الــولــيــد
08-25-2007, 11:38 AM
كتب استاذنا القدير هنيدس موضوعاً عن سراة بني سعد في منتدى الهيلا ، وننقل لللاخوة هنا الجزء الذي يهمنا من هذا الموضوع الرائع :
يقول هنيدس :
لاحظنا في الآونه الأخيرة من بعض مثقفي القبيلة قولهم ان بني سعد جنوب الطائف ليسو من بني سعد بن بكر بن هوازن واحتجوا بقول الدكتور عياد الثبيتي أن ديار سعد بن بكر شمال الطائف وليست جنوبه ، وقال الأستاذ الأحيوي انهم من كنانة وسبق الأستاذ القداح الاحيوي في ذلك ، وكثرت الرسائل لهنيدس بضرورة الايضاح والرد على هذه الاقوال والتي تناقض موروث القبيلة ، وكنت احاول ان اتحاشا هذه المواضيع لانه لا علاقة لها بالموروث الذي نعرفه ، وذكر بعض الاخوة في المنتديات الأخرى ان على هنيدس ان يرسينا على بر .
واقول : الذي أعرفه أنا يا هنيدس أن بني سعد عتيبة هم من بني سعد بن بكر بن هوازن بحسب أقوال نسابة القبيلة وشعرائها في القرن الماضي وانهم يفتخرون بحليمة السعدية . واما وقد ملاء الأخ الاحيوي المنتديات كافة بكنانية بني سعد هؤلاء ، فلزم علينا الايضاح بما نراه صحيحاً وسنفند أولاً ما ذكره الاحيوي ثم نستعرض تاريخ العرب في الجاهلية وصدر الاسلام وحركات القبائل في تلك المنطقة وفيها من الغرائب الشئ الكثير :
الأحيوي وشبابة كنانة وسعدها :
قال الأحيوي : " جاء ذكر حداب بني شبابة سنة 74هــ في خبر للحجاج حينما طلب عسلا من حدب بني شبابة كما جاء ذكر حداب بني شبابة في خبر لسليمان بن عبد الملك سنة 97هــ حينما أمر بإحضار عسل من حداب بني شبابة ثم جاء ذكر ديارهم في شعر أبي الجياش الحجري الأزدي حيث قال :
فالذرى من سراة غامد فالنمـ ***** ر فأجبال دوسها ضحيـــاء
فقرى الدارتين أرض علـــــي ***** سهلها والجبال منها الماء
فالشـــــــبابات فالمعادن فالطا ***** ئف فالويل أرضهن سمــاء
ونرى الشاعر قد حدد ديار بني شبابة وأنها تقع بين الدارتين أرض بني علي في السراة جنوبا والمعادن قرب الطائف شمالا وهذه الحداب جبال بالسراة تنسب اليهم سراة بني شبابة وتقع بين سراة بجيلة وسراة الطائف . " أ.هـ
يقول هنيدس : كلام جميل جداً نتفق مع الاحيوي فيه لانه كلام عن القرن الأول للهجرة وما قبله .
*****
قال الأحيوي : " 3 ـ أودية الليث ومركوب ويلملم
ومن أوديتهم : الليث ومركوب ويلملم كما ذكره الهمداني كما يقطنون الطائف أي أنهم من أهل الطائف كما نص عليه الصاحب اسماعيل بن عباد ( ت385هــ ) والجوهري ( ت398هــ ) والزمخشري ( ت538هــ ) وابن منظور ( ت 711هــ ) والفيروز أبادي ( ت817 هــ ) وهم ينزلون السراة كما نص عليه أبو حنيفة الدينوري ( ت 282هــ ) والهمداني ( ت نحو 350هــ ) والبكري ( ت 487هــ ) والذهبي ( ت 748هــ ) وقد امتدت سراتهم الى نواحي مكة حتى عدها البعض من نواحي مكة كما نص عليه السمعاني ( ت 562هــ ) وابن عساكر ( ت 571هــ ) وياقوت الحموي ( ت 626هــ ) والسيوطي ( ت911هــ ) " أ.هـ
يقول هنيدس : لادليل مهم هنا على شئ مما يعنينا فالطائف لثقيف ، والشبابات حول الطائف كثيرة بحسب كتب العرب فلكل عصر شبابته سواء كانت كنانية كما يقول الأحيوي أو فهميه أو أزدية كما ذكرت التواريخ أو حتى هلالية كما نقول نحن ، وفي مختلف العصور اسم شبابة لم يتغير لانه في قبائل شتى سكنت تلك المنطقة ولكن القبائل تتغير بالرحيل أو بالحروب . وإن قال الاحيوي شبابة هي واحده نقول فمن يقصد ابي الجياش بالشبابات ؟
****
قال الأحيوي : "2ــ ثانيا : العسل الشبابي
وقد اشتهر بنو شبابة هؤلاء بالعسل الذي عرف بالعسل الشبابي كما ذكره الأصمعي والبلاذري وأبو حنيفة الدينوري وابن عباد والزمخشري وابن منظور وغيرهم " أ.هـ
يقول هنيدس : العسل هو العسل ، تشتهر به تلك الديار ، سواء كانت شبابة كنانة أو شبابة فهم أو شبابة الأزد أو كما نقول نحن شبابة بني هلال ، العسل هو العسل من النحل ولا يرتبط بأناس معينين ومن يملك الديار يملك العسل وليس هذا بدليل على شئ مهم .
****
وقال الأحيوي : " 5ــ أن شبابة بطن من بني مالك بن كنانة
قال البلاذري ( ت279 ) : " ومن بني مالك بن كنانة بنو شبابة وهم ينزلون اليمن واليهم ينسب العسل الشبابي " أ . هــ وقال الأزهري ( 282 ــ 370 ) : " عسل شبابي ينسب الى بني شبابة قوم بالطائف من بني مالك بن كنانة " أ . هــ وقال ابن منظور ( ت 711هــ ) : " عسل شبابي ينسب الى بني شبابة قوم بالطائف من بني مالك بن كنانة ينزلون اليمن " أ . هــ وقد صحت نسبتهم الى فهم كما جاء في الحديث الذي رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده : " أن شبابة بطن من فهم كانوا يؤدون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم على نحل كان لهم العشر من كل عشر قرب قربة وكان يحمي واديين لهم فلما كان عمر رضي الله عنه استعمل على ما هناك سفيان بن عبد الله الثقفي فأبوا أن يؤدوا اليه شيئا وقالوا : إنما كنا نؤديه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب سفيان الى عمر رضي الله عنه بذلك فكتب اليه عمر رضي الله عنه : إنما النحل ذباب غيث يسوقه الله عز وجل رزقا الى من يشاء من عباده فان أدوا إليك ما كانوا يؤدون الى رسول الله فاحم لهم أوديتهم وإلا فخل بينه وبين الناس فادوا اليه ما كانوا يؤدون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمى لهم أوديتهم " . وقد نسبهم الى فهم الدارقطني ( ت 385هــ ) وابن ماكولا ( ت475هــ ) والنووي ( ت 676هــ ) والذهبي ( 748هــ ) والفيروز أبادي ( ت 817هــ ) وقد نسبهم أبو حنيفة الدينوري الى فهم بن مالك وتوهم أنهم من الأزد والصحيح ان فهم بن مالك غير مالك بن فهم كما مر بيانه وبنو فهم هؤلاء فرع من بني كنانة ذكرهم ابن حبيب ( ت 245هــ ) ويستفاد من بعض النصوص انهم من فروع مالك بن كنانة وهذا يعني ان شبابة فرع من فهم وهم بنو فهم بن مالك وهم بنو مالك بن كنانة وهذه النصوص تدور حول قبيلة شبابة التي تقطن سراة شبابة من بلاد الطائف وقد دلت النصوص على وجود هذه القبيلة منذ العهد الجاهلي كما مر في بعض النصوص التي سبقت الإشارة إليها وظلت في تلك الديار على مر القرون
قلت : أن النصوص المتتالية خلال بضعة قرون منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم حول قبيلة شبابة التي تستوطن ديارا حددها العلماء في السراة والحداب وأودية الليث ومركوب ويلملم وذكروا اشتهارها بالعسل الشبابي الجيد تعني ان هذه القبيلة هي ذاتها التي طغى اسمها على بعض قبائل العرب ممن لا يمت لها بصلة وان هذه القبيلة كنانية النسب بنصوص ثابتة للبلاذري وغيره " أ.هـ
يقول هنيدس : القول أنها جاهلية وفي ق1هـ وق2هـ لا نعترض عليه ، ولكن الاعتراض على القرون ما بعد ق3هـ ، فلو كانت شبابة التي من كنانة في ديارها أصلاً لما حصر الهمداني (ق3هـ) شبابة تلك (سواء كانت كنانية او فهميه او أزدية) في جزء ضيق جداً بين بجالة وعدوان .
قال الهمذاني في صفة جزيرة العرب ق 3 يصف السراة من بلاد زهران إلى الطائف :
"...
ـ ثم يتلوها سراة عنز (عسير الآن وكان فيها عنز بن وائل) .
ـ وسراة الحجر نجدهم خثعم وغورها بارق .
ـ ثم سراة الأزد وبنو القرن وبنو خالد ، نجدهم خثعم وغورهم قبائل من الأزد .
ـ ثم سراة الخال لشكر ، نجدهم خثعم وغورهم قبائل من الأسد بن عمران .
ـ ثم سراة زهران من الأزد: دوس وغامد والحر ، نجدهم بنو سواءة بن عامر وغورهم لهب.
وعويل بن الأزد وبنو عمرو وبنو سواءة خليطي والدعوة عامرية .
ـ ثم سراة بجيلة فنجدها بنو المعترف وأصلهم من تميم (!!!) وقال لي بعضهم أنهم من عكل ، وغورها بنو سعد من كنانة .
ـ ثم سراة بني شبابة وعدوان ، غورهم الليث ومركوب فيلملم ونجدها فيه عدوان مما يصلي مطار .
ـ ثم سراة الطائف غورها مكة ونجدها ديار هوازن " أ.هـ
ونلاحظ هنا ان بجالة غورها بني سعد كنانه أي في تهامه وقد ذابت في تهامه مع بقية كنانة حيث أننا في نص المقدسي لا نرى كنانه ولا سعد.
لا إشارة إلى كنانه أو شبابه أو بني سعد في نص المقدسي ق 4 هـ :
وبعد أن سرد الاخ الاحيوي ما قالته كتب العرب عن كلمة شبابة عامة قفز خمسة قرون وذكر بني سعد فقال : " (8 ــ ثامنا : أن ديار بني سعد هي ديار شبابة فسراة شبابة عرفت بسراة بني سعد قال الفاسي ( ت 832هــ ) في ترجمة شيخ الحرم عبد بن أحمد الهروي ( ت 434هــ ) وكان يقطن سراة بني شبابة : " وهي سراة بني سعد بجهة بجيلة بمجرى وما حولها من بلاد بني سعد " أ . هــ وبنو سعد هؤلاء فرع من شبابة بلا خلاف فان زعم زاعم أن بني سعد هؤلاء من شبابة أخرى ثم حلوا ديار شبابة الكنانية أن يبرز الدليل وهيهات لا سيما وأن بني سعد هؤلاء كانوا يقطنون سراة بني شبابة في الوقت الذي كانت فيه شبابة الكنانية تحل هذه الديار ونحن نقول أن بني سعد هؤلاء فرع من بني شبابة من كنانة وعلى من ادعى خلاف ذلك إبراز الدليل ولا دليل بل إن الأدلة توافرت على كنانية بني سعد " أ.هـ
يقول هنيدس : الدليل الأول هو نص المقدسي ق4 هـ ، ففي القرن الرابع الهجري أختفت شبابة من تلك الديار واختفت معها كنانة ولا وجود لسعد ، قال المقدسي ق 4هـ : " القبائل تأخذ من السروات نحو أهل الشام فتقع في :
ـ أرض الأغر بن هيثم ،
ـ ثم تخرج إلى ديار يعلى بن أبي يعلى
ـ ثم إلى سردد ثم إلى ديار عنز بن وائل في بني غزية ،
ـ ثم تقع في ديار جرش والعتل وجلاجل ،
ـ ثم إلى ديار الشقرة بها خثعم ،
ـ ثم في ديار الحارث ... ثم في شكر وعامر ،
ـ ثم في بجيلة ، ثم في فهم ،
ـ ثم في بني عاصم ،
ـ ثم في عدوان ،
ـ ثم في بني سلول.
ـ ثم في مطار .." أ.هـ
وكما نلاحظ فإنه من نص المقدسي ق4 لا نرى أي إشارة إلى كنانة أو سعد أو حتى شبابة ، وهذا يدل على عكس ما يقوله الاحيوي فلو أن شبابة من كنانة أو بني سعد كنانة لازالت محتفظة بتلك الديار أو لها سيطرة لذكرها الهمداني وفصل بطونها ، ولذكرها المقدسي (ق4) وفصل بطونها وهم من الرحالة الثقات .
الدليل الثاني غزو هوازن لبسائط الطائف ق3هـ :
لا أعلم كيف نقل الاحيوي بني سعد كنانه من الليث ويلملم إلى غزوان ليشتركوا هناك مع بني هلال التي لا تربطهم بها علاقة في غزو هذيل وغيرها وليستولوا بعد ذلك على بسائط الطائف . والحقيقة أن كنانه من خندف وهوازن من قيس وأن بني سعد الذين ذكرهم الهمداني هم بني سعد بن بكر بن هوازن الذين ديارهم في جهات أوطاس وجهات البوباه وغيرها من المناطق حيث كانت معركة حنين قبل ذلك بقرنين ونيف ، وانهم اشتركوا مع بني هلال ابناء عمومتهم في سكنى بسائط الطائف وجهاته الجنوبية ابتداءً من غزوان .
وانهم اخرجو هذيل من ديارها في البوباه ونخله وأوطاس وغيرها من الديار التي كانت في الاصل لهوازن .
قال الهمداني: " منازل هذيل عرنه وعرفة وبطن نعمان ونخلة ورحيل وكبكب والبوباة وأوطاس وغزوان فأخرجهم منه بنو سعد أخرجوها في وقتنا هذا بمعونة عج بن شاخ سلطان مكة " أ . هــ أي في زمن الهمداني (ق3هـ)
يقول هنيدس :
لاحظنا في الآونه الأخيرة من بعض مثقفي القبيلة قولهم ان بني سعد جنوب الطائف ليسو من بني سعد بن بكر بن هوازن واحتجوا بقول الدكتور عياد الثبيتي أن ديار سعد بن بكر شمال الطائف وليست جنوبه ، وقال الأستاذ الأحيوي انهم من كنانة وسبق الأستاذ القداح الاحيوي في ذلك ، وكثرت الرسائل لهنيدس بضرورة الايضاح والرد على هذه الاقوال والتي تناقض موروث القبيلة ، وكنت احاول ان اتحاشا هذه المواضيع لانه لا علاقة لها بالموروث الذي نعرفه ، وذكر بعض الاخوة في المنتديات الأخرى ان على هنيدس ان يرسينا على بر .
واقول : الذي أعرفه أنا يا هنيدس أن بني سعد عتيبة هم من بني سعد بن بكر بن هوازن بحسب أقوال نسابة القبيلة وشعرائها في القرن الماضي وانهم يفتخرون بحليمة السعدية . واما وقد ملاء الأخ الاحيوي المنتديات كافة بكنانية بني سعد هؤلاء ، فلزم علينا الايضاح بما نراه صحيحاً وسنفند أولاً ما ذكره الاحيوي ثم نستعرض تاريخ العرب في الجاهلية وصدر الاسلام وحركات القبائل في تلك المنطقة وفيها من الغرائب الشئ الكثير :
الأحيوي وشبابة كنانة وسعدها :
قال الأحيوي : " جاء ذكر حداب بني شبابة سنة 74هــ في خبر للحجاج حينما طلب عسلا من حدب بني شبابة كما جاء ذكر حداب بني شبابة في خبر لسليمان بن عبد الملك سنة 97هــ حينما أمر بإحضار عسل من حداب بني شبابة ثم جاء ذكر ديارهم في شعر أبي الجياش الحجري الأزدي حيث قال :
فالذرى من سراة غامد فالنمـ ***** ر فأجبال دوسها ضحيـــاء
فقرى الدارتين أرض علـــــي ***** سهلها والجبال منها الماء
فالشـــــــبابات فالمعادن فالطا ***** ئف فالويل أرضهن سمــاء
ونرى الشاعر قد حدد ديار بني شبابة وأنها تقع بين الدارتين أرض بني علي في السراة جنوبا والمعادن قرب الطائف شمالا وهذه الحداب جبال بالسراة تنسب اليهم سراة بني شبابة وتقع بين سراة بجيلة وسراة الطائف . " أ.هـ
يقول هنيدس : كلام جميل جداً نتفق مع الاحيوي فيه لانه كلام عن القرن الأول للهجرة وما قبله .
*****
قال الأحيوي : " 3 ـ أودية الليث ومركوب ويلملم
ومن أوديتهم : الليث ومركوب ويلملم كما ذكره الهمداني كما يقطنون الطائف أي أنهم من أهل الطائف كما نص عليه الصاحب اسماعيل بن عباد ( ت385هــ ) والجوهري ( ت398هــ ) والزمخشري ( ت538هــ ) وابن منظور ( ت 711هــ ) والفيروز أبادي ( ت817 هــ ) وهم ينزلون السراة كما نص عليه أبو حنيفة الدينوري ( ت 282هــ ) والهمداني ( ت نحو 350هــ ) والبكري ( ت 487هــ ) والذهبي ( ت 748هــ ) وقد امتدت سراتهم الى نواحي مكة حتى عدها البعض من نواحي مكة كما نص عليه السمعاني ( ت 562هــ ) وابن عساكر ( ت 571هــ ) وياقوت الحموي ( ت 626هــ ) والسيوطي ( ت911هــ ) " أ.هـ
يقول هنيدس : لادليل مهم هنا على شئ مما يعنينا فالطائف لثقيف ، والشبابات حول الطائف كثيرة بحسب كتب العرب فلكل عصر شبابته سواء كانت كنانية كما يقول الأحيوي أو فهميه أو أزدية كما ذكرت التواريخ أو حتى هلالية كما نقول نحن ، وفي مختلف العصور اسم شبابة لم يتغير لانه في قبائل شتى سكنت تلك المنطقة ولكن القبائل تتغير بالرحيل أو بالحروب . وإن قال الاحيوي شبابة هي واحده نقول فمن يقصد ابي الجياش بالشبابات ؟
****
قال الأحيوي : "2ــ ثانيا : العسل الشبابي
وقد اشتهر بنو شبابة هؤلاء بالعسل الذي عرف بالعسل الشبابي كما ذكره الأصمعي والبلاذري وأبو حنيفة الدينوري وابن عباد والزمخشري وابن منظور وغيرهم " أ.هـ
يقول هنيدس : العسل هو العسل ، تشتهر به تلك الديار ، سواء كانت شبابة كنانة أو شبابة فهم أو شبابة الأزد أو كما نقول نحن شبابة بني هلال ، العسل هو العسل من النحل ولا يرتبط بأناس معينين ومن يملك الديار يملك العسل وليس هذا بدليل على شئ مهم .
****
وقال الأحيوي : " 5ــ أن شبابة بطن من بني مالك بن كنانة
قال البلاذري ( ت279 ) : " ومن بني مالك بن كنانة بنو شبابة وهم ينزلون اليمن واليهم ينسب العسل الشبابي " أ . هــ وقال الأزهري ( 282 ــ 370 ) : " عسل شبابي ينسب الى بني شبابة قوم بالطائف من بني مالك بن كنانة " أ . هــ وقال ابن منظور ( ت 711هــ ) : " عسل شبابي ينسب الى بني شبابة قوم بالطائف من بني مالك بن كنانة ينزلون اليمن " أ . هــ وقد صحت نسبتهم الى فهم كما جاء في الحديث الذي رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده : " أن شبابة بطن من فهم كانوا يؤدون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم على نحل كان لهم العشر من كل عشر قرب قربة وكان يحمي واديين لهم فلما كان عمر رضي الله عنه استعمل على ما هناك سفيان بن عبد الله الثقفي فأبوا أن يؤدوا اليه شيئا وقالوا : إنما كنا نؤديه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب سفيان الى عمر رضي الله عنه بذلك فكتب اليه عمر رضي الله عنه : إنما النحل ذباب غيث يسوقه الله عز وجل رزقا الى من يشاء من عباده فان أدوا إليك ما كانوا يؤدون الى رسول الله فاحم لهم أوديتهم وإلا فخل بينه وبين الناس فادوا اليه ما كانوا يؤدون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمى لهم أوديتهم " . وقد نسبهم الى فهم الدارقطني ( ت 385هــ ) وابن ماكولا ( ت475هــ ) والنووي ( ت 676هــ ) والذهبي ( 748هــ ) والفيروز أبادي ( ت 817هــ ) وقد نسبهم أبو حنيفة الدينوري الى فهم بن مالك وتوهم أنهم من الأزد والصحيح ان فهم بن مالك غير مالك بن فهم كما مر بيانه وبنو فهم هؤلاء فرع من بني كنانة ذكرهم ابن حبيب ( ت 245هــ ) ويستفاد من بعض النصوص انهم من فروع مالك بن كنانة وهذا يعني ان شبابة فرع من فهم وهم بنو فهم بن مالك وهم بنو مالك بن كنانة وهذه النصوص تدور حول قبيلة شبابة التي تقطن سراة شبابة من بلاد الطائف وقد دلت النصوص على وجود هذه القبيلة منذ العهد الجاهلي كما مر في بعض النصوص التي سبقت الإشارة إليها وظلت في تلك الديار على مر القرون
قلت : أن النصوص المتتالية خلال بضعة قرون منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم حول قبيلة شبابة التي تستوطن ديارا حددها العلماء في السراة والحداب وأودية الليث ومركوب ويلملم وذكروا اشتهارها بالعسل الشبابي الجيد تعني ان هذه القبيلة هي ذاتها التي طغى اسمها على بعض قبائل العرب ممن لا يمت لها بصلة وان هذه القبيلة كنانية النسب بنصوص ثابتة للبلاذري وغيره " أ.هـ
يقول هنيدس : القول أنها جاهلية وفي ق1هـ وق2هـ لا نعترض عليه ، ولكن الاعتراض على القرون ما بعد ق3هـ ، فلو كانت شبابة التي من كنانة في ديارها أصلاً لما حصر الهمداني (ق3هـ) شبابة تلك (سواء كانت كنانية او فهميه او أزدية) في جزء ضيق جداً بين بجالة وعدوان .
قال الهمذاني في صفة جزيرة العرب ق 3 يصف السراة من بلاد زهران إلى الطائف :
"...
ـ ثم يتلوها سراة عنز (عسير الآن وكان فيها عنز بن وائل) .
ـ وسراة الحجر نجدهم خثعم وغورها بارق .
ـ ثم سراة الأزد وبنو القرن وبنو خالد ، نجدهم خثعم وغورهم قبائل من الأزد .
ـ ثم سراة الخال لشكر ، نجدهم خثعم وغورهم قبائل من الأسد بن عمران .
ـ ثم سراة زهران من الأزد: دوس وغامد والحر ، نجدهم بنو سواءة بن عامر وغورهم لهب.
وعويل بن الأزد وبنو عمرو وبنو سواءة خليطي والدعوة عامرية .
ـ ثم سراة بجيلة فنجدها بنو المعترف وأصلهم من تميم (!!!) وقال لي بعضهم أنهم من عكل ، وغورها بنو سعد من كنانة .
ـ ثم سراة بني شبابة وعدوان ، غورهم الليث ومركوب فيلملم ونجدها فيه عدوان مما يصلي مطار .
ـ ثم سراة الطائف غورها مكة ونجدها ديار هوازن " أ.هـ
ونلاحظ هنا ان بجالة غورها بني سعد كنانه أي في تهامه وقد ذابت في تهامه مع بقية كنانة حيث أننا في نص المقدسي لا نرى كنانه ولا سعد.
لا إشارة إلى كنانه أو شبابه أو بني سعد في نص المقدسي ق 4 هـ :
وبعد أن سرد الاخ الاحيوي ما قالته كتب العرب عن كلمة شبابة عامة قفز خمسة قرون وذكر بني سعد فقال : " (8 ــ ثامنا : أن ديار بني سعد هي ديار شبابة فسراة شبابة عرفت بسراة بني سعد قال الفاسي ( ت 832هــ ) في ترجمة شيخ الحرم عبد بن أحمد الهروي ( ت 434هــ ) وكان يقطن سراة بني شبابة : " وهي سراة بني سعد بجهة بجيلة بمجرى وما حولها من بلاد بني سعد " أ . هــ وبنو سعد هؤلاء فرع من شبابة بلا خلاف فان زعم زاعم أن بني سعد هؤلاء من شبابة أخرى ثم حلوا ديار شبابة الكنانية أن يبرز الدليل وهيهات لا سيما وأن بني سعد هؤلاء كانوا يقطنون سراة بني شبابة في الوقت الذي كانت فيه شبابة الكنانية تحل هذه الديار ونحن نقول أن بني سعد هؤلاء فرع من بني شبابة من كنانة وعلى من ادعى خلاف ذلك إبراز الدليل ولا دليل بل إن الأدلة توافرت على كنانية بني سعد " أ.هـ
يقول هنيدس : الدليل الأول هو نص المقدسي ق4 هـ ، ففي القرن الرابع الهجري أختفت شبابة من تلك الديار واختفت معها كنانة ولا وجود لسعد ، قال المقدسي ق 4هـ : " القبائل تأخذ من السروات نحو أهل الشام فتقع في :
ـ أرض الأغر بن هيثم ،
ـ ثم تخرج إلى ديار يعلى بن أبي يعلى
ـ ثم إلى سردد ثم إلى ديار عنز بن وائل في بني غزية ،
ـ ثم تقع في ديار جرش والعتل وجلاجل ،
ـ ثم إلى ديار الشقرة بها خثعم ،
ـ ثم في ديار الحارث ... ثم في شكر وعامر ،
ـ ثم في بجيلة ، ثم في فهم ،
ـ ثم في بني عاصم ،
ـ ثم في عدوان ،
ـ ثم في بني سلول.
ـ ثم في مطار .." أ.هـ
وكما نلاحظ فإنه من نص المقدسي ق4 لا نرى أي إشارة إلى كنانة أو سعد أو حتى شبابة ، وهذا يدل على عكس ما يقوله الاحيوي فلو أن شبابة من كنانة أو بني سعد كنانة لازالت محتفظة بتلك الديار أو لها سيطرة لذكرها الهمداني وفصل بطونها ، ولذكرها المقدسي (ق4) وفصل بطونها وهم من الرحالة الثقات .
الدليل الثاني غزو هوازن لبسائط الطائف ق3هـ :
لا أعلم كيف نقل الاحيوي بني سعد كنانه من الليث ويلملم إلى غزوان ليشتركوا هناك مع بني هلال التي لا تربطهم بها علاقة في غزو هذيل وغيرها وليستولوا بعد ذلك على بسائط الطائف . والحقيقة أن كنانه من خندف وهوازن من قيس وأن بني سعد الذين ذكرهم الهمداني هم بني سعد بن بكر بن هوازن الذين ديارهم في جهات أوطاس وجهات البوباه وغيرها من المناطق حيث كانت معركة حنين قبل ذلك بقرنين ونيف ، وانهم اشتركوا مع بني هلال ابناء عمومتهم في سكنى بسائط الطائف وجهاته الجنوبية ابتداءً من غزوان .
وانهم اخرجو هذيل من ديارها في البوباه ونخله وأوطاس وغيرها من الديار التي كانت في الاصل لهوازن .
قال الهمداني: " منازل هذيل عرنه وعرفة وبطن نعمان ونخلة ورحيل وكبكب والبوباة وأوطاس وغزوان فأخرجهم منه بنو سعد أخرجوها في وقتنا هذا بمعونة عج بن شاخ سلطان مكة " أ . هــ أي في زمن الهمداني (ق3هـ)