قادر على كل شيء.
س: ما معنى القضاء والقدر؟
ج: كما يخطط المهندس لبناء، ويهيئ الوسائل، ثم يأمر العمال بالعمل، كذلك الله سبحانه خطّط للعالم، وهذا يسمى (قدراً) وهيّأ الوسائل والآلات التي يمكن بها العمل، وهذا يسمى قضاء، ثم أمر الناس بالحسن، ونهى عن القبيح، فمن أحسن كان له جزاء الإحسان، ومن أساء كان له جزاء السوء، كما قال تعالى: (إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها)(10).
س: ما معنى (الجبر والاختيار) وهل الإنسان مجبور، أو مختار؟
ج: الجبر ضد الاختيار، مثلاً تحريك اليد في الإنسان الصحيح صادر عن الاختيار وحركة اليد في الإنسان المرتعش يده صادرة بدون الاختيار... والإنسان مختار في أفعاله، فإن شاء أحسن وإن شاء أساء، نعم الإنسان مجبور في كونه ذكراً أو أنثى، أبيض اللون أو أسود، جميل الوجه أو قبيحاً، وما أشبه هذه الصفات.
س: هل لله تعالى مدخلية في أفعال الناس؟
ج: نعم، ومعنى ذلك: أن الآلات والأسباب من الله تعالى، والفعل من الإنسان، مثلاً إذا بنى الإنسان داراً كانت اليد العاملة، والفكر الموجه، والأرض التي يبني عليها، وسائر مواد الإنشاء من الله تعالى أما صنع الدار فليس إلا من الإنسان ثم فعل الإنسان إن كان حسناً مثل (الصلاة) استحق عليه الثواب، وإن كان قبيحاً مثل (الزنا) استحق عليه العقاب.