عطر الحكي*
09-18-2007, 03:20 AM
00000000000000000000000000000000000000000000000000
أيها الإخوة والأخوات, وما يزال الحديث عن أهل القرآن يتواصل
وهل هناك أجمل وأعذب من الحديث عن القرآن وأهله, لنستمع أيها الإخوة والأخوات إلى أغرب موقفين للنساء مع القرآن من خلال هاتين القصتين, واللتان عنونت لهما بأمهاتنا والقرآن, فقد نشرت مجلة الدعوة, قصتين لامرأتين كان من أمرهما عجباً, الأولى لامرأة في السابعة والخمسين من عمرها, بدأت بحفظ القرآن وعمرها خمسون سنة, فقد ذهبت كما تقول هذه المباركة إن شاء الله, لتسجيل بناتها في دار لتحفيظ القرآن وقد لفت نظرها نساء كبيرات في السن يدرسن في هذه الدار, فقررت الالتحاق بهذه الدار ومن ثم بدأت بالحفظ, والعجيب أيها الإخوة والأخوات, أن عندها في البيت كما تقول هذه الأخت ثمانية عشر فرداً, هي تقوم على خدمتهم ولا خادمة لديها, وكانت كما تقول تستغل وقت الراحة لحفظ كتاب الله, وكان مما ساعدها على ذلك وصية معلمتها, فكانت توصيها بقول الله تعالى: { واتقوا الله ويعلمكم الله } ثم تذكر أن القرآن كما تقول أعطاني قوةً في البدن وبركةً في الوقت*
وأعجب منها الأخرى, فقد حفظت كتاب الله وعمرها أربعة وستون عاماً, نعم أربعة وستون عاماً, فلنستمع لها وهي تقول عن نفسها : كان والدّي رحمهما الله تعالى من حفظة كتاب الله تعالى, وقد حرصا على تعليمنا إياه, منذ صغرنا, ولا سيما الوالد, لأنه كان مُجيداً للقراءة المُجَوَدة, فكان في فترة الضحى والظهر يعلمنا القراءة, ولما أصبح عمري اثني عشر عاماً, ختمت القرآن نظراً, ثم واظبت على قراءته, حسب ما أقدر عليه يومياً, وبعد ما تزوجت كنت أقرأ جزءين أو أكثر, ولم أفرط في هذه المداومة, حتى بعد أن أنجبت الأولاد, وكثرت مسؤلياتهم, فكنت أتحين الوقت الذي لا شغل لي فيه, لأستغله بالقراءة, كبر أبنائي وتزوجوا, كنت أجلس كل يومٍ فترة الظهر اقرأ , فلما رأت ابنتي اهتمامي, أشارت علي أن أبذل جهدي لحفظ ما أقدر عليه, فاعتبرت رأيها بمثابة النصيحة, سعيت للعمل بها كما تقول, وعلى إثر تلك النصيحة بدأت بالحفظ بحمدالله تعالى, كنت أجلس ظهر كل يوم أقرأ سورة وأرددها في كل وقت, وأقرأها في الصلاة ولا أنتقل منها حتى أحفظها تماماً, بقيت على هذا أربع سنوات, أتممت خلالها حفظ سبعة عشر جزءاً, وخلال هذه الفترة, فُتحت عندنا في الحي دار لتحفيظ القرآن الكريم, فسجلت بها, وراجعت عند المعلمة ما حفظت, ثم واصلت الحفظ, وخلال عامين أنهيت الأجزاء المتبقية منه, نعم واجهتني بعض الصعوبات, كصعوبة الحفظ لتقدم السن, ولكنني لم أستكن, ولم أمل أمام هذه العقبة, فرجائي بالله واسع, وقلبي كان منغلقاً بهذه الأمنية العظيمة, وبفضله ومنته, تحققت لي, وهل تظنون أيها الإخوة والأخوات أن همة هذه المرأة توقفت عند هذا الحد؟ كلا, فقد أصبحت كما تقول معلمة في المسجد, تـُدَرس نساء الحي طيلة أيام الأسبوع, عدا يوم الأربعاء, فهي تذهب إلى دار التحفيظ, حتى تـُراجع حفظها عند المعلمات هناك, حتى تقول هذه الأخت, لقد أخذ الحفظ والتدريس جل وقتي, ولم أعد أخرج من البيت للزيارات إلا قليلاً, إذا كان هناك واجبٌ لابد من تأديته, كزيارة مريضةٍ مثلاً, حتى تقول وأظن أن هذا أمرٌ طيب, لأن أغلب المجالس فارغة ٌ لا خير فيها, ثم توجه نصيحتها للنساء قائلة: أوصيهن أن يوجهن اهتمامهن لكتاب الله عز وجل, ففيه الخير الكثير, انتهت قصتها وفقها الله تعالى, قلت لا أخفيكم سراً أيها الإخوة والأخوات, أنه تملكني شعور أن الأمة ما زالت بخير, ووالله الذي لا إله إلا هو, لقد وصل إلي عددٌ ليس باليسير من أخبار الحافظات, فقلت في نفسي أمة ٌ تتعلق مربية الأجيال فيها بكتاب ربها, إنها لأمة خير, أيتها الأم لا يحولن بينك وبين كتاب ربك كبرٌ ولا أولاد, فقد سمعت من أخبار الكبيرات عجباً, ويا فتاة الإسلام, دونك هذه النماذج, يا من تتحججين بسوء الحفظ ومشاغل الأولاد, إن الخلاص كل الخلاص في التمسك بكتاب الله العظيم, ففيه الفرج والمخرج, مع سنة النبي صلى الله عليه وسلم, وصدق القائل حيث يقول: وليس اغتراب الدين إلا كما ترى, فهل بعد هذا الاغتراب إياب, ولم يبق للراجي سلامة دينه, سوى عزلةٍ فيها الجليس كتاب, كتابٌ حوي كل العلوم, وكل ما حواه من العلم الشريف صواب, فإن رمت تاريخاً, رأيت عجائباً, ترى آدماً إذ كان وهو تراب, ولاقيت هابيلاً قتيل شقيقه, يواريه لما أن أراه غراب, وتنظر نوحاً وهو في الفلك قد طغى, على الأرض من ماء السماء عباب, وإن شئت كل الأنبياء وقومهم, وما قال كل منهم وأجابوا, وجنات عدن ٍ حورها ونعيمها, وناراً بها للمشركين عذاب, فتلك لأرباب التقى وهذه لكل شقي ٍ قد حواه عقاب, وإن ترد الوعظ الذي إن عقلته, فإن دموع العين عنه جواب, تجده وما تهواه من كل مشربٍ وللروح منه مطعمٌ وشراب, وإن رمت إبراز الأدلة بالذي تريد فما تدعو إليه تـُجاب، تدل على التوحيد فيه قواطعٌ بها قطعت للملحدين رقابُ, وما مطلبٌ إلا وفيه دليله وليس عليه للذكي حجابُ, وفيه الدواء من كل داءٍ فثق به فوالله ما عنه ينوب كتاب, يريك صراطاً مستقيماً وغيره مفاوز جهلٍ كلها وشعاب, يزيد على مر الجديدين جدةً فألفاظه مهما تلوت عِذاب, وآياته في كل حين ٍ طرية ٌ وتبلغ أقصى العمر وهي كعاب, وفيه هدىً للعالمين ورحمة وفيه علومٌ جمة ٌ وثواب, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: "المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجة, طعمها طيب وريحها طيب, والمؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به كالتمرة, طعمها طيب ولا ريح لها, ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كالريحانة, ريحها طيب وطعمها مر, ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كالحنظلة, طعمها مر أو خبيث وريحها مر" رواه البخاري ومسلم, يا فتاة الإسلام كوني كالأترجة, لا أريدك أن تكوني كالتمرة, وإنني أعيذك بالله أن تكوني كالريحانة أو الحنظلة, تلك هي التي لا تقرأ كتاب ربها حينما هجرته, استبدلت ذلك بالمجلات الساقطة , والروايات الهابطة, حتى علا على قلبها الران, فأصبحت لا تعرف معروف ولا تنكر منكراً, والله تعالى المستعان.
من شريط ( صانعات المآثر )
للشيخ خالد بن إبراهيم الصقعبي
أيها الإخوة والأخوات, وما يزال الحديث عن أهل القرآن يتواصل
وهل هناك أجمل وأعذب من الحديث عن القرآن وأهله, لنستمع أيها الإخوة والأخوات إلى أغرب موقفين للنساء مع القرآن من خلال هاتين القصتين, واللتان عنونت لهما بأمهاتنا والقرآن, فقد نشرت مجلة الدعوة, قصتين لامرأتين كان من أمرهما عجباً, الأولى لامرأة في السابعة والخمسين من عمرها, بدأت بحفظ القرآن وعمرها خمسون سنة, فقد ذهبت كما تقول هذه المباركة إن شاء الله, لتسجيل بناتها في دار لتحفيظ القرآن وقد لفت نظرها نساء كبيرات في السن يدرسن في هذه الدار, فقررت الالتحاق بهذه الدار ومن ثم بدأت بالحفظ, والعجيب أيها الإخوة والأخوات, أن عندها في البيت كما تقول هذه الأخت ثمانية عشر فرداً, هي تقوم على خدمتهم ولا خادمة لديها, وكانت كما تقول تستغل وقت الراحة لحفظ كتاب الله, وكان مما ساعدها على ذلك وصية معلمتها, فكانت توصيها بقول الله تعالى: { واتقوا الله ويعلمكم الله } ثم تذكر أن القرآن كما تقول أعطاني قوةً في البدن وبركةً في الوقت*
وأعجب منها الأخرى, فقد حفظت كتاب الله وعمرها أربعة وستون عاماً, نعم أربعة وستون عاماً, فلنستمع لها وهي تقول عن نفسها : كان والدّي رحمهما الله تعالى من حفظة كتاب الله تعالى, وقد حرصا على تعليمنا إياه, منذ صغرنا, ولا سيما الوالد, لأنه كان مُجيداً للقراءة المُجَوَدة, فكان في فترة الضحى والظهر يعلمنا القراءة, ولما أصبح عمري اثني عشر عاماً, ختمت القرآن نظراً, ثم واظبت على قراءته, حسب ما أقدر عليه يومياً, وبعد ما تزوجت كنت أقرأ جزءين أو أكثر, ولم أفرط في هذه المداومة, حتى بعد أن أنجبت الأولاد, وكثرت مسؤلياتهم, فكنت أتحين الوقت الذي لا شغل لي فيه, لأستغله بالقراءة, كبر أبنائي وتزوجوا, كنت أجلس كل يومٍ فترة الظهر اقرأ , فلما رأت ابنتي اهتمامي, أشارت علي أن أبذل جهدي لحفظ ما أقدر عليه, فاعتبرت رأيها بمثابة النصيحة, سعيت للعمل بها كما تقول, وعلى إثر تلك النصيحة بدأت بالحفظ بحمدالله تعالى, كنت أجلس ظهر كل يوم أقرأ سورة وأرددها في كل وقت, وأقرأها في الصلاة ولا أنتقل منها حتى أحفظها تماماً, بقيت على هذا أربع سنوات, أتممت خلالها حفظ سبعة عشر جزءاً, وخلال هذه الفترة, فُتحت عندنا في الحي دار لتحفيظ القرآن الكريم, فسجلت بها, وراجعت عند المعلمة ما حفظت, ثم واصلت الحفظ, وخلال عامين أنهيت الأجزاء المتبقية منه, نعم واجهتني بعض الصعوبات, كصعوبة الحفظ لتقدم السن, ولكنني لم أستكن, ولم أمل أمام هذه العقبة, فرجائي بالله واسع, وقلبي كان منغلقاً بهذه الأمنية العظيمة, وبفضله ومنته, تحققت لي, وهل تظنون أيها الإخوة والأخوات أن همة هذه المرأة توقفت عند هذا الحد؟ كلا, فقد أصبحت كما تقول معلمة في المسجد, تـُدَرس نساء الحي طيلة أيام الأسبوع, عدا يوم الأربعاء, فهي تذهب إلى دار التحفيظ, حتى تـُراجع حفظها عند المعلمات هناك, حتى تقول هذه الأخت, لقد أخذ الحفظ والتدريس جل وقتي, ولم أعد أخرج من البيت للزيارات إلا قليلاً, إذا كان هناك واجبٌ لابد من تأديته, كزيارة مريضةٍ مثلاً, حتى تقول وأظن أن هذا أمرٌ طيب, لأن أغلب المجالس فارغة ٌ لا خير فيها, ثم توجه نصيحتها للنساء قائلة: أوصيهن أن يوجهن اهتمامهن لكتاب الله عز وجل, ففيه الخير الكثير, انتهت قصتها وفقها الله تعالى, قلت لا أخفيكم سراً أيها الإخوة والأخوات, أنه تملكني شعور أن الأمة ما زالت بخير, ووالله الذي لا إله إلا هو, لقد وصل إلي عددٌ ليس باليسير من أخبار الحافظات, فقلت في نفسي أمة ٌ تتعلق مربية الأجيال فيها بكتاب ربها, إنها لأمة خير, أيتها الأم لا يحولن بينك وبين كتاب ربك كبرٌ ولا أولاد, فقد سمعت من أخبار الكبيرات عجباً, ويا فتاة الإسلام, دونك هذه النماذج, يا من تتحججين بسوء الحفظ ومشاغل الأولاد, إن الخلاص كل الخلاص في التمسك بكتاب الله العظيم, ففيه الفرج والمخرج, مع سنة النبي صلى الله عليه وسلم, وصدق القائل حيث يقول: وليس اغتراب الدين إلا كما ترى, فهل بعد هذا الاغتراب إياب, ولم يبق للراجي سلامة دينه, سوى عزلةٍ فيها الجليس كتاب, كتابٌ حوي كل العلوم, وكل ما حواه من العلم الشريف صواب, فإن رمت تاريخاً, رأيت عجائباً, ترى آدماً إذ كان وهو تراب, ولاقيت هابيلاً قتيل شقيقه, يواريه لما أن أراه غراب, وتنظر نوحاً وهو في الفلك قد طغى, على الأرض من ماء السماء عباب, وإن شئت كل الأنبياء وقومهم, وما قال كل منهم وأجابوا, وجنات عدن ٍ حورها ونعيمها, وناراً بها للمشركين عذاب, فتلك لأرباب التقى وهذه لكل شقي ٍ قد حواه عقاب, وإن ترد الوعظ الذي إن عقلته, فإن دموع العين عنه جواب, تجده وما تهواه من كل مشربٍ وللروح منه مطعمٌ وشراب, وإن رمت إبراز الأدلة بالذي تريد فما تدعو إليه تـُجاب، تدل على التوحيد فيه قواطعٌ بها قطعت للملحدين رقابُ, وما مطلبٌ إلا وفيه دليله وليس عليه للذكي حجابُ, وفيه الدواء من كل داءٍ فثق به فوالله ما عنه ينوب كتاب, يريك صراطاً مستقيماً وغيره مفاوز جهلٍ كلها وشعاب, يزيد على مر الجديدين جدةً فألفاظه مهما تلوت عِذاب, وآياته في كل حين ٍ طرية ٌ وتبلغ أقصى العمر وهي كعاب, وفيه هدىً للعالمين ورحمة وفيه علومٌ جمة ٌ وثواب, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: "المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجة, طعمها طيب وريحها طيب, والمؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به كالتمرة, طعمها طيب ولا ريح لها, ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كالريحانة, ريحها طيب وطعمها مر, ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كالحنظلة, طعمها مر أو خبيث وريحها مر" رواه البخاري ومسلم, يا فتاة الإسلام كوني كالأترجة, لا أريدك أن تكوني كالتمرة, وإنني أعيذك بالله أن تكوني كالريحانة أو الحنظلة, تلك هي التي لا تقرأ كتاب ربها حينما هجرته, استبدلت ذلك بالمجلات الساقطة , والروايات الهابطة, حتى علا على قلبها الران, فأصبحت لا تعرف معروف ولا تنكر منكراً, والله تعالى المستعان.
من شريط ( صانعات المآثر )
للشيخ خالد بن إبراهيم الصقعبي