الــولــيــد
08-25-2007, 04:31 PM
:: حقوق الآباء على الأبناء وحقوق الأبناء على الآباء ::
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، أما بعد : ---
إن من أعظم النعم التي أنعمنا بها رب العزة والجلال ، هي نعمة الإسلام ، وفي هذا الدين الحنيف من المحاسن
الفاضلة التي لاتعد ولا تحصى ، وقد قال الله عزوجل في كتابه الكريم ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )
ومن ضمن هذه النعم وهذه المحاسن الفاضلة : تنشئة الأسرة ، التنشئة الإسلامية الصحيحة ، وتربية أفرادها
التربية الإسلامية ، وتقويمهم على النهج السليم كبارا كانوا أم صغارا ، أسوة بالسلف الصالح الذين
نشأوا وترعرعوا تحت ظل لواء الإسلام ، وأصبح لهم شأن عظيم ، حتى أن الله عزوجل امتدحهم وقال
عنهم في كتابه الكريم ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) 0
ولابد لنا من تبيان حقوق الآباء على الأبناء ، وحقوق الأبناء على الآباء حتى نستطيع جميعا أن
نؤدي هذه الواجبات والإمتثال بها ، وقد قال الله عزوجل ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ، وبالوالدين
إحسانا ، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا
كريما ، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) الآية 0
نستدل من هذه الآية الكريمة المعاني الكثيرة للخنوع والخضوع والتذلل للوالدين وطاعتهما والدعوة
لهما ، وتلبية رغباتهما 00
ومن ضمن حقوق الآباء على الأبناء البر بهما والإحسان اليهما ، وفي صحيح البخاري عن
عبدالله قال : سألت النبي صلى الله علي وسلم ، أي العمل أحب إلى الله عزوجل ؟ قال :
الصلاة على وقتها 0 قال : ثم أي ؟ قال : ثم بر الوالدين 0 قال : ثم أي ؟ قال :
الجهاد في سبيل الله 0 ويقول القرطبي رحمه الله : أمر الله تعالى عباده بعبادته وتوحيده
وجعل بر الوالدين مقرونا بذلك 0 كما قرن شكرهما بشكره عزوجل فقال عز من قائل
( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ) وقال ( أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير)
وفي صحيح مسلم : عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
(إن من الكبائر شتم الرجل والديه 0 قالوا : يارسول الله وهل يشتم الرجل والديه ؟ قال :
نعم ، يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه )
وهناك أحاديث شريفة أشار فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن عقوق الوالدين من
الكبائر والعياذ بالله 0 فعن أبي بكر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر (ثلاثا ) قلنا : بلى يارسول الله 0 قال : الإشراك بالله ، وعقوق
الوالدين ، وكان متكئا فجلس فقال : ألا وقول الزور ، وشهادة الزور 0 فما زال يكررها
حتى قلنا ليته يسكت ) وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال : ( الكبائر : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وقتل النفس ،
واليمين الغموس ) رواه البخاري ، وعن إبن عمر رضي اله عنهما قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : ( بكاء الوالدين من العقوق ) أخرجه البخاري ، وفي رواية : بكاء الوالدين
من العقوق والكبائر 0 وفي الصحيح عن عبدالله بن عمرو قال : جاء رجل الى النبي صلى الله
عليه وسلم يستأذنه في الجهاد فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أحي والداك ؟ قال : نعم 0
قال : ففيهما جاهد ) وفي رواية : إذهب فأضحكهما كما أبكيتهما ) ومن تمام برهما صلة
أهل ودهما ، ففي الصحيح عن إبن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول : إن من أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولى 0 وروى أبو أسيد
رضي الله عنه -- وكان بدويا -- قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم جالسا فجاءه رجل
من الأنصار فقال : يارسول الله هل بقي من بر والدي من بعد موتهما شيئ ؟ فقال : نعم 0
الصلاة عليهما ، والإستغفار لهما ، وإنفاذ عهدهما ، وإكرام صديقهما ، وصلة الرحم التي لا رحم
لك إلا من قبلهما ، فهذا الذي بقي عليك ) وقال بعض التابعين ( من دعا لوالديه خمس
مرات في اليوم ، فقد أدى حق والديه في الدعاء 0 لأن الله عزوجل قال ( أن اشكر لي
ولوالديك الي المصير ) فشكر الله عزوجل أن يصلي خمس مرات في اليوم ، كذلك شكر الوالدين
أن يدعوا لهما في كل يوم خمس مرات 0 والدعاء لهما بالرحمة ( وقل ربي ارحمهما كما
ربياني صغيرا ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن الرجل لترفع درجته في الجنة ، فيقول يارب أنى لي هذا ؟ فيقال : باستغفار ولدك لك)
رواه احمد وابن ماجد والبيهقي ، وفي الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا مات إبن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ، صدقة جارية ، أو
علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعوا له ) رواه البخاري ومسلم وابو داوود 0
ومن البر كذلك بعد موتهما أن تتصدق عنهما لما رواه أحمد ومسلم فعن أبي هريرة رضي الله
عنه قال : قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : ( إن أبي مات وترك مالا ولم يوصي فهل
يكفر عنه أن أتصدق عنه ؟ قال : نعم 0 رواه أحمد ومسلم وغيرهما 0
وعن الحسن عن سعد بن عبادة أن أمه ماتت فقال : يارسول الله إن أمي ماتت أفأتصدق عنها ؟
قال : نعم 0 قلت : فأي الصدقة أفضل ؟ قال : سقي الماء ) قال الحسن : فتلك سقاية
آل سعد بالمدينة 0 رواه أحمد والنسائي 0
كذلك الصوم عنهما ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : جاء رجل الى النبي صلى الله
عليه وسلم فقال : ( يارسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها ؟ قال :
لو كان على أمك دين أكنت قاضيه عنها ؟ قال نعم 0 قال : فدين الله أحق أن يقضى )
رواه البخاري 0 كذلك الحج عنهما والصلاة وقراءة القرآن وقد روى مسلم عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رغم أنفه ، رغم أنفه ، رغم
أنفه ، قيل : من يارسول الله ؟ قال : من أدرك والديه أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل
الجنة ) وعن أبي هريره رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ثلاث دعوات مستجاب لهن لاشك فيهن : دعوة المظلوم ، ودعوة المسافر ودعوة الوالدين على
الولد ) 0 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
( من سره أن يمد له في عمره ويزداد في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه ) وصدق
الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أشار الى ضرورة البر بالوالدين فقد قال ( بروا
آباءكم تبركم أبناؤكم ، وعفُوا تعف نساؤكم ) 0 رواه الطبراني 0
وأما حقوق الأبناء على الآباء فهي عديدة ولابد من ذكرها للتذكير فيما بيننا ، فالحق الأول
للأبناء على الآباء فهو الإختيار الأمثل للزوجة الصالحة المتدينة بذات الدين امتثالا لقول الرسول
صلى الله عليه وسلم ( فاظفر بذات الدين تربت يداك ) 0 لأن الزوجة الصالحة هي خير متاع
الدنيا وهي المناسبة في تربية أبنائها التربية الدينية 0 والحق الثاني للأبناء على الآباء التعوذ
بالله من الشيطان الرجيم قبل الجماع 0 ولهذا فقد روى البخاري ومسلم عن إبن عباس رضي
الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال بسم
الله ، اللهم جنبنا الشيطان ، وجنِب الشيطان ما رزقتنا فقضي بينهما ولد لم يضره ) 0
والحق الثالث للأبناء أن يؤذن في أذنيه بعد ولادته ، وقد روى عن الحسين بن علي رضي
الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من ولد له مولود فأذن في أذنه
اليمنى وأقام في أذنه اليسرى لم تضره أم الصبيان ) 0 وقد أذن الرسول صلى الله عليه وسلم
في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة الزهراء رضى الله عنها ، ومن السنة أن تحنك
مولودك بنفسك يا أخي المسلم أو تذهب به إلى عالم صالح ليحنكه كما فعل الرسول صلى
الله عليه وسلم بالصبيان حين يؤتى إليهم فيدعوا لهم ويحنكهم ، وفي صحيح البخاري ومسلم
عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : حملت بعبدالله بن الزبير في مكة ونزلت
المدينة وولدته بقباء ، ثم أتيته النبي صلى الله عليه وسلم فدعا بتمرة فمضغها ثم تفل
في فيهه كان أول شيئ دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم حنكه
ودعى له وبارك عليه 0 والحق الرابع للأبناء أن تتخير له إسما حسنا ذكرا كان أو أنثى ،
فعن إبن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أحب أسمائكم
إلى الله عزوجل عبدالله و عبدالرحمن ) 0 وفي الحديث الشريف يقول الرسول صلى الله عليه
وسلم : ( إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم ، فأحسنوا أسمائكم ) 0 رواه أبوداود
وفي الحديث : ( إن أحب الأسماء إلى الله عبدالله و عبدالرحمن وأصدقها حارث وهمام وأقبحها
حرب و مرة ) 0 ومن السنة أن يسمي مولوده في اليوم السابع من ولادته ، وهذا يعتبر الحق
الخامس للأبناء لأنه لابد من الإقتداء بالسنة النبوية ، وأما الحق السادس للأبناء على الآباء فهو
أن يذبح عنه يوم سابعه ، فعن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : ( كل غلام رهين بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى ) 0 فيتصدق يوم
سابعه بشاتين إذا كان ذكرا ، وشاة واحدة إن كانت أنثى ، فعن إبن عباس رضي الله عنهما
أن رسول الله عق عن الحسن بشاة وقال : يافاطمة أحلقي رأسه وتصدقي بوزنه فضة على
المسلمين ) 0 فوزناه فكان وزنه درهما أو بعض درهم ، وحلق الرأس والتصدق بوزن الشعر فضة
على المسلمين يعتبر الحق السابع للأبناء على الآباء ، ويستحب أن يقول عند ذبح العقيقة
( اللهم هذا منك وإليك عقيقة فلان ، ويستحب ذبحها عند طلوع الشمس 0
والحق الثامن للأبناء أن يختنه ذكرا كان أو انثى إلا أن معظم المجتمعات العربية لا تقوم بختان
الإناث ، فعن شداد بن أوس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( الختان سنة للرجال مكرمة للنساء ) 0 أخرجه أحمد والبيهقي 0
والحق التاسع أن يعلمه القرآن ، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( حق الولد على الوالد أن يعلمه الكتاب والسباحة وألا يرزقه إلا طيبا ) 0 أخرجه أحمد والبيهقي 0
والحق العاشر أن يعلمه السباحة كما سبق ذكره في الحديث ، والحق الحادي عشر للأبناء ألا
يرزقه إلا طيبا ، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال ( علموا أولادكم الرماية
والسباحة وركوب الخيل ) 0 والحق الثاني عشر أن يدرب الإبن على الصلاة لسبع سنوات ،
فعن عمرو بن شعيب ، عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( مروا صبيانكم بالصلاة لسبع ، واضربوهم عليها لعشر سنين ، وفرقوا بينهم بالمضاجع ) 0
رواه أحمد وأبو داود ، والحق الثالث عشر أن يرى مهذبا دينيا يعلم إبنه أمور دينه ودنياه
وتأديبه بآداب الإسلام ، وأن يعلمه ماهو حلال ، وما هو حرام ، وتبيان ما يرضي الله
وما يغضبه ، وعن إبن عباس رضي الله عنهما أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أكرموا أولادكم ، و أحسنوا أدبهم ) 0 رواه إبن ماجه ، وعن جابر إبن سمرة رضي الله عنه
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لأن يؤدب الرجل ولده ، خير له من أن يتصدق بصاع ) 0
رواه الترمذي ،،،،،،،،
هذا والله أسأل أن يرزقنا الذرية الصالحة ، وأن يعيننا ويوفقنا على تربيتهم التربية الإسلامية
والحمد لله رب العالمين وجزاكم الله خير على قراءة الموضوع المهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، أما بعد : ---
إن من أعظم النعم التي أنعمنا بها رب العزة والجلال ، هي نعمة الإسلام ، وفي هذا الدين الحنيف من المحاسن
الفاضلة التي لاتعد ولا تحصى ، وقد قال الله عزوجل في كتابه الكريم ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )
ومن ضمن هذه النعم وهذه المحاسن الفاضلة : تنشئة الأسرة ، التنشئة الإسلامية الصحيحة ، وتربية أفرادها
التربية الإسلامية ، وتقويمهم على النهج السليم كبارا كانوا أم صغارا ، أسوة بالسلف الصالح الذين
نشأوا وترعرعوا تحت ظل لواء الإسلام ، وأصبح لهم شأن عظيم ، حتى أن الله عزوجل امتدحهم وقال
عنهم في كتابه الكريم ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) 0
ولابد لنا من تبيان حقوق الآباء على الأبناء ، وحقوق الأبناء على الآباء حتى نستطيع جميعا أن
نؤدي هذه الواجبات والإمتثال بها ، وقد قال الله عزوجل ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ، وبالوالدين
إحسانا ، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا
كريما ، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) الآية 0
نستدل من هذه الآية الكريمة المعاني الكثيرة للخنوع والخضوع والتذلل للوالدين وطاعتهما والدعوة
لهما ، وتلبية رغباتهما 00
ومن ضمن حقوق الآباء على الأبناء البر بهما والإحسان اليهما ، وفي صحيح البخاري عن
عبدالله قال : سألت النبي صلى الله علي وسلم ، أي العمل أحب إلى الله عزوجل ؟ قال :
الصلاة على وقتها 0 قال : ثم أي ؟ قال : ثم بر الوالدين 0 قال : ثم أي ؟ قال :
الجهاد في سبيل الله 0 ويقول القرطبي رحمه الله : أمر الله تعالى عباده بعبادته وتوحيده
وجعل بر الوالدين مقرونا بذلك 0 كما قرن شكرهما بشكره عزوجل فقال عز من قائل
( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ) وقال ( أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير)
وفي صحيح مسلم : عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
(إن من الكبائر شتم الرجل والديه 0 قالوا : يارسول الله وهل يشتم الرجل والديه ؟ قال :
نعم ، يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه )
وهناك أحاديث شريفة أشار فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن عقوق الوالدين من
الكبائر والعياذ بالله 0 فعن أبي بكر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر (ثلاثا ) قلنا : بلى يارسول الله 0 قال : الإشراك بالله ، وعقوق
الوالدين ، وكان متكئا فجلس فقال : ألا وقول الزور ، وشهادة الزور 0 فما زال يكررها
حتى قلنا ليته يسكت ) وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال : ( الكبائر : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وقتل النفس ،
واليمين الغموس ) رواه البخاري ، وعن إبن عمر رضي اله عنهما قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : ( بكاء الوالدين من العقوق ) أخرجه البخاري ، وفي رواية : بكاء الوالدين
من العقوق والكبائر 0 وفي الصحيح عن عبدالله بن عمرو قال : جاء رجل الى النبي صلى الله
عليه وسلم يستأذنه في الجهاد فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أحي والداك ؟ قال : نعم 0
قال : ففيهما جاهد ) وفي رواية : إذهب فأضحكهما كما أبكيتهما ) ومن تمام برهما صلة
أهل ودهما ، ففي الصحيح عن إبن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول : إن من أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولى 0 وروى أبو أسيد
رضي الله عنه -- وكان بدويا -- قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم جالسا فجاءه رجل
من الأنصار فقال : يارسول الله هل بقي من بر والدي من بعد موتهما شيئ ؟ فقال : نعم 0
الصلاة عليهما ، والإستغفار لهما ، وإنفاذ عهدهما ، وإكرام صديقهما ، وصلة الرحم التي لا رحم
لك إلا من قبلهما ، فهذا الذي بقي عليك ) وقال بعض التابعين ( من دعا لوالديه خمس
مرات في اليوم ، فقد أدى حق والديه في الدعاء 0 لأن الله عزوجل قال ( أن اشكر لي
ولوالديك الي المصير ) فشكر الله عزوجل أن يصلي خمس مرات في اليوم ، كذلك شكر الوالدين
أن يدعوا لهما في كل يوم خمس مرات 0 والدعاء لهما بالرحمة ( وقل ربي ارحمهما كما
ربياني صغيرا ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن الرجل لترفع درجته في الجنة ، فيقول يارب أنى لي هذا ؟ فيقال : باستغفار ولدك لك)
رواه احمد وابن ماجد والبيهقي ، وفي الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا مات إبن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ، صدقة جارية ، أو
علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعوا له ) رواه البخاري ومسلم وابو داوود 0
ومن البر كذلك بعد موتهما أن تتصدق عنهما لما رواه أحمد ومسلم فعن أبي هريرة رضي الله
عنه قال : قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : ( إن أبي مات وترك مالا ولم يوصي فهل
يكفر عنه أن أتصدق عنه ؟ قال : نعم 0 رواه أحمد ومسلم وغيرهما 0
وعن الحسن عن سعد بن عبادة أن أمه ماتت فقال : يارسول الله إن أمي ماتت أفأتصدق عنها ؟
قال : نعم 0 قلت : فأي الصدقة أفضل ؟ قال : سقي الماء ) قال الحسن : فتلك سقاية
آل سعد بالمدينة 0 رواه أحمد والنسائي 0
كذلك الصوم عنهما ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : جاء رجل الى النبي صلى الله
عليه وسلم فقال : ( يارسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها ؟ قال :
لو كان على أمك دين أكنت قاضيه عنها ؟ قال نعم 0 قال : فدين الله أحق أن يقضى )
رواه البخاري 0 كذلك الحج عنهما والصلاة وقراءة القرآن وقد روى مسلم عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رغم أنفه ، رغم أنفه ، رغم
أنفه ، قيل : من يارسول الله ؟ قال : من أدرك والديه أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل
الجنة ) وعن أبي هريره رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ثلاث دعوات مستجاب لهن لاشك فيهن : دعوة المظلوم ، ودعوة المسافر ودعوة الوالدين على
الولد ) 0 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
( من سره أن يمد له في عمره ويزداد في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه ) وصدق
الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أشار الى ضرورة البر بالوالدين فقد قال ( بروا
آباءكم تبركم أبناؤكم ، وعفُوا تعف نساؤكم ) 0 رواه الطبراني 0
وأما حقوق الأبناء على الآباء فهي عديدة ولابد من ذكرها للتذكير فيما بيننا ، فالحق الأول
للأبناء على الآباء فهو الإختيار الأمثل للزوجة الصالحة المتدينة بذات الدين امتثالا لقول الرسول
صلى الله عليه وسلم ( فاظفر بذات الدين تربت يداك ) 0 لأن الزوجة الصالحة هي خير متاع
الدنيا وهي المناسبة في تربية أبنائها التربية الدينية 0 والحق الثاني للأبناء على الآباء التعوذ
بالله من الشيطان الرجيم قبل الجماع 0 ولهذا فقد روى البخاري ومسلم عن إبن عباس رضي
الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال بسم
الله ، اللهم جنبنا الشيطان ، وجنِب الشيطان ما رزقتنا فقضي بينهما ولد لم يضره ) 0
والحق الثالث للأبناء أن يؤذن في أذنيه بعد ولادته ، وقد روى عن الحسين بن علي رضي
الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من ولد له مولود فأذن في أذنه
اليمنى وأقام في أذنه اليسرى لم تضره أم الصبيان ) 0 وقد أذن الرسول صلى الله عليه وسلم
في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة الزهراء رضى الله عنها ، ومن السنة أن تحنك
مولودك بنفسك يا أخي المسلم أو تذهب به إلى عالم صالح ليحنكه كما فعل الرسول صلى
الله عليه وسلم بالصبيان حين يؤتى إليهم فيدعوا لهم ويحنكهم ، وفي صحيح البخاري ومسلم
عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : حملت بعبدالله بن الزبير في مكة ونزلت
المدينة وولدته بقباء ، ثم أتيته النبي صلى الله عليه وسلم فدعا بتمرة فمضغها ثم تفل
في فيهه كان أول شيئ دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم حنكه
ودعى له وبارك عليه 0 والحق الرابع للأبناء أن تتخير له إسما حسنا ذكرا كان أو أنثى ،
فعن إبن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أحب أسمائكم
إلى الله عزوجل عبدالله و عبدالرحمن ) 0 وفي الحديث الشريف يقول الرسول صلى الله عليه
وسلم : ( إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم ، فأحسنوا أسمائكم ) 0 رواه أبوداود
وفي الحديث : ( إن أحب الأسماء إلى الله عبدالله و عبدالرحمن وأصدقها حارث وهمام وأقبحها
حرب و مرة ) 0 ومن السنة أن يسمي مولوده في اليوم السابع من ولادته ، وهذا يعتبر الحق
الخامس للأبناء لأنه لابد من الإقتداء بالسنة النبوية ، وأما الحق السادس للأبناء على الآباء فهو
أن يذبح عنه يوم سابعه ، فعن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : ( كل غلام رهين بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى ) 0 فيتصدق يوم
سابعه بشاتين إذا كان ذكرا ، وشاة واحدة إن كانت أنثى ، فعن إبن عباس رضي الله عنهما
أن رسول الله عق عن الحسن بشاة وقال : يافاطمة أحلقي رأسه وتصدقي بوزنه فضة على
المسلمين ) 0 فوزناه فكان وزنه درهما أو بعض درهم ، وحلق الرأس والتصدق بوزن الشعر فضة
على المسلمين يعتبر الحق السابع للأبناء على الآباء ، ويستحب أن يقول عند ذبح العقيقة
( اللهم هذا منك وإليك عقيقة فلان ، ويستحب ذبحها عند طلوع الشمس 0
والحق الثامن للأبناء أن يختنه ذكرا كان أو انثى إلا أن معظم المجتمعات العربية لا تقوم بختان
الإناث ، فعن شداد بن أوس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( الختان سنة للرجال مكرمة للنساء ) 0 أخرجه أحمد والبيهقي 0
والحق التاسع أن يعلمه القرآن ، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( حق الولد على الوالد أن يعلمه الكتاب والسباحة وألا يرزقه إلا طيبا ) 0 أخرجه أحمد والبيهقي 0
والحق العاشر أن يعلمه السباحة كما سبق ذكره في الحديث ، والحق الحادي عشر للأبناء ألا
يرزقه إلا طيبا ، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال ( علموا أولادكم الرماية
والسباحة وركوب الخيل ) 0 والحق الثاني عشر أن يدرب الإبن على الصلاة لسبع سنوات ،
فعن عمرو بن شعيب ، عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( مروا صبيانكم بالصلاة لسبع ، واضربوهم عليها لعشر سنين ، وفرقوا بينهم بالمضاجع ) 0
رواه أحمد وأبو داود ، والحق الثالث عشر أن يرى مهذبا دينيا يعلم إبنه أمور دينه ودنياه
وتأديبه بآداب الإسلام ، وأن يعلمه ماهو حلال ، وما هو حرام ، وتبيان ما يرضي الله
وما يغضبه ، وعن إبن عباس رضي الله عنهما أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أكرموا أولادكم ، و أحسنوا أدبهم ) 0 رواه إبن ماجه ، وعن جابر إبن سمرة رضي الله عنه
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لأن يؤدب الرجل ولده ، خير له من أن يتصدق بصاع ) 0
رواه الترمذي ،،،،،،،،
هذا والله أسأل أن يرزقنا الذرية الصالحة ، وأن يعيننا ويوفقنا على تربيتهم التربية الإسلامية
والحمد لله رب العالمين وجزاكم الله خير على قراءة الموضوع المهم