شيخ الشباب
09-03-2007, 11:00 PM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبتي في الله
في رحاب آية ... متى يتحقق وعد الله للمسلمين ؟
يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة النور: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون.
بعد أن تحدث الحق سبحانه وتعالى في الآيات السابقة عن المنافقين وما ينتظرهم من عقاب رادع جاء الحديث هنا عن المؤمنين الصادقين الذين وعدهم الله بالثواب الجزيل، والاستخلاف في الأرض .
قال الإمام ابن كثير في تفسيره لهذه الآيات: هذا وعد من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بأنه سيجعل أمته خلفاء الأرض، أي أئمة الناس والولاة عليهم، وبهم تصلح البلاد، ويخضع لهم العباد، وقد فعل تبارك وتعالى ذلك، فإنه لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فتح عليه مكة وخيبر والبحرين، وسائر جزيرة العرب، ولهذا ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وسيبلغ ملك أمتي ما زوى منها.
بشارة عظيمة
وفي قوله تعالى: وعد الله[/U” بشارة عظيمة للمؤمنين بتحقيق وعده تعالى، إذ إن وعد الله لا يتخلف كما قال تعالى: وعد الله لا يخلف الله وعده، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
والمعنى: وعد الله تعالى بفضله وإحسانه، الذين صدقوا في إيمانهم من عباده، والذين جمعوا مع الإيمان الصادق العمل الصالح، بأن يستخلفهم في الأرض. أي: يجعلهم فيها خلفاء يتصرفون فيها تصرف أصحاب العزة والسلطان والغلبة، بدلا من أعدائهم المفكرين والجاحدين.
هذا هو الوعد الأول للمؤمنين: أن يجعلهم سبحانه خلفاءه في الأرض، كما جعل عباده الصالحين من قبلهم خلفاءه، وأورثهم أرض المنكرين والجاحدين وديارهم.
أما الوعد الثاني فيتجلى في قوله تعالى: وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، والتمكين: التثبيت والتوطيد والتمليك.
أي: وعد الله المؤمنين بأن يجعلهم خلفاءه في أرضه، وبأن يجعل دينهم وهو دين الإسلام الذي ارتضاه لهم، ثابتاً في القلوب، راسخا في النفوس، باسطا سلطانه على أعدائه، له الكلمة العليا في هذه الحياة، ولمخالفيه الكلمة السفلى.
الأمن بعد الخوف
وأما الوعد الثالث فهو قوله سبحانه: وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا، أي وعدهم الله تعالى بالاستخلاف في الأرض، وبتمكين دينهم، وبأن يجعل لهم بدلا من الخوف الذي كانوا يعيشون فيه أمنا واطمئنانا، وراحة في البال.
[U]ولكن هذا الاستخلاف والتمكين والأمان متى يتحقق منه سبحانه وتعالى لعباده ؟
لقد بين الله تعالى الطريق إلى تحقيق ذلك فقال: يعبدونني لا يشركون بي شيئا فهذه الجملة الكريمة يصح أن تكون مستأنفة، أي جوابا لسؤال تقديره: متى يتحقق هذا الاستخلاف والتمكين والأمان بعد الخوف للمؤمنين؟ فكان الجواب: يعبدونني عبادة خالصة تامة بكل شروطها وآدابها وأركانها، دون أن يشركوا معي في هذه العبادة أحدا كائنا من كان.
كما يصح أن تكون حالا من الذين آمنوا، فيكون المعنى: وعد الله تعالى عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات، بالاستخلاف في الأرض، وبتمكين دينهم فيها، وبتبديل خوفهم أمنا، في حال عبادتهم له سبحانه عبادة لا يشوبها شرك أو رياء أو نقص.
في الحديث الصحيح عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بشر الله هذه الأمة بالسناء والرفعة، والدين والنصر والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب.
ذلك هو وعد الله تعالى لعباده الذين أخلصوا له العبادة والطاعة، وأدوا ما أمرهم به، واجتنبوا ما نهاهم عنه، أما الذين انحرفوا عن طريق الحق، وجحدوا نعمه سبحانه عليهم،، فقد بين عاقبتهم فقال: ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون.
أي: ومن كفر بعد كل هذه النعم التي وعدت بها عبادي الصالحين، واستعمل هذه النعم في غير ما خلقت له، فأولئك الكافرون الجاحدون هم الفاسقون عن أمري، الخارجون عن وعدي، الناكبون عن صراطي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبتي في الله
في رحاب آية ... متى يتحقق وعد الله للمسلمين ؟
يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة النور: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون.
بعد أن تحدث الحق سبحانه وتعالى في الآيات السابقة عن المنافقين وما ينتظرهم من عقاب رادع جاء الحديث هنا عن المؤمنين الصادقين الذين وعدهم الله بالثواب الجزيل، والاستخلاف في الأرض .
قال الإمام ابن كثير في تفسيره لهذه الآيات: هذا وعد من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بأنه سيجعل أمته خلفاء الأرض، أي أئمة الناس والولاة عليهم، وبهم تصلح البلاد، ويخضع لهم العباد، وقد فعل تبارك وتعالى ذلك، فإنه لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فتح عليه مكة وخيبر والبحرين، وسائر جزيرة العرب، ولهذا ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وسيبلغ ملك أمتي ما زوى منها.
بشارة عظيمة
وفي قوله تعالى: وعد الله[/U” بشارة عظيمة للمؤمنين بتحقيق وعده تعالى، إذ إن وعد الله لا يتخلف كما قال تعالى: وعد الله لا يخلف الله وعده، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
والمعنى: وعد الله تعالى بفضله وإحسانه، الذين صدقوا في إيمانهم من عباده، والذين جمعوا مع الإيمان الصادق العمل الصالح، بأن يستخلفهم في الأرض. أي: يجعلهم فيها خلفاء يتصرفون فيها تصرف أصحاب العزة والسلطان والغلبة، بدلا من أعدائهم المفكرين والجاحدين.
هذا هو الوعد الأول للمؤمنين: أن يجعلهم سبحانه خلفاءه في الأرض، كما جعل عباده الصالحين من قبلهم خلفاءه، وأورثهم أرض المنكرين والجاحدين وديارهم.
أما الوعد الثاني فيتجلى في قوله تعالى: وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، والتمكين: التثبيت والتوطيد والتمليك.
أي: وعد الله المؤمنين بأن يجعلهم خلفاءه في أرضه، وبأن يجعل دينهم وهو دين الإسلام الذي ارتضاه لهم، ثابتاً في القلوب، راسخا في النفوس، باسطا سلطانه على أعدائه، له الكلمة العليا في هذه الحياة، ولمخالفيه الكلمة السفلى.
الأمن بعد الخوف
وأما الوعد الثالث فهو قوله سبحانه: وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا، أي وعدهم الله تعالى بالاستخلاف في الأرض، وبتمكين دينهم، وبأن يجعل لهم بدلا من الخوف الذي كانوا يعيشون فيه أمنا واطمئنانا، وراحة في البال.
[U]ولكن هذا الاستخلاف والتمكين والأمان متى يتحقق منه سبحانه وتعالى لعباده ؟
لقد بين الله تعالى الطريق إلى تحقيق ذلك فقال: يعبدونني لا يشركون بي شيئا فهذه الجملة الكريمة يصح أن تكون مستأنفة، أي جوابا لسؤال تقديره: متى يتحقق هذا الاستخلاف والتمكين والأمان بعد الخوف للمؤمنين؟ فكان الجواب: يعبدونني عبادة خالصة تامة بكل شروطها وآدابها وأركانها، دون أن يشركوا معي في هذه العبادة أحدا كائنا من كان.
كما يصح أن تكون حالا من الذين آمنوا، فيكون المعنى: وعد الله تعالى عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات، بالاستخلاف في الأرض، وبتمكين دينهم فيها، وبتبديل خوفهم أمنا، في حال عبادتهم له سبحانه عبادة لا يشوبها شرك أو رياء أو نقص.
في الحديث الصحيح عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بشر الله هذه الأمة بالسناء والرفعة، والدين والنصر والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب.
ذلك هو وعد الله تعالى لعباده الذين أخلصوا له العبادة والطاعة، وأدوا ما أمرهم به، واجتنبوا ما نهاهم عنه، أما الذين انحرفوا عن طريق الحق، وجحدوا نعمه سبحانه عليهم،، فقد بين عاقبتهم فقال: ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون.
أي: ومن كفر بعد كل هذه النعم التي وعدت بها عبادي الصالحين، واستعمل هذه النعم في غير ما خلقت له، فأولئك الكافرون الجاحدون هم الفاسقون عن أمري، الخارجون عن وعدي، الناكبون عن صراطي.