محمد المقاطي
03-21-2008, 03:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://otabhq8.com/up/up_down/5304Mohammed_ALJasem.jpg (http://otabhq8.com/up)
محمد عبدالقادر الجاسم
رئيس تحرير جريدة الوطن اليومية 1997 - 2005
من دون قصد ، شهدت الكويت خلال الأسبوعين الماضيين "تجربة" مقلقة بل مخيفة
وهي ليست إلا نموذجا أو بيانا لملامح العهد القادم .
لقد ظهر فراغ في السلطة لمدة أسبوعين فقط ، وكانت هذه الفترة كافية للعبث بأسس ومقومات المجتمع الكويتي .
إقامة مجلس تأبين الإرهابي عماد مغنية كان مظهرا من مظاهر تفكك الدولة وتبعثر السلطة
أو غيابها ومن ثم تحديها ، كما كان "التصدي" الإعلامي للتأبين مظهرا من مظاهر عدم الاعتراف
بوجود السلطة أصلا في المجتمع ، وتحكم "الأجندات" الخاصة في مسارات الرأي العام .
أما تطورات الوضع الرياضي فهي تجسد حالة "تمرد" على السلطة بل وعلى النظام من بعض أفراده .
أما موضوع إزالة الديوانيات المخالفة والتراجع عن القرار
فهو إشهار إفلاس سياسي رسمي للحكومة والسلطة وسقوط علني لدولة القانون .
أما رياح الطائفية التي هبت علينا ، ومعها انقسام المجتمع إلى معسكر الحضر ومعسكر البدو في استجواب وزيرة التربية
وفي موضوع الديوانيات المخالفة ، فهي نتيجة طبيعية لضعف الحكم واضمحلال سلطة الدولة .
إنه أمر مثير للقلق والحزن والخوف ، فقد بدأ "تفكيك" الكويت
وبدأت أكثر من جهة "تزحف" نحو احتلال فراغ السلطة .
ووسط كل ما تمر به البلاد علينا أن ننتبه من خطر قادم لا محالة .. خطر تسيد "فرقة الانتقام"
وتطبيقها سياسة "علي وعلى أعدائي"!
إن الكويت لم تعد تلك الدولة التي نعرف .
لقد وصل العبث إلى مقومات وأسس المجتمع .
فبعد أن تسببت خلافات الشيوخ في العقود الماضية في تفكك الأسرة الحاكمة وانقسامها
وبعد الشرخ الذي أحدثته أزمة خلافة المرحوم الشيخ جابر الأحمد
أضحت الأسرة الحاكمة منهكة وقرارها مبعثر ، وضاعت هيبتها ومكانتها
بل وأفقدتها القدرة على التحكم في أي أمر ، وتغيرت أسس العلاقة التي تربط الأسرة الحاكمة بالشعب الكويتي .
وبعد هذا "الخراب" ونتيجة له سعى البعض إلى تقسيم المجتمع ، كما أشرت
إلى معسكر الحضر ومعسكر البدو ، وجاءت قضية الاختلاط بين منعه وإباحته
وبيان جمعية الإصلاح الاجتماعي لتكشف حجم الخلل في هوية المجتمع ومقدار التجاذب
لفرض رأي الأقلية على الأكثرية .
والآن جاء دور الانقسام الطائفي فتحولت قضية التأبين من مسارها الفردي المفترض
إلى مسار جماعي يدفع نحو مواجهة بين السنة والشيعة .
خلال أسبوعين فقط من فراغ السلطة تمكنت "قوى الغوغائية" من التحكم في مسيرة الدولة..
أسبوعين فقط توقفت "الأوامر والتعليمات" فأصيبت البلاد بشلل القرار.. أسبوعين فقط
كانت كافية لكشف "طمبور الطين"!
رئيس مجلس الوزراء يغادر البلاد في إجازة في توقيت غير مناسب إطلاقا حسبه البعض من قبيل التهرب
أو الهروب من المسؤولية.. سمو ولي العهد "يوجه" الحكومة بوقف قرار إزالة الديوانيات المخالفة
وهو لا يملك سلطة دستورية تخوله إصدار مثل تلك التوجيهات..
وزراء بلا صلاحيات "يمشون تحت الساس" خوفا من المساءلة.
لم يعد في الكويت قانون ولا هيبة حكم ولا رجال دولة ولا قرار .. فهل نحن في حاجة إلى فرض "وصاية" سياسية؟
كتبت في شهر نوفمبر الماضي: "وكنتيجة حتمية لهذا الوضع، ظهرت "مناطق فراغ"
أو "مناطق بيضاء" في السلطة عموما ، وهو ما أدى إلى نمو الرغبة في احتلالها من قبل قوى أخرى
". وكتبت أيضا: " لن أجامل، ولن أخفي قناعتي.. الحكم في الكويت أصبح ضعيفا والحكومة غائبة تماما
وهناك اضطراب واضح في القرار اليومي ، وغياب تام للقرار الاستراتيجي . أمور الدولة اليوم
تدار بلا أدنى رؤية ، وليس لدى الحكم أو الحكومة أو الأسرة الحاكمة أو القوى السياسية
في البرلمان أو خارجه أي مشروع وطني . ومع الأسف فليس هناك سوى التربص والمناورة والتأهب
للسيطرة على ما تبقى من "قدرة القرار". ومرة أخرى وبلا أدنى تحفظ أو مجاملة أقول إن الكويت تمر اليوم بمرحلة جديدة
من مراحل "شيخوختها".. لقد خابت توقعاتي ، فقد جاء التداعي مبكرا!!
إن الدولة في الكويت تتداعى ، وأصبحت الحكومة ، بل السلطة والقانون ، خيال مآتة لا يخيف حتى "الزرازير"
فلابد لأهل الكويت أن يتحركوا لإنقاذ مستقبلهم الذي أصبح فعليا في مهب الريح..
لابد أن تنتهي صراعات الشيوخ.. ولابد أن نقمع التقسيم الطائفي والاجتماعي.. ولابد من سيادة القانون على الجميع..
لابد من عقد مؤتمر وطنى يخرج بنتيجة واحدة فقط هي رسالة إلى الأسرة الحاكمة مفادها أن للحكم أصول
وإذا كنتم، كما يبدو ، لا تبالون بمآل حكمكم ، أو لا تدركونه.. فنحن نهتم كثيرا في بلادنا ولن نقبل التفريط بمستقبلها
وسنعمل على إصلاحكم وترشيد حكمكم فنحن نريد أن تبقوا لنا حكاما..
نجلكم ونحترمكم لكن لن ندعكم تستمرون ، بغير قصد ، في الإضرار بحكمكم والتسبب في ضياعه
وتفكك الدولة.. فاقبلوا النصيحة باختياركم الآن وقبل فوات الأوان
إن لم يكن قد فات ، فذلكم خير لكم إن كنتم تعقلون !
تنويه : هذه الآراء تعبر عن رأي الكاتب ولاتمثل رأي اي مؤسسة او جهة اخرى
.
http://otabhq8.com/up/up_down/5304Mohammed_ALJasem.jpg (http://otabhq8.com/up)
محمد عبدالقادر الجاسم
رئيس تحرير جريدة الوطن اليومية 1997 - 2005
من دون قصد ، شهدت الكويت خلال الأسبوعين الماضيين "تجربة" مقلقة بل مخيفة
وهي ليست إلا نموذجا أو بيانا لملامح العهد القادم .
لقد ظهر فراغ في السلطة لمدة أسبوعين فقط ، وكانت هذه الفترة كافية للعبث بأسس ومقومات المجتمع الكويتي .
إقامة مجلس تأبين الإرهابي عماد مغنية كان مظهرا من مظاهر تفكك الدولة وتبعثر السلطة
أو غيابها ومن ثم تحديها ، كما كان "التصدي" الإعلامي للتأبين مظهرا من مظاهر عدم الاعتراف
بوجود السلطة أصلا في المجتمع ، وتحكم "الأجندات" الخاصة في مسارات الرأي العام .
أما تطورات الوضع الرياضي فهي تجسد حالة "تمرد" على السلطة بل وعلى النظام من بعض أفراده .
أما موضوع إزالة الديوانيات المخالفة والتراجع عن القرار
فهو إشهار إفلاس سياسي رسمي للحكومة والسلطة وسقوط علني لدولة القانون .
أما رياح الطائفية التي هبت علينا ، ومعها انقسام المجتمع إلى معسكر الحضر ومعسكر البدو في استجواب وزيرة التربية
وفي موضوع الديوانيات المخالفة ، فهي نتيجة طبيعية لضعف الحكم واضمحلال سلطة الدولة .
إنه أمر مثير للقلق والحزن والخوف ، فقد بدأ "تفكيك" الكويت
وبدأت أكثر من جهة "تزحف" نحو احتلال فراغ السلطة .
ووسط كل ما تمر به البلاد علينا أن ننتبه من خطر قادم لا محالة .. خطر تسيد "فرقة الانتقام"
وتطبيقها سياسة "علي وعلى أعدائي"!
إن الكويت لم تعد تلك الدولة التي نعرف .
لقد وصل العبث إلى مقومات وأسس المجتمع .
فبعد أن تسببت خلافات الشيوخ في العقود الماضية في تفكك الأسرة الحاكمة وانقسامها
وبعد الشرخ الذي أحدثته أزمة خلافة المرحوم الشيخ جابر الأحمد
أضحت الأسرة الحاكمة منهكة وقرارها مبعثر ، وضاعت هيبتها ومكانتها
بل وأفقدتها القدرة على التحكم في أي أمر ، وتغيرت أسس العلاقة التي تربط الأسرة الحاكمة بالشعب الكويتي .
وبعد هذا "الخراب" ونتيجة له سعى البعض إلى تقسيم المجتمع ، كما أشرت
إلى معسكر الحضر ومعسكر البدو ، وجاءت قضية الاختلاط بين منعه وإباحته
وبيان جمعية الإصلاح الاجتماعي لتكشف حجم الخلل في هوية المجتمع ومقدار التجاذب
لفرض رأي الأقلية على الأكثرية .
والآن جاء دور الانقسام الطائفي فتحولت قضية التأبين من مسارها الفردي المفترض
إلى مسار جماعي يدفع نحو مواجهة بين السنة والشيعة .
خلال أسبوعين فقط من فراغ السلطة تمكنت "قوى الغوغائية" من التحكم في مسيرة الدولة..
أسبوعين فقط توقفت "الأوامر والتعليمات" فأصيبت البلاد بشلل القرار.. أسبوعين فقط
كانت كافية لكشف "طمبور الطين"!
رئيس مجلس الوزراء يغادر البلاد في إجازة في توقيت غير مناسب إطلاقا حسبه البعض من قبيل التهرب
أو الهروب من المسؤولية.. سمو ولي العهد "يوجه" الحكومة بوقف قرار إزالة الديوانيات المخالفة
وهو لا يملك سلطة دستورية تخوله إصدار مثل تلك التوجيهات..
وزراء بلا صلاحيات "يمشون تحت الساس" خوفا من المساءلة.
لم يعد في الكويت قانون ولا هيبة حكم ولا رجال دولة ولا قرار .. فهل نحن في حاجة إلى فرض "وصاية" سياسية؟
كتبت في شهر نوفمبر الماضي: "وكنتيجة حتمية لهذا الوضع، ظهرت "مناطق فراغ"
أو "مناطق بيضاء" في السلطة عموما ، وهو ما أدى إلى نمو الرغبة في احتلالها من قبل قوى أخرى
". وكتبت أيضا: " لن أجامل، ولن أخفي قناعتي.. الحكم في الكويت أصبح ضعيفا والحكومة غائبة تماما
وهناك اضطراب واضح في القرار اليومي ، وغياب تام للقرار الاستراتيجي . أمور الدولة اليوم
تدار بلا أدنى رؤية ، وليس لدى الحكم أو الحكومة أو الأسرة الحاكمة أو القوى السياسية
في البرلمان أو خارجه أي مشروع وطني . ومع الأسف فليس هناك سوى التربص والمناورة والتأهب
للسيطرة على ما تبقى من "قدرة القرار". ومرة أخرى وبلا أدنى تحفظ أو مجاملة أقول إن الكويت تمر اليوم بمرحلة جديدة
من مراحل "شيخوختها".. لقد خابت توقعاتي ، فقد جاء التداعي مبكرا!!
إن الدولة في الكويت تتداعى ، وأصبحت الحكومة ، بل السلطة والقانون ، خيال مآتة لا يخيف حتى "الزرازير"
فلابد لأهل الكويت أن يتحركوا لإنقاذ مستقبلهم الذي أصبح فعليا في مهب الريح..
لابد أن تنتهي صراعات الشيوخ.. ولابد أن نقمع التقسيم الطائفي والاجتماعي.. ولابد من سيادة القانون على الجميع..
لابد من عقد مؤتمر وطنى يخرج بنتيجة واحدة فقط هي رسالة إلى الأسرة الحاكمة مفادها أن للحكم أصول
وإذا كنتم، كما يبدو ، لا تبالون بمآل حكمكم ، أو لا تدركونه.. فنحن نهتم كثيرا في بلادنا ولن نقبل التفريط بمستقبلها
وسنعمل على إصلاحكم وترشيد حكمكم فنحن نريد أن تبقوا لنا حكاما..
نجلكم ونحترمكم لكن لن ندعكم تستمرون ، بغير قصد ، في الإضرار بحكمكم والتسبب في ضياعه
وتفكك الدولة.. فاقبلوا النصيحة باختياركم الآن وقبل فوات الأوان
إن لم يكن قد فات ، فذلكم خير لكم إن كنتم تعقلون !
تنويه : هذه الآراء تعبر عن رأي الكاتب ولاتمثل رأي اي مؤسسة او جهة اخرى
.